ﻛﻮﺭﻧﺜﻮﺱ ﺍﻻﻭﻝ 7:17 - ﻛﻮﺭﻧﺜﻮﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ 11:14
Arabic Bible: Easy-to-Read Version
عِيشُوا كَمَا كُنْتُمْ يَوْمَ دَعَاكُمُ الله
17 فَلْيَسْلُكْ كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ الحَالَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا لَهُ الرَّبُّ، وَكَمَا كَانَ عِندمَا دَعَاهُ اللهُ. هَذَا هُوَ مَا آمُرُ بِهِ فِي كُلِّ الكَنَائِسِ. 18 فَهَلْ بَيْنَكُمْ مَنْ كَانَ مَختُونًا عِنْدَمَا دَعَاهُ اللهُ؟ فَلَا يَنْبَغِي عَلَى مِثْلِ هَذَا أنْ يُخفِيَ أمْرَ اختِتَانِهِ. وَهَلْ بَيْنَكُمْ مَنْ دَعَاهُ اللهُ وَهُوَ غَيْرُ مَختُونٍ؟ فَلَا يَنْبَغِي عَلَى هَذَا أنْ يُختَتَنَ. 19 فَلَا يَهُمُّ أنْ يَكُونَ المُؤمِنُ مَختُونًا أوْ غَيْرَ مَختُونٍ، بَلْ مَا يَهُمُّ هُوَ أنْ يُطِيعَ وَصَايَا اللهِ. 20 فَلْيَبْقَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى الحَالِ الَّتِي دَعَاهُ اللهُ فِيهَا. 21 فَهَلْ كُنْتَ عَبْدًا حِينَ دُعِيتَ؟ فَلَا تَنْزَعِجْ لِذَلِكَ. لَكِنْ إنْ كَانَ فِي إمكَانِكَ أنْ تَتَحَرَّرَ، فَانتَهِزِ الفُرصَةَ وَتَحَرَّرْ. 22 فَمَنْ هُوَ فِي الرَّبِّ الآنَ، لَكِنَّهُ كَانَ عَبْدًا عِنْدَمَا دَعَاهُ الرَّبُّ، فَقَدْ صَارَ عَبْدًا لِلمَسِيحِ. 23 لَقَدِ اشتَرَاكُمُ المَسِيحُ بِثَمَنٍ، فَلَا تَعِيشُوا تَحْتَ عُبُودِيَّةِ بَشَرٍ. 24 إذًا، فَليَبْقَ كُلُّ وَاحِدٍ أيُّهَا الإخْوَةُ عَلَى الحَالِ الَّتِي دَعَاهُ اللهُ فِيهَا.
أسئِلَةٌ حَوْلَ الزَّوَاج
25 أمَّا بِالنِّسبَةِ لِغَيرِ المُتَزَوِّجَاتِ، فَلَيْسَ لَدَيْنَا أمرٌ مِنَ الرَّبِّ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِهِنَّ. لَكِنِّي أُقَدِّمُ رَأيِي كَشَخْصٍ جَدِيرٍ بِالثِّقَةِ، لِأنَّ الرَّبَّ رَحَمَنِي. 26 وَأنَا أرَى مَا يَلِي: بِسَبَبِ الضِّيقِ الحَالِيِّ، فَإنَّهُ أفْضَلُ لِلإنْسَانِ أنْ يَبْقَى بِلَا زَوَاجٍ مِثْلِي. 27 هَلْ أنْتَ مُرتَبِطٌ بِزَوْجَةٍ؟ فَلَا تَسْعَ إلَى التَّحَرُّرِ مِنْهَا. هَلْ أنْتَ بِلَا زَوْجَةٍ؟ فَلَا تَبْحَثْ عَنْ زَوْجَةٍ. 28 لَكِنْ إذَا تَزَوَّجتَ، فَإنَّكَ لَا تَرْتَكِبُ بِذَلِكَ خَطِيَّةً. وَإذَا تَزَوَّجَتْ فَتَاةٌ عَذرَاءُ، فَإنَّهَا لَا تَرْتَكِبُ بِذَلِكَ خَطِيَّةً. لَكِنَّ هَؤُلَاءِ النَّاسَ سَيَمُرُّونَ بِمَتَاعِبَ جَسَدِيَّةٍ، وَأنَا أُحَاوِلُ أنْ أُجَنِّبَكُمْ هَذِهِ المَتَاعِبَ.
29 وَمَا أُحَاوِلُ أنْ أقُولَهُ أيُّهَا الإخْوَةُ هُوَ أنَّ الوَقْتَ بَدَأ يَنْفَدُ. فَمِنَ الآنَ فَصَاعِدًا، عَلَى مَنْ لَهُمْ زَوْجَاتٌ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ بِلَا زَوْجَاتٍ. 30 وَعَلَى الَّذِينَ يَنُوحُونَ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ لَا يَنُوحُونَ. وَعَلَى المَسرُورِينَ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ غَيْرُ مَسرُورِينَ. وَعَلَى مَنْ يَشْتَرُونَ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا. 31 وَعَلَى الَّذِينَ يَسْتَغِلُّونَ مَا يُقَدِّمُهُ العَالَمُ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ لَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْهُ شَيْئًا، فَهَذَا العَالَمُ فِي شَكلِهِ الحَالِيِّ زَائِلٌ. 32 فَأنَا أُرِيدُكُمْ أنْ تَكُونُوا خَالِينَ مِنْ كُلِّ هَمٍّ. فَالرَّجُلُ غَيْرُ المُتَزَوِّجِ مُهتَمٌّ بِأُمُورِ الرَّبِّ، وَكَيفِيَّةِ إرضَائِهِ. 33 أمَّا الرَّجُلُ المُتَزَوِّجُ فَهُوَ مُهتَمٌّ بِأُمُورِ الدُّنيَا وَكَيفِيَّةِ إرضَاءِ زَوْجَتِهِ. 34 وَلِهَذَا فَإنَّ اهتِمَامَهُ مُوَزَّعٌ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَةٍ. وَالفَتَاةُ غَيْرُ المُتَزَوِّجَةِ أوِ الَّتِي لَمْ تَتَزَوَّجْ قَطُّ، تَهْتَمُّ بِأُمُورِ الرَّبِّ، وَهِيَ تَحْرِصُ عَلَى أنْ تَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. أمَّا المَرْأةُ المُتَزَوِّجَةُ، فَمُهتَمَّةٌ بِأُمُورِ الدُّنيَا وَكَيفِيَّةِ إرضَاءِ زَوْجِهَا. 35 وَأنَا أقُولُ هَذَا لِمَصلَحَتِكُمْ، لَا لِكَي أضَعَ عَلَيْكُمْ قُيُودًا، بَلْ لِتُرَتِّبُوا حَيَاتَكُمْ تَرْتِيبًا حَسَنًا وَتُكَرِّسُوا أنْفُسَكُمْ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ دُونَ أنْ يُلهِيَكُمْ شَيءٌ عَنْ ذَلِكَ.
36 قَدْ يَرَى أحَدُكُمْ أنَّهُ لَا يَتَّخِذُ القَرَارَ المُنَاسِبَ تُجَاهَ خَطيبَتِهِ، وَهِيَ قَدْ تَجَاوَزَتِ السِّنَّ المُنَاسِبَ للزَّوَاجِ. فَلْيَتَزَوَجَا، فَذَلِكَ ليسَ خَطِيَّةً. 37 أمَّا مَنْ لَا يَرَى حَاجَةً إلَى ذَلِكَ، فَهُوَ حُرٌّ فِي أنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُ. فَإنْ عَزَمَ فِي قَلْبِهِ أنْ لَا يَتَزَوَّجَ خَطِيبَتَهُ، فَحَسَنًا يَفْعَلُ. 38 فَمَنْ يَتَزَوَّجُ خَطِيبَتَهُ يُحسِنُ صُنعًا، وَمَنْ لَا يَتَزَوَّجُ، يَفْعَلُ أحسَنَ.[a]
39 وَالمَرْأةُ مُرتَبِطَةٌ بِزَوْجِهَا مَا دَامَ حَيًّا، لَكِنْ إنْ مَاتَ زَوْجُهَا، فَإنَّهَا حُرَّةٌ فِي أنْ تَتَزَوَّجَ مَنْ تَشَاءُ، عَلَى أنْ تَختَارَ شَخْصًا يَنْتَمِي إلَى الرَّبِّ. 40 أمَّا رَأيِي فَهُوَ أنَّهَا سَتَكُونُ أسعَدَ حَالًا إذَا بَقِيَتْ كَمَا هِيَ، وَأنَا أعتَقِدُ أيْضًا أنَّ رُوحَ اللهِ فِيَّ.
الذَّبَائِحُ المُقَدَّمَةُ لِلأوْثَان
8 أمَّا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالذَّبَائِحِ المُقَدَّمَةِ لِلأوْثَانِ، فَصَحِيحٌ قُولُكُمْ: «كُلُّنَا نَعْرِفُ!» لَكِنَّ المَعْرِفَةَ تَنْفُخُ النَّاسَ بِالكِبرِيَاءِ، أمَّا المَحَبَّةُ فَتَبْنِيهِمْ. 2 فَإنْ ظَنَّ أحَدُهُمْ أنَّهُ يَعْرِفُ، فَإنَّهُ لَا يَعْرِفُ كَمَا يَنْبَغِي. 3 لَكِنْ مَنْ يُحِبُّ اللهَ، فَإنَّهُ يَكُونُ مَعْرُوفًا مِنَ اللهِ.
4 فَفِي مَا يَتَعَلَّقُ بِأكلِ لَحْمِ الذَّبَائِحِ المُقَدَّمَةِ لِلأوْثَانِ، نَعْرِفُ أنَّهُ لَا يُوجَدُ وَثَنٌ حَقِيقِيٌّ فِي العَالَمِ، وَأنَّهُ لَا إلَهَ آخَرَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ. 5 نَعْرِفُ أنَّ هُنَاكَ مَا يُسَمَّى «آلِهَةً،» سَوَاءٌ أفِي السَّمَاءِ أمْ عَلَى الأرْضِ، وَأنَّ هُنَاكَ «آلِهَةً» كَثِيرِينَ وَ «أربَابًا» كَثِيرِينَ. 6 أمَّا بِالنِّسبَةِ لَنَا، فَلَا يُوجَدُ إلَّا إلَهٌ وَاحِدٌ هُوَ الآبُ، الَّذِي مِنْهُ تَأْتِي كُلُّ الأشْيَاءِ وَلَهُ نَحيَا. وَلَا يُوجَدُ إلَّا رَبٌّ وَاحِدٌ، هُوَ يَسُوعُ المَسِيحُ الَّذِي بِهِ تُوجَدُ كُلُّ الأشْيَاءِ وَبِهِ نَحيَا. 7 لَكِنْ لَا يعرِفُ الجَمِيعُ هَذِهِ الحَقِيقَةَ. فَبَعْضُ النَّاسِ كَانُوا قَدِ اعْتَادُوا عَلَى عِبَادَةِ الأوْثَانِ، فَعِنْدَمَا يَأْكُلُونَ مِنْ ذَلِكَ اللَّحمِ مُعتَقِدِينَ أنَّهُ ذُبِحَ لِوَثَنٍ، يَشْعُرُونَ بِالذَّنبِ لِأنَّ ضَمِيرَهُمْ ضَعِيفٌ.
8 غَيْرَ أنَّ الطَّعَامَ لَا يُقَرِّبُنَا مِنَ اللهِ. فَنَحْنُ لَا نَصِيرُ أسوَأَ إنْ لَمْ نَأكُلَ، وَلَا نَكُونُ أفضَلَ إنْ أكَلْنَا. 9 لَكِنِ انتَبِهُوا لِئَلَّا يَصِيرَ حَقُّكُمْ فِي تَنَاوُلِ مِثْلِ هَذِهِ الأطعِمَةِ سَبَبًا فِي تَعَثُّرِ الضُّعَفَاءِ. 10 فَيَا صَاحِبَ المَعْرِفَةِ، مَاذَا لَوْ رَآكَ أحَدٌ ذُو ضَمِيرٍ ضَعِيفٍ تَجْلِسُ وَتَأْكُلُ فِي مَعبَدٍ لِلأوْثَانِ، ألَا يَتَشَجَّعُ ضَمِيرُهُ فَيَأْكُلَ مِنَ الأطعِمَةِ المُقَدَّمَةِ لِلأوْثَانِ؟ 11 وَهَكَذَا تُؤدِّي مَعْرِفَتُكَ إلَى تَدْمِيرِ هَذَا المُؤمِنِ، وَهُوَ أخُوكَ الَّذِي مَاتَ المَسِيحُ مِنْ أجْلِهِ! 12 وَإذْ تُخْطِئُونَ فِي حَقِّ إخْوَتِكُمْ وَتَجْرَحُونَ ضَمِيرَهُمُ الضَّعِيفَ، فإنَّكُمْ تُخْطِئُونَ إلَى المَسِيحِ نَفْسِهِ. 13 فَإنْ كَانَ الطَّعَامُ يَتَسَبَّبُ فِي أنْ يُخطِئَ أخِي، فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا مَرَّةً أُخْرَى لِئلَّا يُخطِئَ أخِي.
حُقُوقُ بُولُسَ الَّتِي يَتَخَلَّى عَنْهَا
9 ألَسْتُ أنَا حُرًّا؟ ألَسْتُ أنَا رَسُولًا؟ ألَمْ أرَ يَسُوعَ رَبَّنَا؟ ألَسْتُمْ أنْتُمْ ثَمَرِي فِي الرَّبِّ؟ 2 وَإنْ كَانَ آخَرُونَ لَا يَعْتَبِرُونَنِي رَسُولًا، فَإنَّكُمْ تَعْتَبِرونني رَسولًا. فَأنْتُمُ الخَتمُ الَّذِي يُصَادِقُ عَلَى رَسُولِيَّتِي فِي الرَّبِّ.
3 وَدِفَاعِي لَدَى الَّذِينَ يَسْتَجْوِبُونَنِي هُوَ هَذَا: 4 ألَيْسَ لِي الحَقُّ فِي أنْ آكُلَ وَأشرَبَ؟ 5 ألَيْسَ لِي الحَقُّ فِي أنْ أصطَحِبَ مَعِي زَوْجَةً مُؤمِنَةً كَالرُّسُلِ الآخَرِينَ وَإخوَةِ الرَّبِّ وَبُطرُسَ؟ 6 أمْ أنَّنَا، بَرنَابَا وَأنَا، الوَحِيدَانِ اللَّذَانِ لَيْسَ لَنَا حَقٌّ فِي الامْتِنَاعِ عَنِ العَمَلِ لِنَكسِبَ قُوتَنَا؟ 7 مَنْ ذَا الَّذِي يَتَجَنَّدُ عَلَى نَفَقَتِهِ الخَاصَّةِ؟ وَمَنْ ذَا الَّذِي يَزْرَعُ كَرْمًا وَلَا يَأْكُلُ مِنْ ثَمَرِهِ؟ وَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْعَى قَطِيعًا مِنَ الأغْنَامِ وَلَا يَشْرَبُ مِنْ حَلِيبِ القَطِيعِ؟
8 ألَعَلِّي أتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الأُمُورِ حَسَبَ تَفْكِيرِ النَّاسِ فَقَطْ؟ أفَلَا تَقُولُ الشَّرِيعَةُ هَذَا أيْضًا؟ 9 إذْ تَقُولُ شَرِيعَةُ مُوسَى: «لَا تُكَمِّمْ ثَوْرًا وَهُوَ يَدْرُسُ القَمْحَ.»[b] ألَعَلَّ اللهَ يَقُولُ ذَلِكَ اهتِمَامًا مِنْهُ بِالثِّيرَانِ؟ 10 ألَا يَقُولُ هَذَا بِكُلِّ تَأْكِيدٍ مِنْ أجْلِنَا نَحْنُ. فَالَّذِي يَحْرُثُ إنَّمَا يَحْرُثُ عَلَى رَجَاءِ الحُصُولِ عَلَى شَيءٍ، وَالَّذِي يَدْرُسُ المَحصُولَ يَدْرُسُ رَاجِيًا نَصِيبَهُ مِنْهُ. 11 وَنَحْنُ زَرَعْنَا بِذَارًا رُوحِيًّا مِنْ أجْلِكُمْ، فَهَلْ تَسْتَكْثِرُون أنْ نَحصُدَ أشْيَاءَ مَادِّيَّةً مِنْكُمْ؟ 12 فَإنْ كَانَ آخَرُونَ يُشَارِكُونَ فِي هَذَا الحَقِّ، أفَلَا نَكُونُ نَحْنُ أحَقَّ مِنْهُمْ؟ لَكِنَّنَا لَمْ نَسْتَخْدِمْ حَقَّنَا هَذَا. بَلْ إنَّنَا نَحتَمِلُ كُلَّ شَيءٍ لِئَلَّا نَضَعَ عَائِقًا فِي طَرِيقِ البِشَارَةِ عَنِ المَسِيحِ. 13 ألَا تَعْلَمُونَ أنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الهَيْكَلِ يَحْصُلُونَ عَلَى طَعَامِهِمْ مِنَ الهَيْكَلِ؟ ألَا تَعْلَمُونَ أيْضًا أنَّ الَّذِينَ يَخْدِمُونَ بِانتِظَامٍ عِنْدَ المَذْبَحِ يَشْتَرِكُونَ مَعًا فِي مَا يُقَدَّمُ عَلَى المَذْبَحِ؟ 14 وَبِالمِثْلِ، فَإنَّ الرَّبَّ قَدْ أمَرَ بِأنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالبِشَارَةِ، يَعِيشُونَ مِنْهَا.
15 غَيْرَ أنِّي لَمْ أستَفِدْ مِنْ أيٍّ مِنْ هَذِهِ الحُقُوقِ. وَلَمْ أكتُبْ هَذَا أمَلًا فِي أنْ يَتَحَقَّقَ لِي هَذَا، لِأنِّي أُفَضِّلُ المَوْتَ عَلَى أنْ يَنْتَزِعَ أحَدٌ مِنِّي سَبَبَ افتِخَارِي. 16 فَإنْ كُنْتُ أُعلِنُ بِشَارَةَ المَسِيحِ، فَلَيْسَ لِي فَضلٌ، لِأنَّ هَذَا هُوَ وَاجِبِي. فَوَيلٌ لِي إنْ كُنْتُ لَا أُبَشِّرُ! 17 فَلَو كُنْتُ أنَا الَّذِي اختَرْتُ هَذِهِ الخِدْمَةَ بِنَفْسِي، لَكُنْتُ أستَحِقُّ مُكَافَأةً. لَكِنْ لَيْسَ لِي خَيَارٌ، فَأنَا أقُومُ بِمَهَمَّةٍ كَلَّفَنِي بِهَا اللهُ. 18 إذًا مَا هِيَ مُكَافَأتِي مُقَابِلَ ذَلِكَ؟ إنَّهَا إعلَانُ البِشَارَةِ مَجَّانًا، لِئَلَّا أستَخْدِمَ حَقِّي فِي الحُصُولِ عَلَى أجرٍ مِنَ التَّبشِيرِ.
19 صَحِيحٌ أنَّنِي حُرٌّ وَلَسْتُ تَحْتَ سُلطَةِ أحَدٍ، إلَّا أنَّنِي جَعَلْتُ نَفْسِي خَادِمًا لِجَمِيعِ النَّاسِ لِكَي أربَحَ أكبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ. 20 فَقَدْ صِرتُ لِليَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لِكَي أربَحَ اليَهُودَ. صِرتُ لِلَّذِينَ تَحْتَ الشَّرِيعَةِ كَمَنْ هُوَ تَحْتَ الشَّرِيعَةِ، رُغْمَ أنِّي لَسْتُ تَحْتَ الشَّرِيعَةِ. وَهَدَفِي هُوَ أنْ أربَحَ الَّذِينَ تَحْتَ الشَّرِيعَةِ. 21 وَصِرتُ لِلَّذِينَ بِلَا شَرِيعَةٍ كَمَنْ هُوَ بِلَا شَرِيعَةٍ، رُغْمَ أنِّي لَسْتُ بِلَا شَرِيعَةِ اللهِ، لِأنِّي خَاضِعٌ لِشَرِيعَةِ المَسِيحِ. وَهَدَفِي هُوَ أنْ أربَحَ الَّذِينَ بِلَا شَرِيعَةٍ. 22 صِرتُ لِلضُّعَفَاءِ ضَعِيفًا لِكَي أربَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرتُ كُلَّ شَيءٍ لِكُلِّ إنْسَانٍ، لِكَي أربَحَ بَعْضَ النَّاسَ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ مُمْكِنَةٍ. 23 وَأنَا مُسْتَعِدٌّ أنْ أفعَلَ كُلَّ شَيءٍ مِنْ أجْلِ بِشَارَةِ المَسِيحِ، لِكَي أشتَرِكَ فِي بَرَكَاتِهِا.
24 ألَا تَعْرِفُونَ أنَّ العَدَّائِينَ فِي المَيدَانِ يُشَارِكُونَ كُلُّهُمْ فِي السِّبَاقِ، وَوَاحِدٌ فَقَطْ هُوَ الَّذِي يَفُوزُ بِالجَائِزَةِ. فَاركُضُوا أنْتُمْ لِكَي تَفُوزُوا. 25 وَتَذكَّرُوا أنَّ كُلَّ مُتَنَافِسٍ يُخضِعُ نَفْسَهُ لِلتَّدرِيبِ الصَّارِمِ. وَهُمْ إنَّمَا يَفْعَلُونَ هَذَا لِكَي يَفُوزُوا بِإكلِيلٍ فَانٍ، أمَّا نَحْنُ فَسَنَفُوزُ بِإكلِيلٍ لَا يَفْنَى. 26 هَكَذَا إذًا أنَا أركُضُ كَمُتَسَابِقٍ لَدَيهِ هَدَفٌ. وَهَكَذَا أُلَاكِمُ، لَا كَمَنْ يُسَدِّدُ ضَرَبَاتٍ فِي الهَوَاءِ، 27 بَلْ أقسُو عَلَى جَسَدِي وَأُخْضِعُهُ، لِئَلَّا أصِيرَ أنَا نَفْسِي، بَعْدَ أنْ بَشَّرْتُ الآخَرِينَ، غَيْرَ مُؤهَّلٍ لِنَوَالِ الجَائِزَةِ!
مِثَالٌ مِنْ تَارِيخِ الشَّعْبِ القَدِيم
10 أيُّهَا الإخْوَةُ، أُرِيدُ أنْ أُذَكِّرَكُمْ بِأنَّ آبَاءَنَا كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ. وَعَبَرُوا جَمِيعًا البَحْرَ الأحْمَرَ. 2 وَتَعَمَّدُوا جَمِيعًا فِي السَّحَابَةِ[c] وَفِي البَحْرِ خَاضِعِينَ لِمُوسَى. 3 وَأكَلُوا جَمِيعًا الطَّعَامَ الرُّوحِيَّ نَفْسَهُ. 4 وَشَرِبُوا جَمِيعًا الشَّرَابَ الرُّوحِيَّ نَفْسَهُ. فَقَدْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنَ الصَّخرَةِ الرُّوحِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ تَتْبَعُهُمْ، وَكَانَتْ تِلْكَ الصَّخرَةُ هِيَ المَسِيحَ. 5 لَكِنَّ اللهَ لَمْ يَرْضَ عَنْ أكثَرِهِمْ، فَقُتِلُوا فِي البَرِّيَّةِ.
6 وَقَدْ حَدَثَتْ هَذِهِ الأُمُورُ مِثَالًا لَنَا، لِئَلَّا نَكُونَ مِمَّنْ يَشْتَهُونَ أُمُورًا شِرِّيرَةً مِثْلَهُمْ. 7 فَلَا تَكُونُوا عَبَدَةَ أوْثَانٍ كَمَا كَانَ بَعْضٌ مِنْهُمْ. كَمَا يَقُولُ الكِتَابُ: «جَلَسَ الشَّعْبُ لِيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا، وَنَهَضُوا لِيُرَفِّهُوا عَنْ أنْفُسِهِمْ.»[d] 8 وَلَا يَنْبَغِي أنْ نَزنِيَ كَمَا فَعَلَ بَعْضٌ مِنْهُمْ، فَسَقَطَ مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ وَعِشرُونَ ألْفًا أمْوَاتًا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ! 9 وَأنْ لَا نُجَرِّبَ المَسِيحَ، كَمَا فَعَلَ بَعْضٌ مِنْهُمْ، فَقَتَلَتهُمُ الحَيَّاتُ. 10 وَلَا تَتَذَمَّرُوا، كَمَا فَعَلَ بَعْضٌ مِنْهُمْ، فَأمَاتَهُمُ المَلَاكُ المُهلِكُ. 11 حَدَثَتْ لَهُمْ هَذِهِ مِثَالًا لَنَا، وَكُتِبَتْ مِنْ أجْلِ تَحْذِيرِنَا، نَحْنُ الَّذِينَ أدرَكَتْنَا نِهَايَةُ العُصُورِ.
12 فَليَحْذَرْ مَنْ يَظُنُّ أنَّهُ ثَابِتٌ لِئَلَّا يَسْقُطَ. 13 لَمْ تُصِبكُمْ تَجْرِبَةٌ لَا تَأْتِي عَلَى غَيرِكُمْ مِنَ البَشَرِ، لَكِنْ يُمكِنُكُمْ أنْ تَثِقُوا بِاللهِ الَّذِي لَا يَسْمَحُ بِأنْ تُجَرَّبُوا فَوْقَ طَاقَتِكُمْ، بَلْ يُوفِّرُ مَعَ التَّجرِبَةِ مَنفَذًا، لِكَي تَقْدِرُوا أنْ تَحْتَمِلُوا.
14 وَخُلَاصَةُ الحَدِيثِ، أيُّهَا الإخْوَةُ الأحِبَّاءُ، اهرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأوْثَانِ. 15 أنَا أُحَدِّثُكُمْ كَعُقَلَاءَ، فَاحكُمُوا بِأنفُسِكُمْ عَلَى مَا أقُولُ. 16 ألَيْسَتْ كَأسُ البَرَكَةِ[e] الَّتِي نُبَارِكُ اللهَ مِنْ أجْلِهَا، هِيَ أنْ نَشتَرِكَ مَعًا فِي دَمِ المَسِيحِ؟ ألَيْسَ الخُبْزُ الَّذِي نَكسِرُهُ، هُوَ أنْ نَشتَرِكَ فِي جَسَدِ المَسِيحِ؟ 17 فَالرَّغِيفُ الوَاحِدُ مِنَ الخُبْزِ يَعْنِي أنَّنَا نَحْنُ الكَثِيرِينَ نُؤَلِّفُ جَسَدًا وَاحِدًا، لِأنَّ لَنَا جَمِيعًا نَصِيبًا فِي الرَّغِيفِ.
18 تَأمَّلُوا مَا يَفْعَلُهُ بَنُو إسْرَائِيلَ. ألَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ، هُمْ مُشَارِكُونَ فِي المَذْبَحِ؟ 19 فَمَاذَا أعنِي بِهَذَا؟ هَلْ أعنِي أنَّ لِلطَّعَامِ المَذْبُوحِ لِلأوْثَانِ قِيمَةً، أوْ أنَّ لِلوَثَنِ قِيمَةً؟ 20 لَا، بَلْ مَا أعنِيهِ هُوَ أنَّ مَا يُضَحِّي بِهِ هَؤُلَاءِ النَّاسُ فَإنَّمَا يُضَحُّونَ بِهِ لِلأروَاحِ الشِّرِّيرَةِ، لَا للهِ! وَأنَا لَا أُرِيدُكُمْ أنْ تَكُونُوا شُرَكَاءَ الأرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ. 21 فَلَا يُمكِنُكُمْ أنْ تَشْرَبُوا كَأسَ الرَّبِّ وَكَأسَ الأرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ أيْضًا. وَلَا يُمكِنُكُمْ أنْ تَشْتَرِكُوا فِي مِائِدَةِ الرَّبِّ وَمَائِدَةِ الأرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ أيْضًا. 22 أمْ لَعَلَّنَا نُحَاوِلُ أنْ نُثِيرَ غَيْرَةَ الرَّبِّ؟[f] ألَعَلَّنَا أقوَى مِنْهُ؟ فَاسْتَخْدِمُوا حُرِّيَتَكُمْ لِمَجْدِ اللهِ.
23 لِي الحَقُّ فِي أنْ أفعَلَ أيَّ شَيءٍ، لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ نَافِعًا. لِي الحَقُّ فِي أنْ أفعَلَ أيَّ شَيءٍ، لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ يَبْنِي. 24 فَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ أنْ لَا يَنْظُرَ إلَى مَصَالِحِهِ الشَّخصِيَّةِ، بَلْ إلَى مَصَالِحِ الآخَرِينَ. 25 كُلُوا كُلَّ مَا يُبَاعُ فِي المَلحَمَةِ دُونَ استِفسَارٍ عَنْ أصلِهِ. 26 فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:
«الأرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُلكٌ لِلرَّبِّ.»[g]
27 وَإذَا دَعَاكَ شَخْصٌ غَيْرُ مُؤمِنٍ إلَى طَعَامٍ، وَقَبِلْتَ الدَّعوَةَ، فَكُلْ أيَّ شَيءٍ يُوضَعُ أمَامَكَ. وَلَا تَطْرَحْ أسئِلَةً عَنِ اللَّحمِ تَتَعَلَّقُ بِالضَّمِيرِ. 28 لَكِنْ إذَا قَالَ لَكَ أحَدُهُمْ: «هَذَا لَحْمٌ قُدِّمَ ذَبِيحَةً لِلأوْثَانِ،» فَلَا تَأْكُلْ مِنْهُ، مِنْ أجْلِ الشَّخصِ الَّذِي أخبَرَكَ، وَمِنْ أجْلِ الضَّمِيرِ. 29 لَا ضَمِيرِكَ أنْتَ، بَلْ ضَمِيرِ الشَّخصِ الآخَرِ. وَهَذَا هُوَ السَّبَبُ الوَحِيدُ، إذْ لَا يَنْبَغِي أنْ يُقَيِّدَ حُرِّيَّتِي ضَمِيرُ شَخْصٍ آخَرَ. 30 وَبِمَا أنِّي آكُلُ شَاكِرًا، فَلِمَاذَا يُوَجَّهُ إلَيَّ الانْتِقَادُ بِسَبَبِ شَيءٍ أشكُرُ اللهَ عَلَيْهِ؟
31 فَإنْ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أوْ تَشْرَبُونَ، أوْ مَهْمَا فَعَلْتُمْ، فَافْعَلُوهُ مِنْ أجْلِ مَجْدِ اللهِ. 32 وَلَا تَضَعُوا عَقَبَاتٍ أمَامَ اليَهُودِ وَلَا أمَامَ غَيْرِ اليَهُودِ أوْ أمَامَ الَّذِينَ يَنْتَمُونَ إلَى كَنِيسَةِ اللهِ. 33 وَأنَا أفْعَلُ هَذَا لإرضَاءِ الجَمِيعِ بِكُلِّ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ، غَيْرَ سَاعٍ إلَى مَا فِيهِ مَصلَحَتِي بَلْ مَصلَحَةِ الجَمِيعِ، رَاجِيًا أنْ يَخْلُصُوا.
11 تَمَثَّلُوا بِي كَمَا أتَمَثَّلُ أنَا أيْضًا بِالمَسِيحِ.
الخُضُوعُ لِلسُّلُطَات
2 وَإنِّي أمدَحُكُمْ، لِأنَّكُمْ تَتَذَكَّرُونَنِي عَلَى الدَّوَامِ، وَلِأنَّكُمْ مُتَمَسِّكُونَ بِالتَّقَالِيدِ كَمَا سَلَّمتُهَا إلَيكُمْ. 3 لَكِنِّي أُرِيدُكُمْ أنْ تَعْلَمُوا أنَّ المَسِيحَ هُوَ رَأسُ كُلِّ رَجُلٍ، وَأنَّ الرَّجُلَ[h] هُوَ رَأسُ المَرْأةِ، وَأنَّ اللهَ هُوَ رَأسُ المَسِيحِ. 4 فَكُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أوْ يَتَنَبَّأُ أمَامَ الكَنِيسَةِ وَهُوَ مُغَطَّى الرَّأسِ يُهِينُ رَأسَهُ، أيِ المَسِيحَ. 5 وَكُلُّ امْرأةٍ تُصَلِّي أوْ تَتَنَبَّأُ أمَامَ الكَنِيسَةِ وَهِيَ مَكشُوفَةُ الرَّأسِ تُهِينُ رَأسَهَا، وَهِيَ أشبَهُ تَمَامًا بِامْرأةٍ مَحلُوقَةِ الرَّأسِ. 6 فَإذَا لَمْ تُغَطِّ المَرْأةُ رَأسَهَا، فَإنَّهَا تَكونُ كَمَنْ قَصَّتْ شَعرَهَا كُلَّهُ! لَكِنْ مَا دَامَ أمْرًا مُعِيبًا أنْ تَحْلِقَ المَرْأةُ أوْ أنْ تَقُصَّ شَعرَ رَأسِهَا كُلَّهُ، فَإنَّهُ يَنْبَغِي عَلَيْهَا أنْ تُغَطِّيَ رَأسَهَا.
7 أمَّا الرَّجُلُ فَلَا يَنْبَغِي أنْ يُغَطِّيَ رَأسَهُ، لِأنَّهُ يَعْكِسُ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ، وَالمَرْأةُ تَعْكِسُ صُورَةَ الرَّجُلِ. 8 أقُولُ هَذَا لِأنَّ الرَّجُلَ لَمْ يَأْتِ مِنَ المَرْأةِ، بَلِ المَرْأةُ هِيَ الَّتِي جَاءَتْ مِنَ الرَّجُلِ. 9 كَمَا أنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخلَقْ مِنْ أجْلِ المَرْأةِ، بَلِ المَرْأةُ خُلِقَتْ مِنْ أجْلِ الرَّجُلِ. 10 لِذَلِكَ يَنْبَغِي أنْ تُغَطِّيَ المَرْأةُ رَأسَهَا كَعَلَامَةٍ تُبَيِّنُ أنَّهَا تَحْتَ سُلطَانٍ، وَلِأجْلِ المَلَائِكَةِ أيْضًا.
11 غَيْرَ أنَّهُ فِي الرَّبِّ، لَا المَرْأةُ مُسْتَقِلَّةٌ عَنِ الرَّجُلِ، وَلَا الرَّجُلُ مُسْتَقِلٌّ عَنِ المَرْأةِ. 12 فَكَمَا أنَّ المَرْأةَ جَاءَتْ مِنَ الرَّجُلِ، فَإنَّ الرَّجُلَ أيْضًا يُولَدُ مِنَ المَرْأةِ. لَكِنْ كُلُّ الأشْيَاءِ تَأْتِي مِنَ اللهِ.
13 فَاحكُمُوا أنْتُمْ فِي هَذَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أنْفُسِكُمْ: أيَلِيقُ أنْ تُصَلِّيَ المَرْأةُ للهِ عَلَنًا وَهِيَ مَكشُوفَةُ الرَّأسِ؟ 14 ألَا تُعَلِّمُكُمُ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا أنَّهُ عَارٌ عَلَى الرَّجُلِ أنْ يُطِيلَ شَعرَهُ؟ 15 أمَّا الشَّعرُ الطَّوِيلُ فَمَجدٌ لِلمَرْأةِ، لِأنَّهُ أُعْطِيَ لَهَا كَغِطَاءٍ طَبِيعِيٍّ. 16 لَكِنْ يَبْدُو أنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ أنْ يُجَادِلَ، أمَّا نَحْنُ وَجَمِيعُ كَنَائِسِ اللهِ فَلَيْسَتْ لَنَا هَذِهِ العَادَةُ.
العَشَاءُ الرَّبَّانِيّ
17 أمَّا بِخُصُوصِ المَسألَةِ التَّالِيَةِ، فَلَا أمدَحُكُمْ! لِأنَّ اجتِمَاعَاتِكُمْ تَضُرُّكُمْ أكْثَرَ مِمَّا تَنْفَعُكُمْ! 18 أوَّلًا، أسمَعُ أنَّهُ كُلَّمَا اجتَمَعتُمْ كَكَنِيسَةٍ، تَحْصُلُ بَيْنَكُمُ انقِسَامَاتٌ، وَأنَا أُصَدِّقُ بَعْضَ مَا أسمَعُ. 19 إذْ لَا بُدَّ أنْ تَكُونَ بَيْنَكُمْ شِقَاقَاتٌ، لِكَي يَظْهَرَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ الصَّوَابَ!
20 فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعًا، فَإنَّكُمْ لَا تَأْكُلُونَ حَقًّا العَشَاءَ الرَّبَّانِيِّ.[i] 21 لأنَّكُمْ حِينَ تَأْكُلُونَ، يُسَارِعُ كُلُّ وَاحِدٍ إلَى تَنَاوُلِ عَشَائِهِ الَّذِي أحْضَرَهُ لِنَفْسِهِ، فَيَجُوعُ وَاحِدٌ وَيَسْكَرُ آخَرُ! 22 ألَيْسَتْ لَكُمْ بُيُوتٌ تَأْكُلُونَ فِيهَا؟ أمْ أنَّكُمْ تَحْتَقِرُونَ كَنِيسَةَ اللهِ وَتُحرِجُونَ الفُقَرَاءَ؟
فَمَاذَا أقُولُ لَكُمْ؟ هَلْ أمدَحُكُمْ؟ لَيْسَ هُنَاكَ مَا أمدَحُكُمْ بِهِ فِي هَذِهِ المَسألَةِ. 23 فَقَدْ تَسَلَّمتُ مِنَ الرَّبِّ التَّعلِيمَ نَفْسَهُ الَّذِي سَلَّمتُكُمْ إيَّاهُ، وَهُوَ أنَّهُ فِي اللَّيلَةِ الَّتِي تَعَرَّضَ فِيهَا الرَّبُّ يَسُوعُ لِلخِيَانَةِ، أخَذَ خُبْزًا، 24 وَشَكَرَ اللهَ ثُمَّ قَسَّمَهُ وَقَالَ: «هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي أُعْطِيهِ لَكُمْ. اعمَلُوا هَذَا تَذكَارًا لِي.»
25 وَعَادَ فَتَنَاوَلَ كَأسَ النَّبِيذِ بَعدَمَا تَعَشَّوْا وَقَالَ: «هَذِهِ الكَأسُ هِيَ كَأسُ العَهْدِ الجَدِيدِ الَّذِي يُقْطَعُ بِدَمِي. فَكُلَّمَا شَرِبتُمْ هَذَا الشَّرَابَ، اشْرَبُوهُ تَذكَارًا لِي.» 26 فَكُلَّمَا أكَلتُمْ مِنْ هَذَا الخُبْزِ وَشَرِبتُمْ مِنْ هَذِهِ الكَأسِ، فَإنَّكُمْ تُذِيعُونَ مَوْتَ الرَّبِّ إلَى أنْ يَجِيءَ ثَانِيَةً.
27 فَكُلُّ مَنْ يَأْكُلُ الخُبْزَ وَيَشْرَبُ كَأسَ الرَّبِّ، بِأُسلُوبٍ غَيْرِ لَائِقٍ، يَكُونُ مُخطِئًا ضِدَّ جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. 28 لَكِنْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ أنْ يَفْحَصَ نَفْسَهُ وَبَعْدَ ذَلِكَ يُمكِنُهُ أنْ يَأْكُلَ مِنَ الخُبْزِ وَيَشْرَبَ الكَأسَ. 29 فَمَنْ يَأْكُلُ الخُبْزَ وَيَشْرَبُ الكَأسَ دُونَ أنْ يَهْتَمَّ بِأُولَئِكَ الَّذِينَ هُمْ جَسَدُ الرَّبِّ، فَإنَّهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَينُونَةً عَليهِ. 30 لِذَلِكَ بَيْنَكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرضَى، وَكَثِيرُونَ مَاتُوا.
31 لَكِنْ إنْ حَكَمنَا عَلَىْ أنْفُسِنَا، فَلَنْ يُحكَمَ عَلَيْنَا. 32 وَعِنْدَمَا يَحْكُمُ الرَّبُّ عَلَيْنَا فَإنَّهُ يُؤَدِّبُنَا، لِكَيْ لَا نُدَانَ مَعَ الآخَرِينَ فِي العَالَمِ.
33 إذًا، أيُّهَا الإخْوَةُ، عِنْدَمَا تَجْتَمِعُونَ مَعًا لِلأكلِ، لِيَنْتَظِرْ أحَدُكُمُ الآخَرَ. 34 فَإنْ كَانَ أحَدُكُمْ جَائِعًا حَقًّا، فَليَأْكُلْ فِي بَيْتِهِ، لِئَلَّا تَتَعَرَّضُوا إلَى دَينُونَةٍ نَتِيجَةً لاجتِمَاعَاتِكُمْ هَذِهِ. أمَّا الأُمُورُ الأُخرَى فَسَأقُومُ بِتَصْوِيبِهَا حِينَ آتِي.
مَوَاهِبُ الرُّوحِ القُدُس
12 وَالْآنَ، أيُّهَا الإخْوَةُ، لَا أُرِيدُكُمْ أنْ تَبْقَوْا فِي جَهلٍ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ. 2 أنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّكُمْ لَمَّا كُنْتُمْ غَيْرَ مُؤمِنِينَ، كُنْتُمْ مُضَلَّلِينَ وَمُنسَاقِينَ وَرَاءَ أوْثَانٍ خَرسَاءَ. 3 لِذَلِكَ أقُولُ لَكُمْ إنَّهُ مَا مِنْ أحَدٍ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يُمْكِنُ أنْ يَلْعَنَ يَسُوعَ! وَلَا يُمْكِنُ لِأحَدٍ أنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ،» إلَّا بِالرُّوحِ القُدُسِ.
4 هُنَاكَ أنوَاعٌ مِنَ المَوَاهِبِ لَكِنَّهَا مِنَ الرُّوحِ نَفْسِهِ. 5 وَهُنَاكَ أنوَاعٌ مِنَ الخِدمَاتِ، وَلَكِنَّنَا نَخدِمُ الرَّبَّ نَفْسَهُ. 6 وَهُنَاكَ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ يَعْمَلُ فِيهَا اللهُ، لَكِنَّ اللهَ نَفْسَهُ هُوَ العَامِلُ فِينَا جَمِيعًا لِعَمَلِ كُلِّ شَيءٍ.
7 وَتُعطَى لِكُلِّ وَاحِدٍ مَوهِبَةٌ لإظهَارِ الرُّوحِ لِلمَنفَعَةِ. 8 فَيُعطَى لِوَاحِدٍ بِالرُّوحِ أنْ يَتَكَلَّمَ بِحِكمَةٍ، وَيُعطَى لِآخَرَ أنْ يَتَكَلَّمَ بِمَعْرِفَةٍ بِالرُّوحِ نَفْسِهِ. 9 وَيُعطَى لآخَرَ إيمَانٌ مِنَ الرُّوحِ نَفْسِهِ، وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ مِنَ الرُّوحِ الوَاحِدِ. 10 وَلآخَرَ قُوَّاتٌ مُعجِزِيَّةٌ، وَلآخَرَ التَّنَبُّؤُ، وَلآخَرَ القُدرَةُ عَلَى تَمْيِيزِ الأرْوَاحِ، وَلآخَرَ التَّكَلُّمُ بِأنوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ اللُّغَاتِ، وَلآخَرَ تَفْسِيرُ هَذِهِ اللُّغَاتِ. 11 لَكِنَّ الرُّوحَ الوَاحِدَ نَفْسَهُ هُوَ الَّذِي يُحَقِّقُ كُلَّ هَذِهِ الأشْيَاءِ، مُخَصِّصًا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ المَوَاهِبِ مَا يَشَاءُ.
جَسَدُ المَسِيح
12 لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَلِلجَسَدِ أعضَاءٌ كَثِيرَةٌ. وَرُغْمَ كَثرَةِ الأعضَاءِ، فَهِيَ تُشَكِّلُ جَسَدًا وَاحِدًا. وَهَذَا يَنْطَبِقُ عَلَى جَسَدِ المَسِيحِ أيْضًا. 13 فَقَدْ تَعَمَّدنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ لِكَي نَصِيرَ جُزءًا مِنَ الجَسَدِ الوَاحِدِ، يَهُودًا كُنَّا أمْ غَيْرَ يَهُودٍ، عَبِيدًا أمْ أحرَارًا. كَمَا سُقِينَا جَمِيعًا رُوحًا وَاحِدًا.
14 وَجَسَدُ الإنْسَانِ لَا يَتَألَّفُ مِنْ عُضوٍ وَاحِدٍ، بَلْ مِنْ أعضَاءٍ كَثِيرَةٍ. 15 لِنَفرِضْ أنَّ القَدَمَ قَالَتْ: «أنَا لَسْتُ يَدًا. لِذَلِكَ لَا أنتَمِي إلَى الجَسَدِ.» أيُفْقِدُهَا هَذَا انتِمَاءَهَا إلَى الجَسَدِ؟ 16 وَلْنَفرِضْ أنَّ الأُذُنَ قَالَتْ: «أنَا لَسْتُ عَينًا. لِذَلِكَ لَا أنتَمِي إلَى الجَسَدِ.» أيُفْقِدُهَا هَذَا انتِمَاءَهَا إلَى الجَسَدِ؟ 17 فَلَو كَانَ كُلُّ الجَسَدِ عُيُونًا، أيْنَ هِيَ حَاسَّةُ السَّمعِ؟ وَلَوْ كَانَ كُلُّ الجَسَدِ آذَانًا، أيْنَ هِيَ حَاسَّةُ الشَّمِّ؟ 18 أمَّا الآنَ، فَقَدْ وَضَعَ اللهُ كُلَّ عُضوٍ مِنَ الأعضَاءِ فِي الجَسَدِ حَسَبَ مَا رَأى مُنَاسِبًا. 19 فَلَو كَانَتْ كُلُّ أعضَاءِ الجَسَدِ عُضوًا وَاحِدًا، فَأينَ الجَسَدُ؟ 20 لَكِنْ هُنَاكَ أعضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَهُنَاكَ جَسَدٌ وَاحِدٌ.
21 فَلَا تَسْتَطِيعُ العَينُ أنْ تَقُولَ لِليَدِ: «أنَا لَا أحتَاجُ إلَيكِ،» وَلَا يَسْتَطِيعُ الرَّأسُ أنْ يَقُولُ لِلقَدَمَينِ: «أنَا لَا أحتَاجُ إلَيكُمَا.» 22 بَلْ إنَّ الأعضَاءَ الَّتِي نَعتَبِرُهَا أضعَفَ مِنْ غَيرِهَا، ضَرُورِيَّةٌ جِدًّا. 23 وَالأعضَاءُ الَّتِي نَعتَبِرُهَا الأقَلِّ مَنزِلَةً، هِيَ الَّتِي نُعَامِلُهَا بِعِنَايَةٍ أكبَرَ. وَأعضَاؤُنَا الَّتِي لَا نُرِيدُ إبرَازَهَا، هِيَ الَّتِي نُولِيهَا اهتِمَامًا أعْظَمَ.
24 أمَّا أعضَاؤُنَا الأكثَرُ اعتِبَارًا فَلَا تَحتَاجُ إلَى مُعَامَلَةٍ كَهَذِهِ. فَقَدْ شَكَّلَ اللهُ أعضَاءَ الجِسمِ مَعًا بِطَرِيقَةٍ تُضفِي كَرَامَةً أكبَرَ عَلَى العُضوِ الَّذِي يَفْتَقِرُ إلَى الكَرَامَةِ. 25 وَذَلِكَ لِكَي لَا تَكُونَ هُنَاكَ أيَّةُ انشِقَاقَاتٍ فِي الجَسَدِ، بَلْ تَهْتَمُّ الأعضَاءُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ اهتِمَامًا وَاحِدًا. 26 فَإنْ كَانَ أحَدُ الأعضَاءِ يَتَألَّمُ، فَكُلُّ الأعضَاءِ تَتَألَّمُ مَعَهُ. وَإنْ كَانَ أحَدُ الأعضَاءِ مُكَرَّمًا، فَكُلُّ الأعضَاءِ تُكَرَّمُ مَعَهُ.
27 وَهَكَذَا أنْتُمْ، جَسَدُ المَسِيحِ الوَاحِدِ، وَأعضَاؤُهُ فَردًا فَردًا. 28 فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الرُّسُلَ فِي الكَنِيسَةِ أوَّلًا، وَالأنْبِيَاءَ ثَانِيًا، وَالمُعَلِّمِينَ ثَالِثًا، ثُمَّ الَّذِينَ يُجرُونَ المُعجِزَاتِ، ثُمَّ الَّذِينَ لَهُمْ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ، ثُمَّ مُسَاعَدَةُ المُحتَاجِينَ، ثُمَّ مَوَاهِبُ القِيَادَةِ، ثُمَّ التَّكَلُّمُ بِأنوَاعِ لُغَاتٍ. 29 ألَعَلَّ الجَمِيعَ رُسُلٌ؟ ألَعَلَّ الجَمِيعَ أنْبِيَاءٌ، ألَعَلَّ الجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ ألَعَلَّ الجَمِيعَ يُجرُونَ المُعجِزَاتِ؟ 30 ألَعَلَّ الجَمِيعَ لَهُمْ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ؟ ألَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى؟ ألَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَمَتَّعُونَ بِالقُدرَةِ عَلَى تَفْسِيرِ تِلْكَ اللُّغَاتِ؟ 31 لَكِنِ اسْعَوْا إلَى مَوَاهِبِ الرُّوحِ العُظمَى.
وَالْآنَ سَأُريكُمْ أفْضَلَ طَريقٍ:
المَحَبَّة
13 إنْ كُنْتُ أتَكَلَّمُ بِلُغَاتِ البَشَرِ وَالمَلَائِكَةِ، وَلَمْ يَكُنْ لَدَيَّ مَحَبَّةٌ، أكُونُ مِثْلَ جَرَسٍ مُزعِجٍ أوْ صَنجٍ مُنَفِّرٍ. 2 وَإنْ كَانَتْ لِي مَوهِبَةُ النُّبُوَّةِ، وَكُنْتُ أعْرِفُ كُلَّ الأسرَارِ وَكُلَّ مَعْرِفَةٍ، وَكَانَ لِي الإيمَانُ الكَافِي لِأُحَرِّكَ الجِبَالَ، وَلَمْ يَكُنْ لَدَيَّ مَحَبَّةٌ، فَأنَا لَا شَيءَ. 3 وَإنْ كُنْتُ أتَصَدَّقُ بِكُلِّ مَا أملُكُ لإطعَامِ المُحتَاجِينَ، وَإنْ ضَحَّيتُ بِجَسَدِي إلَىْ حَدِّ الافْتِخَارِ،[j] وَلَمْ يَكُنْ لَدَيَّ مَحَبَّةٌ، فَلَا أستَفِيدُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا.
4 المَحَبَّةُ تَصْبِرُ.
المَحَبَّةُ تُشفِقُ.
المَحَبَّةُ لَا تَحْسِدُ.
المَحَبَّةُ لَا تَتَبَاهَى.
المَحَبَّةُ لَا تَنْتَفِخُ بِالكِبرِيَاءِ،
5 وَلَا تَتَصَرَّفُ دُونَ لَيَاقَةٍ.
المَحَبَّةُ لَا تَسْعَى إلَى تَحْقِيقِ غَايَاتِهَا الشَّخصِيَّةِ.
المَحَبَّةُ لَيْسَتْ سَرِيعَةَ الاهْتِيَاجِ،
وَلَا تَحْفَظُ سِجِلًّا لِلإسَاءَاتِ.
6 المَحَبَّةُ لَا تَفْرَحُ بِالشَّرِّ،
بَلْ تَفْرَحُ بِالحَقِّ.
7 المَحَبَّةُ تَحْمِي دَائِمًا،
وَتُصَدِّقُ دَائِمًا،
وَتَرْجُو دَائِمًا،
وَتَحْتَمِلُ دَائِمًا.
8 المَحَبَّةُ لَا تَمُوتُ.
أمَّا مَوَاهِبُ النُّبُوَّةِ، فَسَتُوضَعُ جَانِبًا، وَمَوَاهِبُ التَّكَلُّمِ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، سَتَتَوَقَّفُ. وَمَوهِبَةُ المَعْرِفَةِ سَتُوضَعُ جَانِبًا. 9 فَمَعْرِفَتُنَا الآنَ جُزئِيَّةٌ، وَنُبُوَّاتُنَا جُزئِيَّةٌ. 10 لَكِنْ حِينَ يَأتِي الكَامِلُ، سَيُلغَى مَا هُوَ جُزئِيٌّ.
11 عِنْدَمَا كُنْتُ طِفْلًا، كُنْتُ أتَكَلَّمُ كَطِفلٍ، وَأُفَكِّرُ كَطِفلٍ، وَأفهَمُ كَطِفلٍ. أمَّا الآنَ، وَقَدْ صِرتُ رَجُلًا نَاضِجًا، فَقَدِ انتَهَيتُ مِنْ طُرُقِ الطُّفُولَةِ. 12 فَنَحْنُ الآنَ نَرَى انعِكَاسًا بَاهِتًا فِي مِرآةٍ، لَكِنْ عِنْدَمَا يَأتِي الكَامِلُ، سَنَرَى وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ مَعْرِفَتِي جُزئِيَّةٌ، لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأعرِفُ كَمَا يَعْرِفُنِي اللهُ.
13 أمَّا الآنَ، فَلتَثْبُتْ هَذِهِ الأُمُورُ الثَّلَاثَةُ:
الإيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالمَحَبَّةُ،
لَكِنَّ أعْظَمَهَا المَحَبَّةُ.
المَوَاهِبُ هِيَ لِمَنفَعَةِ الكَنِيسَة
14 اسْعَوْا وَرَاءَ المَحَبَّةِ، وَتَشَوَّقُوا لِلمُوُاهِبِ الرُّوحِيَّةِ بِإخْلَاصٍ، ولَاسِيَّمَا مَوهِبَةُ التَّنَبُّؤِ. 2 فَمَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ أُخْرَى، لَا يُكَلِّمُ النَّاسَ، بَلِ اللهَ، لِأنَّهُ مَا مِنْ أحَدٍ يَفْهَمُ مَا يَقُولُهُ. فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِأسرَارٍ بِالرُّوحِ. 3 أمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَيَتَكَلَّمُ بِأشْيَاءَ تَبْنِي وَتُشَجِّعُ وَتُعَزِّي الآخَرِينَ. 4 مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ أُخْرَى يَبْنِي نَفْسَهُ، أمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الكَنِيسَةَ كُلَّهَا.
5 وَأنَا أوَدُّ أنْ تَكُونَ لَكُمْ جَمِيعًا مَوهِبَةُ التَّكَلُّمِ بِلُغَاتٍ، لَكِنِّي أوَدُّ أكْثَرَ أنْ تَتَنَبَّأُوا. فَمَنْ يَتَنَبَّأُ أكْثَرُ فَائِدَةً مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، إلَّا إذَا كَانَ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ أُخْرَى لَهُ مَوهِبَةُ تَفْسِيرِ مَا يَقُولُهُ، فَبِهَذَا تُبنَى الكَنِيسَةُ كُلُّهَا.
6 أيُّهَا الإخْوَةُ، إنْ أتَيْتُكُمْ مُتَكَلِّمًا بِلُغَاتٍ أُخْرَى، فَكَيْفَ سَأُفِيدُكُمْ إلَّا إذَا تَكَلَّمْتُ بِإعلَانٍ أوْ مَعْرِفَةٍ أوْ نُبُوَّةٍ أوْ تَعْلِيمٍ؟ 7 كَذَلِكَ الآلَاتُ المُوسِيقِيَّةُ الخَالِيَةُ مِنَ الحَيَاةِ. فَإنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ تَمْيِيزٌ وَاضِحٌ بَيْنَ النَّغَمَاتِ الَّتِي تُطلِقُهَا، كَيْفَ يُمْكِنُ لأحَدٍ أنْ يُمَيِّزَ اللَحْنَ الَّذِي يُعزَفُ عَلَى النَّايِ أوِ القِيثَارِ؟ 8 وَإذَا أصدَرَ البُوقُ صَوْتًا غَيْرَ وَاضِحٍ، فَمَنِ الَّذِي سَيُهَيِّئُ نَفْسَهُ لِلمَعرَكَةِ؟ 9 كَذَلِكَ إنْ لَمْ يُصدِرْ لِسَانُكُمْ كَلَامًا مَفهُومًا، فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِأيِّ أحَدٍ أنْ يَفْهَمَ مَا قُلْتُمُوهُ؟ لِأنَّكُمْ عِنْدَئِذٍ تَتَكَلَّمُونَ فِي الهَوَاءِ. 10 لَا شَكَّ أنَّ هُنَاكَ لُغَاتٍ كَثِيرَةً فِي العَالَمِ، وَجَمِيعُهَا لَهَا مَعنَى. 11 فَإنْ لَمْ أكُنْ أعْرِفُ مَعنَى اللُّغَةِ، سَأكُونُ مِثْلَ الأجنَبِيِّ عِنْدَ المُتَكَلِّمِ، وَسَيَكُونُ المُتَكَلِّمُ أجنَبِيًّا عِندِي أيْضًا.
12 وَهَكَذَا أنْتُمْ. فَبِمَا أنَّكُمْ مُتَشَوِّقُونَ لَامتِلَاكِ المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، اجتَهِدُوا أنْ تَتَفَوَّقُوا فِيهَا مِنْ أجْلِ بِنَاءِ الكَنِيسَةِ. 13 فَعَلَى مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ أُخْرَى، أنْ يُصَلِّيَ طَالِبًا مَوهِبَةَ تَفْسِيرِ اللُغَةِ أيْضًا. 14 فَإنْ صَلَّيتُ بِلُغَةٍ أُخْرَى، فَإنَّ رُوحِي هِيَ الَّتِي تُصَلِّي، وَأمَّا عَقلِي فَيَكُونُ خَامِلًا. 15 فَمَا العَمَلُ إذًا؟ سَأُصَلِّي بِرُوحِي، وَسَأُصَلِّي بِعَقلِي أيْضًا. سَأُرَنِّمُ بِرُوحِي، وَسَأُرَنِّمُ بِعَقلِي أيْضًا. 16 فَإنْ حَمَدتَ اللهَ بِرُوحِكَ فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِمَنْ لَا يَفْهَمُ كَلَامَكَ أنْ يَقُولَ: «آمِين»؟ وَهُوَ لَمْ يَفْهَمْ مَا قُلْتَهُ. 17 رُبَّمَا تَشْكُرُ اللهَ بِطَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ، لَكِنَّ الشَّخصَ الآخَرَ لَا يُبنَى.
18 أنَا أشكُرُ اللهَ عَلَى أنِّي أتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ أُخْرَى أكْثَرَ مِنْكُمْ جَمِيعًا. 19 لَكِنِّي أُفَضِّلُ عِنْدَ اجتِمَاعِ الكَنِيسَةِ أنْ أتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ مُسْتَخْدِمًا عَقلِي لِأُعَلِّمَ الآخَرِينَ، عَلَى أنْ أتَكَلَّمَ عَشْرَةَ آلَافِ كَلِمَةٍ بِلُغَةٍ أُخْرَى! 20 أيُّهَا الإخْوَةُ، لَا تَكُونُوا أطْفَالًا فِي تَفْكِيرِكُمْ، بَلْ كُونُوا أبرِيَاءَ كَالأطْفَالِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالشَّرِّ. أمَّا فِي تَفْكِيرِكُمْ، فَكُونُوا نَاضِجِينَ. 21 تَقُولُ الشَّرِيعَةُ:
«بِأُنَاسٍ يَتَكَلَّمُونَ لُغَاتٍ أُخْرَى،
وَبِشِفَاهِ أجَانِبَ،
سَأُكَلِّمُ هَذَا الشَّعْبَ.
لَكِنَّهُمْ لَنْ يُصغُوا إلَيَّ.»[k]
هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ.
22 وَهَذَا يَعْني أنَّ التَّكَلُّمَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى هُوَ عَلَامَةُ دَينونَةٍ ضَدَّ غَيْرِ المُؤمِنِينَ، لَا ضَدَّ المُؤمِنِينَ. أمَّا التَّنَبُّؤُ فَعَلَامَةُ بَرَكَةٍ لِلمُؤمِنينَ، لَا لِغَيرِ المُؤمِنِينَ. 23 فَلْنَفرِضْ أنَّ الكَنِيسَةَ كُلَّهَا اجتَمَعَتْ مَعًا، وَكَانَ الجَمِيعُ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، ثُمَّ دَخَلَ غُرَبَاءٌ أوْ غَيْرُ مُؤمِنِينَ، أفَلَنْ يَقُولُوا إنَّكُمْ مَجَانِينُ؟ 24 لَكِنْ إنْ كَانَ الجَمِيعُ يَتَنَبَّأُونَ عِنْدَ دُخُولِ شَخْصٍ غَيْرِ مُؤمِنٍ أوْ غَرِيبٍ، فَإنَّهُ سَيُوَبَّخُ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ وَسَتَدِينُهُ أقْوَالُهُمْ. 25 سَتُكشَفُ أسرَارُ قَلْبِهِ، فَيَجْثُو وَيَعْبُدُ اللهَ وَيَقُولُ: «حَقًّا إنَّ اللهَ مَوجُودٌ بَيْنَكُمْ!»
كُلُّ شَيءٍ لِبُنيَانِ الكَنِيسَة
26 فَمَا العَمَلُ أيُّهَا الإخْوَةُ؟ عِنْدَمَا تَجْتَمِعُونَ، لِيَكُنْ لِوَاحِدٍ مِنْكُمْ مَزْمُورٌ، وَلِآخَرَ تَعْلِيمٌ، وَلِآخَرَ إعْلَانٌ، وَليَتَكَلَّمْ آخَرُ بِلُغَةٍ أُخْرَى، وَيُفَسِّرْ آخَرُ تِلْكَ اللُّغَةَ. فَيَنْبَغِي أنْ يَجْرِيَ كُلُّ شَيءٍ لِبُنيَانِ الكَنِيسَةِ. 27 فَعِنْدَمَا تَتَكَلَّمونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى فِي الكَنِيسَةِ، ليَتَكَلَّمِ اثْنَانِ أوْ ثَلَاثَةٌ عَلَى الأكثَرِ. وَلْيَتَكَلَّمُوا وَاحِدًا بَعْدَ الآخَرِ. وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ مَا يُقَالُ. 28 وَإنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَنْ يُتَرْجِمُ، فَلْيَصْمِتِ المُتَكَلِّمُ بِلُغَةٍ أُخْرَى فِي الاجْتِمَاعِ، وَلْيُصَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ. 29 وَلْيَتَكَلَّمْ نَبِيَّانِ أوْ ثَلَاثَةٌ، وَلْيَمْتَحِنِ الآخَرُونَ مَا يَقُولُونَهُ. 30 وَإذَا تَلَقَّى شَخْصٌ آخَرُ جَالِسٌ إعلَانًا مِنَ اللهِ، فَلْيَصْمِتْ مَنْ كَانَ يَتَنَبَّأُ. 31 إذْ يُمكِنُكُمْ جَمِيعًا أنْ تَتَنَبَّأُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِدَورِهِ. وَبِهَذَا تَتَعَلَّمُونَ جَمِيعًا وَتَتَشَجَّعُونَ جَمِيعًا. 32 فَأروَاحُ الأنْبِيَاءِ خَاضِعَةٌ لِلأنبَيَاءِ. 33 وَاللهُ لَا يَصْنَعُ الفَوضَى بَلِ السَّلَامَ.
وَكَمَا هُوَ الحَالُ فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ شَعْبِ اللهِ المُقَدَّسِ، 34 يَنْبَغِي أنْ تَصْمُتَ النِّسَاءُ فِي الاجْتِمَاعَاتِ. إذْ لَيْسَ مَسمُوحًا لَهُنَّ بِأنْ يَتَكَلَّمنَ، بَلْ لِيُظهِرنَ خُضُوعًا، كَمَا تَقُولُ الشَّرِيعَةُ أيْضًا. 35 وَإذَا أرَدنَ أنْ يَتَعَلَّمنَ شَيْئًا، فَعَلَيْهِنَّ أنْ يَنْتَظِرنَ حَتَّى يَصِلْنَ إلَى البَيْتِ وَيَسألنَ أزوَاجَهُنَّ. أقُولُ هَذَا لِأنَّهُ عَيبٌ أنْ تَتَكَلَّمَ المَرْأةُ فِي الاجْتِمَاعِ.
36 فَهَلْ أنْتُمْ مَصدَرُ كَلِمَةِ اللهِ؟ أمْ وَصَلَتْ كَلِمَةُ اللهِ إلَيكُمْ وَحدَكُمْ؟ 37 فَإنْ كَانَ أحَدٌ يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ نَبِيًّا، أوْ لَدَيهِ مَوهِبَةٌ رُوحِيَّةٌ، فَلَا بُدَّ أنْ يُدرِكَ أنَّ مَا أكتُبُهُ إلَيكُمْ هُوَ أمرٌ مِنَ الرَّبِّ. 38 وَإنْ كَانَ يَتَجَاهَلُ هَذَا، فَاللهُ يَتَجَاهَلُهُ!
39 إذًا أيُّهَا الإخْوَةُ، تَشَوَّقُوا لِلتَّنَبُّؤِ، وَلَا تَمْنَعُوا أحَدًا مِنَ التَّكَلُّمِ بِلُغَاتٍ. 40 لَكِنْ يَنْبَغِي أنْ يَتِمَّ كُلُّ شَيءٍ بِلَيَاقَةٍ وَبِنِظَامٍ.
البِشَارَةُ بِالمَسِيح
15 وَالْآنَ أوَدُّ أنْ أُذَكِّرَكُمْ، أيُّهَا الإخْوَةُ، بِالبِشَارَةِ الَّتِي بَشَّرتُكُمْ بِهَا، وَتَلَقَّيتُمُوهَا، وَأنْتُمْ مُسْتَمِرُّونَ فِيهَا بِقُوَّةٍ. 2 وَهِيَ البِشَارَةُ الَّتِي بِوَاسِطَتِهَا أنْتُمْ مُخَلَّصُونَ أيْضًا، مَا دُمتُمْ مُتَمَسِّكِينَ بِالرِّسَالَةِ الَّتِي بَشَّرتُكُمْ بِهَا. وَإلَّا فَإنَّكُمْ تَكُونُونَ قَدْ آمَنتُمْ بِلَا فَائِدَةٍ.
3 فَقَدْ سَلَّمتُ إلَيكُمْ، أوَّلَ كُلِّ شَيءٍ، الإعلَانَ الَّذِي تَلَقَّيتُهُ مِنَ الرَّبِّ: وَهُوَ أنَّ المَسِيحَ مَاتَ مِنْ أجْلِ خَطَايَانَا، كَمَا جَاءَ فِي الكُتُبِ. 4 وَبَعْدَ ذَلِكَ دُفِنَ وَأُقِيمَ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ، كَمَا جَاءَ فِي الكُتُبِ. 5 وَظَهَرَ لِبُطرُسَ، ثُمَّ لِمَجمُوعَةِ «الِاثنَيْ عَشَرَ.»[l] 6 ثُمَّ ظَهَرَ لِأكثَرَ مِنْ خَمسِ مِئَةِ أخٍ مَرَّةً وَاحِدَةً. وَمُعظَمُ هَؤُلَاءِ مَا زَالُوا أحيَاءً إلَى الآنَ. 7 ثُمَّ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِجَمِيعِ الرُّسُلِ. 8 ثُمَّ ظَهَرَ لِي أنَا آخِرَ الكُلِّ كَمَا لِلمَولُودِ قَبْلَ وَقْتِهِ!
9 فَأنَا أقَلُّ الرُّسُلِ، بَلْ إنِّي غَيْرُ جَدِيرٍ بِلَقَبِ رَسُولٍ، لِأنِّي اضطَهَدتُ كَنِيسَةَ اللهِ. 10 لَكِنْ مَا أنَا عَليهِ الآنَ، هُوَ بِفَضْلِ نِعْمَةِ اللهِ. وَلَمْ أتَلَقَّ نِعْمَةَ اللهِ بِلَا فَائِدَةٍ، بَلْ عَمِلْتُ أكْثَرَ مِنْ بَاقِي الرُّسُلِ جَمِيعًا، رُغْمَ أنِّي لَمْ أكُنْ أنَا العَامِلُ، بَلْ نِعْمَةُ اللهِ عَمِلَتْ فِيَّ. 11 فَسَوَاءٌ أنَا الَّذِي بَشَّرتُكُمْ أمْ هُمْ، فَهَذَا هُوَ مَا نُبَشِّرُ بِهِ كُلُّنَا، وَهَذَا مَا آمَنتُمْ بِهِ.
سَنُقَامُ مِنَ المَوْت
12 لَكِنْ مَا دُمنَا نُبَشِّرُ بِأنَّ المَسِيحَ أُقِيمَ مِنَ المَوْتِ، فَكَيْفَ يَقُولُ بَعْضٌ مِنَ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ إنَّهُ لَا تُوجَدُ قِيَامَةٌ لِلأمْوَاتِ؟ 13 فَإنْ لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ قِيَامَةٌ لِلأمْوَاتِ، فَمَعنَى هَذَا أنَّ المَسِيحَ لَمْ يُقَمْ مِنَ المَوْتِ. 14 وَإنْ كَانَ هَذَا صَحِيحًا فَإنَّ رِسَالَتَنَا فَارِغَةٌ، وَإيمَانُكُمْ فَارِغٌ. 15 وَنَكُونُ بِهَذَا شهُودًا كَاذِبِينَ عَنِ اللهِ، لِأنَّنَا نَشهَدُ عَنِ اللهِ أنَّهُ أقَامَ المَسِيحَ مِنَ المَوْتِ! 16 فَإنْ كَانَ الأمْوَاتُ لَا يَقُومُونَ حَقًّا، فَإنَّ المَسِيحَ لَمْ يَقُمْ مِنَ المَوْتِ! 17 وَإنْ لَمْ يَكُنِ المَسِيحُ قَدْ قَامَ مِنَ المَوْتِ، يَكُونُ إيمَانُكُمْ بَاطِلًا، وَخَطَايَاكُمْ لَمْ تُغفَرْ بَعْدُ، 18 وَيَكُونُ الَّذِينَ مَاتُوا فِي المَسِيحِ قَدْ هَلَكُوا. 19 وَإنْ كَانَ رَجَاؤُنَا فِي المَسِيحِ مُرتَبِطًا بِهَذِهِ الحَيَاةِ فَقَطْ، فَنَحْنُ أكْثَرُ النَّاسِ استِحقَاقًا لِلشَّفَقَةِ.
20 لَكِنِ الحَقِيقَةُ هِيَ أنَّ المَسِيحَ قَدْ قَامَ بِالفِعْلِ مِنَ المَوْتِ، وَهُوَ أوَّلُ حَصَادِ الَّذِينَ مَاتُوا.[m] 21 فَبِمَا أنَّ المَوْتَ جَاءَ بِإنْسَانٍ، كَذَلِكَ جَاءَتْ قِيَامَةُ الأمْوَاتِ بِإنْسَانٍ. 22 الجَمِيعُ يَمُوتُونَ بِسَبَبِ مَا فَعَلَهُ آدَمُ، وَكَذَلِكَ يَحيَا الجَمِيعُ بِسَبَبِ مَا فَعَلَهُ المَسِيحُ. 23 لَكِنْ يُقَامُ كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ تَرْتِيبِهِ الخَاصِّ: المَسِيحُ الَّذِي هُوَ أوَّلُ الحَصَادِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَنْتَمُونَ إلَى المَسِيحِ حِينَ يَأتِي ثَانِيَةً. 24 ثُمَّ تَأْتِي النِّهَايَةُ، حِينَ يُسَلِّمُ المَسِيحُ المَلَكُوتَ للهِ الآبِ، بَعْدَ أنْ يَقْضِيَ عَلَى كُلِّ رِئَاسَةٍ وَسُلطَةٍ وَقُوَّةٍ تُقَاوِمُ اللهَ.
25 إذْ يَنْبَغِي أنْ يَمْلُكَ المَسِيحُ إلَى أنْ يَضَعَ اللهُ أعْدَاءَهُ تَحْتَ قَدَمَيهِ.[n] 26 وَسَيَكُونُ المَوْتُ آخِرَ عَدُوٍّ يُقضَى عَلَيْهِ. 27 إذْ يَقُولُ الكِتَابُ إنَّ: «كُلَّ الأشْيَاءِ أُخضِعَتْ تَحْتَ قَدَمَيهِ.» وَحِينَ يَقُولُ الكِتَابُ إنَّ «كُلَّ الأشْيَاءِ أُخضِعَتْ،»[o] فَمِنَ الوَاضِحِ أنَّ هَذِهِ الأشْيَاءَ لَا تَشْمَلُ اللهَ الَّذِي أخضَعَ كُلَّ الأشْيَاءِ لِلمَسِيحِ. 28 وَبَعْدَ أنْ تُخضَعَ كُلُّ الأشْيَاءِ، فَسَيَخْضَعُ الابْنُ نَفْسُهُ للهِ الَّذِي أخضَعَ لَهُ كُلَّ الأشْيَاءِ، لِكَي يَكُونَ اللهُ كُلَّ شَيءٍ بَيْنَ الجَمِيعِ.
29 وَإلَّا، فَمَا الَّذِي يَفْعَلُهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَتَعَمَّدُونَ عَنِ الأمْوَاتِ؟ فَإنْ كَانَ المَوْتَى لَا يُقَامُونَ مِنَ المَوْتِ، فَلِمَاذَا يَتَعَمَّدُونَ عَنْهُمْ؟ 30 وَمَا الَّذِي يَدْفَعُنَا نَحْنُ إلَى مُواجَهَةِ الخَطَرِ فِي كُلِّ وَقْتٍ؟ 31 إنِّي أُواجِهُ المَوْتَ كُلَّ يَوْمٍ أيُّهَا الإخْوَةُ الَّذِينَ أفتَخِرُ بِكُمْ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. 32 فَإنْ كُنْتُ قَدْ حَارَبتُ وُحُوشًا فِي أفَسُسَ مِنْ أجْلِ أسبَابٍ بَشَرِيَّةٍ، فَمَا الَّذِي كَسِبتُهُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ؟ وَإنْ لَمْ يَكُنِ المَوْتَى يُقَامُونَ، إذًا «فَلْنَأكُلْ وَنَشرَبْ لِأنَّنَا غَدًا سَنَمُوتُ!»[p]
33 لَا تَسْمَحُوا بِأنْ يُضِلَّكُمْ أحَدٌ: «فَرِفَاقُ السُّوءِ يُفسِدُونَ الأخلَاقَ الصَّالِحَةَ.» 34 عُودُوا إلَى عَقلِكُمْ وَكُفُّوا عَنِ الخَطِيَّةِ، إذْ إنَّ بَعْضًا مِنْكُمْ مَا يَزَالُ يَجْهَلُ اللهَ. أقُولُ هَذَا لِكَي تَخْجَلُوا!
جَسَدُ القِيَامَة
35 لَكِنْ رُبَّمَا يَسألُ أحَدُكُمْ: «كَيْفَ يُقَامُ الأمْوَاتُ؟ وَمَا نَوعُ الجَسَدِ الَّذِي سَيَكُونُ لَهُمْ؟» 36 يَا جَاهِلُ، إنَّ مَا تَزْرَعُهُ لَا يَحيَا إنْ لَمْ يَمُتْ أوَّلًا. 37 فَعِنْدَمَا تَزْرَعُ، أنْتَ لَا تَزْرَعُ نَبتَةً نَاضِجَةً، بَلْ مُجَرَّدَ حَبَّةٍ عَارِيَةٍ. سَوَاءٌ أكَانَتْ حَبَّةَ قَمْحٍ أمْ أيَّ نَوعٍ آخَرَ مِنَ الحُبُوبِ. 38 ثُمَّ يُعْطِيهَا اللهُ شَكلًا كَمَا يَشَاءُ. فَيُعْطِي لِكُلِّ بِذرَةٍ شَكلَهَا. 39 وَلَيْسَتْ كُلُّ الأجسَامِ مُتَمَاثِلَةً. فَللبَشَرِ جِسْمٌ، وَللحَيَوَانَاتِ جِسْمٌ، وَلِلطُّيُورِ جِسمٌ، وَلِلأسمَاكِ جِسمٌ. 40 وَهُنَاكَ أجسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ وَأجسَامٌ أرْضِيَّةٌ. لِلأجسَامِ السَّمَاوِيَّةِ بَهَاءٌ، وَلِلأجسَامِ الأرْضِيَّةِ بَهَاءٌ آخَرُ، 41 لِلشَّمسِ بَهَاءٌ، وَلِلقَمَرِ بَهَاءٌ، وَلِلنُّجُومِ بَهَاءٌ. وَيَخْتَلِفُ نَجمٌ عَنْ نَجمٍ آخَرَ فِي البَهَاءِ.
42 هَكَذَا أيْضًا عِنْدَمَا يُقَامُ الأمْوَاتُ. فَالجَسَدُ الَّذِي يُدفَنُ فِي الأرْضِ يَتَعَفَّنُ، أمَّا الجَسَدُ الَّذِي يُقَامُ فَلَا يَمُوتُ. 43 الجَسَدُ الَّذِي يُدفَنُ هُوَ دُونَ كَرَامَةٍ، أمَّا الجَسَدُ المُقَامُ فَمَجِيدٌ. الجَسَدُ الَّذِي يُدفَنُ ضَعِيفٌ، أمَّا الجَسَدُ المُقَامُ فَقَوِيٌّ. 44 مَا يُدفَنُ فِي الأرْضِ جَسَدٌ مَادِّيٌّ، وَمَا يُقَامُ جَسَدٌ رُوحِيٌّ. وَبِمَا أنَّ هُنَاكَ أجسَادًا مَادِّيَّةً، فَهُنَاكَ أيْضًا أجسَادٌ رُوحِيَّةٌ. 45 يَقُولُ الكِتَابُ:
«صَارَ الإنْسَانُ الأوَّلُ، آدَمُ، نَفْسًا حَيَّةً.»[q]
أمَّا المَسِيحُ، آدَمُ الأخِيرُ، فَهوَ رُوحٌ مُحْيٍ. 46 لَمْ يَأْتِ الرُّوحِيُّ أوَّلًا، بَلِ الطَّبِيعِيُّ هُوَ الَّذِي أتَى أوَّلًا، ثُمَّ الرُّوحِيُّ. 47 أتَى الإنْسَانُ الأوَّلُ مِنَ الأرْضِ وَخُلِقَ مِنَ التُّرَابِ، أمَّا الثَّانِي فَقَدْ أتَى مِنَ السَّمَاءِ. 48 وَالنَّاسُ مَخْلُوقُونَ مِنْ تُرَابٍ، مِثْلَ ذَلِكَ المَخْلُوقِ مِنَ التُّرَابِ. أمَّا الشَّعْبُ السَّمَاوِيُّ، فَمِثْلُ ذَلِكَ السَّمَاوِيِّ. 49 وَكَمَا حَمَلْنَا صُورَةَ ذَلِكَ التُّرَابيِّ، سَنَحمِلُ أيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ. 50 وَأنَا أقُولُ لَكُمْ، أيُّهَا الإخْوَةُ إنَّ أجسَادَنَا الأرْضِيَّةَ لَا تَقْدِرُ أنْ تَرِثَ مَلَكُوتَ اللهِ. كَذَلِكَ لَا يَسْتَطِيعُ مَا هُوَ قَابِلٌ لِلمَوْتِ أنْ يَرِثَ مَا لَيْسَ قَابِلًا لِلمَوْتِ.
51 سَأُخبِرُكُمْ بِهَذِهِ الحَقِيقَةِ الخَفِيَّةِ: لَنْ نَرْقُدَ كُلُّنَا رُقودَ المَوْتِ، لَكِنَّ اللهَ سَيُغَيِّرُنَا كُلَّنَا فِي لَحظَةٍ، 52 بَلْ فِي طَرفَةِ عَينٍ، عِنْدَمَا يُسمَعُ صَوْتُ البُوقِ الأخِيرِ. إذْ سَيُصَوِّتُ البُوقُ، وَسَيُقَامُ الأمْوَاتُ غَيْرَ قَابِلِينَ لِلمَوْتِ فِيمَا بَعْدُ. وَنَحْنُ البَاقِينَ أحيَاءً سَنُغَيَّرُ. 53 إذْ يَنْبَغِي أنْ يَلْبَسَ هَذَا الجَسَدُ الفَاسِدُ مَا لَيْسَ فَاسِدًا، وَأنْ يَلْبَسَ هَذَا الجَسَدُ القَابِلُ لِلمَوْتِ مَا لَيْسَ قَابِلًا لِلمَوْتِ. 54 وَحِينَ يَلْبَسُ هَذَا الجَسَدُ القَابِلُ لِلمَوْتِ مَا لَيْسَ قَابِلًا لِلمَوْتِ، وَيَلْبَسُ الجَسَدُ الفَانِي مَا لَا يَفْنَى، يَتَحَقَّقُ المَكْتُوبُ:
«هُزِمَ المَوْتُ.»[r]
55 «أيْنَ يَا مَوْتُ انتِصَارُكَ؟
وَأينَ يَا قَبْرُ لَدغَتُكَ؟»[s]
56 فَالخَطِيَّةُ تُعطِي المَوْتَ قُدرَتَهُ عَلَى اللَّدغِ! وَقُوَّةُ الخَطِيَّةِ نَابِعَةٌ مِنَ الشَّرِيعَةِ. 57 لَكِنْ كُلُّ الشُّكْرِ للهِ الَّذِي يُعطِينَا النَّصرَ فِي رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ.
58 إذًا اثبُتُوا، أيُّهَا الإخْوَةُ، وَلَا تَسْمَحُوا لِشَيءٍ بِأنْ يُزَحزِحَكُمْ. وَكَرِّسُوا أنْفُسَكُمْ لِعَمَلِ الرَّبِّ بِشَكلٍ كَامِلٍ، لِأنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ عَمَلَكُمْ فِي الرَّبِّ لَا يَضِيعُ.
جَمعُ التَّبَرُّعَاتِ لِلمُؤمِنِين
16 أمَّا بِشَأنِ جَمعِ المُسَاعَدَاتِ لِشَعْبِ اللهِ المُقَدَّسِ، فَاعمَلُوا كَمَا قُلْتُ لِلكَنَائِسِ فِي غَلَاطِيَّةَ: 2 فِي اليَوْمِ الأوَّلِ مِنْ كُلِّ أُسبُوعٍ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أنْ يَضَعَ جَانِبًا شَيْئًا مِمَّا يَكْسِبُهُ، فَيَتِمُّ خَزْنُهُ لِكَي لَا يَكُونَ هُنَاكَ جَمعُ مَالٍ عِنْدَ حُضُورِي. 3 وَعِنْدَمَا أحضُرُ، سَأُرْسِلُ مَنْ تَختَارُونَ، مَعَ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ، لِيَحْمِلُوا عَطَايَاكُمْ إلَى القُدْسِ. 4 وَإذَا بَدَا مُفِيدًا أنْ أذْهَبَ أنَا أيْضًا، فَسَيَذْهَبُونَ مَعِي.
خُطَطُ بُولُس
5 سَآتِي إلَيكُمْ بَعْدَ أنْ أمُرَّ عَبْرَ مَكدُونِيَّةَ، فَأنَا أُخَطِّطُ لِلمُرُورِ عَبرَهَا. 6 رُبَّمَا بَقِيتُ مَعَكُمْ فَترَةً مِنَ الزَّمَنِ، بَلْ رُبَّمَا أقضِي الشِّتَاءَ عِنْدَكُمْ، لِكَي تَتَمَكَّنُوا مِنْ إعَانَتِي عَلَى السَّفَرِ مَهْمَا كَانَتْ وُجهَتِي. 7 وَأنَا لَا أُرِيدُ أنْ أزُورَكُمْ زِيَارَةً عَابِرَةً. إذْ أرْجُو أنْ أقضِيَ مَعَكُمْ بَعْضَ الوَقْتِ، إنْ سَمَحَ الرَّبُّ بِذَلِكَ. 8 وَسَأبقَى فِي أفَسُسَ حَتَّى عِيدِ الخَمْسِينَ. 9 فَقَدِ انفَتَحَ لِيَ بَابٌ وَاسِعٌ لِلخِدْمَةِ الفَعَّالَةِ، وَهُنَاكَ كَثِيرُونَ يُقَاوِمُونَنِي.
10 وَعِنْدَمَا يَصِلُ تِيمُوثَاوُسُ إلَيكُمْ، فَاحْرِصُوا عَلَى أنْ يَشْعُرَ بِالرَّاحَةِ بَيْنَكُمْ. فَهُوَ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ مِثْلِي. 11 فَلَا يُعَامِلْهُ أحَدٌ بِاسْتِهَانَةٍ، بَلْ أرسِلُوهُ فِي طَرِيقِهِ بِسَلَامٍ لِكَي يَأْتِيَ إلَيَّ. فَأنَا وَبَاقِي الإخوَةِ فِي انتِظَارِهِ. 12 أمَّا أخونَا أبُلُّوسُ، فَقَدْ شَجَّعتُهُ بِقُوَّةٍ عَلَى زِيَارَتِكُمْ مَعَ الإخوَةِ. لَكِنْ لَمْ تَكُنْ مَشِيئَةُ اللهِ أنْ يَأْتِيَ إلَيكُمُ الآنَ، وَسَيَأْتِي إلَيكُمْ مَتَى وَجَدَ فُرصَةً.
الخَاتِمَة
13 كُونُوا مُتَيَقِّظِينَ، اثبُتُوا فِي إيمَانِكُمْ. كُونُوا شُجعَانًا. كُونُوا أقوِيَاءَ. 14 وَاعْمَلُوا كُلَّ مَا تَعْمَلُونَهُ بِمَحَبَّةٍ.
15 أنْتُمْ تَعْرِفُونَ بَيْتَ استِيفَانُوسَ، وَتَعْرِفُونَ أنَّهُمْ أوَّلُ ثَمَرِ خِدمَتِي فِي أخَائِيَّةَ، وَأنَّهُمْ أخَذُوا عَلَى أنْفُسِهِمْ مَسؤُولِيَّةَ خِدْمَةِ شَعْبِ اللهِ المُقَدَّسِ. لِهَذَا أطلُبُ إلَيكُمْ أيُّهَا الإخْوَةُ، 16 أنْ تَخْضَعُوا لِقِيَادَةِ مِثْلِ هَؤُلَاءِ النَّاسِ، وَلِكُلِّ مَنْ يَنْضَمُّ إلَى العَمَلِ وَالخِدْمَةِ مِنْ أجْلِ الرَّبِّ.
17 أنَا مَسرُورٌ لِوُجُودِ استِيفَانُوسَ وَفُرْتُونَاتُوسَ وَأخَائِيكُوسَ، لِأنَّهُمْ سَدُّوا مَكَانَكُمْ فِي غِيَابِكُمْ. 18 وَقَدْ أنعَشُوا رُوحِي وَأروَاحَكُمْ أيْضًا. فَقَدِّرُوا مِثْلَ هَؤُلَاءِ.
19 تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ كَنَائِسُ مُقَاطَعَةِ أسِيَّا. أكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا وَالكَنِيسَةُ الَّتِي تَجْتَمِعُ فِي بَيْتِهِمَا، يُسَلِّمُونَ عَلَيْكُمْ سَلَامًا حَارًّا فِي الرَّبِّ. 20 يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ كُلُّ الإخوَةِ. لَيُسَلِّمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبلَةٍ مُقَدَّسَةٍ.
21 وَهَذِهِ تَحِيَّةٌ مِنِّي أنَا بُولُسَ أكتُبُهَا بِخَطِّ يَدِي:
22 مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لَا يُحِبُّ الرَّبَّ!
مَارَان آثَا.[t]
23 لِتَكُنْ مَعَكُمْ نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ.
24 مَحَبَّتِي إلَيكُمْ جَمِيعًا فِي المَسِيحِ يَسُوعَ.
1 مِنْ بُولُسَ، رَسُولِ المَسِيحِ يَسُوعَ حَسَبَ مَشِيئَةِ اللهِ، وَمِنْ أخِينَا تِيمُوثَاوُسَ، إلَى كَنِيسَةِ اللهِ فِي كُورِنثُوسَ، مَعَ كُلِّ شَعْبِ اللهِ المُقَدَّسِ فِي مُقَاطَعَةِ أخَائِيَّةَ كُلِّهَا. 2 لِتَكُنْ لَكُمْ نِعْمَةٌ وَسَلَامٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَمِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ.
بُولُسُ يَشْكُرُ الله
3 تبَارَكَ إلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ وَأبُوهُ، أبُو المَرَاحِمِ، وَالإلَهُ الَّذِي هُوَ مَصدَرُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ. 4 فَهُوَ يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَةٍ نُواجِهُهَا، لِكَي نَتَمَكَّنَ نَحْنُ مِنْ تَعْزِيَةِ المُتَضَايِقِينَ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ، بِالتَّعزِيَةِ نَفْسِهَا الَّتِي يُعَزِّينَا بِهَا اللهُ. 5 فَكَمَا نَشتَرِكُ فِي آلَامِ المَسِيحِ الكَثِيرَةِ، كَذَلِكَ تَشْتَرِكُونَ، فِي المَسِيحِ، بِتَعْزِيَاتِنَا الكَثِيرَةِ لَكُمْ. 6 فَإنْ كُنَّا نُواجِهُ ضِيقَاتٍ، فَذَلِكَ مِنْ أجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلَاصِكُمْ. وَإنْ كُنَّا نَتَعَزَّى، فَمِنْ أجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ. فَتَعْزِيَتُنَا لَكُمْ تُقَوِّيكُمْ فِي الصَّبْرِ عَلَى نَفْسِ الآلَامِ الَّتِي نَحتَمِلُهَا نَحْنُ أيْضًا. 7 إنَّ رَجَاءَنَا مِنْ أجْلِكُمْ رَجَاءٌ رَاسِخٌ، لِأنَّنَا نَعْلَمُ أنَّهُ كَمَا تَشْتَرِكُونَ فِي آلَامِنَا، فَإنَّكُمْ تَشْتَرِكُونَ أيْضًا فِي تَعْزِيَتِنَا.
8 أيُّهَا الإخْوَةُ، نُرِيدُ أنْ تَعْرِفُوا بِالضِّيقَةِ الَّتِي مَرَرنَا بِهَا فِي مُقَاطَعَةِ أسِيَّا، فَقَدْ كَانَتْ ثَقِيلَةً جِدًّا عَلَيْنَا وَفَوقَ طَاقَتِنَا، حَتَّى فَقَدْنَا كُلَّ أمَلٍ فِي البَقَاءِ أحيَاءً. 9 وَقَدْ شَعَرنَا فِي قُلُوبِنَا بِأنَّهُ مَحكُومٌ عَلَيْنَا بِالمَوْتِ. وَذَلِكَ لِكَي نَتَعَلَّمَ ألَّا نَتَّكِلَ عَلَى أنْفُسِنَا، بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأمْوَاتَ إلَى الحَيَاةِ. 10 لَقَدْ أنقَذَنَا اللهُ مِنْ خَطَرِ مَوْتٍ شَدِيدٍ، وَسَيُواصِلُ إنقَاذَنَا. فَقَدْ وَضَعْنَا رَجَاءَنَا فِيهِ بِأنَّهُ سَيُنقِذُنَا دَائِمًا. 11 نَرجُو أنْ تَدْعَمُونَا بِصَلَوَاتِكُمْ مِنْ أجْلِنَا. حِينَئِذٍ سَيَكُونُ لِكَثِيرِينَ مَا يَشْكُرُونَ اللهَ عَلَيْهِ مِنْ أجْلِنَا، بِسَبَبِ مَا يُنعِمُ بِهِ اللهُ عَلَيْنَا بِفَضْلِ صَلَوَاتِ الكَثِيرِينَ.
12 فَإنْ كَانَ لَنَا أنْ نَفخَرَ، فَإنَّنَا نَفخَرُ بِأنَّ ضَمِيرَنَا يَشْهَدُ بِأنَّنَا تَصَرَّفنَا تُجَاهَ كُلِّ النَّاسِ، وَخَاصَّةً أنْتُمْ، بِبَسَاطَةٍ وَإخلَاصٍ نِلنَاهُمَا مِنَ اللهِ. وَلَمْ نَتَصَرَّفْ بِحِكمَةٍ دُنيَوِيَّةٍ، بَلْ بِنِعْمَةِ اللهِ. 13 وَنَحْنُ لَا نَكتُبُ إلَيكُمْ إلَّا مَا تَسْتَطِيعُونَ أنْ تَقْرَؤُوهُ وَأنْ تَفْهَمُوهُ حَقًّا. وَأنَا وَاثِقٌ أنَّكُمْ سَتَفْهَمُونَنَا حَقَّ الفَهمِ. 14 فَبِالقَلِيلِ الَّذِي تَعْرِفُونَهُ عَنَّا تُدرِكُونَ أنَّهُ يُمكِنُكُمْ أنْ تَفْخَرُوا بِنَا، وَسَنَفتَخِرُ نَحْنُ أيْضًا بِكُمْ فِي يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ.
15 وَلِأنِّي وَاثِقٌ مِنْ هَذَا، قَرَّرْتُ أنْ أزُورَكُمْ أوَّلًا، لِكَي تَكُونَ لَكُمْ فَائِدَةٌ مُزدَوَجَةٌ. 16 وَكُنْتُ أُخَطِّطُ لِزِيَارتِكُمْ فِي طَرِيقِي إلَى مَكدُونِيَّةَ، وَمَرَّةً أُخْرَى بَعْدَ عَودَتِي مِنْ مَكدُونِيَّةَ لِكَي أُسَافِرَ إلَى إقْلِيمِ اليَهُودِيَّةِ بِمُسَاعَدَتِكُمْ. 17 أتَظُنُّونَ أنِّي كُنْتُ سَطحِيًّا فِي تَخْطِيطِي هَذَا؟ أمْ تَظُنُّونَ أنَّنِي أُخَطِّطُ كَمَا يُخَطِّطُ العَالَمُ، فَاختَلَطَتْ عِندِي «النَّعَمْ» بِـ «اللَّا»؟ 18 يَشْهَدُ اللهُ الأمِينُ بِأنَّنَا لَا نَقُولُ لَكُمْ «نَعَمْ» وَ «لَا» فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ. 19 فَابْنُ اللهِ يَسُوعُ المَسِيحُ، الَّذِي بَشَّرنَاكُمْ بِهِ أنَا وَسِلوَانِسُ وَتِيمُوثَاوُسُ، لَمْ يَكُنْ «نَعَمْ» وَ «لَا» مَعًا، بَلْ فِيهِ «نَعَمْ» حَاسِمَةٌ. 20 فَمَهمَا كَانَتْ كَثْرَةُ الوُعُودِ الَّتِي قَطَعَهَا اللهُ، فَهُوَ دَائِمًا «نَعَمْ» لَهَا كُلِّهَا. وَلِهَذَا فَإنَّنَا نَقُولُ: «آمِينْ» لِمَجْدِ اللهِ.
21 إنَّ الَّذِي يَضْمَنُ انتِمَاءَنَا وَإيَّاكُمْ إلَى المَسِيحِ هُوَ اللهُ الَّذِي مَسَحَنَا أيْضًا. 22 فَهُوَ الَّذِي خَتَمَنَا بِخَتمِ مُلكِيَّتِهِ، وَأعطَانَا الرُّوحَ القُدُسَ فِي قُلُوبِنَا عُربُونًا لِمَا سَيأتِي.
23 يَشْهَدُ اللهُ عَلَى أنَّ عَدَمَ مَجِيئِي إلَى كُورِنْثُوسَ كَانَ لِتَجْنِيبِكُمْ قَسوَتِي عَلَيْكُمْ. 24 وَلَا يَعْنِي هَذَا أنَّنَا نُحَاوِلُ التَّحَكُّمَ بِإيمَانِكُمْ، فَأنْتُمْ ثَابِتُونَ فِي الإيمَانِ، لَكِنَّنَا نَعمَلُ مَعَكُمْ مِنْ أجْلِ فَرَحِكُمْ.
2 لِهَذَا قَرَّرتُ ألَّا أزُورَكُمْ زِيَارَةً أُخْرَى قَدْ تَأتِي لَكُمُ بِالألَمِ. 2 فَإنْ سَبَّبتُ لَكُمُ الحُزنَ، فَمَنْ سَيُفرِحُنِي غَيرُكُمْ أنْتُمُ الَّذِينَ أحزَنتُكُمْ أنَا؟ 3 وَلَقَدْ كَتَبْتُ إلَيكُمْ مَا كَتَبْتُهُ، لِئَلَّا يُحزِنَنِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَنْبَغِي أنْ يُفرِحُونِي. فَأنَا وَاثِقٌ أنَّكُمْ تُسَرُّونَ بِسُرُورِي. 4 لَقَدْ كَتَبْتُ إلَيكُمْ بِقَلْبٍ مَلِيءٍ بِالِانْزِعَاجِ وَالعَذَابِ، وَبِدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ، لَا لِكَي أُحزِنَكُمْ، بَلْ لِتَعْرِفُوا عِظَمَ مَحَبَّتِي لَكُمْ.
سَامِحُوا الَّذِي أخْطَأ
5 لَكِنْ إنْ أحزَنَنِي أحَدٌ، فَإنَّهُ لَمْ يُحزِنِّي وَحْدِي، بَلْ لَا بُدَّ أنَّهُ أحزَنَكُمْ جَمِيعًا بَعْضَ الشَّيءِ، لِئَلَّا أُبَالِغَ. 6 أمَّا مِنْ جِهَةِ ذَلِكَ الشَّخصِ الَّذِي أخْطَأَ، فَيَكْفِيهِ العِقَابُ الَّذِي أوقَعَتْهُ عَلَيْهِ غَالِبِيَّتُكُمْ. 7 فَيَنْبَغِي الآنَ أنْ تُسَامِحُوهُ وَتُشَجِّعُوهُ، لِئَلَّا يَتَمَلَّكَهُ الحُزنُ الشَّدِيدُ. 8 لِهَذَا فَإنِّي أرْجُوكُمْ أنْ تُؤَكِّدُوا لَهُ مَحَبَّتَكُمْ. 9 وَهَذَا هُوَ مَا دَفَعَنِي إلَى الكِتَابَةِ إلَيكُمْ: لِكَي أرَى إنْ كُنْتُمْ سَتَصْمُدُونَ أمَامَ الامْتِحَانِ، وَإنْ كُنْتُمْ مُطِيعِينَ لِي فِي كُلِّ شَيءٍ. 10 فَإنْ سَامَحتُمْ أحَدًا بِشَيءٍ، فَإنِّي أُسَامِحُهُ أنَا أيْضًا. وَإنْ كُنْتُ قَدْ سَامَحتُ بِشَيءٍ مَهْمَا كَانَ، فَقَدْ سَامَحتُ بِهِ مِنْ أجْلِكُمْ. وَالمَسِيحُ شَاهِدٌ عَلَى ذَلِكَ. 11 لِنَفعَلْ ذَلِكَ لِئَلَّا يَسْتَغِلَّنَا إبْلِيسُ، لِأنَّنَا نَعْرِفُ أفكَارَهُ.
انزِعَاجُ بُولُسَ فِي تْرُواس
12 لَقَدْ جِئتُ إلَى تْرُواسَ لِأُعلِنَ بِشَارَةَ المَسِيحِ. وَفَتَحَ لِي الرَّبُّ بَابًا هُنَاكَ. 13 إلَّا أنَّنِي لَمْ أجِدْ رَاحَةً لِأنِّي لَمْ أجِدْ أخِي تِيطُسَ هُنَاكَ. فَوَدَّعتُهُمْ وَاتَّجَهتُ إلَى مَكدُونِيَّةَ.
الانْتِصَارُ فِي المَسِيح
14 لَكِنْ شُكرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوكِبِ انتِصَارِهِ بِالمَسِيحِ. فَهُوَ الَّذِي يَنْشُرُ شَذَى مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ بِوَاسِطَتِنَا. 15 فَنَحْنُ بَخُورُ المَسِيحِ العَطِرُ المُقَدَّمُ للهِ. وَيَنْتَشِرُ هَذَا الشَّذَى بَيْنَ الَّذِينَ هُمْ فِي طَرِيقِ الخَلَاصِ، وَالَّذِينَ هُمْ فِي طَرِيقِ الهَلَاكِ. 16 أمَّا للَّذِينَ فِي طَرِيقِ الهَلَاكِ فَهُوَ رَائِحَةٌ نَتِنَةٌ، المَوْتُ مَصدَرُهَا وَالمَوْتُ مَصِيرُهَا. وَأمَّا لِلَّذِينَ هُمْ فِي طَرِيقِ الخَلَاصِ، فَهُوَ شَذَىً مَصدَرُهُ الحَيَاةُ وَيُؤَدِّي إلَى الحَيَاةِ. فَمَنْ هُوَ المُؤَهَّلُ لِمِثْلِ هَذِهِ المَهَمَّةِ؟ 17 فَلَسنَا بَاعَةً مُتَجَوِّلِينَ نُتَاجِرُ بِكَلِمَةِ اللهِ مِنْ أجْلِ رِبحٍ خَسِيسٍ، كَمَا يَفْعَلُ كَثِيرُونَ. بَلْ نَتَكَلَّمُ الصِّدقَ فِي المَسِيحِ أمَامَ اللهِ كَرِجَالٍ مُرسَلِينَ مِنْهُ.
خُدَّامُ عَهْدٍ جَدِيد
3 أيَبْدُو هَذَا مُبَاهَاةً مِنَّا بِأنفُسِنَا؟ أمْ لَعَلَّنَا نَحتَاجُ إلَى رَسَائِلِ تَوْصِيَةٍ إلَيكُمْ أوْ مِنْكُمْ، كَمَا يَحتَاجُ بَعْضُهُمْ؟ 2 إنَّمَا أنْتُمْ رِسَالَةُ تَوْصِيَتِنَا، مَكْتُوبَةٌ فِي قُلُوبِنَا، مَعرُوفَةٌ وَمَقرُوءَةٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ. 3 وَأنْتُمْ تُظهِرُونَ أنَّكُمْ رِسَالَةٌ كَتَبَهَا المَسِيحُ كَثَمَرٍ لِخِدمَتِنَا. أنْتُمْ رِسَالَةٌ مَكْتُوبَةٌ لَا بِحِبرٍ، بَلْ بِرُوحِ اللهِ الحَيِّ. أنْتُمْ رِسَالَةٌ مَكْتُوبَةٌ لَا عَلَى ألوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ،[u] بَلْ عَلَى ألوَاحٍ مِنْ قُلُوبٍ بَشَرِيَّةٍ.
4 وَلَنَا ثِقَةٌ بِأنْ نَقُولَ هَذَا أمَامَ اللهِ لأنَّنَا فِي المَسِيحِ. 5 وَلَا يَعْنِي هَذَا أنَّنَا نَدَّعِي أنَّنَا قَادِرُونَ بِأنفُسِنَا عَلَى عَمَلِ أيِّ شَيءٍ صَالِحٍ، بَلْ إنَّ كَفَاءَتَنَا هِيَ مِنَ اللهِ. 6 فَهُوَ الَّذِي أهَّلَنَا أيْضًا لِنَكونَ خُدَّامَ هَذَا العَهْدِ الجَديدِ، لَا بِالحَرفِ بَلْ بِالرُّوحِ. فَالشَّرِيعَةُ المَكْتُوبَةُ تَقْتُلُ، أمَّا الرُّوحُ فَيُعطِي حَيَاةً.
المَجْدُ الأعْظَم
7 لَكِنْ حَتَّى الخِدْمَةُ[v] الَّتِي كَانَتْ مَقرُونَةً بِالمَوْتِ، كَانَ لَهَا بَهَاءٌ. وَهِيَ خِدْمَةُ الشَّرِيعَةِ المَنقُوشَةِ بِحُرُوفٍ عَلَى حِجَارَةٍ. فَلَمْ يَسْتَطِعْ بَنُو إسْرَائِيلَ أنْ يَنْظُرُوا فِي وَجْهِ مُوسَى بِسَبَبِ ذَلِكَ البَهَاءِ، مَعَ أنَّهُ كَانَ بَهَاءً زَائِلًا. 8 أفَلَا يَكُونُ لِلخِدْمَةِ المَقرُونَةِ بِالرُّوحِ بَهَاءٌ أعْظَمُ؟ 9 وَإنْ كَانَ لِلخِدْمَةِ المَقرُونَةِ بِالدَّينُونَةِ بَهَاؤُهَا، أفَلَا يَكُونُ لِلخِدْمَةِ المَقرُونَةِ بِالبِرِّ بَهَاءٌ أعْظَمُ؟ 10 فَمَا بَدَا فِي السَّابِقِ ذَا بَهَاءٍ، فَقَدَ كُلَّ بَهَاءٍ بِالمُقَارَنَةِ مَعَ هَذَا البَهَاءِ الفَائِقِ. 11 فَإنْ كَانَتْ تِلْكَ الخِدْمَةُ المَحكُومَةُ بِالزَّوَالِ مَصحُوبَةً بِالبَهَاءِ، أفَلَا يَكُونُ لِتِلْكَ الخِدْمَةِ البَاقِيَةِ إلَى الأبَدِ بَهَاءٌ أعْظَمُ؟
12 فَلِأنَّ لَنَا هَذَا الرَّجَاءَ، نَتَكَلَّمُ بِجُرأةٍ أعْظَمَ. 13 وَنَحْنُ لَسنَا كَمُوسَى الَّذِي كَانَ يُغَطِّي وَجْهَهُ بِلِثَامٍ لِئَلَّا يَرَى بَنُو إسْرَائِيلَ زَوَالَ البَهَاءِ. 14 لَكِنَّ أذهَانَهُمْ عَمِيَتْ. إذْ مَا يَزَالُ اللِّثَامُ نَفْسُهُ مَوضُوعًا إلَى يَوْمِنَا هَذَا عِنْدَمَا يَقْرَأُونَ مَا كَتَبَهُ مُوسَى. لَمْ يُرفَعْ هَذَا اللِّثَامُ بَعْدُ، لِأنَّهُ لَا يُرفَعُ إلَّا بِالمَسِيحِ. 15 لَكِنْ مَا يَزَالُ هُنَاكَ لِثَامٌ فَوْقَ أذهَانِهِمْ إلَى هَذَا اليَوْمِ كُلَّمَا قُرِئَتْ شَرِيعَةُ مُوسَى. 16 وَكُلَّمَا رَجِعَ أحَدُهُمْ إلَى الرَّبِّ، يُرفَعُ اللِّثَامُ. 17 وَالرَّبُّ هُوَ الرُّوحُ. وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ، هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ. 18 فَنَحْنُ جَمِيعًا نَعكِسُ بَهَاءَ الرَّبِّ بِوُجُوهٍ مَكشُوفَةٍ، فَنَتَغَيَّرَ بِاستِمرَارٍ وَنُصبِحَ مِثْلَهُ، آخِذِينَ بَهَاءً مُتَزَايِدًا. وَهَذَا التَغييرُ مِنَ الرَّبِّ، أيِ الرُّوحِ.
كَنزٌ فِي أوَانٍ مِنْ فَخَّار
4 لَقَدْ أعطَانَا اللهُ هَذِهِ الخِدْمَةَ بِسَبَبِ رَحمَتِهِ، وَلِهَذَا لَا نَسْتَسْلِمُ أبَدًا. 2 بَلْ تَخَلَّينَا عَنْ كُلِّ مَا يُخفِيهِ الآخَرُونَ بِسَبَبِ الخَجَلِ. وَنَحْنُ لَا نَخدَعُ أحَدًا وَلَا نُشَوِّهُ رِسَالَةَ اللهِ. لَكِنَّنَا نُقَدِّمُ الحَقَّ صَرِيحًا مُظهِرِينَ إخلَاصَنَا أمَامَ اللهِ، وَأمَامَ ضَمِيرِ كُلِّ إنْسَانٍ. 3 وَإذَا كَانَتِ البِشَارَةُ الَّتِي نُذِيعُهَا مَخفِيَّةً، فَإنَّمَا هِيَ كَذَلِكَ لِلَّذِينَ هُمْ فِي طَرِيقِ الهَلَاكِ. 4 فَقَدْ أعْمَى إلَهُ هَذَا العَالَمِ أذهَانَ غَيْرِ المُؤمِنِينَ لِئَلَّا يَرَوْا نُورَ هَذِهِ البِشَارَةِ عَنْ مَجْدِ المَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ. 5 فَنَحْنُ لَا نُبَشِّرُ بِأنفُسِنَا، بَلْ بِالمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا. أمَّا نَحْنُ فَنَقُولُ إنَّنَا خُدَّامٌ لَكُمْ مِنْ أجْلِ يَسُوعَ.
6 لِأنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: «سَيُشرِقُ نُورٌ مِنَ الظُّلمَةِ.» هُوَ الَّذِي أشرَقَ فِي قُلُوبِنَا بِنُورِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ الظَّاهِرِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ المَسِيحِ. 7 لَكِنَّنَا نَحتَفِظُ بِهَذَا الكَنزِ فِي أوَانٍ مِنْ فَخَّارٍ، لِكَي يَتَّضِحَ أنَّ تِلْكَ القُوَّةَ غَيْرَ العَادِيَّةِ لَيْسَتْ مِنَّا، بَلْ مِنَ اللهِ. 8 فَنَحْنُ نَتَعَرَّضُ لِلضَّغطِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، دُونَ أنْ نُسحَقَ. نَتَحَيَّرُ دُونَ أنْ نَيأسَ. 9 نُضطَهَدُ، دُونَ أنْ نُتْرَكَ. نُطرَحُ أرْضًا، دُونَ أنْ نُقتَلَ. 10 وَهَكَذَا نَحْنُ نَختَبِرُ فِي أجسَادِنَا بِاستِمرَارٍ مَوْتَ يَسُوعَ، لِكَي تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أيْضًا فِي أجسَادِنَا. 11 فَنَحْنُ الأحيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا إلَى المَوْتِ مِنْ أجْلِ يَسُوعَ، لِكَي تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ فِي أجسَادِنَا الفَانِيَةِ. 12 وَهَكَذَا يَعْمَلُ المَوْتُ فِينَا، لَكِنَّ الحَيَاةَ تَعْمَلُ فِيكُمْ.
13 لَكِنَّنَا نُطَبِّقُ مَفهُومَ الإيمَانِ نَفْسَهُ الَّذِي يُشِيرُ إلَيْهِ الكِتَابُ: «آمَنْتُ، وَلِهَذَا تَكَلَّمْتُ.»[w] فَإنَّنَا نَحْنُ أيْضًا نُؤمِنُ، وَلِهَذَا نَتَكَلَّمُ. 14 فَنَحْنُ نَعْلَمُ أنَّ الَّذِي أقَامَ الرَّبَّ يَسُوعَ مِنَ المَوْتِ، سَيُقِيمُنَا نَحْنُ أيْضًا كَمَا أقَامَهُ. وَسَيَجْعَلُنَا نَقِفُ مَعًا، نَحْنُ وَأنْتُمْ، فِي حَضرَتِهِ. 15 فَكُلُّ هَذِهِ الأشْيَاءِ تَتِمُّ مِنْ أجْلِكُمْ، لِكَي تَصِلَ نِعْمَةُ اللهِ إلَى المَزيدِ مِنَ النَّاسِ، حَتَّى يَفِيضَ الشُّكرُ وَيَتَمَجَّدَ اللهُ.
الحَيَاةُ بِالإيمَان
16 لِذَلِكَ نَحْنُ لَا نَسْتَسْلِمُ. بَلْ حَتَّى لَوْ كَانَتْ أجْسَادُنَا المَادِّيَّةُ تَقْتَرِبُ مِنْ فَنَائِهَا، إلَّا أنَّ كَيَانَنَا الدَّاخِلِيَّ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ. 17 فَضِيقَتُنَا المُؤَقَّتَةُ الخَفِيفَةُ تُنتِجُ لَنَا مَجْدًا أبَدِيًّا يَفُوقُ تِلْكَ الضِّيقَةَ بِشَكلٍ كَبِيرٍ. 18 وَنَحْنُ لَا نُرَكِّزُ عَلَى مَا يُرَى، بَلْ عَلَى مَا لَا يُرَى. فَمَا يُرَى مُؤَقَّتٌ، أمَّا مَا لَا يُرَى فَأبَدِيٌّ.
5 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أنَّهُ عِنْدَمَا تَنْهَدِمُ خَيْمَتُنَا الأرْضِيَّةُ، فَإنَّ لَنَا بِنَاءً مِنَ اللهِ، بَيْتًا أبَدِيًّا فِي السَّمَاءِ. وَهُوَ بَيتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِأيدِي النَّاسِ. 2 لِذَلِكَ نَئنُّ وَنَحْنُ فِي هَذَا المَسكَنِ مُشتَاقِينَ أنْ نَلبَسَ مَسكَنَنَا السَّمَاوِيَّ. 3 فَإنْ لَبِسنَاهُ، لَا نَكُونُ عُرَاةً فِيمَا بَعْدُ. 4 فَنَحْنُ الَّذِينَ نَئِنُّ فِي هَذَا المَسكَنِ تَحْتَ حِملٍ ثَقِيلٍ، لَا نَشتَاقُ إلَى أنْ نَتَخَلَّصَ مِنْ جَسَدِنَا الأرْضِيِّ الحَالِيِّ، بَلْ نَشتَاقُ إلَى أنْ نَلبَسَ الجَسَدَ السَّمَاوِيَّ فَوقَهُ، فَتَتَغَلَّبُ الحَيَاةُ عَلَى المَوْتِ. 5 فَالَّذِي أعَدَّنَا لِهَذَا الهَدَفِ هُوَ اللهُ، وَهُوَ الَّذِي أعطَانَا الرُّوحَ القُدُسَ عُربُونًا يَضْمَنُ أنَّهُ سَيُعطِينَا مَا وَعَدَنَا بِهِ.
6 وَنَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ دَائِمَةٍ بِهَذَا، لِأنَّنَا نَعْرِفُ أنَّنَا مَا دُمنَا نَعِيشُ فِي جَسَدِنَا، نَكُونُ مُتَغَرِّبِينَ عَنِ الرَّبِّ. 7 أقُولُ هَذَا لِأنَّنَا نَسْلُكُ عَلَى أسَاسِ الإيمَانِ، لَا عَلَى أسَاسِ مَا يُمكِنُنَا رُؤيَتَهُ. 8 وَإنَّنَا لَوَاثِقُونَ مِنْ هَذَا، وَنُفَضِّلُ أنْ نُغَادِرَ أجسَادَنَا وَنَذهَبَ لِنَسْتَقِرَّ عِنْدَ الرَّبِّ. 9 وَلِهَذَا فَإنَّ طُمُوحَنَا، سَوَاءٌ كُنَّا حَاضِرِينَ عِنْدَهُ أوْ مُتَغَرِّبِينَ عَنْهُ، هُوَ أنْ نُرضِيَهُ. 10 إذْ يَنْبَغِي أنْ نَقِفَ جَمِيعًا أمَامَ كُرسِيِّ قَضَاءِ المَسِيحِ، لِكَي يَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ جَزَاءَ مَا فَعَلَهُ وَهُوَ فِي هَذَا الجَسَدِ، خَيْرًا كَانَ أمْ شَرًّا.
مُسَاعَدَةُ النَّاسِ عَلَى مَعْرِفَةِ الله
11 وَلِهَذَا، بِمَا أنَّنَا نَعْرِفُ مَا تَعْنِيهِ مَهَابَةُ الرَّبِّ، نُقنِعُ النَّاسَ بِقُبُولِ الحَقِّ. اللهُ يَعْرِفُنَا جَيِّدًا، وَأرْجُو أنْ نَكُونَ مَعرُوفِينَ جَيِّدًا لَدَيْكُمْ أيْضًا. 12 وَنَحْنُ بِهَذَا لَا نَمدَحُ أنْفُسَنَا، بَلْ نُعطِيكُمْ فُرصَةً لِلِافتِخَارِ بِنَا، لِكَي تَرُدُّوا عَلَى الَّذِينَ يَفْتَخِرُونَ بِالمَظهَرِ لَا بِالقَلْبِ. 13 فَإنْ كُنَّا نَتَصَرَّفُ كَمَجَانِينَ، فَنَحْنُ مَجَانِينُ للهِ! وَإنْ كُنَّا عَاقِلِينَ، فَنَحْنُ عَاقِلُونَ مِنْ أجْلِكُمْ. 14 فَمَحَبَّةُ المَسِيحِ تَدْفَعُنَا، لِأنَّنَا نُؤمِنُ بِهَذَا: إنْ مَاتَ إنْسَانٌ مِنْ أجْلِ جَمِيعِ البَشَرِ، فَالجَمِيعُ إذًا قَدْ مَاتُوا. 15 وَقَدْ مَاتَ المَسِيحُ مِنْ أجْلِ جَمِيعِ البَشَرِ، لِكَيْ لَا يَعِيشَ الأحيَاءُ لِأنْفُسِهِمْ فِيمَا بَعْدُ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ وَأُقِيمَ مِنَ المَوْتِ مِنْ أجْلِهِمْ.
16 وَلِهَذَا فَإنَّنَا، مِنَ الآنَ فَصَاعِدًا، لَا نَنظُرُ إلَى أحَدٍ مِنْ وُجهَةِ نَظَرٍ أرْضِيَّةٍ. وَرُغْمَ أنَّنَا كُنَّا نَنظُرُ هَكَذَا إلَى المَسِيحِ، إلَّا أنَّنَا لَا نَنظُرُ بَعْدُ إلَيْهِ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ. 17 إذًا إنْ كَانَ أحَدٌ فِي المَسِيحِ، فَهُوَ الآنَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. النِّظَامُ القَدِيمُ قَدِ انْتَهَى، وَهَا كُلُّ شَيءٍ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.
18 وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ اللهِ الَّذِي صَالَحَنَا مَعَ نَفْسِهِ فِي المَسِيحِ، وَأعطَانَا أنْ نَحمِلَ رِسَالَةَ المُصَالَحَةِ. 19 فَرِسَالَتُنَا هِيَ أنَّ اللهَ فِي المَسِيحِ قَدْ صَالَحَ العَالَمَ مَعَ نَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ. وَقَدْ أعطَانَا رِسَالَةَ المُصَالَحَةِ. 20 فَنَحْنُ نَعمَلُ كَسُفَرَاءَ لِلمَسِيحِ، وَكَأنَّ اللهَ يَدْعُوكُمْ بِوَاسِطَتِنَا. لِذَلِكَ نَطلُبُ إلَيكُمْ نِيَابَةً عَنِ المَسِيحِ: «تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ.» 21 لِأنَّ اللهَ جَعَلَ المَسِيحَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً[x] مِنْ أجْلِنَا، لِكَي يَصِيرَ لَنَا فِيهِ بِرُّ اللهِ.
6 وَبِمَا أنَّنَا نَعمَلُ مَعًا مَعَ اللهِ، نَحُثُّكُمْ عَلَى أنْ لَا تُبَدِّدُوا نِعْمَةَ اللهِ الَّتِي نِلتُمُوهَا. 2 فَاللهُ يَقُولُ:
«فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ سَمِعْتُكَ،
وَفِي يَوْمِ الخَلَاصِ جِئتُ لِمَعُونَتِكَ.»[y]
فَهَا هُوَ الآنَ الوَقْتُ المُنَاسِبُ، وَالْآنَ هُوَ يَوْمُ الخَلَاصِ.
3 إنَّنَا لَا نَضَعُ عَقَبَةً أمَامَ أحَدٍ، لِئَلَّا تُلَامَ خِدمَتُنَا. 4 بَلْ نُظهِرُ أنْفُسَنَا بِلَا مَلَامَةٍ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَمَا يَلِيقُ بِخُدَّامِ اللهِ: بِاحتِمَالٍ كَبيرٍ فِي المِحَنِ وَالمَصَائِبِ وَالصُّعُوبَاتِ. 5 فَقَدْ تَعَرَّضنَا لِلضَّربِ الكَثِيرِ وَالحَبسِ المُتَكَرِّرِ، فِي حَمَلَاتٍ غَاضِبَةٍ ضِدَّنَا وَمَشَقَّاتٍ كَثيرَةٍ، فِي السَّهَرِ وَالجُوعِ. 6 نُظهِرُ أنَّنَا خُدَّامُ اللهِ بِنَقَائِنَا وَمَعْرِفَتِنَا، بِصَبرِنَا وَلُطفِنَا، بِمَوَاهِبِ الرُّوحِ القُدُسِ، وَبِمَحَبَّتِنَا الأصِيلَةِ، 7 وَبِرِسَالَةِ الحَقِّ الَّتِي نَحمِلُهَا، وَبِقُوَّةِ اللهِ. نَتَسَلَّحُ بِالصَّلَاحِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ لِلدِّفَاعِ وَالهُجُومِ مَعًا. 8 نُظهِرُ أنْفُسَنَا عِنْدَمَا يُكرِمُنَا النَّاسُ وَيُهِينُونَنَا، بِصِيتٍ حَسَنٍ أوْ بِصِيتٍ سَيِّئٍ. نُعتَبَرُ مُخَادِعِينَ مَعَ أنَّنَا صَادِقُونَ. 9 نُعتَبَرُ مَجهُولِينَ مَعَ أنَّنَا مَعرُوفُونَ. نَبْدو قَرِيبِينَ مِنَ المَوْتِ، لَكِنْ هَا نَحْنُ أحيَاءٌ! نُعَاقَبُ وَلَكِنَّنَا لَا نُقتَلُ. 10 كَأنَّنَا حَزَانَى، مَعَ أنَّنَا فِي ابتِهَاجٍ دَائِمٍ. كَفُقَرَاءَ، مَعَ أنَّنَا نُغنِي كَثِيرِينَ. كَأنَّنَا لَا نَمْلُكُ شَيْئًا، مَعَ أنَّنَا نَمْلُكُ كُلَّ شَيءٍ.
11 أيُّهَا الكُورِنْثِيُّونَ، تَحَدَّثنَا إلَيكُمْ بِحُرِّيَّةٍ كَامِلَةٍ. وَقُلُوبُنَا مَفتُوحَةٌ لَكُمْ. 12 نَحْنُ لَا نَبخَلُ عَلَيْكُمْ بِمَحَبَّتِنَا، أمَّا أنْتُمْ فَتَبْخَلُونَ بِمَا فِي دَاخِلِكُمْ. 13 أنَا أتَحَدَّثُ إلَيكُمْ كَأبنَائِي وَأقُولُ: افتَحُوا أنْتُمْ أيْضًا قُلُوبَكُمْ لَنَا كَمَا نَحْنُ لَكُمْ.
تَحْذِيرٌ مِنْ غَيْرِ المُؤمِنِين
14 لَا تَكُونُوا شُرَكَاءَ مَعَ غَيْرِ المُؤمِنِينَ. فَمَا الَّذِي يَجْمَعُ مَا بَيْنَ الصَّلَاحِ وَالإثمِ؟ أوْ أيَّةُ مُشَارَكَةٍ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلمَةِ؟ 15 وَأيُّ اتِّفَاقٍ بَيْنَ المَسِيحِ وَالشَّيطَانِ؟[z] أوْ أيُّ نَصِيبٍ لِلمُؤمِنِ مَعَ غَيْرِ المُؤمِنِ؟ 16 وَأيُّ اتِّحَادٍ بَيْنَ هَيْكَلِ اللهِ وَالأوْثَانِ؟ فَنَحْنُ هَيكَلُ اللهِ الحَيِّ. فَكَمَا قَالَ اللهُ:
«سَأسكُنُ بَيْنَهُمْ،
وَأسِيرُ بَيْنَهُمْ.
سَأكُونُ إلَهَهُمْ،
وَسَيَكُونُونَ شَعْبِي.»
17 وَيَقُولُ الرَّبُّ:
«فَاخرُجُوا مِنْ وَسَطِهِمْ،
وَانفَصِلُوا عَنْهُمْ.
وَلَا تَلْمِسُوا فِيمَا بَعْدُ شَيْئًا نَجِسًا.
حِينَئِذٍ سَأقبَلُكُمْ،
18 وَسَأكُونُ أبًا لَكُمْ،
وَتَكُونُونَ أبنَائِي وَبَنَاتِي،
يَقُولُ الرَّبُّ القَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ.»[aa]
7 أيُّهَا الأحِبَّاءُ، هَذِهِ الوُعُودُ لَنَا. فَلنُطَهِّرْ نُفُوسَنَا مِنْ كُلِّ مَا يُلَوِّثُ الجَسَدَ وَالرُّوحَ، مُتَمِّمِينَ قَدَاسَتَنَا إكرَامًا للهِ.
فَرَحُ بُولُس
2 أفسِحُوا مَكَانًا لَنَا فِي قُلُوبِكُمْ، فَنَحْنُ لَمْ نُسِئْ إلَى أحَدٍ مِنْكُمْ. لَمْ نُفسِدْ أحَدًا مِنْكُمْ وَلَمْ نَسْتَغِلَّ أحَدًا مِنْكُمْ. 3 وَأنَا لَا أقُولُ هَذَا إدَانَةً لَكُمْ. فَقَدْ سَبَقَ أنْ قُلْتُ لَكُمْ إنَّكُمْ فِي قُلُوبِنَا، وَنَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أنْ نَمُوتَ وَأنْ نَعِيشَ مَعَكُمْ. 4 وَلِي ثِقَةٌ كَبِيرَةٌ بِكُمْ. بَلْ أنَا فَخُورٌ بِكُمْ. شَجَّعتُمُونِي كَثِيرًا. لِهَذَا أفرَحُ فَرَحًا كَبِيرًا حَتَّى فِي أوقَاتِ الضِّيقِ هَذِهِ.
5 فَحَتَّى لَمَّا وَصَلنَا إلَى مَكدُونِيَّةَ، لَمْ نَعْرِفْ طَعمَ الرَّاحَةِ. بَلْ تَضَايَقنَا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، بِسَبَبِ صِرَاعَاتٍ مِنَ الخَارِجِ وَمَخَاوِفَ مِنَ الدَّاخِلِ. 6 لَكِنَّ اللهَ الَّذِي يُعَزِّي المُتَضَايِقِينَ عَزَّانَا بِوُصُولِ تِيطُسَ. 7 وَلَمْ يُعَزِّنَا بِوُصُولِهِ فَحَسْبُ، بَلْ أيْضًا بِالتَّعزِيَةِ الَّتِي كُنْتُمْ قَدْ عَزَّيتُمُوهُ بِهَا. وَقَدْ أخبَرَنَا عَنْ شَوقِكُمْ إلَى رُؤيَتِنَا، وَنَدَمِكُمْ عَلَى مَا فَعَلْتُمْ، وَاهتِمَامِكُمُ العَمِيقِ بِي، فَزَادَنِي هَذَا فَرَحًا.
8 فَرُغْمَ أنِّي أحزَنتُكُمْ بِرِسَالَتِي السَّابِقَةِ، إلَّا أنِّي غَيْرُ حَزينٍ الآنَ عَلَى كِتَابَتِهَا. مَعَ أنِّي حَزِنْتُ حِينَهَا، لِأنِّي أدرَكتُ أنَّ تِلْكَ الرِّسَالَةَ أحزَنَتكُمْ، وَلَوْ لِفَترَةٍ قَصِيرَةٍ. 9 لَكِنِّي الآنَ مَسرُورٌ، لَا لِأنَّكُمْ حَزِنتُمْ، بَلْ لِأنَّ حُزنَكُمْ أدَّى بِكُمْ إلَى التَّوبَةِ. فَقَدْ حَزِنتُمْ كَمَا يُرِيدُ اللهُ، وَهَكَذَا لَمْ نُؤذِكُمْ نَحْنُ فِي شَيءٍ. 10 فَالحُزنُ بِحَسَبِ مَشيئَةِ اللهِ، يُؤَدِّي إلَى التَّوبَةِ. وَالتَّوبَةُ تَقُودُ إلَى الخَلَاصِ الَّذِي لَا نَدَمَ عَلَيْهِ. أمَّا الحُزنُ الَّذِي فِي العَالَمِ، فَيُؤَدِّي إلَى المَوْتِ.
11 وَلِأنَّكُمْ حَزِنتُمْ بِحَسَبِ مَشيئةِ اللهِ، لَاحِظُوا مَا أنتَجَهُ فِيكُمْ: جَعَلَكُمْ جَادِّينَ. جَعَلَكُمْ تُدَافِعونَ عَنْ بَرَاءَتِكُمْ. جَعَلَكُمْ تَغْضَبُونَ مِنَ الشَّخصِ المُذنِبِ. جَعَلَكُمْ تَخَافُونَ. جَعَلَكُمْ تَشتَاقُونَ إلَى رُؤيَتِنَا. وَجَعَلَكُمْ غَيُورِينَ فِي مَسألَةِ مُعَاقَبَةِ الرَّجُلِ الَّذِي أخْطَأَ. لَقَدْ أظْهَرتُمْ فِي كُلِّ شَيءٍ أنَّكُمْ بِلَا لَومٍ فِي هَذِهِ المَسألَةِ.
12 إنْ كُنْتُ قَدْ كَتَبْتُ تِلْكَ الرِّسَالَةَ، فَإنِّي لَمْ أكتُبْهَا بِسَبَبِ الشَّخصِ الَّذِي أخْطَأَ، وَلَا بِسَبَبِ الشَّخصِ الَّذِي أُسِيئَ إلَيْهِ. إنَّمَا كَتَبْتُهَا لِكَي أُبَيِّنَ لَكُمْ، أمَامَ اللهِ، مَدَى اهتِمَامِكُمْ بِنَا. 13 وَهَذَا هُوَ مَا شَجَّعَنَا.
وَعَلَاوَةً عَلَى هَذَا التَّشجِيعِ، زَادَنَا تِيطُسُ فَرَحًا بِفَرَحِهِ، لِأنَّكُمْ جَمِيعًا أنعَشتُمْ رُوحَهُ. 14 فَلَمْ أخجَلْ بِسَبَبِ افتِخَارِنَا بِكُمْ أمَامَهُ. بَلْ كَمَا صَدَقَ كُلُّ مَا كَلَّمنَاكُمْ بِهِ، هَكَذَا صَدَقَ أيْضًا افتِخَارُنَا بِكُمْ أمَامَ تِيطُسَ. 15 وَكُلَّمَا تَذَكَّرَ تِيطُسُ لَهفَتَكُمْ جَمِيعًا لِلطَّاعَةِ، وَتَرْحِيبَكُمْ بِهِ بِاحتِرَامٍ وَمَهَابَةٍ، فَاضَتْ عَوَاطِفُهُ نَحوَكُمْ بِقُوَّةٍ أكبَرَ. 16 وَإنَّهُ لَيَسُرُّنِي أنْ أستَطِيعَ أنْ أثِقَ بِكُمْ ثِقَةً كَامِلَةً.
العَطَاءُ المَسِيحِيّ
8 وَالْآنَ أيُّهَا الإخْوَةُ، نُرِيدُ أنْ نُطلِعَكُمْ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لِلكَنَائِسِ فِي مُقَاطَعَةِ مَكدُونِيَّةَ. 2 فَرُغْمَ الضِّيقَاتِ الشَّدِيدَةِ الَّتِي امتُحِنُوا بِهَا، إلَّا أنَّ فَيضَ سَعَادَتِهِمْ وَشِدَّةَ فَقرِهِمْ فَاضَا فِي كَرَمِهِمُ الوَافِرِ. 3 وَيُمكِنُنِي أنْ أشهَدَ أنَّهُمْ أعطَوْا عَلَى قَدَرِ استِطَاعَتِهِمْ، بَلْ وَفَوقَ استِطَاعَتِهِمْ. وَقَدْ فَعَلُوا هَذَا بِمُبَادَرَةٍ مِنْهُمْ. 4 وَظَلُّوا يَرْجُونَنَا بِإلحَاحٍ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ النِّعمَةِ، لِكَي يُشَارِكُوا فِي هَذِهِ الخِدْمَةِ لِشَعْبِ اللهِ. 5 وَلَمْ يُعطُوا كَمَا تَوَقَّعنَا، بَلْ أعْطَوْا أنْفُسَهُمْ أوَّلًا لِلرَّبِّ، ثُمَّ لَنَا انسِجَامًا مَعَ مَشِيئَةِ اللهِ.
6 وَقَدْ طَلَبْنَا مِنْ تِيطُسَ أنْ يُكمِلَ مِنْ أجْلِكُمْ عَمَلَ النِّعمَةِ الَّذِي ابتَدَأهُ. 7 فَأنْتُمْ أغنِيَاءٌ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ: فِي الإيمَانِ، وَفِي الكَلَامِ، وَفِي المَعْرِفَةِ، وَفِي الحَمَاسَةِ لِتَقْدِيمِ العَونِ بِكُلِّ طَرِيقَةٍ، وَفِي المَحَبَّةِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا مِنَّا. لِهَذَا يَنْبَغِي أنْ تَكُونُوا أغنِيَاءً فِي نِعْمَةِ العَطَاءِ أيْضًا.
8 وَأنَا لَا أقُولُ هَذَا آمِرًا إيَّاكُمْ، لَكِنِّي بِحَدِيثِي عَنْ حَمَاسَةِ الآخَرِينَ، أمتَحِنُ أصَالَةَ مَحَبَّتِكُمْ. 9 فَأنْتُمْ تَعْرِفُونَ النِّعمَةَ الَّتِي أظْهَرَهَا رَبُّنَا يَسُوعُ المَسِيحُ. فَمَعَ أنَّهُ كَانَ غَنِيًّا، صَارَ فَقِيرًا مِنْ أجْلِكُمْ، لِكَي تَصِيرُوا أغنِيَاءَ بِفَقرِهِ. 10 وَأُقَدِّمُ رَأيًا فِي هَذِهِ المَسألَةِ أيْضًا لِفَائِدَتِكُمْ. فَقَدْ كُنْتُمْ فِي السَّنَةِ المَاضِيَةِ أوَّلَ مَنْ رَغِبَ فِي العَطَاءِ، وَأوَّلَ مَنْ أعْطَى.
11 فَالآنَ، أتِمُّوا العَطَاءَ أيْضًا. فَكَمَا كَانَ لَدَيْكُمْ الاستِعدَادُ لِلعَطَاءِ وَالرَّغبَةُ فِيهِ سَابِقًا، لِيَكُنْ لَدَيْكُمْ أيْضًا الاستِعدَادُ الآنَ لإتمَامِ هَذِهِ المَهَمَّةِ حَسَبَ مَا لَدَيْكُمْ. 12 فَإنْ كَانَ الاستِعدَادُ لِلعَطَاءِ مَوجُودًا، فَسَتَكُونُ العَطِيَّةُ مَقبُولَةً عَلَى أسَاسِ مَا يَمْلِكُهُ المَرءُ، لَا عَلَى أسَاسِ مَا لَا يَمْلِكُهُ. 13 فَلَيْسَ القَصدُ مِنْ عَطَائِكُمْ أنْ تَتَيَسَّرَ أُمُورُ غَيرِكُمْ وَتَتَعَسَّرَ أُمُورُكُمْ. بَلْ يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ هُنَاكَ تَوَازُنٌ. 14 فَلَدَيْكُمُ الآنَ وَفرَةٌ تَسُدُّ حَاجَتَهُمْ، حَتَّى إذَا صَارَتْ لَدَيهِمْ وَفرَةٌ يَسُدُّونَ حَاجَتَكُمْ، فَيَتَحَقَّقُ التَّوَازُنُ. 15 فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:
«الَّذِي جَمَعَ كَثِيرًا لَمْ يَفِضْ عَنْ حَاجَتِهِ،
وَالَّذِي جَمَعَ قَلِيلًا لَمْ يَنْقُصْهُ شَيءٌ.»[ab]
تِيطُسُ وَرِفَاقُه
16 أشكُرُ اللهَ الَّذِي وَضَعَ فِي قَلْبِ تِيطُسَ لَهفَةً كَلَهفَتِنَا إلَى مُسَاعَدَتِكُمْ. 17 فَقَدْ رَحَّبَ بِطَلَبِنَا. وَإذْ كَانَ مُتَلَهِّفًا جِدًّا، جَاءَ لِزِيَارَتِكُمْ بِمِلءِ إرَادتِهِ. 18 وَهَا نَحْنُ نُرسِلُهُ إلَيكُمْ مَعَ الأخِ الَّذِي تَمْدَحُهُ كُلُّ الكَنَائِسِ بِسَبَبِ نَشَاطِهِ فِي إعلَانِ البِشَارَةِ. 19 فَقَدْ عَيَّنَتهُ الكَنَائِسُ رَفِيقَ سَفَرٍ لَنَا عِنْدَمَا نَحمِلُ هَذِهِ العَطِيَّةَ. وَهُوَ العَمَلُ الَّذِي نَقُومُ بِهِ لِنُكرِمَ الرَّبَّ نَفْسَهُ، وَلِنُبَيِّنَ استِعدَادَنَا لِتَقْدِيمِ العَونِ.
20 وَنَحْنُ حَرِيصُونَ عَلَى أنْ لَا يَنْتَقِدَنَا أحَدٌ بِسَبَبِ هَذَا العَطَاءِ الكَبِيرِ الَّذِي نَتَوَلَّى أمْرَهُ. 21 إذْ يَهُمُّنَا أنْ تَكُونَ لَنَا سُمعَةٌ طَيِّبَةٌ لَا عِنْدَ الرَّبِّ فَحَسْبُ، بَلْ عِنْدَ النَّاسِ أيْضًا.
22 وَسَنُرسِلُ مَعَهُمَا أخَانَا الَّذِي أثبَتَ فِي مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ وَمُنَاسَبَاتٍ عَدِيدَةٍ أنَّ لَدَيهِ حَمَاسَةٌ لِتَقْدِيمِ العَونِ. وَهُوَ الآنَ أكْثَرُ حَمَاسَةً نَظَرًا لِثِقَتِهِ العَظِيمَةِ بِكُمْ.
23 وَإنْ كَانَ لَدَيْكُمْ أيُّ سُؤَالٍ حَوْلَ تِيطُسَ، فَإنِّي أقُولُ لَكُمْ إنَّهُ شَرِيكِي وَعَامِلٌ مَعِي فِي خِدمَتِكُمْ. وَأمَّا بِالنِّسبَةِ لِأخَوَينَا اللَّذَينِ يُرَافِقَانِهِ، فَأقُولَ إنَّهُمَا مُمَثِّلَانِ لِلكَنَائِسِ وَيَخْدِمَانِ لِمَجْدِ المَسِيحِ. 24 فَبَيِّنُوا لَهُمْ بُرهَانَ مَحَبَّتِكُمْ وَسَبَبَ افتِخَارِنَا بِكُمْ، فَتَرَى كُلُّ الكَنَائِسِ ذَلِكَ.
مُسَاعَدَةُ الإخوَة
9 أمَّا بِالنِّسبَةِ لِمُسَاعَدَةِ المُؤمِنِينَ المُقَدَّسِينَ الَّذِينَ فِي القُدْسِ، فَإنَّهُ مِنْ غَيْرِ الضَّرُورِيِّ أنْ أكتُبَ إلَيكُمْ حَوْلَ هَذِهِ المَسألَةِ. 2 أنَا أعْلَمُ مَدَى استِعدَادِكُمْ لِتَقْدِيمِ العَونِ، وَأفتَخِرُ بِكُمْ دَائِمًا أمَامَ المَكدُونِيِّينَ، فَأقُولُ لَهُمْ إنَّ الكَنَائِسَ فِي مُقَاطَعَةِ أخَائِيَّةَ مُسْتَعِدَّةٌ مُنْذُ السَّنَةِ المَاضِيَةِ. وَحَمَاسُكُمْ هَذَا هُوَ الَّذِي شَجَّعَ مُعظَمَهُمْ عَلَى العَطَاءِ. 3 لَكِنِّي أُرسِلُ الإخوَةَ إلَيكُمْ لِكَي يَتَبَيَّنَ أنَّ افتِخَارَنَا بِكُمْ فِي هَذِهِ المَسألَةِ لَمْ يَكُنْ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ، وَلِكَي تَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ كَمَا قُلْتُ عَنْكُمْ. 4 وَإلَّا فَإنَّهُ إذَا جَاءَ مَعِي بَعْضُ المَكدُونِيِّينَ وَوَجَدنَاكُمْ غَيْرَ مُسْتَعِدِّينَ، فَسَنُحرَجُ، وَأنْتُمْ أيْضًا سَتُحرَجُون! 5 لِهَذَا رَأيْتُ أنَّ مِنَ الضَّرُورِيِّ أنْ أطلُبَ مِنَ الإخوَةِ أنْ يَسْبِقُونَا إلَى زِيَارَتِكُمْ، وَأنْ يُعِدُّوا مُسْبَقًا عَطِيَّتَكُمُ السَّخِيَّةَ الَّتِي سَبَقَ أنْ وَعَدتُمْ بِهَا، فَتَكُونَ عَطِيَّتُكُمْ مُعَدَّةً كَبَرَكَةٍ لَا كَبُخلٍ.
6 وَتَذَكَّرُوا أنَّ «مَنْ يَزْرَعُ القَلِيلَ يَحْصُدُ القَلِيلَ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِوَفرَةٍ يَحْصُدُ بِوَفرَةٍ.» 7 وَيَنْبَغِي أنْ يُعطِيَ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا نَوَى فِي قَلْبِهِ، لَا بِتَرَدُّدٍ أوْ عَنْ إكرَاهٍ. فَاللهُ يُحِبُّ المُعطِيَ المُبتَهِجَ. 8 وَهُوَ قَادِرٌ أنْ يَغْمُرَكُمْ بِكُلِّ العَطَايَا الصَّالِحَةِ، لِكَي يَكُونَ عِنْدَكُمْ كُلُّ مَا تَحتَاجُونَ إلَيْهِ فِي كُلِّ أمرٍ وفِي كُلِّ وَقْتٍ، بَلْ مَا يَزِيدُ عَنِ الحَاجَةِ مِنْ أجْلِ القِيَامِ بِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. 9 فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:
«هُوَ يُوَزِّعُ بِسَخَاءٍ،
وَيُعطِي المَسَاكِينَ.
بِرُّهُ إلَى الأبَدِ يَبْقَى.»[ac]
10 فَاللهُ الَّذِي يُوَفِّرُ بِذَارًا لِلزَّرْعِ وَخُبْزًا لِلأكْلِ، سَيُزَوِّدُكُمْ بِالبِذَارِ وَيُكَثِّرُهُ، وَسَيَزِيدُ الحَصَادَ النَّاتِجَ عَنْ صَلَاحِكُمْ. 11 وَسَيُغنِيكُمْ بِكُلِّ طَرِيقَةٍ، لِكَي تَكُونُوا كُرَمَاءَ فِي كُلِّ وَقْتٍ. وَسَيُؤَدِّي كَرَمُكُمْ عَنْ طَرِيقِنَا إلَى الشُّكْرِ للهِ.
12 فَهَذِهِ الخِدْمَةُ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا لَنْ تُؤَدِّيَ إلَى سَدِّ حَاجَاتِ شَعْبِ اللهِ فَحَسْبُ، لَكِنْ سَتُؤَدِّي أيْضًا إلَى شُكرٍ كَثِيرٍ للهِ. 13 فَلِأنَّ هَذِهِ الخِدْمَةَ بُرهَانٌ لإيمَانِكُمْ، سَيَشْكُرُونَ اللهَ عَلَى إيمَانِكُمُ النَّابِعِ مِنْ طَاعَتِكُمْ لِبِشَارَةِ المَسِيحِ الَّتِي تُجَاهِرُونَ بِإيمَانِكُمْ بِهَا، وَسَيَشْكُرُونَ اللهَ بِسَبَبِ كَرَمِكُمْ فِي مُسَاعَدَتِهِمْ وَمُسَاعَدَةِ الجَمِيعِ. 14 وَحِينَ يُصَلُّونَ مِنْ أجْلِكُمْ سَيَشتَاقُون إلَى رُؤيَتِكُمْ، بِسَبَبِ نِعْمَةِ اللهِ الفَائِقَةِ نَحوَكُمْ. 15 فَشُكْرًا للهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي تَفُوقُ الوَصْفَ!
دِفَاعُ بُولُسَ عَنْ خِدمَتِه
10 هَا أنَا بُولُسَ، الَّذِي يَقولُ بَعْضُكُمْ إنِّي ضَعيفٌ وَأنَا بَيْنَكُمْ، وَجَرِيءٌ بَعِيدًا عَنْكُمْ، ألْتَمِسُ مِنْكُمْ بِوَدَاعَةِ المَسِيحِ وَلُطفِهِ، 2 ألَّا تُجبِرُونِي عَلَى اللُّجُوءِ إلَى هَذِهِ الجُرأةِ مَعَكُمْ عِنْدَ حُضُورِي. فَأنَا أنوِي أنْ أستَخْدِمَ هَذِهِ الجُرأةَ مَعَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أنَّنَا نَسْلُكُ بِأُسلُوبٍ دُنيَوِيٍّ. 3 فَعَلَى الرُّغْمِ مِنْ أنَّنَا نَعِيشُ فِي هَذِهِ الدُّنيَا، إلَّا أنَّنَا لَا نُحَارِبُ بِأُسلُوبٍ دُنيَوِيٍّ. 4 فَالأسلِحَةُ الَّتِي نُحَارِبُ بِهَا لَيْسَتْ دُنيَوِيَّةً، بَلْ لَهَا قُوَّةُ اللهِ عَلَى هَدمِ الحُصُونِ. فَبِهَا نَهدِمُ أوْهَامَ النَّاسِ، 5 وَكُلَّ تَفَاخُرٍ يَتَعَالَى وَيَمْنَعُ مَعْرِفَةَ اللهِ. وَنَأسُرُ كُلَّ فِكرٍ لِيُطِيعَ المَسِيحَ. 6 وَنَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ لِمُعَاقَبَةِ كُلِّ عِصيَانٍ بَيْنَكُمْ، لَكِنْ بَعْدَ أنْ تَكْتَمِلَ طَاعَتُكُمْ أنْتُمْ أوَّلًا.
7 انْظُرُوا إلَى حَقَائِقِ الأُمُورِ الَّتِي أمَامَكُمْ! إنْ كَانَ أحَدٌ مُقتَنِعًا بِأنَّهُ يَنْتَمِي إلَى المَسِيحِ، فَلْيَعْلَمْ أنَّنَا نَنتَمِي إلَى المَسِيحِ قَدْرَ انتِمَائِهِ. 8 صَحِيحٌ أنَّني أعتَزُّ أكْثَرَ بِالسُّلطَانِ الَّذِي لَنَا، وَلَا أجِدُ حَرَجًا فِي ذَلِكَ. لِأنَّ الرَّبَّ أعطَانَا هَذَا السُّلطَانَ لِكَي نَبنِيَكُمْ، لَا لِكَي نَهدِمَكُمْ. 9 أقُولُ هَذَا حَتَّى لَا يَبْدُو وَكَأنِّي أُحَاوِلُ أنْ أُخِيفَكُمْ بِرِسَائِلِي 10 إذْ يَقُولُ بَعْضُهُمْ: «رَسَائِلُهُ قَاسِيَةٌ وَقَوِيَّةٌ، أمَّا مَظهَرُهُ فَضَعِيفٌ وَكَلَامُهُ تَافِهٌ!» 11 لَكِنْ لِيَتَذَكَّرْ مَنْ يَقُولُ مِثْلَ هَذَا الكَلَامَ، أنَّ مَا نَكتُبُهُ فِي رَسَائِلِنَا وَنَحْنُ غَائِبُونَ لَنْ يَخْتَلِفَ عَنْ تَصَرُّفَاتِنَا حينَ نَأتِي إلَيكُمْ.
12 فَنَحْنُ لَا نَجرُؤُ أنْ نُصَنِّفَ أنْفُسَنَا مَعَ الَّذِينَ يَمْتَدِحُونَ أنْفُسَهُمْ، أوْ أنْ نُقَارِنَ أنْفُسَنَا بِهِمْ. فَهُمْ يَجْعَلُونَ أنْفُسَهُمْ مِقيَاسًا يَقِيسُونَ بِهِ أنْفُسَهُمْ، ثُمَّ يُقَارِنُونَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، مُظهِرِينَ بِذَلِكَ أنَّهُمْ بِلَا فَهمٍ! 13 غَيْرَ أنَّنَا لَنْ نَفتَخِرَ بِمَا هُوَ خَارِجَ خِدمَتِنَا، بَلْ سَنَفتَخِرُ ضِمنَ حُدودِ الخِدْمَةِ الَّتِي أوكَلَهَا اللهُ إلَينَا، وَهَذَا يَشْمُلُكُمْ أنْتُمْ أيْضًا. 14 فَنَحْنُ لَا نَتَجَاوَزُ حُدُودَنَا بِهَذَا الافْتِخَارِ. يَكونُ ذَلِكَ لَوْ أنَّنَا لَمْ نَأتِ إلَيكُمْ أصلًا، لَكِنَّنَا جِئنَا وَأعلَنَّا لَكُمْ بِشَارَةَ المَسِيحِ. 15 فَنَحْنُ لَا نَتَجَاوَزُ حُدُودَنَا بِالِافْتِخَارِ فِي عَمَلِ الآخَرِينَ، بَلْ نَرجُو أنْ يَنْمُوَ إيمَانُكُمْ، فَتَتَّسِعَ حُدُودُ خِدمَتِنَا بِمُسَاعَدَتِكُمْ. 16 وَهَكَذَا نَسْتَطِيعُ أنْ نُنَادِيَ بِالبِشَارَةِ إلَى أبعَدَ مِنْ مَدِينَتِكُمْ، فَيَكُونَ افتِخَارُنَا بِمَا نَعمَلُهُ نَحْنُ لَا بِمَا يَعْمَلُهُ الآخَرُونَ.
17 وَ «إنْ أرَادَ أحَدٌ أنْ يَفْتَخِرَ، فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ.»[ad] 18 فَلَيْسَ الَّذِي يَمْدَحُ نَفْسَهِ هُوَ المَقبُولُ، بَلْ مَنْ يَمْدَحُهُ الرَّبُّ.
بُولُسُ وَالرُّسُلُ الزَّائِفُون
11 لَيتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ شَيْئًا مِنْ حُمقِي! وَأنَا أعْرِفُ أنَّكُمْ تَحْتَمِلُونَنِي! 2 فَإنِّي غَيُّورٌ عَلَيْكُمْ غَيْرَةً إلَهِيَّةً، لِأنِّي خَطَبتُكُمْ لِزَوْجٍ وَاحِدٍ هُوَ المَسِيحُ، لِكَي أُقَدِّمَكُمْ إلَيْهِ كَعَروسٍ[ae] طَاهِرَةٍ. 3 لَكِنِّي أخشَى أنْ يَعْبَثَ بَعْضُهُمْ بِعُقُولِكُمْ، كَمَا خَدَعَتِ الحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، فَتَتَرَاجَعُوا عَنِ الوَلَاءِ الأصِيلِ لِلمَسِيحِ. 4 إذْ يَبدُو أنَّكُمْ مُسْتَعِدُّونَ لِقُبُولِ مَنْ يَأتِي إلَيكُمْ مُبَشِّرًا بِيَسُوعَ آخَرَ لَمْ نُبَشِّر بِهِ، وَرُوحٍ آخَرَ لَمْ تَقْبَلُوهُ مِنَّا!
5 وَأنَا لَا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شَأنًا فِي شَيءٍ مِنْ هَؤُلَاءِ «الرُّسُلِ العِظَامِ» الَّذِينَ يَأْتُونَ إلَيكُمْ. 6 رُبَّمَا أكُونُ مَحدُودَ القُدرَةِ فِي الكَلَامِ، غَيْرَ أنِّي لَسْتُ مَحدُودًا فِي المَعْرِفَةِ! وَقَدْ بَرهَنَّا لَكُمْ هَذَا بِوُضُوحٍ بِكُلِّ طَرِيقَةٍ وَفِي كُلِّ أمرٍ.
7 أمْ لَعَلِّي ارتَكَبتُ خَطِيَّةً بِإنزَالِ مَقَامِي، إذْ بَشَّرتُكُمْ دُونَ مُقَابِلٍ، لِكَي يَرْتَفِعَ مَقَامُكُمْ؟ 8 فَقَدْ أثقَلتُ عَلَى كَنَائِسَ أُخْرَى مَادِّيًا، لِكَي أتَمَكَّنَ مِنْ خِدمَتِكُمْ. 9 وَلَمَّا كُنْتُ أحتَاجُ إلَى شَيءٍ وَأنَا مَعَكُمْ، لَمْ أُثقِلْ عَلَى أحَدٍ مِنْكُمْ. بَلْ إنَّ الإخوَةَ الَّذِينَ وَصَلُوا مِنْ مَكدُونِيَّةَ هُمُ الَّذِينَ سَدُّوا حَاجَتِي. وَفِي كُلِّ شَيءٍ لَمْ أسمَحْ لِنَفْسِي، وَلَنْ أسمَحَ لَهَا، بِأنْ تَكُونَ عِبئًا عَلَيْكُمْ. 10 وَمَا دَامَ حَقُّ المَسِيحِ فِي دَاخِلي، لَنْ يَمْنَعَنِي أحَدٌ مِنَ الافتِخَارِ بِهَذَا فِي كُلِّ مُقَاطَعَةِ أخَائِيَّةَ. 11 لِمَاذَا؟ ألِأنِّي لَا أُحِبُّكُمْ؟ يَعْلَمُ اللهُ كَمْ أُحِبُّكُمْ!
12 لَكِنِّي سَأُواصِلُ مَا أعمَلُهُ، لِكَي لَا أترُكَ مَجَالًا لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَفْتَخِرُونَ بِأنَّ عَمَلَهُمْ مُسَاوٍ لِعَمَلِنَا. 13 فَمِثْلُ هَؤُلَاءِ هُمْ رُسُلٌ زَائِفُونَ، عُمَّالٌ مُخَادِعُونَ، يَتَنَكَّرُونَ فِي صُورَةِ رُسُلٍ لِلمَسِيحِ. 14 وَلَا عَجَبَ فِي ذَلِكَ، فَالشَّيطَانُ نَفْسُهُ يَتَنَكَّرُ فِي صُورَةِ مَلَاكِ نُورٍ!
Footnotes
- 7:36-38 ويمكن ترجمة هَذَا النَّصَّ إلَى مَا يلي: 36 «قَدْ يَرَى أحَدُكُمْ أنَّهُ لَا يَتَّخِذُ القَرَارَ المُنَاسِبَ تُجَاهَ ابنته، وَهِيَ قَدْ تَجَاوَزَتِ السِّنَّ المُنَاسِبَ للزَّوَاجِ. فَليُزَوِجهَا، فَذَلِكَ ليسَ خَطِيَّةً. 37 أمَّا مَنْ لَا يَرَى حَاجَةً إلَى ذَلِكَ، فَهُوَ حُرٌّ فِي أنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُ. فَإنْ عَزَمَ فِي قَلْبِهِ أنْ لَا يُزَوِّجَ ابنتَه، فَحَسَنًا يَفْعَلُ. 38 فَمَنْ يُزَوِّجُ ابنتَهُ يُحسِنُ صُنعًا، وَمَنْ لَا يُزَوِّجُهَا، يَفْعَلُ أحسَنَ.» مع ملَاحظة العَدَد 26 الَّذِي يبيِّن أن هَذَا «بسبب الضِّيق» الاقتصَادي الَّذِي كَانَ سَائدًا آنذَاك.
- 9:9 لَا تكمّم … القمح من كتَاب التثنية 25:4.
- 10:2 السحَابة هِيَ السحَابة الَّتِي قَادت بَنِي إسْرَائيِل قديمًا وهم يخرجونَ من مصرَ ويعبرونَ البحر الأحمر. انْظُرْ كتَاب الخروج 13:20-22؛ 14:19، 20.
- 10:7 جلس … أنفسهم من كتَاب الخروج 32:6.
- 10:16 كأس البركة كأس النبيذ الَّتِي يشرب مِنْهَا المؤمنون بِالمسيح أثنَاء ممَارسة مَا يُسَمَّى «العشَاءَ الرَّبَّانِيَّ» وَفْقَا لِمَا جَاء فِي لُوقَا 22:14-20.
- 10:22 غَيْرَة الرَّبّ انْظُرْ كتَاب التثنية 32:16، 17.
- 10:26 الأرْض … للربِّ من المَزْمُور 24:1؛ 50:12؛ 89:11.
- 11:3 الرَّجل تعني أيْضًا «الزَّوج.»
- 11:20 العَشَاء الرَّبَّانِيّ الممَارسة الَّتِي أسَّسهَا الرَّبُّ يسوع فِي لُوقَا 22:14-20.
- 13:3 إلَى حدِّ الافتخَار قَارن 2 كورنثوس 11:16؛ 12:10. أوْ «حَتَّى يَحترق.»
- 14:21 إشَعْيَاء 28:11-12.
- 15:5 مَجْمُوعَة «الاثنَي عشر» لَا يُقصد هُنَا العَدَد بحدِّ ذَاتِهِ بل اللقب الَّذِي صَار يُطلقُ عَلَى الِاثنَيْ عشر رسولًا وَظَلَّ كَذلكَ حتَّى بَعْدَ موتِ يهوذَا الإسْخريوطيّ.
- 15:20 أوَّلُ … مَاتُوا لِأنَّهُ أوّلُ مِنْ قَامَ مِنَ المَوْتِ بِجَسَدٍ مُمَجَّدٍ.
- 15:25 تَحْت قدميه من المَزْمُور 8:6.
- 15:27 كُلّ الاشيَاءِ أُخضِعَت من المَزْمُور 8:6.
- 15:32 فلنأكلْ … نموت من إشَعْيَاء 22:13، 56:12.
- 15:45 صَار … حيَّة من كتَاب التَّكْوِين 2:7.
- 15:54 إشَعْيَاء 25:8.
- 15:55 هوشع 13:14.
- 16:22 مَارَان آثَا عبَارة بِاللُّغَة الأرَاميّة تعني «تعَالَ يَا ربُّ.»
- 3:3 عَلَى ألوَاح حجريَّة إشَارة إلَى الوَصَايَا الَّتِي أعْطَاهَا الله لموسَى، فقد كُتبت عَلَى ألوَاح حجريَّة. انْظُرْ كتَاب الخروج 24:12؛ 25:16.
- 3:7 الخدمة فِي الأعدَاد من 7-11، يمكن ترجمة «الخدمة» فِي الأصل اليونَاني إلَى «العَهْد.»
- 4:13 آمَنْتُ، وَلِهَذَا تَكَلَّمْت من المَزْمُور 116:10.
- 5:21 خَطِيَّة أيْ «ذبيحة خطيَّة.»
- 6:2 إشَعْيَاء 49:8.
- 6:15 الشَّيطَان حرفيًا: «بَلِيعَال،» وَهو اسْم مِنْ أسْمَاء الشَّيطَان مُتَعَارَفُ عليه عندَ اليَهود.
- 6:18 صَمُوئيِل الثَّاني 7:14؛ صَمُوئيِل الثَّاني 7:8.
- 8:15 الخروج 16:18.
- 9:9 المَزْمُور 112:9.
- 10:17 إنْ أرَاد … بِالرَّبِّ من إرِمْيَا 9:24.
- 11:2 عروس حرفيًا: «عذرَاء.»
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International