Print Page Options
Previous Prev Day Next DayNext

Bible in 90 Days

An intensive Bible reading plan that walks through the entire Bible in 90 days.
Duration: 88 days
Arabic Bible: Easy-to-Read Version (ERV-AR)
Version
ﺍﻻﻭﻝ ﺗﺴﺎﻟﻮﻧﻴﻜﻲ 1 - ﻓﻠﻴﻤﻮﻥ

مِنْ بُولُسَ وَسِيلَا وَتِيمُوثَاوُسَ، إلَى كَنِيسَةِ تَسَالُونِيكِي الَّتِي فِي اللهِ الآبِ، وَفِي الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ. لِتَكُنْ مَعَكُمُ النِّعمَةُ وَالسَّلَامُ.

حَيَاةُ التَّسَالُونِيكِيِّينَ وَإيمَانُهُم

نَحْنُ نَشكُرُ اللهَ دَائِمًا مِنْ أجْلِكُمْ وَنَذكُرُكُمْ فِي صَلَوَاتِنَا. وَلَا نَنسَى أبَدًا أنْ نَذكُرَ أمَامَ اللهِ وَأبِينَا عَمَلَكُمُ النَّابِعَ مِنَ إيمَانِكُمْ، وَجُهُودَكُمُ النَّابِعَةَ مِنْ مَحَبَّتِكُمْ، وَصَبرَكُمُ النَّابِعَ مِنَ الرَّجَاءِ الَّذِي لَكُمْ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ. كَمَا نَشكُرُ اللهَ أيُّهَا الإخْوَةُ المَحبُوبُونَ مِنَ اللهِ، لِأنَّنَا نَعْلَمُ أنَّهُ اخْتَارَكُمْ لِتَكُونُوا لَهُ.

فَنَحْنُ أعلَنَّا لَكُمُ البِشَارَةَ، لَا بِالْكَلَامِ فَقَطْ، بَلْ بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ وَبُرهَانِهِ المُقنِعِ. وَأنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ كُنَّا نَتَصَرَّفُ حينَ كُنَّا مَعَكُمْ، فَكَانَ ذَلِكَ لِفَائِدَتِكُمْ. فَقَدْ صِرتُمْ حَرِيصِينَ عَلَى الاقْتِدَاءِ بِنَا وَبِالرَّبِّ. وَقَبِلتُمُ الرِّسَالَةَ وَسَطَ مُعَانَاةٍ كَثِيرَةٍ، بِفَرَحٍ نَابِعٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ. وَصِرتُمْ بِذَلِكَ قُدوَةً لِكُلِّ المُؤمِنِينَ فِي مُقَاطَعَةِ مَكدُونِيَّةَ وَفِي مُقَاطَعَةِ أخَائِيَّةَ.

فَقَدِ انتَشَرَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِكُمْ حَتَّى خَارِجَ مَكدُونِيَّةَ وَأخَائِيَّةَ. وَفِي كُلِّ مَكَانٍ، يَتَحَدَّثُ النَّاسُ عَنْ إيمَانِكُمْ بِاللهِ، فَلَا حَاجَةَ بِنَا إلَى أنْ نَقُولَ شَيْئًا عَنْ ذَلِكَ. فَهُمْ أنْفُسُهُمْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ كَيفِيَّةِ استِقبَالِكُمْ لَنَا. وَيَتَحَدَّثُونَ أيْضًا كَيْفَ أنَّكُمْ تَرَكتُمُ الأوْثَانَ وَرَجِعتُمْ إلَى اللهِ، لِتَخْدِمُوا الإلَهَ الحَيَّ الحَقِيقِيَّ، 10 وَأنَّكُمْ تَنْتَظِرُونَ مَجِيءَ ابنِهِ مِنَ السَّمَاءِ، الابْنِ الَّذِي أقَامَهُ مِنَ المَوْتِ، أيْ يَسُوعَ الَّذِي سَيُخَلِّصُنَا مِنْ غَضَبِ اللهِ الآتِي.

خِدْمَةُ بُولُسَ فِي تَسَالُونِيكِي

أيُّهَا الإخْوَةُ، أنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ زِيَارَتَنَا لَكُمْ لَمْ تَكُنْ عَبَثًا. لَكِنَّنَا، كَمَا تَعْلَمُونَ، سَبَقَ أنْ عَانَينَا وَأُسِيئَتْ مُعَامَلَتُنَا فِي فِيلِبِّي. غَيْرَ أنَّ اللهَ بَعْدَ ذَلِكَ أمَدَّنَا بِشَجَاعَةٍ لِنُكَلِّمَكُمْ بِبِشَارَةِ اللهِ، رُغْمَ المُقَاوَمَةِ الشَّدِيدَةِ. فَتَبْشِيرُنَا إيَّاكُمْ لَا يَصْدُرُ عَنْ خَلَلٍ فِينَا، أوْ عَنْ دَوَافِعَ غَيْرِ نَقِيَّةٍ، أوْ عَنْ رَغبَةٍ فِي خِدَاعِ أحَدٍ. لَكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِثِقَةٍ لِأنَّ اللهَ اختَبَرَنَا وَأئْتَمَنَنَا عَلَى البِشَارَةِ. فَنَحْنُ لَا نُحَاوِلُ أنْ نُرضِيَ أحَدًا مِنَ النَّاسِ، بَلْ نُرِيدُ أنْ نُرضِيَ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا.

نَحْنُ لَمْ نَأتِ إلَيكُمْ بِكَلَامٍ مَعسُولٍ كَمَا تَعْلَمُونَ، وَلَا كُنَّا نُخفِي طَمَعًا فِي دَاخِلِنَا، وَاللهُ هُوَ شَاهِدُنَا عَلَى ذَلِكَ! وَلَا كُنَّا نَسعَى إلَى مَديحٍ مِنْ أحَدٍ، لَا مِنْكُمْ وَلَا مِنْ غَيرِكُمْ. مَعَ العِلمِ أنَّهُ كَانَ بِإمكَانِنَا، لَوْ أرَدْنَا، أنْ نَسْتَخْدِمَ سُلْطَانَنَا عَلَيْكُمْ كَرُسُلٍ لِلمَسِيحِ. لَكِنَّنَا كُنَّا لُطَفَاءَ بَيْنَكُمْ، كَأُمٍّ تَحْنُو عَلَى أطْفَالِهَا وَتُرضِعُهُمْ. وَلِأنَّنَا أحبَبنَاكُمْ كُلَّ هَذِهِ المَحَبَّةِ، كُنَّا رَاضِينَ أنْ نُقَدِّمَ لَكُمْ، لَا البِشَارَةَ فَقَطْ، بَلْ أنْفُسَنَا أيْضًا، لِأنَّنَا نُحِبُّكُمْ جِدًّا.

أيُّهَا الإخْوَةُ، أنْتُمْ تَذْكُرُونَ تَعَبَنَا وَجَهدَنَا، إذْ كُنَّا نَعمَلُ لَيلَ نَهَارَ، حَتَّى لَا نَكُونَ عِبئًا عَلَى أحَدٍ مِنْكُمْ وَنَحْنُ نُعلِنُ لَكُمُ البِشَارَةَ. 10 أنْتُمْ تَشْهَدُونَ، وَاللهُ يَشْهَدُ، كَيْفَ أنَّنَا سَلَكنَا بَيْنَكُمْ أنْتُمُ المُؤمِنِينَ بِكُلِّ طَهَارَةٍ وَبِرٍّ وَدُونَ مَلَامَةٍ. 11 وَأنْتُمْ تَعْرِفُونَ تَمَامًا كَيْفَ أنَّنَا عَامَلْنَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ كَمَا يُعَامِلُ الأبُ ابنَهُ. 12 وَهَكَذَا شَجَّعنَاكُمْ، وَأعدَدْنَاكُمْ لِمُواجَهَةِ الصِّعَابِ. وَنَحُثُّكُمْ عَلَى أنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَلِيقُ بِاللهِ الَّذِي يَدْعُوكُمْ إلَى مُلكِهِ المَجِيدِ.

13 وَنَحْنُ نَشكُرُ اللهَ دَائِمًا، لِأنَّكُمْ مُنْذُ أنْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا رِسَالَةَ اللهِ، قَبِلتُمُوهَا لَا كَرِسَالَةٍ مِنْ بَشَرٍ، بَلْ كَمَا هِيَ بِالفِعْلِ: كَرِسَالَةِ اللهِ الَّتِي مَا زَالَتْ تَعْمَلُ فِيكُمْ أنْتُمُ المُؤمِنِينَ. 14 فَقَدْ صِرتُمْ أيُّهَا الإخْوَةُ، مِثْلَ كَنَائِسِ اللهِ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ فِي إقْلِيمِ اليَهُودِيَّةِ. فَقَدِ اضطَهَدَكُمْ أبْنَاءُ أُمَّتِكُمْ كَمَا اضطَهَدَهُمْ أبْنَاءُ أُمَّتِهِمْ مِنَ اليَهُودِ. 15 وَهُمُ اليَهُودُ أنْفُسُهُمُ الَّذِينَ قَتَلُوا الرَّبَّ يَسُوعَ وَالأنْبِيَاءَ، وَاضطَهَدُونَا. فَهُمْ لَا يُرضُونَ اللهَ، وَيُعَادُونَ كُلَّ النَّاسِ. 16 يُحَاوِلُونَ مَنْعَنَا مِنَ التَّكَلُّمِ مَعَ غَيْرِ اليَهُودِ، لِئَلَّا يَخْلُصُوا. وَبِسَبَبِ هَذِهِ الخَطَايَا الَّتِي يُدَاوِمُونَ عَلَيْهَا، فَإنَّ مِكيَالَ خَطَايَاهُمْ يَفِيضُ! وَالْآنَ، جَاءَ عَلَيْهِمْ أخِيرًا غَضَبُ اللهِ.

رَغبَةُ بُولُسَ فِي زِيَارَتِهِمْ ثَانِيَةً

17 أمَّا نَحْنُ أيُّهَا الإخْوَةُ، فَقَدِ انفَصَلْنَا عَنْكُمْ زَمَانًا قَلِيلًا بِالجِسمِ لَا بِالفِكرِ. وَسَرعَانَ مَا ازدَادَتْ لَهفَتُنَا، وَتَعَاظَمَ شَوقُنَا إلَى رُؤيَتِكُمْ. 18 فَأرَدْنَا أنْ نَأتِيَ لِزِيَارَتِكُمْ. حَاوَلْتُ، أنَا بُولُسَ، مَرَّةً تِلْوَ الأُخرَى أنْ آتِيَ إلَيكُمْ، لَكِنَّ الشَّيطَانَ أعَاقَنِي فِي كُلِّ مَرَّةٍ. 19 فَمَنْ هُوَ رَجَاؤُنَا وَفَرَحُنَا وَتَاجُ فَخرِنَا عِنْدَمَا نَقِفُ أمَامَ رَبِّنَا يَسُوعَ عِنْدَ مَجِيئِهِ، إنْ لَمْ تَكُونُوا أنْتُمْ؟ 20 نَعَمْ، أنْتُمْ مَجْدُنَا وَفَرَحُنَا!

وَعِنْدَمَا لَمْ نَعُدْ نَقوَى عَلَى الاحْتِمَالِ، قَرَّرْنَا أنْ نَبقَى وَحْدَنَا فِي أثِينَا. وَأرسَلْنَا إلَيكُمْ تِيمُوثَاوُسَ أخَانَا وَشَريكَنَا فِي خِدْمَةِ اللهِ وَفِي إعلَانِ البِشَارَةِ، لِكَي يُقَوِّيَكُمْ وَيُشَجِّعَ إيمَانَكُمْ. فَأنَا لَا أُرِيدُ أنْ تَتَزَعزَعُوا أمَامَ هَذِهِ الضِّيقَاتِ، لِأنَّكُمْ تَعْرِفُونَ أنَّ مُواجَهَةَ الضِّيقَاتِ أمرٌ لَا مَفَرَّ مِنْهُ. لَعَلَّكُمْ تَذْكُرُونَ أنَّنَا حِينَ كُنَّا مَعَكُمْ، حَذَّرْنَاكُمْ مُسْبَقًا مِنْ أنَّنَا مُقبِلُونَ عَلَى ضِيقَاتٍ. وَهَذَا هُوَ مَا حَدَثَ بِالضَّبطِ، كَمَا تَعْلَمُونَ. فَبِمَا أنِّي لَمْ أعُدْ أقوَى عَلَى الاحْتِمَالِ، أرسَلتُ تِيمُوثَاوُسَ لِكَي يَعْرِفَ حَالَةَ إيمَانِكُمْ. فَقَدْ كُنْتُ أخشَى أنْ يَكُونَ المُجَرِّبُ قَدْ أغوَاكُمْ وَغَلَبَكُمْ. عِنْدَئِذٍ، سَيَكُونُ تَعَبِي قَدْ ضَاعَ سُدَىً.

لَكِنْ هَا قَدْ عَادَ تِيمُوثَاوُسُ مِنْ عِندِكُمْ، وَأخبَرَنَا أخْبَارًا مُفرِحَةً عَنْ إيمَانِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ. وَقَدْ أخبَرَنَا بِأنَّكُمْ دَائِمًا تَذْكُرُونَنَا بِالخَيْرِ، وَأنَّكُمْ مُشتَاقُونَ إلَى رُؤيَتِنَا، كَمَا نَحْنُ إلَى رُؤيَتِكُمْ.

وَهَكَذَا أيُّهَا الإخْوَةُ، رُغْمَ كُلِّ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ ضِيقٍ، تَشَجَّعْنَا بِأخْبَارِ إيمَانِكُمْ. فَالآنَ نَحْنُ مُنْتَعِشُونَ، لِأنَّكُمْ ثَابِتُونَ فِي الرَّبِّ! وَمَهمَا شَكَرْنَا اللهَ، لَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كَافِيًا بِالمُقَارَنَةِ مَعَ كُلِّ هَذَا الفَرَحِ الَّذِي يَغْمُرُنَا فِي حَضْرَةِ إلَهِنَا بِسَبَبِكُمْ. 10 وَنَحْنُ نُصَلِّي لَيْلًا وَنَهَارًا بِإلحَاحٍ أنْ يُمَكِّنَنَا اللهُ مِنْ رُؤيَتِكُمْ وَجْهًا لِوَجْهٍ. فَنَحْنُ نَشتَاقُ إلَى أنْ نَسُدَّ أيَّةَ ثَغرَةٍ فِي إيمَانِكُمْ.

11 لِذَلِكَ أطلُبُ مِنْ إلَهِنَا الَّذِي هُوَ أبُونَا، وَمِنْ رَبِّنَا يَسُوعَ أنْ يُوَجِّهَ طَرِيقَنَا إلَيكُمْ. 12 وَأطلُبُ مِنَ الرَّبِّ أنْ تَزدَادُوا فِي المَحَبَّةِ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلجَمِيعِ حَتَّى الفَيضِ، كَمَا تَفِيضُ مَحَبَّتُنَا لَكُمْ. 13 فَهَذَا يُقَوِّي قُلُوبَكُمْ وَيَجْعَلُهَا طَاهِرَةً وَمُقَدَّسَةً أمَامَ إلَهِنَا وَأبِينَا عِنْدَ عَودَةِ رَبِّنَا مَعَ شَعْبِهِ المُقَدَّسِ.

الحَيَاةُ الَّتِي تُرضِي الله

وَبَعدُ، فَإنَّنَا نَطلُبُ مِنْكُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ أنْ تَحْيَوْا حَيَاةً مُرضِيَةً للهِ، فَهَذَا مَا تَعَلَّمتُمُوهُ مِنَّا وَتُمَارِسُونَهُ بِالفِعْلِ. غَيْرَ أنَّنَا نُرِيدُكُمْ أنْ تَتَقَدَّمُوا أكْثَرَ فِي ذَلِكَ. فَأنْتُمْ تَعْلَمُونَ أيَّةَ وَصَايَا أعطَينَاكُمْ بِسُلطَانِ الرِّبِّ يَسُوعَ. وَهَذَا هُوَ مَا يُرِيدُهُ اللهُ، أنْ تَكُونُوا مُكَرَّسِينَ لَهُ، وَأنْ تَبْتَعِدُوا عَنِ الانْحِلَالِ الجِنسِيِّ. يُرِيدُ اللهُ أنْ يَتَعَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ كَيْفَ يَضْبُطُ جَسَدَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ، لَا بِأنْ يَتْرُكَ أحَدٌ نَفْسَهُ لِشَهَوَاتِهِ، كَمَا يَفْعَلُ الوَثَنِيُّونَ الَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ اللهَ. وَهُوَ لَا يُرِيدُ أنْ يُسِيئَ أحَدٌ إلَى أخِيهِ أوْ يَسْتَغِلَّهُ فِي هَذَا الأمْرِ. فَالرَّبُّ سَيُجَازِي النَّاسَ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الخَطَايَا، كَمَا سَبَقَ أنْ حَذَّرْنَاكُمْ. فَاللهُ لَمْ يَدْعُنَا إلَى حَيَاةِ النَّجَاسَةِ، بَلْ إلَى حَيَاةِ القَدَاسَةِ. إذًا مَنْ يَرْفُضُ هَذَا التَّعلِيمَ لَا يَرْفُضُ بَشَرًا، بَلْ يَرْفُضُ اللهَ الَّذِي أيْضًا يُعطِينَا رُوحَهُ القُدُّوسَ.

أمَّا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَحَبَّتِكُمْ لِأخوَتِكُمْ فِي المَسِيحِ، فَلَا دَاعيَ لِأنْ أكتُبَ إلَيكُمْ شَيْئًا. فَقَدْ تَعَلَّمتُمْ أنْتُمْ أنْفُسُكُمْ مِنَ اللهِ أنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. 10 وَهَذَا هُوَ مَا تَفْعَلُونَهُ مَعَ جَمِيعِ الإخوَةِ فِي جَمِيعِ أنْحَاءِ مُقَاطَعَةِ مَكدُونِيَّةَ. غَيْرَ أنَّنَا نَحُثُّكُمْ أيُّهَا الإخْوَةُ عَلَى أنْ تَزِيدُوا مَحَبَّتَكُمْ بِاسْتِمْرَارٍ. 11 اطمَحُوا إلَى حَيَاةٍ هَادِئَةٍ، وَاهتَمُّوا بِشُؤُونِكُمُ الخَاصَّةِ، وَاعْمَلُوا بِأيدِيكُمْ كَمَا أوصَينَاكُمْ. 12 فَبِهَذَا يَحْتَرِمُ الَّذِينَ هُمْ خَارِجَ الكَنِيسَةِ سُلوكَكُمْ، وَلَا تَكُونُونَ مُحتَاجِينَ إلَى أحَدٍ.

عَودَةُ الرَّبّ

13 أيُّهَا الإخْوَةُ أُرِيدُكُمْ أنْ تَعْرِفُوا عَنْ أمْرِ الَّذِينَ رَقَدُوا مُؤمِنِينَ بِالمَسِيحِ، وَذَلِكَ لِكَي لَا تَحْزَنُوا كَبَاقِي النَّاسِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ رَجَاءٌ. 14 نَحْنُ نُؤمِنُ أنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ مِنَ المَوْتِ، لِذَلِكَ نُؤمِنُ أيْضًا بِأنَّ اللهَ سَيُحضِرُ مَعَ يَسُوعَ أُولَئِكَ الَّذِينَ رَقَدُوا مُؤمِنِينَ بِيَسُوعَ. 15 وَمَا نَقُولُهُ لَكُمُ الآنَ هُوَ رِسَالَةٌ مِنَ الرَّبِّ نَفْسِهِ:

إنَّنَا نَحْنُ الأحيَاءَ البَاقِينَ حَتَّى عَودَةِ الرَّبِّ، لَنْ نَسبِقَ الَّذِينَ مَاتُوا. 16 إذْ إنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَيَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَسَيَصْدُرُ أمْرٌ مُدَوٍّ بِصَوْتِ رَئِيسِ المَلَائِكَةِ وَصَوْتِ بُوقِ اللهِ. حينَئِذٍ، يَقُومُ أوَّلًا مِنَ المَوْتِ أُولَئِكَ الَّذِينَ رَقَدُوا مُؤمِنِينَ بِالمَسِيحِ، 17 ثُمَّ نُرفَعُ نَحْنُ الأحيَاءَ البَاقِينَ إلَى السُّحُبِ مَعَهُمْ لِنُلَاقِيَ الرَّبَّ فِي الهَوَاءِ. وَهَكَذَا سَنَكُونُ مَعَ الرَّبِّ إلَى الأبَدِ. 18 فَليُشَجِّعْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهَذَا الكَلَامِ.

استَعِدُّوا لعَودَةِ الرَّبّ

أيُّهَا الإخْوَةُ، لَا حَاجَةَ لِي أنْ أكتُبَ إلَيكُمْ حَوْلَ تَوَارِيخِ حُدُوثِ هَذِهِ الأُمُورِ وَمَوَاعِيدِهَا، فَأنْتُمْ أنْفُسُكُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ يَوْمَ عَودَةِ الرَّبِّ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيلِ. فَحِينَ يَقُولُ النَّاسُ: «اقْتَرَبَ السَّلَامُ وَالأمَانُ،» يُفَاجِئُهُمُ الهَلَاكُ كَمَا تُفَاجَأُ المَرْأةُ الحُبلَى بِآلَامِ الوِلَادَةِ، فَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى الهَرَبِ. أمَّا أنْتُمْ، أيُّهَا الإخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي الظُّلمَةِ حَتَّى يُفَاجِئَكُمْ ذَلِكَ اليَوْمُ كَلِصٍّ. فَأنْتُمْ جَمِيعًا أبْنَاءُ نُورٍ وَأبْنَاءُ نَهَارٍ، وَلَسنَا نَنتَمِي إلَى لَيلٍ أوْ ظَلَامٍ.

فَلَا يَنْبَغِي لَنَا أنْ نَنَامَ كَمَا يَنَامُ الآخَرُونَ، بَلْ لِنَسْتَيْقِظْ وَنَصحُ. فَالَّذِينَ يَنَامُونَ فَإنَّمَا يَنَامُونَ فِي اللَّيلِ، وَالَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَإنَّمَا يَسْكَرُونَ فِي اللَّيلِ. أمَّا نَحْنُ الَّذِينَ نَنتَمِي إلَى النَّهَارِ، فَلْنَصْحُ وَنَلبَسِ الإيمَانَ وَالمَحَبَّةَ دِرعًا، وَلْنَتَّخِذْ رَجَاءَ الخَلَاصِ خُوذَةً. فَاللهُ لَمْ يَخْتَرْنَا لِلغَضَبِ، بَلْ لِلخَلَاصِ الَّذِي بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنَا. 10 فَهُوَ الَّذِي مَاتَ مِنْ أجْلِنَا، لِكَي نَحيَا جَمِيعًا مَعَهُ، سَوَاءٌ أكُنَّا مَا نَزَالُ أحيَاءً عِنْدَ عَودَتِهِ أمْ رَاقِدِينَ. 11 لِذَلِكَ فَليُشَجِّعْ بَعْضَكُمْ بَعْضًا، وَليَبْنِ أحَدُكُمُ الآخَرَ، كَمَا تَفْعَلُونَ الآنَ.

تَوْجِيهَاتٌ وَتَحِيَّاتٌ خِتَامِيَّة

12 ثُمَّ نَطلُبُ مِنْكُمْ، أيُّهَا الإخْوَةُ، أنْ تُقَدِّرُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ مِنْ أجْلِكُمْ وَيُرشِدُونَكُمْ فِي طَرِيقِ الرَّبِّ وَيُعَلِّمُونَكُمْ. 13 نَسألُكُمْ أنْ تُكرِمُوهُمْ كَثِيرًا بِالمَحَبَّةِ لِأنَّهُمْ يَخْدِمُونَكُمْ.

عِيشُوا فِي سَلَامٍ بَعْضُكُمْ مَعَ بَعْضٍ. 14 كَمَا نُشَجِّعُكُمْ أيُّهَا الإخْوَةُ عَلَى أنْ تُنذِرُوا الكَسَالَى، وَأنْ تُشَجِّعُوا الخَائِفِينَ. اسنِدُوا الضُّعَفَاءَ، وَتَعَامَلُوا مَعَ الجَمِيعِ بِصَبرٍ. 15 وَاحذَرُوا مِنْ أنْ يُجَازِيَ أحَدٌ الشَّرَّ بِمِثْلِهِ، بَلِ اسْعَوْا دَائِمًا كُلُّ وَاحِدٍ إلَى خَيرِ أخِيهِ وَخَيرِ كُلِّ النَّاسِ. 16 افْرَحُوا فِي كُلِّ حِينٍ. 17 صَلُّوا عَلَى الدَّوَامِ. 18 اشكُرُوا اللهَ كُلَّ حِينٍ، فَهَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ لَكُمْ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ.

19 لَا تُطفِئُوا عَمَلَ الرُّوحِ القُدُسِ فِيكُمْ. 20 لَا تَتَجَاهَلُوا النُّبُوَّاتِ. 21 لَكِنِ امتَحِنُوا كُلَّ شَيءٍ ثُمَّ تَمَسَّكُوا بِمَا هُوَ صَالِحٌ. 22 تَجَنَّبُوا كُلَّ شَرٍّ. 23 وَلْيَجْعَلْكُمُ اللهُ نَفْسُهُ، الَّذِي هُوَ مَصدَرُ كُلِّ سَلَامٍ، مُقَدَّسِينَ لَهُ بِالْكَامِلِ. وَلْيَحْفَظْ أيْضًا كُلَّ كَيَانِكُمْ، رُوحًا وَنَفْسًا وَجَسَدًا، بِلَا مَلَامَةٍ عِنْدَ عَودَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ. 24 وَاللهُ الَّذِي دَعَاكُمْ أمِينٌ لِدَعوَتِهِ، وَسَيُتَمِّمُهَا.

25 أيُّهَا الإخْوَةُ صَلُّوا مِنْ أجْلِنَا. 26 حَيُّوا جَمِيعَ المُؤمِنِينَ بِقُبلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. 27 أنَاشِدُكُمْ بِالرَّبِّ أنْ تُقرَأَ هَذِهِ الرِّسَالَةُ عَلَى جَمِيعِ الإخوَةِ. 28 وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ مَعَكُمْ.

مِنْ بُولُسَ وَسِلْوَانُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ، إلَى كَنِيسَةِ تَسَالُونِيكِي الَّتِي تَنْتَمِي إلَى اللهِ أبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ.

لِتَكُنْ لَكُمُ النِّعمَةُ وَالسَّلَامُ مِنَ اللهِ أبِينَا، وَمِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ.

يَنْبَغِي عَلَيْنَا دَائِمًا أنْ نَشكُرَ اللهَ مِنْ أجْلِكُمْ، أيُّهَا الإخْوَةُ. لِأنَّ إيمَانَكُمْ يَنْمُو نُمُوًّا عَظِيمًا، وَمَحَبَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لِلآخَرِينَ تَتَزَايَدُ. وَنَحْنُ نَفتَخِرُ بِكُمْ بَيْنَ كَنَائِسِ اللهِ بِسَبَبِ صَبرِكُمْ وَإيمَانِكُمْ فِي وَسَطِ كُلِّ الإسَاءَاتِ وَالضِّيقَاتِ الَّتِي تَحْتَمِلُونَهَا.

دَينُونَةُ الله

وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أنَّ اللهَ عَادِلٌ فِي حُكمِهِ، إذْ أنَّهُ يُرِيدُ لَكُمْ أنْ تُحسَبُوا مُسْتَحِقِّينَ دُخُولَ مَلَكُوتِ اللهِ الَّذِي تَتَألَّمُونَ مِنْ أجْلِهِ. وَاللهُ يَرَى أنَّهُ مِنَ العَدلِ أنْ يُجَازِيَ الَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ بِالضِّيقِ، وَأنْ يُكَافِئَكُمْ أنْتُمُ الَّذِينَ تَتَعَرَّضُونَ لِلضِّيقِ بِالرَّاحَةِ، كَمَا سَيُكَافِئُنَا نَحْنُ أيْضًا عِنْدَ ظُهُورِ الرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ السَّمَاءِ. إذْ سَيَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ مَعَ مَلَائِكَتِهِ الجَبَّارِينَ، وَسَطَ نَارٍ مُلتَهِبَةٍ، وَسَيُجَازي كُلَّ الَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ اللهَ، وَالَّذِينَ يَرْفُضُونَ أنْ يُطِيعُوا البِشَارَةَ المُتَعَلِّقَةَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ. فَسَيَكُونُ جَزَاؤُهُمْ دَمَارًا أبَدِيًّا. وَسَيُبعَدُونَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَمِنْ قُوَّتِهِ المَجِيدَةِ 10 يَوْمَ يَأتِي لِيَتَمَجَّدَ بَيْنَ شَعْبِهِ المُقَدَّسِ، وَسَيُبهَرُ كُلُّ المُؤمِنِينَ بِمَنْ فِيهِمْ أنْتُمْ، لِأنَّكُمْ آمَنتُمْ بِشَهَادَتِنَا عَنْهُ.

11 مِنْ أجْلِ هَذَا نُصَلِّي لأجْلِكُمْ دَائِمًا، طَالِبِينَ مِنْ إلَهِنَا أنْ يَجْعَلَكُمْ مُسْتَحِقِّينَ لِلحَيَاةِ الَّتِي دَعَاكُمْ إلَيْهَا، وَأنَّ يُحَقِّقَ بِقُدرَتِهِ كُلَّ نَوَايَاكُمِ الصَّالِحَةِ وَكُلِّ عَمَلٍ نَابِعٍ مِنْ إيمَانِكُمْ. 12 وَبِهَذَا يَتَمَجَّدُ اسْمُ رَبِّنَا يَسُوعَ فِيكُمْ، وَتَتَمَجَّدُونَ أنْتُمْ فِيهِ، حَسَبَ نِعْمَةِ إلَهِنَا وَرَبِّنَا، يَسُوعَ المَسِيحِ.

قَبْلَ المَجِيءِ الثَّانِي للرَّب

أمَّا بِالنِّسبَةِ لِعَودَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ وَالتِقَائِنَا مَعًا بِهِ، فَنَرجُو مِنْكُمْ أيُّهَا الإخْوَةُ أنْ لَا تَفْقِدُوا فَجْأةً إدرَاكَكُمُ السَّلِيمَ حَوْلَ هَذَا الأمْرِ، أوْ تَنْزَعِجُوا بِسَبَبِ نُبُوَّةٍ أوْ تَعْلِيمٍ أوْ رِسَالَةٍ تُنسَبُ إلَينَا، وَتَدَّعِي أنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَدْ جَاءَ بِالفِعْلِ. احتَرِسُوا مِنْ أنْ يَخْدَعَكُمْ أحَدٌ بِأيَّةِ طَرِيقَةٍ كَانَتْ. أقُولُ هَذَا لِأنَّ يَوْمَ الرَّبِّ لَنْ يَأْتِيَ قَبْلَ أنْ يَأْتِيَ التَّمَرُّدُ الكَبِيرُ أوَّلًا، وَيَظْهَرَ «رَجُلُ المَعصِيَةِ،» الَّذِي سَيُقَاوِمُ كُلَّ مَا يُشَارُ إلَيْهِ عَلَى أنَّهُ «إلَهٌ» أوْ «مَعبُودٌ،» وَيَجْعَلُ نَفْسَهُ فَوقَهَا كُلِّهَا. بَلْ إنَّهُ سَيَدْخُلُ إلَى هَيْكَلِ اللهِ وَيَجْلِسُ هُنَاكَ مُدَّعِيًا أنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ اللهُ!

ألَا تَذْكُرُونَ أنِّي كُنْتُ أقُولُ لَكُمْ هَذَا وَأنَا بَعْدُ مَعَكُمْ؟ وَهَكَذَا فَإنَّكُمْ تَعْرِفُونَ مَا الَّذِي يَمْنَعُهُ الآنَ مِنَ الظُّهُورِ، حَيْثُ سَيَظْهَرُ فِي الوَقْتِ المُعَيَّنِ. لِأنَّ القُوَّةَ الخَفِيَّةَ للمَعصِيَةِ تَعْمَلُ بِالفِعْلِ، لَكِنِ الَّذِي يَمْنَعُهُ الآنَ سَيُواصِلُ مَنْعَهُ إلَى أنْ يُرفَعَ هَذَا المَانِعُ. حِينَئِذٍ، سَيَظْهَرُ ذَلِكَ العَاصِي، وَسَيُبِيدُهُ الرَّبُّ يَسُوعُ بِنَفخَةٍ مِنْ فَمِهِ، وَيُدَمِّرُهُ عِنْدَمَا يَعُودُ فِي ظُهُورِهِ المَجِيدِ.

وَسَيَكُونُ مَجِيئُهُ بِقُوَّةِ إبْلِيسَ، مَصحُوبًا بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَبِبَرَاهِينَ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ. 10 سَيَسْتَخْدِمُ كُلَّ أشكَالِ الشَّرِّ المُخَادِعِ، لِيَخْدَعَ السَّائِرِينَ عَلَى طَرِيقِ الهَلَاكِ. وَسَيَهْلِكُونَ لِأنَّهُمْ رَفَضُوا أنْ يُحِبُّوا الحَقَّ الَّذِي يُخَلِّصُهُمْ. 11 وَلِهَذَا السَّبَبِ، يُرْسِلُ اللهُ إلَيْهِمْ قُوَّةَ الضَّلَالِ لِتَعْمَلَ فِيهِمْ، لِكَي يُصَدِّقُوا الخِدَاعَ. 12 وَسَيَدِينُ اللهُ كُلَّ الَّذِينَ لَا يُصَدِّقُونَ الحَقَّ بَلْ يَتَلَذَّذُونَ بِالإثمِ.

مُختَارُونَ لِلخَلَاص

13 وَأمَّا نَحْنُ فَيَنْبَغِي أنْ نَشكُرَ اللهَ دَائِمًا مِنْ أجْلِكُمْ أيُّهَا الإخْوَةُ المَحبُوبُونَ مِنَ الرَّبِّ. يَنْبَغِي أنْ نَشكُرَ اللهَ لِأنَّهُ اخْتَارَكُمْ مِنَ البَدءِ لِكَي تَخْلُصُوا، وَذَلِكَ بِعَمَلِ الرُّوحِ القُدُسِ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ، وَبِإيمَانِكُمْ أنْتُمْ بِالحَقِّ. 14 دَعَاكُمُ اللهُ إلَى هَذَا الخَلَاصِ بِوَاسِطَةِ البِشَارَةِ الَّتِي بَشَّرنَاكُمْ بِهَا، لِكَي تَحْصُلُوا عَلَى المَجْدِ الَّذِي يَخُصُّ رَبَّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ. 15 فَاثبُتُوا أيُّهَا الإخْوَةُ، وَتَمَسَّكُوا بِالتَّقَالِيدِ الَّتِي تَسَلَّمتُمُوهَا مِنَّا، سَوَاءٌ بِالْكَلَامِ أمْ بِرِسَالَتِنَا.

16 فَلَيتَ الرَّبَّ يَسُوعَ المَسِيحَ نَفْسَهُ، وَاللهَ أبَانَا الَّذِي أظْهَرَ لَنَا مَحَبَّتَهُ، وَأعطَانَا بِنِعْمَتِهِ عَزَاءً أبَدِيًّا وَرَجَاءً رَاسِخًا، 17 أنْ يُعَزِّيَكُمْ وَيُقَوِّيَكُمْ فِي كُلِّ شَيءٍ صَالِحٍ تَعْمَلُونَهُ وَتَقُولُونَهُ.

صَلُّوا مِنْ أجْلِنَا

أخِيرًا أيُّهَا الإخْوَةُ، نَطلُبُ مِنْكُمْ أنْ تُصَلُّوا مِنْ أجْلِنَا، لِكَي تَنْتَشِرَ رِسَالَةُ الرَّبِّ بِسُرعَةٍ وَتَتَمَجَّدَ، كَمَا حَدَثَ عِنْدَكُمْ. وَصَلُّوا أنْ يُنقِذَنَا الرَّبُّ مِنَ المُنحَرِفِينَ الأشْرَارِ. فَلَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يُؤمِنُونَ بِالرَّبِّ، لَكِنَّ الرَّبَّ أمِينٌ دَائِمًا، وَهُوَ سَيُقَوِّيكُمْ وَيَحْرُسُكُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. نَحْنُ وَاثِقُونَ بِالرَّبِّ بِشَأنِكُمْ، وَمُتَأكِّدُونَ أنَّكُمْ تَعْمَلُونَ وَسَتَعْمَلُونَ بِمَا أوصَينَاكُمْ. فَلَيتَ الرَّبَّ يُوَجِّهُ قُلُوبَكُمْ إلَى مَحَبَّةِ اللهِ وَإلَى صَبرِ المَسِيحِ.

أهَمِّيَّةُ العَمَل

وَالْآنَ نُوصِيكُمْ، أيُّهَا الإخْوَةُ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ أنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أخٍ يَحيَا حَيَاةَ الكَسَلِ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّقلِيدِ الَّذِي أخَذَهُ عَنَّا. أقُولُ هَذَا لِأنَّكُمْ تَعْرِفُونَ كَيْفَ يَنْبَغِي أنْ تَقْتَدُوا بِنَا. فَحِينَ عِشنَا بَيْنَكُمْ لَمْ نَكُنْ كَسَالَى. لَمْ نَأكُلْ طَعَامًا مِنْ عِندِ أحَدٍ دُونَ مُقَابِلٍ، بَلْ عَمِلنَا وَتَعِبنَا لَيْلًا وَنَهَارًا لِئَلَّا نَكُونَ عِبْئًا عَلَى أحَدٍ مِنْكُمْ. وَهَذَا لَا يَعْنِي أنَّهُ لَا حَقَّ لَنَا فِي طَلَبِ دَعمٍ مِنْكُمْ، لَكِنَّنَا عَمِلْنَا بِأيدِينَا لِكَي نَضرِبَ لَكُمْ مِثَالًا فَتَقْتَدُوا بِنَا. 10 فَلَمَّا كُنَّا عِنْدَكُمْ، وَضَعْنَا لَكُمُ القَاعِدَةَ التَّالِيَةَ:

«إنْ كَانَ أحَدٌ يَرْفُضُ أنْ يَعْمَلَ، فَلَا يَحِقُّ لَهُ أنْ يَأْكُلَ.»

11 نَقُولُ هَذَا لِأنَّنَا نَسمَعُ أنَّ بَعْضًا مِنْكُمْ يَعِيشُونَ حَيَاةَ الكَسَلِ وَلَا يَنْشَغِلُونَ بِأعْمَالِهِمْ، بَلْ يَجْرُونَ هُنَا وَهُنَاكَ بِلَا هَدَفٍ. 12 فَنَحْنُ نَأمُرُ مِثْلَ هَؤُلَاءِ الأشْخَاصِ وَنَحُثُّهُمْ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ أنْ يَشْتَغِلُوا بِهُدُوءٍ، وَأنْ يَكْسِبُوا خُبْزَهُمْ بِتَعَبِهِمْ. 13 أمَّا أنْتُمْ أيُّهَا الإخْوَةُ، فَلَا تَمَلُّوا مِنْ عَمَلِ الخَيْرِ. 14 وَإذَا كَانَ أحَدٌ لَا يُطِيعُ تَعْلِيمَنَا الوَارِدَ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ، فَلْيَكُنْ مَعْرُوفًا لَدَيْكُمْ. وَلَا تُخَالِطُوهُ، لِكَي يَخْجَلَ مِنْ نَفْسِهِ. 15 لَكِنْ لَا تُعَامِلُوهُ كَعَدُوٍّ، بَلِ انصَحُوهُ كَأخٍ.

خَاتِمَة

16 وَالْآنَ، لِيُعطِكُمْ رَبُّ السَّلَامِ نَفْسُهُ سَلَامًا كُلَّ حِينٍ، وَمِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكُمْ جَمِيعًا.

17 وَهَا أنَا بُولُسَ، أكتُبُ هَذِهِ التَّحِيَّةَ بِخَطِّ يَدِي. هَكَذَا أكتُبُ وَأُوَقِّعُ كُلَّ رِسَالَةٍ:

18 لِتَكُنْ نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ مَعَكُمْ جَمِيعًا.

مِنْ بُولُسَ الَّذِي هُوَ رَسُولٌ لِلمَسِيحِ يَسُوعَ بِأمْرِ اللهِ مُخَلِّصِنَا، وَأمْرِ المَسِيحِ يَسُوعَ رَجَائِنَا. إلَى تِيمُوثَاوُسَ ابنِي الأصِيلِ فِي الإيمَانِ: لِيَكُنْ لَكَ نِعْمَةٌ وَرَحمَةٌ وَسَلَامٌ مِنَ اللهِ الآبِ، وَمِنَ المَسِيحِ يَسُوعَ، رَبِّنَا.

تَحْذِيرَاتٌ مِنَ التَّعَالِيمِ الزَّائِفَة

أرِيدُكَ أنْ تَبْقَى فِي أفَسُسَ، كَمَا سَبَقَ أنْ طَلَبتُ مِنْكَ حِينَ كُنْتَ مُتَوَجِّهًا إلَى مَكدُونِيَّةَ. فَأنَا أُرِيدُكَ أنْ تَأْمُرَ أُنَاسًا مُعَيَّنِينَ أنْ يَتَوَقَّفُوا عَنْ نَشرِ عَقَائِدَ خَاطِئَةٍ. وَمُرْهُمْ بِأنْ لَا يَنْتَبِهُوا لِخُرَافَاتٍ وَسَلَاسِلِ نَسَبٍ لَا تَنْتَهِي. فَهَذِهِ أُمُورٌ تُعَزِّزُ المُشَاجَرَاتِ، لَا خُطَطَ اللهِ الَّتِي تَتَحَقَّقُ بِالإيمَانِ. وَهَدَفُ هَذِهِ الوَصِيَّةِ هُوَ التَّشجِيعُ عَلَى المَحَبَّةِ النَّابِعَةِ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإيمَانٍ مُخْلِصٍ.

فَقَدِ انحَرَفَ بَعْضُهُمْ عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ الأسَاسِيَّةِ، وَالتَفَتُوا إلَى الأحَادِيثِ الفَارِغَةِ. وَهُمْ يُرِيدُونَ أنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِلشَّرِيعَةِ دُونَ أنْ يَفْهَمُوا مَا يَقُولُونَهُ أوْ مَا يُؤَكِّدُونَهُ بِثِقَةٍ! أمَّا نَحْنُ فَنَعْرِفُ أنَّ الشَّرِيعَةَ صَالِحَةٌ إنْ كَانَ أحَدٌ يُطَبِّقُهَا بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ، عَالِمًا أنَّ الشَّرِيعَةَ لَا تَسْتَهْدِفُ الصَّالِحِينَ، بَلِ العُصَاةَ وَالمُتَمَرِّدِينَ وَغَيْرَ الأتقِيَاءِ وَالخُطَاةَ، وَالنَّجِسِينَ وَالدُّنيَوِيِّينَ، وَقَتَلَةَ آبَائِهِمْ وَقَتَلَةَ أُمَّهَاتِهِمْ، وَجَمِيعَ القَتَلَةِ، 10 وَالمُنحَلِّينَ جِنسِيًّا، وَالشَّاذِّينَ جِنسِيًّا، وَتُجَّارَ العَبِيدِ، وَالكَذَّابِينَ وَشَاهِدي الزُّورِ، وَكُلَّ مَنْ يُقَاوِمُ التَّعلِيمَ الصَّحِيحَ 11 الَّذِي يَنْسَجِمُ مَعَ البِشَارَةِ المَجِيدَةِ الآتِيَةِ مِنَ اللهِ المُبَارَكِ، وَالَّتِي استَأْمَنَنِي اللهُ عَلَيْهَا.

شُكرٌ للهِ عَلَى رَحمَتِه

12 وَأنَا أشكُرُ المَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا، الَّذِي قَوَّانِي، لِأنَّهُ اعتَبَرَنِي أمِينًا وَعَيَّنَنِي لِخِدمَتِهِ. 13 أكرَمَنِي بِهَذَا مَعَ أنَّنِي كُنْتُ فِيمَا مَضَى أنتَقِصُ مِنْ قَدرِ اللهِ. كُنْتُ مُجَدِّفًا وَمُضطَهِدًا وَعَنِيفًا. غَيْرَ أنِّي رُحِمتُ، حَيْثُ أنِّي فَعَلْتُ مَا فَعَلْتُ عَنْ عَدَمِ إيمَانٍ وَعَنْ جَهلٍ. 14 لَكِنَّ نِعْمَةَ رَبِّنَا فَاضَتْ مَعَ الإيمَانِ وَالمَحَبَّةِ اللَّذَيْنِ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ.

15 هَذَا قَولٌ جَدِيرٌ بِالثِّقَةِ وَيَسْتَحِقُّ قُبُولًا كَامِلًا: لَقَدْ دَخَلَ المَسِيحُ يَسُوعُ عَالَمَنَا لِيُخَلِّصَ الخُطَاةَ، وَأنَا أسوَأُهُمْ! 16 لَكِنَّنِي رُحِمتُ لِهَذَا السَّبَبِ: لِكَي يُبَيِّنَ المَسِيحُ يَسُوعُ، بِاستِخدَامِهِ لِي أنَا أسوَإِ الخُطَاةِ، كَامِلَ صَبرِهِ. وَهُوَ يَضْرِبُ بِي مَثَلًا لِلَّذِينَ سَيُؤمِنُونَ بِهِ مُسْتَقْبَلًا لِيَنَالُوا الحَيَاةَ الأبَدِيَّةَ. 17 فَلِلمَلِكِ السَّرمَدِيِّ[a] الخَالِدِ وَغَيرِ المَنظُورِ، لِلإلَهِ الوَحِيدِ الكَرَامَةُ وَالمَجْدُ إلَى أبَدِ الآبِدِينَ. آمِين.

18 إنِّي أستَوْدِعُكَ هَذِهِ الوَصِيَّةَ، يَا ابنِي تِيمُوثَاوُسَ. وَهِيَ تَنْسَجِمُ مَعَ الرَّسَائِلِ النَّبَوِيَّةِ الَّتِي قِيلَتْ سَابِقًا. أستَوْدِعُكَ إيَّاهَا لِكَي تُحَارِبَ بِهَا المُحَارَبَةَ الحَسَنَةَ، 19 بِالإيمَانِ وَالضَّمِيرِ الصَّالِحِ. فَهُنَاكَ مَنْ تَخَلَّوْا عَنِ الضَّمِيرِ الصَّالِحِ، فَتَحَطَّمَتْ سَفِينَةُ إيمَانِهِمْ. 20 وَمِنْ هَؤُلَاءِ هِمِنَايُسُ وَإسكَندَرُ اللَّذَانِ أسلَمتُهُمَا لِلشَّيطَانِ،[b] لِكَي يَتَعَلَّمَا دَرسًا فِي عَدَمِ إهَانَةِ اللهِ.

قَوَانِينُ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاء

أوَّلًا وَقَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، أحُثُّكُمْ عَلَى أنْ تُقَدِّمُوا للهِ أدعِيَةً وَصَلَوَاتٍ وَطِلْبَاتٍ مَعَ الشُّكْرِ مِنْ أجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ. وَاذكُرُوا عَلَى وَجْهِ الخُصُوصِ الحُكَّامَ وَأصْحَابَ السُّلطَةِ. صَلُّوا أنْ نَحيَا حَيَاةَ هُدُوءٍ وَسَلَامٍ، مَملوءَةً بِعِبَادَةِ اللهِ وَإكرَامِهِ. فَهَذَا صَالِحٌ وَمُرضٍ للهِ مُخَلِّصِنَا، الَّذِي يُريدُ أنْ يَأْتِيَ جَمِيعُ النَّاسِ إلَى الخَلَاصِ، وَأنْ يَتَوَصَّلُوا إلَى مَعْرِفَةِ الحَقِّ.

اللهُ وَاحِدٌ، وَالوَسِيطُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ وَاحِدٌ هُوَ الإنْسَانُ يَسُوعُ المَسِيحُ. وَقَدْ بَذَلَ نَفْسَهُ فِديَةً لِأجْلِ خَطَايَا جَمِيعِ النَّاسِ، مُقَدِّمًا شَهَادَةً عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ فِي الوَقْتِ المُنَاسِبِ. وَقَدْ عُيِّنتُ مُبَشِّرًا وَرَسُولًا مِنْ أجْلِ نَشرِ هَذِهِ الشَّهَادَةِ. كَلَامِي هَذَا صَادِقٌ وَلَا كَذِبَ فِيهِ. كَمَا عُيِّنتُ مُعَلِّمًا لِلإيمَانِ وَالحَقِّ لِغَيرِ اليَهُودِ.

تعليمَاتٌ لِلرِّجَالِ وَللنِّسَاء

فَأنَا أُرِيدُ أنْ يُصَلِّيَ الرِّجَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، رَافِعِينَ أيَادِي طَاهِرَةً للهِ، دُونَ غَضَبٍ أوْ جِدَالٍ. كَذَلِكَ أُرِيدُ أنْ تَتَزَيَّنَ النِّسَاءُ بِثِيَابٍ لَائِقَةٍ، بِتَوَاضُعٍ وَضَبطِ نَفْسٍ. وَلَا يَنْبَغِي أنْ يَنْشَغِلْنَ بِتَصْفِيفِ الشَّعرِ المُبَالَغِ فِيهِ، وَالذَّهَبِ، أوِ اللَّآلِئِ أوِ المَلَابِسِ الغَالِيَةِ، 10 بَلْ يَنْبَغِي أنْ يَتَزَيَّنَّ بِالأعْمَالِ الصَّالِحَةِ، كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ يُجَاهِرْنَ بِمَهَابَةِ اللهِ.

11 فعَلَى المَرْأةِ أنْ تَتَعَلَّمَ بِهُدُوءٍ وَفِي خُضُوعٍ تَامٍّ. 12 لَا أسمَحُ لِلمَرْأةِ بِأنْ تُعَلِّمَ الرَّجُلَ أوْ أنْ تَكُونَ صَاحِبَةَ السُّلطَةِ، بَلْ يَنْبَغِي أنْ تَكُونَ هَادِئَةً. 13 أقُولُ هَذَا لِأنَّ آدَمَ شُكِّلَ أوَّلًا، وَشُكِّلَتْ حَوَّاءُ بَعْدَهُ. 14 وَلَمْ يَكُنْ آدَمُ هُوَ الَّذِي احتِيلَ عَلَيْهِ، بَلِ المَرْأةُ هِيَ الَّتِي احتِيلَ عَلَيْهَا[c] فَوَقَعَتْ فِي الخَطِيَّةِ. 15 لَكِنَّ المَرْأةَ سَتَخْلُصُ بِوِلَادَةِ الأطْفَالِ، وَذَلِكَ إنْ ثَبَتنَ فِي الإيمَانِ وَالمَحَبَّةِ وَالقَدَاسَةِ مَعَ العَقلِ المُتَّزِنِ.

القَادَةُ فِي الكَنِيسَة

هَذَا قَولٌ جَدِيرٌ بِالثِّقَةِ: إنْ كَانَ أحَدٌ يَرْغَبُ بِأنْ يَكُونَ مُشرِفًا،[d] فَإنَّ رَغبَتَهُ هَذِهِ نَبِيلَةٌ. لَكِنْ يَنْبَغِي أنْ يَحيَا الشَّيخُ[e] حَيَاةً لَا تُعطِي مَجَالًا لِلِانتِقَادِ، وَأنْ لَا يَكُونَ مُتَزَوِّجًا مِنْ أكْثَرِ مِنِ امْرأةٍ وَاحِدَةٍ، مُعتَدِلًا مُتَعَقِّلًا وَقُورًا وَمِضيَافًا. وَلَا بُدَّ أنْ يَكُونَ مُعَلِّمًا قَدِيرًا. وَلَا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ مُولَعًا بِالخَمْرِ أوْ مَيَّالًا إلَى العُنفِ، بَلْ لَطِيفًا وَمُسَالِمًا وَغَيْرَ مُحِبٍّ لِلمَالِ. وَيَنْبَغِي أنْ يُدِيرَ شُؤونَ بَيْتِهِ حَسَنًا، وَأنْ يَكُونَ أبنَاؤُهُ خَاضِعِينَ لَهُ فِي احتِرَامٍ كَامِلٍ. فَإنْ كَانَ أحَدٌ يَجْهَلُ كَيْفَ يُدِيرُ بَيْتَهُ، كَيْفَ نَتَوَقَّعُ مِنْهُ أنْ يَرْعَى كَنِيسَةَ اللهِ؟ كَذَلِكَ لَا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ حَدِيثًا فِي الإيمَانِ، لِئَلَّا يَنْتَفِخَ بِالكِبرِيَاءِ فَيَقَعُ عَلَيْهِ الحُكْمُ الَّذِي وَقَعَ عَلَى إبْلِيسَ. كَمَا يَنْبَغِي أنْ يَتَمَتَّعَ بِسُمعَةٍ حَسَنَةٍ عِنْدَ غَيْرِ المُؤمِنِينَ، لِئَلَّا يَجْلِبَ الانْتِقَادَ عَلَى نَفْسِهِ وَيَقَعَ فِي فَخِّ إبْلِيسَ.

الخُدَّامُ فِي الكَنِيسَة

كَذَلِكَ يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ الخُدَّامُ المُعَيَّنُونَ فِي خِدْمَاتٍ خَاصَّةٍ جَدِيرِينَ بِالِاحتِرَامِ، وَكَلِمَتُهُمْ جَدِيرَةً بِالثِّقَةِ، غَيْرَ مَيَّالِينَ إلَى الإفرَاطِ فِي الشُّربِ، أوْ مُولَعِينَ بِالمَكَاسِبِ غَيْرِ الشَّرِيفَةِ، مُتَمَسِّكِينَ بِحَقَائِقِ إيمَانِنَا العَمِيقَةِ بِضَمِيرٍ نَقِيٍّ. 10 كَمَا يَنْبَغِي أنْ يَتِمَّ اختِبَارُ هَؤُلَاءِ أوَّلًا، كَمَا هُوَ الحَالُ مَعَ المُشرِفِينَ. فَإذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَأخَذٌ عَلَيْهِمْ، فَلْيَخْدِمُوا فِي خِدْمَاتِهِمُ الخَاصَّةِ.

11 كَذَلِكَ يَنْبَغِي أنْ تَكُونَ النِّسَاءُ[f] جَدِيرَاتٍ بِالِاحْتِرَامِ. فَلَا يَنْبَغِي أنْ يَكُنَّ نَمَّامَاتٍ وَمُفتَرِيَاتٍ، بَلْ مُعتَدِلَاتٍ وَجَدِيرَاتٍ بِالثِّقَةِ فِي كُلِّ شَيءٍ.

12 أمَّا أُولَئِكَ الخُدَّامُ فَيَنْبَغِي أنْ يَكُونُوا مُخْلِصِينَ لِزَوْجَاتِهِمْ، وَقَادِرِينَ عَلَى الاهتِمَامِ بِالأطْفَالِ وَبِأهْلِ بَيْتِهِمْ. 13 فَالَّذِينَ يَخْدِمُونَ خِدْمَةً حَسَنَةً مِنْ هَذَا النَّوعِ يَنَالُونَ مَنزِلَةً حَسَنَةً، وَثِقَةً فِي إيمَانِهِمْ بِالمَسِيحِ يَسُوعَ.

سِرُّ حَيَاتِنَا

14 أكتُبُ إلَيْكَ هَذِهِ الأُمُورَ رُغْمَ أنِّي آمُلُ أنْ آتِيَ لِرُؤيَتِكَ سَرِيعًا. 15 لَكِنْ إذَا تَأخَّرتُ فِي مَجِيئِي، سَتُعلِمُكَ هَذِهِ الرِّسَالَةُ كَيْفَ يَنْبَغِي أنْ يَتَصَرَّفَ المُؤمِنُ فِي بَيْتِ اللهِ، أيْ كَنِيسَةِ اللهِ الحَيِّ، دَعَامَةِ الحَقِّ وَقَاعِدَتِهِ. 16 وَبِلَا شَكٍّ، فَإنَّ سِرَّ حَيَاتِنَا فِي عِبَادَةِ اللهِ سِرٌّ عَظِيمٌ:

اللهُ ظَهَرَ فِي جَسَدٍ بَشَرِيٍّ،
شَهِدَ الرُّوحُ لِبِرِّهِ،
رَأتْهُ مَلَائِكَةٌ،
بُشِّرَ بِهِ بَيْنَ الشُّعُوبِ،
آمَنَ العَالَمُ بِهِ،
وَرُفِعَ إلَى السَّمَاءِ فِي مَجدٍ.

تَحْذِيرٌ مِنَ المُعَلِّمِينَ الزَّائِفِين

يَقُولُ الرُّوحُ القُدُسُ بِوُضُوحٍ إنَّهُ فِي أوَاخِرِ الأزمِنَةِ سَيَتَخَلَّى قَومٌ عَنِ الإيمَانِ، وَسَيَتْبَعُونَ أروَاحًا مُضَلِّلَةً، وَتَعَالِيمَ مَصدَرُهَا أروَاحٌ شِرِّيرَةٌ، يَنْشُرُهَا أشخَاصٌ كَذَبَةٌ مُنَافِقُونَ، وَكَأنَّ ضَمَائِرَهُمْ قَدِ احتَرَقَتْ! سَيُحَرِّمُونَ الزَّوَاجَ عَلَى أتبَاعِهِمْ، وَيَأْمُرُونَهُمْ بِالِامْتِنَاعِ عَنْ أطْعِمَةٍ خَلَقَهَا اللهُ لِكَي يَتَنَاوَلَهَا المُؤمِنُونَ وَعَارِفُو الحَقِّ شَاكِرِينَ. فَكُلُّ مَا خَلَقَهُ اللهُ صَالِحٌ، وَلَا يَنْبَغِي أنْ يُرفَضَ مِنْهُ شَيءٌ، بَلْ أنْ يُقبَلَ مَعَ الشُّكْرِ. لِأنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَبِالصَّلَاةِ.

كُنْ خَادِمًا صَالِحًا لِلمَسِيحِ يَسُوع

فَإنْ بَيَّنتَ هَذِهِ الأُمُورَ لِلإخوَةِ، تَكُونُ خَادِمًا صَالِحًا لِلمَسِيحِ يَسُوعَ. وَسَتُثبِتُ أيْضًا أنَّكَ حَقًّا اتَّبَعتَ حَقَائِقَ الإيمَانِ وَالتَّعَالِيمِ الصَّالِحَةِ الَّتِي نَشَأتَ عَلَيْهَا. لَكِنِ ارفُضِ الخُرَافَاتِ الدُّنيَوِيَّةَ الَّتِي تُشبِهُ قِصَصَ العَجَائِزِ، وَتَدَرَّبْ دَائِمًا عَلَى عِبَادَةِ اللهِ. فَلِلتَّدرِيبِ الجَسَدِيِّ قِيمَةٌ مَحدُودَةٌ، أمَّا عِبَادَةُ اللهِ فَلَهَا قِيمَةٌ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، لِأنَّهَا تَعِدُ بِبَرَكَاتٍ فِي الحَيَاةِ الحَاضِرَةِ وَالمُسْتَقْبَلَةِ أيْضًا.

وَهَذَا قَولٌ جَدِيرٌ بِالثِّقَةِ وَمُسْتَحِقٌّ قُبُولًا كَامِلًا: 10 إنَّنَا نَتعَبُ وَنُنَاضِلُ لِأنَّنَا وَضَعْنَا رَجَاءَنَا فِي اللهِ الحَيِّ، مُخَلِّصِ جَمِيعِ النَّاسِ، وَخَاصَّةً المُؤمِنِينَ. 11 أوْصِ بِهَذَا وَعَلِّمْ بِهِ. 12 لَا يَسْتَهِنْ بِكَ أحَدٌ بِسَبَبِ كَونِكَ شَابًّا، بَلْ كُنْ قُدوَةً لِلمُؤمِنِينَ بِكَلَامِكَ وَسُلُوكِكَ وَمَحَبَّتِكَ وَإيمَانِكَ وَنَقَاءِ حَيَاتِكَ. 13 وَإلَى أنْ آتِيَ، وَاصِلْ قِرَاءَةَ كَلِمَةِ اللهِ، مِنْ أجْلِ تَشْجِيعِ المُؤمِنِينَ وَتَعْلِيمِهِمْ. 14 وَلَا تُهمِلْ مَوهِبَتَكَ الرُّوحِيَّةَ الَّتِي وُهِبَتْ لَكَ بِرِسَالَةٍ نَبَوِيَّةٍ عِنْدَمَا وَضَعَ شُيُوخُ[g] الكَنِيسَةِ أيدِيَهُمْ عَلَيْكَ. 15 أعْطِ اهتِمَامًا كَامِلًا لِهَذِهِ الأُمُورِ، وَانهَمِكْ فِيهَا تَمَامًا، لِكَي يَكُونَ تَقَدُّمُكَ بَادِيًا لِجَمِيعِ النَّاسِ. 16 انتَبِه لِحَيَاتِكَ وَتَعْلِيمِكَ. وَدَاوِمْ عَلَى ذَلِكَ، لِأنَّكَ بِهَذَا تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ.

تَعليمَاتٌ تَتَعَلّقُ بِالتّعَامُلِ مَعَ الآخَرِين

لَا تُوَبِّخْ شَيخًا، بَلِ انصَحهُ كَأبٍ. وَعَامِلِ الشَّبَابَ كَإخوَةٍ. أمَّا العَجَائِزُ فَعَامِلْهُنَّ كَأُمَّهَاتٍ، وَالشَّابَّاتِ كَأخَوَاتٍ بِكُلِّ طَهَارَةٍ. رَاعِ الأرَامِلَ المَحرُومَاتِ بِالفِعْلِ. لَكِنْ إنْ كَانَ لِأرمَلَةٍ أبْنَاءٌ وَأحْفَادٌ، فَعَلَى هَؤُلَاءِ أنْ يَتَعَلَّمُوا أوَّلًا مُمَارَسَةَ إيمَانِهِمْ بِالِاهْتِمَامِ بِعَائِلَاتِهِمْ. فَهُمْ بِهَذَا يَرُدُّونَ فَضْلَ وَالِدِيهِمْ أوْ أجْدَادِهِمُ الَّذِينَ رَبَّوهُمْ. وَهَذَا مُرْضٍ للهِ.

فَالأرْمَلَةُ الحَقِيقِيَّةُ الَّتِي لَيْسَ لَهَا مَنْ يَعْتَنِي بِهَا، تَضَعُ رَجَاءَهَا فِي الرَّبِّ، وَتُواظِبُ عَلَى الأدْعِيَةِ وَالصَّلَوَاتِ لَيلَ نَهَارَ. أمَّا الأرْمَلَةُ الَّتِي تَحيَا لِمَلَذَّاتِهَا، فَهِيَ فِي الحَقيقَةِ مَيِّتَةٌ مَعَ أنَّهَا حَيَّةٌ! فَأوْصِ بِهَذِهِ الأُمُورِ لِكَي لَا يَجِدَ أحَدٌ مَا يَنْتَقِدُهُنَّ عَلَيْهِ. لَكِنْ إنْ كَانَ أحَدٌ لَا يَعُولُ أقْرِبَاءَهُ، خَاصَّةً عَائِلَتَهُ، فَقَدْ تَنَكَّرَ لِلإيمَانِ. وَمِثْلُ هَذَا أسوَأُ مِنْ غَيْرِ المُؤمِنِ!

لَا تُدرِجِ امْرأةً فِي قَائِمَةِ الأرَامِلِ إنْ كَانَ عُمرُهَا أقَلَّ مِنْ سِتِّينَ عَامًا، أوَ إنْ كَانَتْ قَدْ تَطَلَّقَتْ يَومًا وَتَزَوَّجَتْ رَجُلًا آخَرَ. 10 كَمَا يَنْبَغِي أنْ تَكُونَ مَعرُوفَةً بِأعْمَالِهَا الصَّالِحَةِ، بِمَا فِيهَا تَرْبِيَةُ أبنَائِهَا، وَحُسنُ الضِّيَافَةِ، وَغَسلُ أقْدَامِ المُؤمِنِينَ المُقَدَّسِينَ، وَمُسَاعَدَةُ الَّذِينَ فِي ضِيقٍ، وَتَكْرِيسُ نَفْسِهَا لِكُلِّ أنْوَاعِ الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ. 11 فَارفُضْ إدرَاجَ الأرَامِلِ الشَّابَّاتِ، لِأنَّهُ مَتَى غَلَبَتْ شَهَوَاتُهُنَّ تَكْرِيسَهُنَّ لِلمَسِيحِ، سَيُفَضِّلْنَ الزَّوَاجَ ثَانِيَةً عَلَى خِدْمَةِ المَسِيحِ. 12 وَسَيَكُنَّ عُرضَةً لِلإدَانَةِ لِأنَّهُنَّ كَسَرنَ عَهْدَهُنَّ الأوَّلَ. 13 وَفَضلًا عَنْ ذَلِكَ، فَإنَّهُنَّ يَكْتَسِبنَ عَادَةَ الكَسَلِ وَالتَّسَكُّعَ مِنْ بَيْتٍ إلَى بَيْتٍ. وَلَنْ يُصبِحنَ كَسُولَاتٍ فَحَسْبُ، بَلْ سَيَبْدَأنَ أيْضًا بِالنَّمِيمَةِ وَالتَّدَخُّلِ فِي أُمُورِ الآخَرِينَ، وَالكَلَامِ الفَارِغِ! 14 لِهَذَا أُرِيدُ لِلأرَامِلِ الشَّابَّاتِ أنْ يَتَزَوَّجنَ، وَأنْ يُرَبِّينَ أبْنَاءً، وَأنْ يُدَبِّرنَ بُيُوتَهُنَّ، فَلَا يَكُونُ لِمَنْ يُقَاوِمُونَنَا عُذرٌ فِي انتِقَادِنَا.

15 أقُولُ هَذَا لِأنَّ بَعْضَ الأرَامِلِ قَدِ انحَرَفنَ لِيَتْبَعنَ إبْلِيسَ. 16 فَإذَا كَانَتْ لِمُؤمِنَةٍ أرَامِلُ فِي عَائِلَتِهَا، عَلَيْهَا أنْ تُسَاعِدَهُنَّ، فَلَا يَكُنَّ عِبئًا عَلَى الكَنِيسَةِ. حينّئِذٍ تَسْتَطِيعُ الكَنِيسَةُ أنْ تُسَاعِدَ الأرَامِلَ الحَقِيقِيَّاتِ.

تَعليمَاتٌ بِخُصُوصِ الشُّيُوخ

17 أمَّا الشُّيُوخُ[h] الَّذِينَ يَقُودُونَ الكَنِيسَةَ بِشَكلٍ حَسَنٍ، فَهُمْ جَدِيرُونَ بِالحُصُولِ عَلَى مُكَافَأةٍ مُضَاعَفَةٍ، خَاصَّةً المُنشَغِلِينَ فِي الوَعظِ وَالتَّعلِيمِ. 18 فَالكِتَابُ يَقُولُ: «لَا تُكَمِّمْ ثَوْرًا وَهُوَ يَدْرُسُ القَمْحَ.»[i] وَيَقُولُ أيْضًا: «أُجرَةُ العَامِلِ حَقٌ لَهُ.»[j]

19 لَا تَقْبَلِ اتِّهَامًا ضِدَّ أحَدِ الشُّيوخِ مَا لَمْ يُدعَمْ بِشَاهِدَينِ أوْ ثَلَاثَةٍ. 20 أمَّا الَّذِينَ يُمَارِسونَ الخَطِيَّةَ بِاستِمرَارٍ، فَوَبِّخْهُمْ أمَامَ الكَنِيسَةِ كُلِّهَا، لِكَي يَخَافَ البَقِيَّةُ. 21 أُنَاشِدُكَ أمَامَ اللهِ وَالمَسِيحِ يَسُوعَ وَالمَلَائِكَةِ المُختَارِينَ أنْ تُرَاعِيَ هَذِهِ التَّعلِيمَاتِ دُونَ أنْ تُصدِرَ أحكَامًا مُسْبَقَةً عَلَى أحَدٍ، وَمِنْ دُونِ تَمييزٍ بَيْنَ شَخْصٍ وَآخَرَ. 22 احرِصْ عَلَى أنْ لَا تَتَسَرَّعَ فِي وَضْعِ يَدِكَ عَلَى أحَدٍ لإطلَاقِهِ فِي خِدْمَةِ الرَّبِّ. وَلَا تَشْتَرِكْ فِي خَطَايَا الآخَرِينَ، بَلِ احفَظْ نَفْسَكَ نَقِيًّا دَائِمًا.

23 لَا تَكْتَفِ بِشُربِ المَاءِ وَحْدَهُ فِيمَا بَعْدُ، بَلِ استَخْدِمْ بَعْضَ النَّبيذِ مِنْ أجْلِ مَعِدَتِكَ وَاعْتِلَالَاتِكَ المُتَكَرِّرَةِ.

24 خَطَايَا بَعْضُ النَّاسِ وَاضِحَةٌ تَمَامًا، وَهِيَ تَسْبِقُهُمْ إلَى المُحَاكَمَةِ. وَأمَّا بَعْضُهُمْ فَخَطَايَاهُمْ تَلْحَقُ بِهِمْ! 25 وَالأعْمَالُ الصَّالِحَةُ وَاضِحَةٌ تَمَامًا أيْضًا، لَكِنْ حَتَّى غَيْرُ الوَاضِحَةِ لَنْ تَخْفَى إلَى الأبَدِ.

تَعليمَاتٌ تَتَعَلّقُ بِالعَبِيد

عَلَى العَبِيدِ تَحْتَ سُلطَةِ غَيْرِ المؤمِنِينَ أنْ يُعَامِلُوا أسيَادَهُمْ بِكُلِّ احتِرَامٍ. وَهَكَذَا يُجَنِّبُونَ اسْمَ اللهِ وَتَعْلِيمَنَا أيَّ انتِقَادٍ. أمَّا العَبِيدُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ لَدَى أسيَادٍ مُؤمِنِينَ، فَلَا يَنْبَغِي أنْ يُظهِرُوا لَهُمُ احتِرَامًا أقَلَّ مِنْ ذَلِكَ، فَهُمْ إخْوَتُهُمْ. بَلْ يَنْبَغِي أنْ يَخْدِمُوهُمْ عَلَى نَحوٍ أفْضَلَ، لِأنَّ فَائِدَةَ عَمَلِهِمْ تَعُودُ عَلَى مُؤمِنِينَ مَحبُوبِينَ مِنْهُمْ.

التَّعلِيمُ الزَّائِفُ وَالغِنَى الحَقِيقِيّ

عَلِّمِ المُؤمِنِينَ وَشَجِّعهُمْ عَلَى عَمَلِ هَذِهِ الأُمُورِ. أمَّا إنْ كَانَ أحَدٌ يُعَلِّمُ شَيْئًا خِلَافَ ذَلِكَ، فَإنَّهُ لَا يَلْتَزِمُ بِالتَّعَالِيمِ القَوِيمَةِ لِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، وَبِالتَّعلِيمِ المُنسَجِمِ مَعَ تَقْوَى اللهِ. بَلْ هُوَ مُنتَفِخٌ بِالكِبرِيَاءِ وَلَا يَفْقَهُ شَيْئًا، وَهُوَ مُصَابٌ بِمَرَضِ المُجَادَلَاتِ وَالمُشَاجَرَاتِ الكَلَامِيَّةِ، الَّتِي مِنْهَا يَبْرُزُ الحَسَدُ وَالخِصَامُ وَالافْتِرَاءُ وَالظُّنُونُ الرَّدِيئَةُ. وهَكَذَا تَنْشَأُ مُنَازَعَاتٌ يُثِيرُهَا أشخَاصٌ فَاسِدُو الذِّهنِ وَخَالُونَ مِنَ الحَقِّ. يَظُنُّونَ أنَّ خِدْمَةَ اللهِ وَسِيلَةٌ لِلثَّرَاءِ.

أمَّا خِدْمَةُ اللهِ مَصحُوبَةً بِالقَنَاعَةِ، فَإنَّهَا ثَروَةٌ عَظِيمَةٌ. فَحِينَ دَخَلْنَا إلَى الحَيَاةِ، لَمْ يَكُنْ مَعَنَا أيُّ شَيءٍ، لِهَذَا نُدرِكُ أنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ أنْ نَخرُجَ مِنْهَا بِشَيءٍ أيْضًا. فَإنْ تَوَفَّرَ لَنَا الطَّعَامُ وَالمَلبَسُ، لِنَكُنْ قَانِعِينَ بِذَلِكَ. أمَّا الَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي الثَّرَاءِ فَيَقَعُونَ فِي إغوَاءٍ وَفَخٍّ وَكَثِيرٍ مِنَ الشَّهَوَاتِ الغَبِيَّةِ الضَّارَّةِ. وَمِنْ شَأنِ هَذِهِ أنْ تَقْذِفَ بِالنَّاسِ إلَى الخَرَابِ وَالهَلَاكِ. 10 فَمَحَبَّةُ المَالِ هِيَ جَذرُ كُلِّ أنْوَاعِ الشَّرِّ. فَفِي لَهفَةِ بَعْضِهِمْ عَلَى المَالِ، انسَاقُوا بَعِيدًا عَنِ الإيمَانِ، وَجَلَبُوا عَلَى أنْفُسِهِمْ مَصَائِبَ كَثِيرَةً.

وَصَايَا أخِيرَة

11 أمَّا أنْتَ يَا رَجُلَ اللهِ، فَتَجَنَّبْ هَذَا كُلَّهُ، وَاسْعَ إلَى البِرِّ وَخِدْمَةِ اللهِ وَالإيمَانِ وَالمَحَبَّةِ وَالصَّبرِ وَاللُّطفِ. 12 وَاصِلْ نِضَالَكَ فِي المُبَارَاةِ النَّبِيلَةِ الَّتِي يَتَطَلَّبُهَا الإيمَانُ، وَفُزْ بِالحَيَاةِ الأبَدِيَّةِ الَّتِي دُعِيتَ إلَيْهَا عِنْدَمَا اعتَرَفتَ بِإيمَانِكَ اعتِرَافًا نَبِيلًا أمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ.

13 أوصِيكَ أمَامَ اللهِ الَّذِي هُوَ مَصدَرُ الحَيَاةِ لِكُلِّ حَيٍّ، وَأمَامَ المَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي اعتَرَفَ اعتِرَافًا حَسَنًا أمَامَ بُنطيُوسَ بِيلَاطُسَ، 14 بِأنْ تُطِيعَ مَا أوصَيتُكَ بِه، فَتَبْقَى بِلَا عَيْبٍ أوْ مَلَامَةٍ حَتَّى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، 15 الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ اللهُ فِي الوَقْتِ المُنَاسِبِ. وَهُوَ السَّيِّدُ المُبَارَكُ وَالوَحِيدُ، المَلِكُ عَلَى كُلِّ مَنْ يَمْلُكُ، وَالَرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَنْ يَسُودُ. 16 لَهُ وَحْدَهُ عَدَمُ الفَنَاءِ. وَهُوَ السَّاكِنُ فِي نُورٍ لَا يُدنَى مِنْهُ. لَمْ يَرَهُ أوْ يَقْدِرْ أنْ يَرَاهُ بَشَرٌ. لَهُ الكَرَامَةُ وَالقُوَّةُ الأبَدِيَّةُ. آمِين.

17 أوْصِ الأغنِيَاءَ بِحَسَبِ مَقَايِيسِ هَذَا العَالَمِ، أنْ لَا يَتَكَبَّرُوا. وَانصَحهُمْ بِأنْ لَا يُعَلِّقُوا رَجَاءَهُمْ بِالمَالِ. إذْ لَا يُمْكِنُ الوُثُوقُ بِهِ، بَلْ أنْ يَضَعُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُزَوِّدُنَا بِكُلِّ شَيءٍ بِسَخَاءٍ مِنْ أجْلِ تَمَتُّعِنَا. 18 أوْصِهِمْ أنْ يَكُونُوا صَالِحِينَ، أغنِيَاءَ فِي الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ، كُرَمَاءَ، مُسْتَعِدِّينَ أنْ يُقَاسِمُوا الآخَرِينَ مَا لَدَيهِمْ. 19 فَهُمْ بِهَذَا يَدَّخِرُونَ لِأنْفُسِهِمْ كَنزًا سَمَاوِيًّا يَصْلُحُ أسَاسًا مَتِينًا لِلمُسْتَقْبَلِ، لِكَي يَنَالُوا الحَيَاةَ الحَقِيقِيَّةَ.

20 يَا تِيمُوثَاوُسُ، احرُسِ الوَدِيعَةَ الَّتِي ائتُمِنتَ عَلَيْهَا، وَتَجَنَّبِ الكَلَامَ الدُّنيَوِيَّ التَّافِهَ، وَالمُعتَقَدَاتِ المُعَارِضَةِ الَّتِي يُسَمِّيهَا بَعْضُهُمْ «مَعْرِفَةً» وَهِيَ لَيْسَتْ كَذَلِكَ. 21 وَقَدِ ادَّعَى قَومٌ هَذِهِ المَعْرِفَةَ، فَتَاهُوا عَنْ طَرِيقِ الإيمَانِ.

لِتَكُنْ نِعْمَةُ اللهِ مَعَكُمْ.

مِنْ بُولُسَ الَّذِي هُوَ رَسُولٌ لِلمَسِيحِ يَسُوعَ بِإرَادَةِ اللهِ، وَبِهَدَفِ إعلَانِ وَعْدِ الحُصُولِ عَلَى الحَيَاةِ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ، إلَى ابنِي الحَبِيبِ تِيمُوثَاوُسَ. لِتَكُنْ لَكَ نِعْمَةٌ وَرَحمَةٌ وَسَلَامٌ مِنَ اللهِ الآبِ، وَمِنَ المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

شُكرٌ وَتَشْجِيع

أنَا أشكُرُ اللهَ الَّذِي أعبُدُهُ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ، كَمَا فَعَلَ أجدَادِي. أشكُرُهُ لَيْلًا وَنَهَارًا، كُلَّمَا ذَكَرتُكَ فِي صَلَوَاتِي. أتَذَكَّرُ دُمُوعَكَ، فَأشتَاقُ إلَى لِقَائِكَ لِكَي أمتَلِئَ بِالفَرَحِ. وَأتَذَكَّرُ إيمَانَكَ المُخْلِصَ الَّذِي كَانَ أوَّلًا فِي جَدَّتِكَ لُوئِيسَ وَأُمِّكَ أفْنِيكِي. وَأنَا مُتَيَقِّنٌ أنَّهُ فِيكَ أيْضًا. وَبِسَبَبِ هَذَا، أُذَكِّرُكَ بِأنْ تُبقِيَ نَارَ مَوهِبَةِ اللهِ دَائِمَةَ الاتِّقَادِ، تِلْكَ المَوهِبَةِ الَّتِي نِلتَهَا عِنْدَمَا وَضَعتُ يَدَيَّ عَلَيْكَ. فَالرُّوحُ الَّذِي أعطَانَا إيَّاهُ اللهُ لَا يَبْعَثُ فِينَا الجُبْنَ، بَلْ يَمُدُّنَا بِالقُوَّةِ وَالمَحَبَّةِ وَضَبطِ النَّفْسِ.

فَلَا تَسْتَحِ بِالشَّهَادَةِ لِرَبِّنَا، أوْ بِي أنَا أسِيرِهِ، بَلْ شَارِكنِي فِي احتِمَالِ المَشَقَّاتِ مِنْ أجْلِ البِشَارَةِ، مُسْتَمِدًّا القُوَّةَ مِنَ اللهِ. فَهُوَ الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا إلَى حَيَاةٍ مُكَرَّسَةٍ لَهُ. وَلَمْ يَكُنْ هَذَا بِفَضْلِ أيِّ عَمَلٍ قُمنَا بِهِ، بَلْ بِنَاءً عَلَى قَصدِهِ وَنِعْمَتِهِ الَّتِي وَهَبَنَا إيَّاهَا فِي المَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ بَدءِ الزَّمَنِ. 10 لَكِنَّ نِعْمَتَهُ هَذِهِ أُظهِرَتْ لَنَا مَعَ مَجِيءِ المَسِيحِ يَسُوعَ، مُخَلِّصِنَا. فَالمَسِيحُ هُوَ الَّذِي أبْطَلَ المَوْتَ، وَكَشَفَ الحَيَاةَ وَالخُلُودَ بِبِشَارَتِهِ المُفْرِحَةِ 11 الَّتِي صِرتُ وَاعِظًا وَرَسُولًا وَمُعَلِّمًا مِنْ أجْلِ نَشْرِهَا، 12 وَمِنْ أجْلِهَا أُعَانِي مَا أُعَانِي. غَيْرَ أنِّي لَسْتُ خَجِلًا، لِأنِّي أعْرِفُ مَنْ آمَنتُ بِهِ، وَأنَا مُتَيَقِّنٌ أنَّهُ قَادِرٌ أنْ يَحْفَظَ مَا استَوْدَعَنِي إيَّاهُ، حَتَّى يَحِينَ ذَلِكَ اليَوْمُ.[k]

13 فَتَمَسَّكْ بِخَطِّ التَّعلِيمِ السَّلِيمِ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنِّي. وَلْيَكُنْ ذَلِكَ مَصْحُوبًا بِالإيمَانِ وَالمَحَبَّةِ اللَّذَيْنِ لَنَا فِي المَسِيحِ يَسُوعَ. 14 احرُسِ الوَدِيعَةَ الثَّمِينَةَ بِالرُّوحِ القُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا.

15 فَأنْتَ تَعْلَمُ أنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ مِنْ مُقَاطَعَةِ أسِيَّا هَجَرُونِي، بِمَنْ فِيهِمْ فِيجَلُّسُ وَهَرْمُوجَانِسُ. 16 أمَّا أُونسِيفُورَسُ، فَإنِّي أطلُبُ أنْ يُعطِيَ الرَّبُّ رَحْمَةً لِعَائِلَتِهِ، لِأنَّهُ كَانَ مَصدَرَ عَزَاءٍ لِي فِي أوقَاتٍ كَثِيرَةٍ. كَمَا أنَّهُ لَمْ يَخْجَلْ مِنِّي لِكَونِي فِي السِّجْنِ. 17 بَلْ عَلَى العَكسِ مِنْ ذَلِكَ، فَحِينَ وَصَلَ إلَى رُومَا، فَتَّشَ عَنِّي بِكُلِّ جِدٍّ حَتَّى وَجَدَنِي. 18 لِهَذَا أسألُ الرَّبَّ أنْ يُعطِيَهُ رَحْمَةً فِي ذَلِكَ اليَوْمِ! فَأنْتَ تَعْرِفُ كَيْفَ كَانَ يَخْدِمُنِي عِنْدَمَا كُنْتُ فِي أفَسُسَ.

جُنُودٌ للمَسِيح

أمَّا أنْتَ يَا بُنَيَّ، فَتَقَوَّى بِالنِّعمَةِ الَّتِي لَنَا فِي المَسِيحِ يَسُوعَ. أمَّا التَّعَالِيمُ الَّتِي سَمِعْتَهَا مِنِّي بِحُضُورِ شُهُودٍ كَثِيرِينَ، فَأَوْدِعْهَا لِآخَرِينَ جَدِيرِينَ بِالثِّقَةِ، قَادِرِينَ عَلَى تَعْلِيمِ آخَرِينَ أيْضًا. وَاشتَرِكْ مَعِي كَجُندِيٍّ صَالِحٍ مِنْ جُنُودِ المَسِيحِ فِي احتِمَالِ المَشَقَّاتِ. فَمَا مِنْ أحَدٍ يَنْخَرِطُ فِي الجُندِيَّةِ يُوَرِّطُ نَفْسَهُ بِأُمُورِ الحَيَاةِ المَدَنِيَّةِ، لِأنَّهُ يُحَاوِلُ أنْ يُرْضِيَ قَائِدَهُ. وَإذَا اشتَرَكَ أحَدٌ فِي مُسَابَقَةٍ رِيَاضِيَّةٍ فَإنَّهُ لَا يَفُوزُ بِالجَائِزَةِ إلَّا إذَا نَافَسَ وَفْقَ القَوَانِينِ. وَيَنْبَغِي أنْ يَكُونَ الفَلَّاحُ المُجِدُّ أوَّلَ مَنْ يَحْصُلُ عَلَى نَصِيبٍ مِنَ الحَصَادِ.

فَكِّرْ بِمَا أقُولُهُ، وَسَيُعطِيكَ الرَّبُّ القُدرَةَ عَلَى فَهمِ هَذِهِ الأُمُورِ كُلِّهَا. تَذَكَّرْ دَائِمًا يَسُوعَ المَسِيحَ الَّذِي قَامَ مِنَ المَوْتِ، وَالَّذِي هُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ. فَهَذَا هُوَ جَوهَرُ البِشَارَةِ الَّتِي أُبَشِّرُ بِهَا. وَهِيَ البِشَارَةُ الَّتِي أُعَانِي مِنْ أجْلِهَا إلَى دَرَجَةِ أنْ أُقَيَّدَ بِالسَّلَاسِلِ، لَكِنَّ رِسَالَةَ اللهِ لَا تُقَيَّدُ. 10 لِذَلِكَ فَإنِّي أحتَمِلُ كُلَّ شَيءٍ مِنْ أجْلِ الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ اللهُ. فَقَدِ اخْتَارَهُمْ لِيَحْصُلُوا هُمْ أيْضًا عَلَى الخَلَاصِ الَّذِي لَنَا فِي المَسِيحِ يَسُوعَ، مَعَ مَجدٍ أبَدِيٍّ.

11 وَهَذَا قَولٌ جَدِيرٌ بِالثِّقَةِ:

إنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ،
فَسَنَحيَا أيْضًا مَعَهُ.
12 وَإنْ كُنَّا نَصبِرُ،
فَسَنَملُكُ أيْضًا مَعَهُ.
إنْ أنكَرْنَاهُ،
فَإنَّهُ سَيُنكِرُنَا.
13 وَإنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءٍ،
فَسَيَبْقَى أمِينًا
لِأنَّهُ لَنْ يَسْتَطِيعَ أنْ يُنكِرَ نَفْسَهُ.

الخَادِمُ المَقبُولُ مِنَ الله

14 ذَكِّرِ المُؤمِنِينَ عَلَى الدَّوَامِ بِهَذِهِ الأُمُورِ. وَحَذِّرْهُمْ أمَامَ اللهِ أنْ لَا يَدْخُلُوا فِي مُجَادَلَاتٍ كَلَامِيَّةٍ. فَمِثْلُ هَذَا لَا نَفْعَ مِنْهُ، بَلْ إنَّهُ يَهْدِمُ السَّامِعِينَ. 15 اجتَهِدْ أنْ تُقَدِّمَ نَفْسَكَ للهِ، فَتَنَالَ رِضَاهُ كَخَادِمٍ لَا يُخزِيهِ شَيءٌ، يُفَسِّرُ كَلِمَةَ الحَقِّ عَلَى نَحوٍ صَحِيحٍ.

16 أمَّا الأحَادِيثُ الفَارِغَةُ الدُّنيَوِيَّةُ فَتَجَنَّبْهَا، لِأنَّهَا لَا تَعْمَلُ إلَّا عَلَى إبعَادِ النَّاسِ أكْثَرَ عَنِ اللهِ. 17 وَتَعَالِيمُ الَّذِينَ يُرَوِّجُونَ لِهَذِهِ الأحَادِيثِ تَنْتَشِرُ كَالسَّرَطَانِ. وَمِنْ بَيْنِ هَؤُلَاءِ هِيمِينَايُسُ وَفِيلِيتُسُ. 18 فَهَذَانِ انحَرَفَا عَنِ الحَقِّ. يَقُولَانِ إنَّ قِيَامَةَ كُلِّ النَّاسِ مِنَ المَوْتِ قَدْ حَصَلَتْ بِالفِعْلِ، وَقَدْ أفسَدَا بِكَلَامِهِمَا هَذَا إيمَانَ بَعْضِهِمْ.

19 غَيْرَ أنَّ الأسَاسَ المَتِينَ الَّذِي وَضَعَهُ اللهُ رَاسِخٌ، وَهُوَ يَحْمِلُ دَائِمًا هَذَا النَّقشَ: «الرَّبُّ[l] يَعْرِفُ الَّذِينَ يَنْتَمُونَ إلَيْهِ.»[m] وَكَذَلِكَ «لِيَبْتَعِدْ عَنِ الإثمِ كُلُّ مَنْ يَنْتَمِي إلَى الرَّبِّ

20 لَا يَحْتَوِي البَيتُ الكَبِيرُ عَلَى أوَانٍ ذَهَبِيَّةٍ وَفِضِّيَّةٍ فَقَطْ، بَلْ عَلَى أوَانٍ خَشَبِيَّةٍ وَخَزَفِيَّةٍ أيْضًا. بَعْضُهَا لِلِاستِخدَامِ الكَرِيمِ، وَبَعْضُهَا لِلِاستِخدَامِ الحَقِيرِ. 21 فَإذَا طَهَّرَ إنْسَانٌ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ الشَّوَائِبِ، يَكُونُ إنَاءً لِلِاستِخدَامِ الكَرِيمِ، وَيَكُونُ مُكَرَّسًا وَمُفِيدًا لِلسَّيِّدِ، جَاهِزًا عَلَى الدَّوَامِ لِأيِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.

22 أمَّا الشَّهَوَاتُ الَّتِي تَسْتَهْوِي الشَّبَابَ فَاهرُبْ مِنْهَا، وَاسْعَ إلَى حَيَاةِ الاسْتِقَامَةِ، وَالإيمَانِ، وَالمَحَبَّةِ، وَالسَّلَامِ، مُنضَمًّا بِهَذَا إلَى كُلِّ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ بِقَلْبٍ نَظِيفٍ. 23 وَابْتَعِدْ دَائِمًا عَنِ المُجَادَلَاتِ السَّخِيفَةِ الغَبِيَّةِ، لِأنَّكَ تَعْرِفُ أنَّهَا تُوَلِّدُ المُشَاجَرَاتِ. 24 فَلَا يَنْبَغِي لِخَادِمِ الرَّبِّ أنْ يَتَشَاجَرَ، بَلْ يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ لَطِيفًا مَعَ جَمِيعِ النَّاسِ، وَبَارِعًا فِي التَّعلِيمِ، وَصَبُورًا. 25 كَمَا يَنْبَغِي أنْ يُرشِدَ مُعَارِضِيهِ بِلُطفٍ، آمِلًا أنْ يُتَوِّبَ اللهُ قُلُوبَهُمْ، وَيُعطِيَهُمْ مَعْرِفَةَ الحَقِّ. 26 فَلَعَلَّ اللهَ يُعِيدُهُمْ إلَى صَوَابِهِمْ، فَيَهْرُبُونَ مِنْ فَخِّ إبْلِيسَ الَّذِي أخضَعَهُمْ لإرَادَتِهِ.

الأيَّامُ الأخِيرَة

وَاذكُرْ أنَّهُ سَتَأْتِي عَلَيْنَا فِي أوَاخِرِ الأيَّامِ أوقَاتٌ عَصِيبَةٌ. إذْ سَيَكُونُ النَّاسُ أنَانِيِّينَ، جَشِعِينَ، مُتَبَجِّحِينَ، مُتَكَبِّرِينَ، شَتَّامِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، نَجِسِينَ، خَالِينَ مِنَ المَحَبَّةِ، غَيْرَ مُتَسَامِحِينَ، مُفتَرِينَ، غَيْرَ ضَابِطِينَ لِأنْفُسِهِمْ، مُتَوَحِّشِينَ، مُعَادِينَ لِكُلِّ مَا هُوَ صَالِحٌ. غَادِرينَ، مُتَهوِّرِينَ، مُنتَفخِينَ بِالكِبريَاءِ، يُفَضِّلُونَ اللَّذَّةَ عَلَى اللهِ. يَلْبَسُونَ قِنَاعًا مِنَ التَّقوَى، رَافِضِينَ أنْ تَعْمَلَ قُوَّتُهَا الحَقيقِيَّةُ فِي حَيَاتِهِمْ. فَابْتَعِدْ عَنْ هَؤُلَاءِ.

لِأنَّ بَعْضَهُمْ يَتَسَلَّلُ إلَى البُيُوتِ، وَيُسَيطِرُ عَلَى النِّسَاءِ ضَعِيفَاتِ الإرَادَةِ، المَملوءَاتِ بِالخَطَايَا، المُنقَادَاتِ وَرَاءَ كُلِّ أنْوَاعِ الشَّهَوَاتِ. فَهُنَّ يُظهِرْنَ دَائِمًا رَغبَةً فِي التَّعَلُّمِ، لَكِنَّهُنَّ لَا يَقْبَلْنَ أبَدًا مَعْرِفَةَ الحَقِّ الكَامِلَةِ. فَكَمَا قَاوَمَ يَنِّيسُ وَيَمبرِيسُ[n] مُوسَى، يُقَاوِمُ أُولَئِكَ النَّاسُ الحَقَّ. إنَّهُمْ فَاسِدُو العُقُولِ، وَفَاشِلُونَ فِي اتِّبَاعِ الإيمَانِ. لَكِنَّهُمْ لَنْ يَقْطَعُوا شَوطًا بَعِيدًا، لِأنَّ حَمَاقَتَهُمْ سَتَظْهَرُ لِكُلِّ النَّاسِ، تَمَامًا كَمَا ظَهَرَتْ حَمَاقَةُ يَنِّيسَ وَيَمبرِيسَ.

تَوْجِيهَاتٌ أخِيرَة

10 أمَّا أنْتَ فَقَدْ تَابَعتَ تَعْلِيمِي وَسُلُوكِي وَقَصدِي فِي الحَيَاةِ وَإيمَانِي وَصَبرِي وَمَحَبَّتِي وَاحتِمَالِي. 11 كَمَا عَرَفْتَ عَنِ اضْطِهَادِي، وَمُعَانَاتِي، وَكُلِّ مَا جَرَى لِي فِي أنطَاكِيَةَ وَإيقُونِيَّةَ وَلِستَرَةَ. وَاطَّلَعتَ عَلَى الاضْطِهَادَاتِ الفَظِيعَةِ الَّتِي احتَمَلتُهَا. لَكِنَّ الرَّبَّ نَجَّانِي مِنْهَا جَمِيعًا. 12 فَكُلُّ مَنْ يُصَمِّمُ عَلَى حَيَاةِ التَّقوَى فِي المَسِيحِ يَسُوعَ، سَيُضطَهَدُ. 13 أمَّا الأشرَارُ وَالمُحتَالُونَ فَسَيَنْتَقِلُونَ مِنْ سَيِّئٍ إلَى أسْوَأَ. إذْ يَبْدَأُونَ بِخِدَاعِ الآخَرِينَ، فَيَنْتَهِي بِهِمُ الأمْرُ إلَى خِدَاعِ أنْفُسِهِمْ.

14 وَأمَّا أنْتَ فَتَمَسَّكْ بِالأُمُورِ الَّتِي تَعَلَّمْتَهَا وَاقتَنَعْتَ بِهَا. فَأنْتَ تَعْرِفُ الَّذِينَ تَعَلَّمْتَ مِنْهُمْ وَتَثِقُ بِهِمْ، 15 وَتَعْرِفُ مُنْذُ طُفُولَتِكَ الكُتُبَ المُقَدَّسَةَ القَادِرَةَ أنْ تُعْطِيَكَ الحِكْمَةَ، فتَقُودَكَ إلَى الخَلَاصِ بِالإيمَانِ بِالمَسِيحِ يَسُوعَ. 16 فَكُلُّ الكِتَابِ قَدْ أوْحَى بِهِ اللهُ، وَهُوَ مُفِيدٌ لِتَعْلِيمِ الحَقِّ، وَتَوْبِيخِ الخُطَاةِ، وَتَصْحِيحِ الأخْطَاءِ، وَإرشَادِ النَّاسِ إلَى حَيَاةِ البِرِّ. 17 وَذَلِكَ لِكَي يَكُونَ رَجُلُ اللهِ مُؤَهَّلًا تَمَامًا لِلقِيَامِ بِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.

أُوصِيكَ أمَامَ اللهِ وَأمَامَ المَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي سَيَدِينُ الأحيَاءَ وَالأمْوَاتَ عِنْدَ مَجِيئِهِ فِي مَلَكُوتِهِ، بِأنْ تَنْشُرَ الرِّسَالَةَ. كُنْ مُسْتَعِدًّا فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيرِ مُنَاسِبٍ. أقنِعِ النَّاسَ، وَوَبِّخهُمْ، وَشَجِّعْ مَنْ يَحتَاجُ إلَى تَشْجِيعٍ. وَافْعَلْ ذَلِكَ بِتَعْلِيمِهِمْ بِصَبرٍ، لِأنَّهُ سَيَأْتِي وَقْتٌ لَنْ يَحْتَمِلَ فِيهِ النَّاسُ سَمَاعَ التَّعلِيمِ السَّلِيمِ، بَلْ سَيَختَارُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ لِيُحَدِّثُوهُمْ بِمَا يُدَغْدِغُ آذَانَهُمْ. أمَّا الحَقُّ فَيُبعِدُونَ آذَانَهُمْ عَنْهُ، وَيَلْتَفِتُونَ إلَى الخُرَافَاتِ.

فَاضبِطْ أنْتَ نَفْسَكَ فِي كُلِّ الظُّرُوفِ. وَاحتَمِلِ المَشَقَّاتِ. بَشِّرْ وَتَمِّمْ خِدمَتَكَ. أمَّا أنَا فَإنِّي أنسَكِبُ كَانسِكَابِ الذَّبِيحَةِ. وَهَا قَدْ حَانَ وَقْتُ رَحِيلِي عَنْ هَذِهِ الحَيَاةِ. نَاضَلْتُ فِي المُبَارَاةِ النَّبِيلَةِ. أنهَيتُ السِّبَاقَ. حَافَظتُ عَلَى الإيمَانِ. وَالْآنَ يَنْتَظِرُنِي إكلِيلُ البِرِّ الَّذِي سَيُنعِمُ عَلَيَّ بِهِ الرَبُّ القَاضِي العَادِلُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ،[o] مَعَ كُلِّ الَّذِينَ يَتُوقُونَ إلَى ظُهُورِ الرَّبِّ.

أُمُورٌ شَخصِيَّة

افْعَلْ مَا فِي وُسْعِكَ لِلقُدُومِ لِزِيَارَتِي فِي أسرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ. 10 دِيمَاسُ تَرَكَنِي لِأنَّهُ أحَبَّ هَذِهِ الحَيَاةَ الحَاضِرةَ، وَمَضَى إلَى تَسَالُونِيكِي. أمَّا كرِيسكِيسُ فَذَهَبَ إلَى غَلَاطِيَّةَ. وَذَهَبَ تِيطُسُ إلَى دَلْمَاطِيَّةَ. 11 لُوقَا هُوَ الوَحِيدُ الَّذِي مَا يَزَالُ مَعِي. أحضِرْ مَعَكَ مَرقُسَ، فَهُوَ يَسْتَطِيعُ أنْ يُعِينَنِي كَثِيرًا فِي خِدمَتِي هُنَا.

12 لَقَدْ أرسَلْتُ تِيخِيكُسَ إلَى أفَسُسَ. 13 عِنْدَمَا تَأْتِي أحضِرْ مِعطَفِي الَّذِي تَرَكتُهُ فِي بَيْتِ كَارْبُسَ فِي تْرُواسَ، وَأحْضِرْ أيْضًا كُتُبِي، خَاصَّةً المَخطُوطَاتِ الجِلدِيَّةَ.

14 لَقَدْ سَبَّبَ لِي إسكَندَرُ الحَدَّادُ أذَىً كَثِيرًا. وَالرَّبُّ سَيُجَازِيهِ عَلَى كُلِّ أعْمَالِهِ. 15 فَاحْتَرِسْ مِنْهُ أنْتَ أيْضًا، فَقَدْ قَاوَمَ رِسَالَتَنَا مُقَاوَمَةً شَدِيدَةً.

16 فِي المَرَّةِ الأُولَى الَّتِي دَافَعَتُ فِيهَا عَنْ نَفْسِي فِي المَحْكَمَةِ، لَمْ يَأْتِ أحَدٌ لِيَقَفَ إلَى جَانِبِي، بَلْ تَرَكَنِي الجَمِيعُ. لَيْتَ اللهَ لَا يَحْسِبُ هَذَا عَلَيْهِمْ. 17 لَكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ إلَى جَانِبِي وَقَوَّانِي لِكَي أُنَادِيَ بِالرِّسَالَةِ كَامِلَةً. وَهَكَذَا سَمِعَتْهَا الأُمَمُ جَمِيعًا. وَأُنقِذتُ مِنْ فَمِ الأسَدِ. 18 وَسَيُنقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ هُجُومٍ شِرِّيرٍ، وَسَيَأْتِي بِي سَالِمًا إلَى مَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ. لَهُ المَجْدُ إلَى أبَدِ الآبِدِينَ. آمِين.

تَحِيَّاتٌ خِتَامِيَّة

19 سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا[p] وَأكِيلَا وَعَلَى بَيْتِ أُنيسِيفُورُسَ. 20 بَقِيَ أرَاستُسُ فِي كُورِنثُوسَ، أمَّا تْرُوفِيمُوسُ فَتَرَكتُهُ فِي مِيلِيتُسَ لِأنَّهُ كَانَ مَرِيضًا. 21 افْعَلْ مَا فِي وُسْعِكَ لِلقُدُومِ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلَافِدِيَّةُ وَجَمِيعُ الإخوَةِ. 22 لِيَكُنِ الرَّبُّ يَسُوعُ مَعَكَ. لِتَكُنْ نِعْمَةُ اللهِ مَعَكُمْ.

مِنْ بُولُسَ خَادِمِ اللهِ وَرَسُولِ يَسُوعَ المَسِيحِ. أرْسَلَنِي لِأُشَجِّعَ إيمَانَ أوْلَادِ اللهِ المُختَارِينَ، وَأُنَمِّي فِيهِمُ المَعْرِفَةَ الكَامِلَةَ، لِكَي يَعِيشُوا حَيَاةَ التَّقْوَى، وَلَهُمُ الرَّجَاءُ بِالحَيَاةِ إلَى الأبَدِ، الحَيَاةِ الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الَّذِي لَا يَكْذِبُ، قَبْلَ بَدءِ الزَّمَنِ. وَفِي الوَقْتِ المُلَائِمِ، أعْلَنَ اللهُ رِسَالَتَهُ بِوَاسِطَةِ البِشَارَةِ الَّتِي ائتَمَنَنِي عَلَيْهَا بِأمْرِ اللهِ مُخَلِّصِنَا.

إلَى تِيطُسَ، ابْنِي الحَقِيقِيِّ فِي الإيمَانِ المُشتَرَكِ بَيْنَنَا. لِتَكُنْ لَكَ نِعْمَةٌ وَسَلَامٌ مِنَ اللهِ الآبِ، وَمِنَ المَسِيحِ يَسُوعَ مُخَلِّصِنَا.

خِدْمَةُ تِيْطُسَ فِي كِرِيت

لَقَدْ تَرَكتُكَ فِي جَزِيرَةِ كِرِيتَ لِكَي تُكمِلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ الَّتِي لَمْ تَكْتَمِلْ بَعْدُ، وَلِكَي تُعَيِّنَ شُيُوخًا[q] فِي كُلِّ مَدِينَةٍ كَمَا أوصَيتُكَ. أمَّا الشَّيخُ فَيَنْبَغِي أنْ يَكُونَ بِلَا شَائِبَةٍ، زَوْجَ امْرأةٍ وَاحِدَةٍ، وَأوْلَادُهُ مُؤمِنُونَ غَيْرُ مُتَّهَمِينَ بِسُلُوكٍ غَيْرِ أخلَاقِيٍّ أوْ تَمَرُّدٍ. يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ المُشرِفُ بِلَا شَائِبَةٍ، لِأنَّهُ مُوكَلٌ عَلَى عَمَلِ اللهِ. كَمَا لَا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ مُتَكَبِّرًا، أوْ سَرِيعَ الغَضَبِ، أوْ مُدمِنًا عَلَى الخَمْرِ، أوْ مَيَّالًا إلَى العُنفِ، أوْ مُحِبًّا لِلمَكسَبِ الدَّنِيءِ، بَلْ مُضِيفًا لِلغُرَبَاءِ، مُحِبًّا لِلخَيرِ، حَكِيمًا، عَادِلًا، مُقَدَّسًا وَقَادِرًا عَلَى ضَبطِ نَفْسِهِ، مُتَمَسِّكًا بِالرِّسَالَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي تَسَلَّمنَاهَا. وَهَكَذَا يَسْتَطِيعُ أنْ يُشَجِّعَ النَّاسَ بِالتَّعلِيمِ الصَّحِيحِ، وَأنْ يَرُدَّ عَلَى المُقَاوِمِينَ.

10 فَهُنَاكَ الكَثِيرُ مِنَ المُتَمَرِّدِينَ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ بَاطِلَةً، وَيَخْدَعُونَ الآخَرِينَ. وَأنَا أقصِدُ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِضَرورَةِ الخِتَانِ. 11 فَيَنْبَغِي أنْ تُسَدَّ أفوَاهُهُمْ، لِأنَّهُمْ يُدَمِّرُونَ عَائِلَاتٍ بِأكمَلِهَا بِتَعْلِيمِ أُمُورٍ خَاطِئَةٍ، مِنْ أجْلِ مَكَاسِبَ دَنِيئَةٍ. 12 حَتَّى إنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ، يَعْتَبِرُونَهُ نَبِيًّا لَهُمْ، قَالَ:

«أهْلُ كِرِيتَ كَذَّابُونَ دَائِمًا،
وُحُوشٌ شِرِّيرَةٌ،
شَرِهُونَ وَكُسَالَى!»

13 وَهَذِهِ شَهَادَةٌ صَادِقَةٌ. لِذَلِكَ وَبِّخْهُمْ بِشِدَّةٍ لِكَي يَتْبَعُوا الإيمَانَ الحَقِيقِيَّ. 14 فَلَا يَنْبَغِي أنْ يَنْشَغِلُوا فِيمَا بَعْدُ بِخُرَافَاتٍ يَهُودِيَّةٍ، أوْ بِوَصَايَا بَشَرِيَّةٍ يَضَعُهَا رَافِضُو الحَقِّ.

15 فَكُلُّ شَيءٍ طَاهِرٌ بِالنِّسبَةِ لِلطَّاهِرِينَ. أمَّا بِالنِّسبَةِ لِلنَّجِسِينَ، فَمَا مِنْ شَيءٍ طَاهِرٍ، بَلْ إنَّ عُقُولَهُمْ وَضَمَائِرَهُمْ قَدْ تَنَجَّسَتْ أيْضًا. 16 يُؤَكِّدُونَ أنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللهَ، لَكِنَّهُمْ يُنكِرُونَ ذَلِكَ بِأعْمَالِهِمْ. فَهُمْ رَدِيئُونَ غَيْرُ مُطِيعِينَ، وَعَاجِزِونَ عَنْ عَمَلِ أيِّ شَيءٍ صَالِحٍ.

التَّعلِيمُ الصَّحِيح

أمَّا أنْتَ يَا تِيطُسُ، فَتَكَلَّمْ دَائِمًا بِمَا يُوافِقُ التَّعلِيمَ الصَّحِيحَ. وَعَلِّمِ الرِّجَالَ الكِبَارَ أنْ يَتَحَلَّوْا بِضَبطِ النَّفْسِ وَالجِدِّيَّةِ وَالحِكْمَةِ. عَلِّمْهُمْ أنْ يَتَمَسَّكُوا بِالإيمَانِ الحَقِيقِيِّ، وَأنْ يَكُونُوا أقوِيَاءَ فِي المَحَبَّةِ وَالصَّبرِ. كَذَلِكَ عَلِّمِ العَجَائِزَ أنْ يَسْلُكنَ سُلُوكًا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُقَدَّسَاتٍ، فَيَبْتَعِدنَ عَنِ النَّمِيمَةِ وَعَنِ الإكثَارِ مِنْ شُربِ الخَمْرِ، وَيُعَلِّمْنَ الأُخرَيَاتِ تَعْلِيمًا صَالِحًا، وَذَلِكَ لِكَي يُدَرِّبنَ الشَّابَّاتِ عَلَى أنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِأزوَاجِهِنَّ وَأوْلَادِهِنَّ، مُتَعَقِّلَاتٍ، طَاهِرَاتٍ، مُهتَمَّاتٍ بِبُيُوتِهِنَّ، صَالِحَاتٍ، مُطِيعَاتٍ لِأزوَاجِهِنَّ، لِئَلَّا يَنْتَقِدَ أحَدٌ رِسَالَةَ اللهِ.

كَذَلِكْ شَجِّعِ الشَّبَابَ عَلَى أنْ يَكُونُوا مُتَعَقِّلِينَ. وَكُنْ أنْتَ نَفْسُكَ قُدوَةً لَهُمْ فِي كُلِّ جَوَانِبِ السُّلُوكِ. لِيَكُنْ تَعْلِيمُكَ نَقِيًّا وَجَادًّا. فَتَكَلَّمْ كَلَامًا صَحِيحًا لَا يُمْكِنُ لِأحَدٍ أنْ يَنْتَقِدَهُ. وَهَكَذَا يَخْجَلُ المُقَاوِمُونَ، لِأنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا مَا يَقُولُونَهُ ضِدَّنَا.

وَعَلِّمِ العَبِيدَ أنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ فِي كُلِّ شَيءٍ، وَأنْ يُرضُوهُمْ وَلَا يُجَاوِبُوهُمْ بِعَدَمِ احتِرَامٍ، 10 أوْ يَسْرِقُوا شَيْئًا مِنْهُمْ، بَلْ أنْ يُظهِرُوا أمَانَتَهُمْ، وَهَكَذَا يُظهِرُونَ جَمَالَ تَعْلِيمِ اللهِ مُخَلِّصِنَا.

11 فَقَدْ ظَهَرَتْ لِجَمِيعِ النَّاسِ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي تَجْلِبُ الخَلَاصَ. 12 تُعَلِّمُنَا هَذِهِ النِّعمَةُ أنْ نَتَوَقَّفَ عَنْ مُقَاوَمَةِ اللهِ، وَعَنِ الشَّهَوَاتِ الَّتِي يَسْعَى العَالَمُ إلَيْهَا، 13 وَأنْ نَعِيشَ فِي هَذَا العَالَمِ الحَاضِرِ بِحِكمَةٍ بَيْنَمَا نَخدِمُ اللهَ، وَأنْ نَنتَظِرَ ذَلِكَ اليَوْمَ المُبَارَكَ الَّذِي نَتَوَقَّعُهُ بِرَجَاءٍ، يَوْمَ الظُّهُورِ المَجِيدِ لإلَهِنَا وَمُخَلِّصِنَا العَظِيمِ يَسُوعَ المَسِيحِ 14 الَّذِي ضَحَّى بنَفْسِهِ لِكَي يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَيُطَهِّرَنَا لِنَكُونَ شَعْبًا مُقَدَّسًا لَهُ وَحْدَهُ بِالْكَامِلِ، مُتَحَمِّسِينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. 15 تَكَلَّمْ بِهَذَا التَّعلِيمِ دَائِمًا مُشَجِّعًا وَمُوَبِّخًا بِسُلطَانٍ كَامِلٍ. لَا يَسْتَهِنْ بِكَ أحَدٌ.

حَيَاةُ الاسْتِقَامَة

ذَكِّرِ النَّاسَ دَائِمًا بِأنْ يَخْضَعُوا لِلحُكَّامِ وَالسُّلُطَاتِ فَيُطِيعُوهُمْ، وَأنْ يَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. وَأنْ لَا يُشَوِّهُوا سُمعَةَ أحَدٍ، بَلْ يَكُونُوا مُسَالِمِينَ لُطَفَاءَ، مُظهِرِينَ كُلَّ أدَبٍ أمَامَ جَمِيعِ النَّاسِ. أقُولُ هَذَا لِأنَّنَا نَحْنُ أيْضًا كُنَّا ذَاتَ يَوْمٍ أغبِيَاءَ غَيْرَ طَائِعِينَ وَمَخدُوعِينَ. كُنَّا عَبِيدًا لِشَهَوَاتٍ وَمَلَذَّاتٍ مِنْ كُلِّ نَوعٍ. عِشنَا فِي الخُبثِ وَالحَسَدِ. الآخَرُونَ أبغَضُونَا، وَنَحْنُ أبغَضَ بَعْضُنَا بَعْضًا. لَكِنْ عِنْدَمَا أُعْلِنَ لُطفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا وَمَحَبَّتُهُ للبَشَرِ، خَلَّصَنَا اللهُ، لَا بِسَبَبِ أعْمَالٍ بَارَّةٍ عَمِلنَاهَا، بَلْ بِرَحمَتِهِ. لَقَدْ خَلَّصَنَا بِوَاسِطَةِ الغُسلِ الَّذِي نُولَدُ بِهِ ثَانِيَةً، وَجَدَّدَنَا بِالرُّوحِ القُدُسِ الَّذِي سَكَبَهُ اللهُ عَلَيْنَا بِغِنَىً فِي يَسُوعَ المَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. وَمَنَحَنَا الرَّجَاءَ بِأنْ نَكُونَ وَرَثَةً لِلحَيَاةِ الأبَدِيَّةِ، بَعْدَ أنْ حُسِبنَا أبْرَارًا بِسَبَبِ نِعْمَةِ اللهِ.

هَذَا كَلَامٌ جَدِيرٌ بِالثِّقَةِ. وَأُرِيدُ مِنْكَ أنْ تُؤَكِّدَ عَلَى هَذِهِ الأُمُورِ لِكَي يَهْتَمَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ بأِنْ يُمَارِسُوا أعْمَالًا صَالِحَةً. فَهَذِهِ هِيَ الأعْمَالُ النَّافِعَةُ وَالمُفِيدَةُ لِلنَّاسِ.

لَكِنْ تَجَنَّبِ المُجَادَلَاتِ الغَبِيَّةَ حَوْلَ سُلَالَاتِ النَّسَبِ، وَالمُنَازَعَاتِ وَالشِّجَارَاتِ حَوْلَ مَسَائِلِ شَرِيعَةِ مُوسَى، لِأنَّهَا أُمُورٌ غَيْرُ نَافِعَةٍ وَتَافِهَةٌ. 10 ابتَعِدْ عَنِ الَّذِي يُسَبِّبُ الانقِسَامَ بَعْدَ أنْ تُنذِرَهُ مَرَّتَيْنِ عَلَى الأقَلِّ. 11 فَأنْتَ تَعْلَمُ أنَّ مِثْلَ ذَلِكَ الشَّخصِ قَدِ انحَرَفَ، وَأنَّهُ مُسْتَمِرٌّ فِي ارتِكَابِ الخَطِيَّةِ، فَحَكَمَ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِهِ.

تَذْكِيرٌ

12 عِنْدَمَا أُرسِلُ إلَيْكَ أرتِيمَاسَ أوْ تِيخِيكُسَ، ابذُلْ مَا فِي وُسْعِكَ لِلقُدُومِ إلَى مَدِينَةِ نِيكُوبُولِيسَ لِمُقَابَلَتِي، فَقَدْ قَرَّرتُ أنْ أقضِيَ الشِّتَاءَ هُنَاكَ.

13 اعمَلْ مَا فِي وُسْعِكَ لِمُسَاعَدَةِ المُحَامِي زِينَاسَ وَأبُلُّوسَ فِي كُلِّ مَا يَحتَاجَانِ إلَيْهِ لِلسَّفَرِ، لِكَي لَا يَنْقُصَهُمَا شَيءٌ. 14 عَلَى المُؤمِنِينَ أنْ يَتَعَلَّمُوا الاهْتِمَامَ بِمُمَارَسَةِ الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِكَي يَسُدُّوا الحَاجَاتِ العَاجِلَةَ لِلنَّاسِ فَيَكُونُوا مُثْمِرينَ.

15 جَمِيعُ الَّذِينَ مَعِي يُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ. سَلِّمْ عَلَى الَّذِينَ يُحِبُّونَنَا فِي الإيمَانِ. وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ اللهِ مَعَكُمْ جَمِيعًا.

مِنْ بُولُسَ المَسجُونِ لِأجْلِ يَسُوعَ المَسِيحِ، وَمِنْ أخِينَا تِيمُوثَاوُسَ، إلَى فِلِيمُونَ صَدِيقِنَا المَحبُوبِ وَالعَامِلِ مَعَنَا. وَإلَى الأُختِ المَحبُوبَةِ أبْفِيَّةَ، وَأرخِبُّسَ المُجَاهِدِ مَعَنَا، وَإلَى الكَنِيسَةِ الَّتِي تَجْتَمِعُ فِي بَيْتِكَ. لِتَكُنْ لَكُمْ نِعْمَةٌ وَسَلَامٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَمِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ.

مَحَبَّةُ فِلِيمُونَ وَإيمَانُه

أنَا أشكُرُ اللهَ مِنْ أجْلِكَ دَائِمًا كُلَّمَا ذَكَرْتُكَ فِي صَلَوَاتِي، لِأنَّنِي أسمَعُ بِمَحَبَّتِكَ وَإيمَانِكَ: إيمَانِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتِكَ لِجَمِيعِ شَعْبِ اللهِ المُقَدَّسِ. وَأُصَلِّي أنْ يَقُودَكَ إيمَانُكَ الَّذِي نَشتَرِكُ فِيهِ مَعًا، إلَى أنْ تَفْهَمَ كُلَّ الأشْيَاءِ الصَّالِحَةِ الَّتِي نَمتَلِكُهَا فِي المَسِيحِ. لَقَدْ شَعَرْتُ بِفَرَحٍ وَتَشْجِيعٍ عَظِيمَينِ بِسَبَبِ مَحَبَّتِكَ، لِأنَّ قُلُوبَ المُؤمِنِينَ المُقَدَّسِينَ قَدِ انتَعَشَتْ بِكَ أيُّهَا الأخُ.

اقبَلْ أُنِسِيمُسَ كَأخ

لِذَلِكَ، وَمَعَ أنَّنِي أمتَلِكُ الجُرأةَ الكَامِلَةَ فِي المَسِيحِ لِكَي آمُرَكَ بِأنْ تَفْعَلَ مَا هُوَ مُنَاسِبٌ، إلَّا أنَّنِي أُفَضِّلُ أنْ أطلُبَ مِنْكَ بِرِفْقٍ عَلَى أسَاسِ المَحَبَّةِ. فَهَا أنَا بُولُسُ الرَّجُلُ الكَبِيرُ فِي السِّنِّ، وَسَجِينُ خِدْمَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ، 10 أكتُبُ إلَيْكَ بِخُصُوصِ ابْنِي أُنِسِيمُسَ الَّذِي وَلَدْتُهُ وَأنَا فِي السِّجْنِ. 11 فَهوَ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلُ نَافِعًا لَكَ، أمَّا الآنَ فَهُوَ نَافِعٌ لَيْسَ لَكَ فَقَطْ، بَلْ لِي أيْضًا. 12 وَهَا أنَا أُرسِلُهُ إلَيْكَ ثَانِيَةً وَمَعَهُ أُرسِلُ قَلْبِي إلَيْكَ. 13 أنَا أوَدُّ أنْ أُبقِيَهُ هُنَا مَعِي لِكَي يُسَاعِدَنِي وَأنَا مُقَيَّدٌ بِسَبَبِ نَشْرِ البِشَارَةِ. 14 لَكِنِّي لَمْ أرغَبْ أنْ أفعَلَ شَيْئًا مِنْ دُونِ مُوافَقَتِكَ، وَهَكَذَا لَا تَكُونُ مُضطَرًّا لِعَمَلِ مَا هُوَ صَوَابٌ، بَلْ تَعْمَلُهُ بِإرَادَتِكَ الحُرَّةِ.

15 رُبَّمَا تَرَكَكَ أُنِسِيمُسُ لِوَقْتٍ قَصِيرٍ، لِكَي تَسْتَرِدَّهُ الآنَ إلَى الأبَدِ. 16 لَكِنْ لَيْسَ بِاعتِبَارِهِ عَبْدًا فِيمَا بَعْدُ، بَلْ أفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ، أيْ أخًا مَحبُوبًا. أنَا أُحِبُّهُ كَثِيرًا، لَكِنَّكَ تُحِبُّهُ أكْثَرَ جِدًّا، لَا كَإنْسَانٍ فَقَطْ بَلْ كَأخٍ فِي الرَّبِّ.

17 فَإنْ كُنْتَ تَعْتَبِرُنِي شَرِيكًا لَكَ حَقًّا، أرْجُو أنْ تُرَحِّبَ بِهِ كَمَا لَوْ كُنْتَ سَتُرَحِّبُ بِي. 18 وَإنْ كَانَ أخطَأَ إلَيْكَ، أوْ كَانَ مَديُونًا لَكَ بِشَيءٍ، فَاحْسِبْ دَينَهُ عَلَيَّ أنَا.

19 أنَا بُولُسُ، أكتُبُ إلَيْكَ هَذَا بِخَطِّ يَدِي:

أنَا سَأُوفِي دَينَهُ. وَلَا دَاعِيَ لِأنْ أُذَكِّرَكَ بِأنَّكَ أنْتَ مَديُونٌ لِي بِنَفْسِكَ! 20 نَعَمْ يَا أخِي، أُرِيدُكَ أنْ تَكُونَ نَافِعًا لِي فِي الرَّبِّ. أنعِشْ قَلْبِي فِي المَسِيحِ. 21 وَبِمَا أنَّنِي أثِقُ بِأنَّكَ سَتُطِيعُنِي، أكتُبُ إلَيْكَ هَذِهِ الرِّسَالَةَ، وَأنَا أعْرِفُ بِأنَّكَ سَتَفْعَلُ أكْثَرَ مِمَّا أطلُبُهُ مِنْكَ.

22 كَمَا أرْجُو أنْ تُعِدَّ لِي مَكَانًا لِلإقَامَةِ، لِأنَّنِي أرْجُو أنْ أتَمَكَّنَ مِنَ المَجِيءِ إلَيكُمُ استِجَابَةً لِصَلَوَاتِكُمْ.

خَاتِمَة

23 يسَلِّمُ عَلَيْكَ أبَفْرَاسُ المَسجُونُ مَعِي لِأجْلِ المَسِيحِ يَسُوعَ. 24 وَكَذَلِكَ مَرْقُسُ وَأرِسْتَرْخُسُ وَدِيمَاسُ وَلُوقَا الَّذِينَ يَخْدِمُونَ مَعِي.

25 لِتَكُنْ نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ مَعَ رُوحِكُمْ.

Arabic Bible: Easy-to-Read Version (ERV-AR)

Copyright © 2009, 2016 by Bible League International