Print Page Options
Previous Prev Day Next DayNext

Bible in 90 Days

An intensive Bible reading plan that walks through the entire Bible in 90 days.
Duration: 88 days
Arabic Bible: Easy-to-Read Version (ERV-AR)
Version
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ 3 - ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻷﻧﺸﺎ 8

وَقْتٌ لِكُلِّ شَيء

هُنَاكَ وَقْتٌ لِكُلِّ شَيءٍ. وَلِكُلِّ شَيءٍ فِي هَذَا العَالَمِ وَقْتٌ مُنَاسِبٌ.

وَقْتٌ لِلوِلَادَةِ، وَوَقْتٌ لِلمَوْتِ.
وَقْتٌ لِلغَرسِ، وَوَقْتٌ لِلقَلعِ.
وَقْتٌ لِلقَتلِ، وَوَقْتٌ لِلشِّفَاءِ.
وَقْتٌ لِلهَدمِ، وَوَقْتٌ لِلبِنَاءِ.
وَقْتٌ لِلبُكَاءِ، وَوَقْتٌ لِلضَّحِكِ.
وَقْتٌ لِلحُزنِ، وَوَقْتٌ لِلرَقصِ.
وَقْتٌ لِرَمِي الحِجَارَةِ، وَوَقْتٌ لِجَمعِهَا.
وَقْتٌ لِلعِنَاقِ، وَوَقْتٌ لِلفِرَاقِ.
وَقْتٌ لِلبَحْثِ، وَوَقْتٌ لِلتَّوَقُّفِ عَنِ البَحْثِ.
وَقْتٌ لِحِفْظِ الأشْيَاءِ، وَوَقْتٌ لِلتَّخَلُّصِ مِنْهَا.
وَقْتٌ لِتَمْزِيقِ الثِّيَابِ، وَوَقْتٌ لِتَخْيِيطِهَا.
وَقْتٌ لِلصَّمْتِ، وَوَقْتٌ لِلتَّكَلُّمِ.
وَقْتٌ لِلحُبِّ، وَوَقْتٌ لِلبُغضَةِ.
وَقْتٌ لِلحَرْبِ، وَوَقْتٌ لِلسِّلمِ.

اللهُ هُوَ المُسَيطِر

هَلْ يَعُودُ كُلُّ تَعَبِ الإنْسَانِ عَلَيْهِ بِمَنفَعَةٍ حَقًّا؟ 10 رَأيْتُ كُلَّ العَمَلِ الشَّاقِّ الَّذِي أعطَانَا إيَّاهُ اللهُ لِنَعمَلَهُ. 11 أعطَانَا اللهُ قُدْرَةً عَلَى التَّفكِيرِ بِالحَيَاةِ، لَكِنَّ قُدرَتَنَا عَلَى فَهْمِ مِا يَعْمَلُهُ مَحْدُودَةٌ. غَيْرَ أنَّ اللهَ يَعْرِفُ كَيْفَ يُدِيرُ الحَيَاةَ.

12 أدرَكْتُ أنَّ أفْضَلَ مَا يُمْكِنُ أنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ هُوَ أنْ يَفْرَحُوا وَيُمَتِّعُوا أنْفُسَهُمْ مَا دَامُوا أحيَاءً. 13 وَعَرَفْتُ أنَّ القُدْرَةَ عَلَى الأكلِ وَالشُّرْبِ وَالِاسْتِمتَاعِ بِالعَمَلِ هِيَ هِبَاتٌ مِنَ اللهِ. 14 عَلِمْتُ أنَّ أيَّ شَيءٍ يَفْعَلُهُ اللهُ سَوفَ يَدُومُ إلَى الأبَدِ. مَا مِنْ أحَدٍ يَقْدِرُ أنْ يَزيدَ عَلَيْهِ، أوْ يُنْقِصَ مِنْهُ. فَعَلَ اللهُ هَذَا لِكَي يَهَابَهُ البَشَرُ. 15 مَا حَدَثَ فِي المَاضِي قَدْ حَدَثَ. وَمَا سَيَحْدُثُ مُسْتَقْبَلًا سَيَحْدُثُ. وَاللهُ يُديرُ هَذَا العَالَمَ.

16 وَرَأيْتُ أيْضًا هَذَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا.[a] نَظَرْتُ إلَى المَحَاكِمِ، حَيْثُ يَنْبَغِي أنْ يَسُودَ العَدلُ وَالإنصَافُ، فَرَأيْتُ الظُّلْمَ وَالشَّرَّ. 17 فَقُلْتُ لِنَفْسِي: «جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيءٍ وَقْتًا. جَعَلَ وَقْتًا يَحْكُمُ فِيهِ عَلَى كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ. وَسَيَحْكُمُ عَلَى الأخيَارِ وَالأشْرَارِ.»

البَشَرُ وَالحَيَوَانَات

18 فَكَّرْتُ فِي كُلِّ شُؤُونِ البَشَرِ. وَقُلْتُ لِنَفْسِي: «رُبَّمَا يُرِيدُ اللهُ أنْ يُرِيَ البَشَرَ أنَّهُمْ كَالحَيَوَانَاتِ. 19 إذْ يَنْتَظِرُ البَشَرَ وَالحَيَوَانَاتِ المَصِيرُ نَفْسُهُ. فِي البَشَرِ وَالحَيَوَانَاتِ نَسَمَةُ الحَيَاةِ نَفَسُهَا. وَهَلْ يَخْتَلِفُ حَيَوَانٌ مَيِّتٌ عَنْ إنْسَانٍ مَيِّتٍ؟ هَذَا كُلُّهُ زَائِلٌ! 20 تَؤُولُ جَمِيعُهَا إلَى المَكَانِ نَفْسِهِ. هِيَ مِنَ التُّرَابِ، وَإلَى التُّرَابِ تَعُودُ. 21 وَمَنْ يَدْرِي إنْ كَانَتْ رُوحُ الإنْسَانِ تَصْعَدُ إلَى اللهِ، بَيْنَمَا تَنْزِلُ رُوحُ البَهِيمَةِ وَتَنْحَدِرُ تَحْتَ الأرْضِ؟»

22 فَرَأيْتُ أنَّ أفْضَلَ مَا يُمْكِنُ أنْ يَفْعَلَهُ البَشَرِ هُوَ أنْ يَتَمَتَّعُوا بِمَا يَعْمَلُونَهُ. هَذَا هُوَ نَصِيبُهُمْ. فَمَنْ يَقْدِرُ أنْ يُعِينَهُمْ عَلَى رُؤْيَةِ مَا سَيَحْدُثُ لَهُمْ فِي المُسْتَقْبَلِ؟

هَلْ أفْضَلُ لِلمَرْءِ أنْ يَمُوت؟

وَتَأمَّلْتُ مَرَّةً أُخْرَى مَا يَحْدُثُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِنْ ظُلْمٍ. رَأيْتُ دُمُوعَ المَظلُومِينَ، وَلَيْسَ مَنْ يُعَزِّيهِمْ. وَرَأيْتُ القُسَاةَ أصْحَابَ النُّفُوذِ يُذِيقُونَهُمُ العَذَابَ، وَلَيْسَ مَنْ يُعَزِّيهِمْ. فَوَجَدْتُ أنَّ الأمْوَاتَ أفْضَلُ حَالًا مِنَ الأحيَاءِ. وَأفضَلُ مِنْ هَذَا وَذَاكَ، الَّذِينَ يَمُوتُونَ عِنْدَ وِلَادَتِهِمْ، لِأنَّهُمْ لَا يَشْهَدُونَ الشُّرُورَ الَّتِي يَعْمَلُهَا النَّاسُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا.[b]

لِمَاذَا العَمَلُ الشَّاق؟

ثُمَّ رأيْتُ أنَّ النَّاسَ مَدفُوعُونَ إلَى العَمَلِ وَالرَّغبَةِ فِي النَّجَاحِ بِسَبَبِ غَيْرَتِهِمْ مِنَ الآخَرِينَ. وَهَذَا أيْضًا زَائِلٌ وَكَمُطَارَدَةِ الرِّيحِ. يَظَلُّ الأحْمَقُ مَكتُوفَ اليَدَينِ، ثُمَّ يَبْدأُ بِأكلِ لَحْمِ جِسمِهِ! حِفنَةٌ وَاحِدَةٌ أفْضَلُ مِنْ حِفنَتَيْنِ مَعَ مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ وَمَعَ مُطَارَدَةِ الرِّيحَ.

ثُمَّ عُدْتُ فَرَأيْتُ شَيْئًا زَائلًا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا: رَجُلًا وَحيدًا بلَا رَفيقٍ وَلَا ابْنٍ وَلَا أخٍ. لَكِنَّهُ لَا يَتَوَقَّفُ عَنِ العَمَلِ. لَا يَشْبَعُ مِنَ المَالِ، وَلَا يَقُولُ لِنَفْسِهِ لِمَنْ أتعَبُ وَأحرِمُ نَفْسِي مِنَ التَّمَتُّعِ بِالحَيَاةِ؟ هَذَا أيْضًا شَقَاءٌ وَزَائِلٌ.

الأصدِقَاءُ وَالعَائِلَةُ مَصْدَرُ قُوَّة

اثْنَانِ يَعْمَلَانِ مَعًا أفْضَلُ مِنْ وَاحِدٍ، إذْ يَحْصُلَانِ عَلَى ثَمَرٍ أكبَرَ. 10 وَإنْ ضَعُفَ أحَدُهُمَا، يَسْنِدُهُ الآخَرُ. لَكِنْ مَا أسوَأَ حَالَ مَنْ يَكُونُ وَحْدَهُ وَيَسْقُطُ! إذْ لَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يُعِينُهُ. 11 إنْ نَامَ اثْنَانِ مَعًا، فَأحَدُهُمَا يُدَفِئُ الآخَرَ. أمَّا الَّذِي يَنَامُ وَحْدَهُ، فَمِنْ أيْنَ يَأْتِيهِ الدِّفءُ؟ 12 قَدْ يَقْوَى عَدُوٌّ عَلَى وَاحِدٍ بِمُفرَدِهِ، لَكِنَّهُ لَا يَقْوَى عَلَى اثنَيْنِ مَعًا. وَالحَبلُ المَثلُوثُ لَا يَنْقَطِعُ بِسُهُولَةٍ.

النَّاسُ وَالسِّيَاسَةُ وَالشَّعْبِيَّة

13 قَائِدٌ شَابٌّ فَقِيرٌ لَكِنْ حَكِيمٌ خَيْرٌ مِنْ مَلِكٍ شَيخٍ لَكِنْ أحْمَقَ لَا يُعْطِي آذَانًا صَاغِيَةً لِلتَّحذِيرَاتِ. 14 رُبَّمَا وُلِدَ ذَلِكَ الشَّابُّ فَقِيرًا فِي المَمْلَكَةِ، وَرُبَّمَا خَرَجَ مِنَ السِّجْنِ لِيَتَوَلَّى قِيَادَةَ البَلَدِ. 15 لَكِنِّي رَأيْتُ جَمِيعَ البَشَرِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، يَتْبَعُونَ ذَلِكَ القَائِدَ الشَّابَّ، وَسَيصِيرُ المَلِكَ الجَدِيدَ. 16 وَسَتَتْبَعُهُ أعدَادٌ لَا تُحصَى مِنَ النَّاسِ. لَكِنْ فِيمَا بَعْدُ، لَنْ يَعُودَ هَؤُلَاءِ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ. فَهَذَا أيْضًا زَائِلٌ وَكَمُطَارَدَةِ الرِّيحِ.

احْذَرْ مِنَ النُّذُور

انتَبِهْ لِنَفسِكَ جَيِّدًا عِنْدَمَا تَذْهَبُ إلَى بَيْتِ اللهِ. وَتَذَكَّرْ أنَّ طَاعَةَ اللهِ أفْضَلُ مِنْ تَقْدِيمِ الذَّبَائِحِ كَالحَمقَى. فَهَؤُلَاءِ غَالِبًا مَا يُخطِئُونَ، حَتَّى وَهُمْ غَيْرُ مُنتَبِهِينَ. وَانتَبِهْ حِينَ تَنْذِرُ للهِ نُذُورًا. انتَبِهْ لِمَا تَقُولُهُ للهِ. وَلَا تَتَسَرَّعْ فِي نَذْرِ نُذُورٍ أمَامَهُ. اللهُ فِي السَّمَاءِ، وَأنْتَ عَلَى الأرْضِ. لِذَلِكَ لَا تُكثِرِ الكَلَامَ. فَقَدْ صَدَقَ مَنْ قَالَ:

الكَوَابِيسُ تَأْتِي مَعَ الهُمُومِ الكَثِيرَةِ.
وَمَنْ يُكثِرُ الكَلَامَ لَا بُدَّ أنْ يَنْطِقَ بِالحُمقِ.

إذَا نَذَرْتَ للهِ نَذْرًا، فَأوْفِ بِهِ فِي أسْرَعِ وَقْتٍ. فَاللهُ لَا يُسَرُّ بِالحَمقَى، فَأوفِ للهِ بِمَا نَذَرْتَهُ. وَإنَّهُ لَخَيْرٌ لَكَ أنْ لَا تَنْذِرَ شَيْئًا مِنْ أنْ تَنْذِرَ وَلَا تَفِي. لَا تَدَعْ لِسَانَكَ يَقُودُكَ إلَى الخَطِيَّةِ. فَلَا تَقُلْ للهِ: «لَمْ أقصِدْ أنْ أنذِرَ ذَلِكَ النِّذْرَ.» وَلِمَاذَا تُعطِي اللهَ سَبَبًا لِيَغْضَبَ مِنْكَ وَيَقْضِيَ عَلَى ثِمَارِ تَعَبِكَ؟ وَلَا تَسْمَحْ لِأحْلَامِكَ البَاطِلَةِ وَكَثْرَةِ كَلَامِكَ بِأنْ تَجُرَّ عَلَيْكَ المَتَاعِبَ. فَاتَّقِ اللهَ.

فوقَ كُلِّ رَئِيسٍ رَئِيس

رُبَّمَا تَرَى فِي بَلَدٍ مَا مَسَاكِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِلظُّلْمِ وَسُوءِ المُعَامَلَةِ. وَقَدْ تَحْزَنُ لِاغتِصَابِ حُقُوقِهِمْ. لَكِنْ لَا تَنْدَهِشْ! فَفَوقَ الرَّئِيسِ الظَّالِمِ رَئِيسٌ آخَرُ يَتَسَلَّطُ عَلَيْهِ. وَعَلَى كِلَيهِمَا رَئِيسٌ آخَرُ. وَالأرْضُ مَنفَعَتُهَا لِلجَمِيعِ، وَالمَلِكُ لِهُ نَصِيبُهُ مِنْ حَقلِهِ كَالبَاقِينَ.

الغِنَى لَا يَشْتَرِي السَّعَادَة

10 مُحِبُّو المَالِ لَا يَقْنَعُونَ مَهْمَا جَمَعُوا مِنْهُ. وَمُحِبُّو المُقتَنَيَاتِ لَا يَقْنَعُونَ مَهْمَا كَدَّسُوا. هَذَا أيْضًا زَائِلٌ.

11 كُلَّمَا ازدَادَ الخَيْرُ ازدَادَ آكِلُوهُ، وَلَا يَنْتَفِعُ صَاحِبُ المَالِ إلَّا بِمُرَاقَبَةِ مَالِهِ كَيْفَ يُنْفَقُ.

12 الَّذِينَ يَتْعَبُونَ طَوَالَ اليَوْمِ يَنَامُونَ فِي سَلَامٍ، سَوَاءٌ أأكَلُوا قَلِيلًا أمْ كَثِيرًا. أمَّا الأغنِيَاءُ، فَيَقْلَقُونَ عَلَى ثَرْوَتِهِمْ فَلَا يَنَامُونَ.

13 رَأيْتُ شَيْئًا مُحزِنًا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا:[c] يُوَفِّرُ بَعْضُ النَّاسِ المَالَ لِلمُسْتَقْبَلِ، 14 ثُمَّ تَأْتِي مُصِيبَةٌ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ وَيَخْسَرُونَ كُلَّ شَيءٍ. وَبَعْدَ ذَلِكَ لَيْسَ لَدَيهِمْ مَا يُوَرِّثُونَهُ لِأبْنَائِهِمْ.

نَأتِي وَلَيْسَ مَعَنَا شَيءٌ وَنَخرُجُ وَلَيْسَ مَعَنَا شَيء

15 حِينَ يَأْتِي المَرْءُ إلَى هَذِهِ الحَيَاةِ، فَإنَّهُ يَأْتِي فَارِغَ اليَدَينِ. وَحِينَ يَخْرُجُ مِنْهَا، فَإنَّهُ يَخْرُجُ كَمَا أتَى – فَارِغَ اليَدَينِ. لَا يَأْخُذُ مَعَهُ شَيْئًا، وَلَوْ شَيْئًا صَغِيرًا، مِنْ كُلِّ مَا تَعِبَ فِيهِ. 16 هَذَا أمْرٌ مُحزِنٌ جِدًّا. إنْ كَانَ المَرءُ يَخْرُجُ مِنَ الحَيَاةِ كَمَا أتَى مِنْهَا، فَمَا الفَائِدَةُ الَّتِي يَجْنِيهَا مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ؟ ألَيْسَ ذَلِكَ كَمُحَاوَلَةِ الإمْسَاكِ بِالرِّيحِ؟ 17 لَا يَرَى إلَّا الحُزْنَ وَالأسَى فِي أيَّامِهِ. وَيَنْتَهِي بِهِ الأمْرُ مُحبَطًا وَمَرِيضًا وَغَاضِبًا!

تَمَتَّعْ بِمَا تَعْمَلُهُ فِي حَيَاتِك

18 وَهَذَا هُوَ مَا رَأيْتُ أنَّهُ أفْضَلُ مَا يُمْكِنُ لِلمَرءِ أنْ يَفْعَلَهُ: أنْ يَأْكُلَ وَيَشْرَبَ وَيَتَمَتَّعَ بِعَمَلِهِ أثْنَاءَ حَيَاتِهِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا. فَهَذَا العَمَلُ هُوَ قِسمَتُهُ. 19 فَإنْ أعْطَى اللهُ إنْسَانًا غِنَىً وَثَروَةً وَسَمَحَ لَهُ بِأنْ يَتَمَتَّعَ بِهَا، تَكُونُ هَذِهِ عَطيَّةً مِنَ اللهِ حَقًّا! 20 فَلَا يُفَكِّرُ مِثْلُ هَذَا الإنْسَانِ بِحَيَاتِهِ، إذْ يُشْغِلُهُ اللهُ بِالعَمَلِ الَّذِي يُحِبُّهُ.

الثَّرْوَةُ لَا تَأْتِي بِالسَّعَادَة

وَرَأيْتُ ظُلْمًا يُثقِلُ حَيَاةَ النَّاسِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا. يُعْطِي اللهُ إنْسَانًا مَا ثَرْوَةً وَغِنَىً وَكَرَامَةً. فِي مُتَنَاوَلِ يَدَيهِ كُلُّ مَا يَحتَاجُ وَيَشْتَهِي. لَكِنَّ اللهَ لَا يُمْهِلُهُ لِكَي يَتَمَتَّعَ بِمَا لَدَيهِ، وَيَأْتِي غَرِيبٌ وَيَسْتَوْلِي عَلَى كلِّ شَيءٍ لَهُ. هَذَا أمْرٌ مُحزِنٌ جِدًّا وَزَائِلٌ.

قَدْ يَطُولُ العُمْرُ بِإنْسَانٍ، وَقَدْ يُنْجِبُ مِئَةَ ابْنٍ. لَكِنْ إنْ لَمْ يَتَمَتَّعْ بِهَذَا كُلِّهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ قَبْرٌ بِاسْمِهِ، فَإنَّ طِفْلًا مَاتَ عِنْدَ وِلَادَتِهِ أفْضَلُ مِنْهُ. فَقَدْ وُلِدَ بِلَا مَعنىً، وَدُفِنَ فِي قَبْرٍ مُظلِمٍ، وَلَمْ يَحْمِلْ حَتَّى اسْمًا. لَمْ يَرَ الشَّمْسَ وَلَمْ يَتَعَلَّمْ شَيْئًا، لَكِنَّهُ يَجِدُ رَاحَةً أكْثَرَ مِنْ غَيرِهِ. حَتَّى لَوْ عَاشَ ألفَي سَنَةٍ، وَلَمْ يَتَمَتَّعْ بِحَيَاتِهِ، ألَيْسَتْ لِكِلَيهِمَا نِهَايَةٌ وَاحِدَةٌ؟

يَعْمَلُ الإنْسَانُ مِنْ أجْلِ بَطنِهِ. غَيْرَ أنَّهُ لَا يَشْبَعُ أبَدًا. فَبِمَاذَا يَتَمَيَّزُ الحَكِيمُ عَنِ الأحْمَقِ فِي هَذَا؟ وَمَاذَا يَنْتَفِعُ الفَقيرُ بِأنْ يَتَعَلَّمَ حُسْنَ السُّلُوكِ؟ الِاكْتِفَاءُ بِمَا يَمْلِكُهُ الإنْسِانُ أفْضَلُ مِنَ الرَّغْبَةِ بِالمَزِيدِ. هَذَا أيْضًا فَارِغٌ وَكَمُطَارَدَةِ الرِّيحِ.

10 مَا حَدَثَ تَحَدَّدَ مِنَ الأصلِ. وَلَنْ يَكُونَ الإنْسَانُ إلَّا مَا خُلِقَ لِيَكُونَهُ. لِذلِكَ لَا يَقْدِرُ أنْ يُجَادِلَ اللهَ فِي هَذَا. فَاللهُ أقوَى مِنْهُ. 11 أمَّا كَثْرَةُ الكَلَامِ فِي هَذَا الأمْرِ فَهِيَ بِلَا مَعْنَى، وَلَا جَدْوَى لِأحَدٍ مِنْ ذَلِكَ.

12 مَنْ يَعْرِفُ مَا أفْضَلُ شَيءٍ لِلإنْسَانِ أثْنَاءَ حَيَاتِهِ الَّتِي تَمْضِي بِسُرْعَةِ الظِلِّ؟ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أنْ يُخبِرَهُ بِمَا سَيَحْدُثُ بَعْدَهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؟

مِنَ الأقْوَالِ الحَكِيمَة

أنْ يَكُونَ الإنْسَانُ مَعْرُوفًا بِالصَّلَاحِ خَيْرٌ مِنَ العِطْرِ الثَّمِينِ.
يَوْمُ مَوْتِ الإنْسَانِ خَيْرٌ مِنْ يَوْمِ وِلَادَتِهِ.
الذَّهَابُ إلَى جَنَازَةٍ خَيْرٌ مِنَ الذَّهَابِ إلَى حَفلَةٍ.
لِأنَّ المَوْتَ نِهَايَةُ كُلِّ إنْسَانٍ حَيٍّ،
وَيَنْبَغِي أنْ يَتَأمَّلَ كُلُّ إنْسَانٍ فِي هَذَا.

الحُزنُ أفْضَلُ مِنَ الضَّحِكِ.
فَعِنْدَمَا تَحْزَنُ الوُجُوهُ، تَفْرَحُ القُلُوبُ.
الرَّجُلُ الحَكِيمُ يَضَعُ المَوْتَ نَصْبَ عَيْنَيْهِ،
أمَّا الأحْمَقُ فَلَا يُفَكِّرُ إلَّا فِي مُتْعَتِهِ.
أنْ يَسْمَعَ الإنْسَانُ انْتِقَادَ الحَكِيمِ خَيْرٌ مِنْ أنْ يَسْمَعَ مَدِيحَ الأحْمَقِ أوْ غِنَائِهِ.
ضَحِكُ الحَمْقَى مَضْيَعَةٌ.
صَوْتُهُ أشْبَهُ بِأشْوَاكٍ تَحْتَرِقُ سَريعًا تَحْتَ قِدْرٍ.
هَذَا أيْضًا زَائِلٌ.
الضِّيقُ يُحَوِّلُ الحَكيمَ إلَى أحْمَقَ،
وَالرِّشوَةُ تُفسِدُ القَلْبَ.
أنْ تُنهِيَ مَشْرُوعًا خَيْرٌ مِنْ أنْ تَبْدَأهُ.
وَأنْ تَكُونَ وَدِيعًا وَصَبُورًا خَيْرٌ مِنْ أنْ تَكُونَ مُتَكَبِّرًا وَبِلَا صَبْرٍ.
لَا تُسْرِعْ إلَى الغَضَبِ،
لِأنَّ الحَمْقَى لَا بُدَّ أنْ يُواجِهُوا عَوَاقِبَ غَضَبِهِمْ.
10 لَا تَقُلْ: «كَانَتِ الأيَّامُ القَدِيمَةُ أفْضَلَ مِنْ هَذِهِ الأيَّامَ. فَمَاذَا حَدَثَ؟»
فَالحِكْمَةُ لَا تَقُودُنَا إلَى طَرْحِ هَذَا السُّؤَالِ.

11 الحِكْمَةُ أفْضَلُ مَعَ المُمتَلَكَاتِ. وَالحِكْمَةُ تَقُودُ أصْحَابَهَا إلَى الغِنَى. 12 الحِكْمَةُ وَالمَالُ يَقْدِرَانِ أنْ يَحْمِيَاكَ. لَكِنَّ المَعْرِفَةَ النَّاتِجَةَ عَنِ الحِكْمَةِ أفْضَلُ، فَهِيَ تَقْدِرُ أنْ تُخَلِّصَكَ.

13 تَأمَّلْ مَا صَنَعَهُ اللهُ. أنْتَ لَا تَقْدِرُ أنْ تُغَيِّرَ فِيهِ شَيْئًا، حَتَّى لَوْ لَمْ يُعجِبْكَ. 14 تَمَتَّعْ بِالحَيَاةِ عِنْدَمَا تَبْتَسِمُ لَكَ. لَكِنْ عِنْدَمَا تَعْبَسُ فِي وَجْهِكَ، تَذَكَّرْ أنَّ اللهَ يُعطِيَنَا أوْقَاتًا طَيِّبَةً وَأوْقَاتًا صَعْبَةً. وَلَا يَعْرِفُ الإنْسَانُ مَا يَنْتَظِرُهُ فِي المُسْتَقْبَلِ.

لَا يَسْتَطِيعُ البَشَرُ أنْ يَكُونُوا صَالِحِين

15 فِي حَيَاتِي القَصِيرَةِ هَذِهِ، رَأيْتُ كُلَّ شَيءٍ. رَأيْتُ صَالِحِينَ يَمُوتُونَ فِي رَيَعَانِ الشَّبَابِ. وَرَأيْتُ أشْرَارًا يَطُولُ بِهِمُ العُمْرُ. 16 لَا تُبَالِغْ فِي التَّظَاهُرِ بِالبِرِّ، وَلَا تُبَالِغْ فِي التَّظَاهُرِ بِالحِكْمَةِ. وَإلَّا فَإنَّكَ سَتُدَمِّرُ نَفْسَكَ. 17 إنْ أخْطأتَ، فَلَا تَتَمَادَ فِي الشَّرِّ وَلَا تَسْلُكْ بِالحُمْقِ. وَإلَّا فَإنَّكَ سَتَمُوتُ قَبْلَ أوَانِكَ.

18 تَجَنَّبِ المُبَالَغَةَ وَالتَّطَرُّفَ، فَحَتَّى مُتَّقُو اللهِ يَفْعَلُونَ أشْيَاءً صَالِحَةً وَأُخرَى سَيِّئَةً. 19 الحِكْمَةُ تَجْعَلُ صَاحِبَهَا أقَوَى مِنْ عَشْرَةِ قَادَةٍ فِي مَدِينَةٍ. 20 لِأنَّهُ مَا مِنْ إنْسَانٍ يَعْمَلُ الصَّلَاحَ دَائِمًا، وَلَا يُخطِئُ أبَدًا.

21 لَا تُصغِ إلَى كُلِّ مَا يَقُولُهُ النَّاسُ، وَإلَّا فَإنَّكَ سَتَسْمَعُ حَتَّى خَادِمَكَ وَهُوَ يَقُولُ عَنْكَ مَا لَا يُعجِبُكَ. 22 وَأنْتَ تَعْلَمُ فِي قَرَارَةِ نَفْسِكَ أنَّكَ كَثِيرًا مَا قُلْتَ عَنِ الآخَرِينَ مَا لَا يُعجِبُهُمْ.

23 تَأمَّلْتُ هَذَا كُلَّهُ بِحِكْمَتِي، وَقَلْتُ: «سَأكُونُ حَكِيمًا.» لَكِنَّ ذَلِكَ ظَلَّ أُمنِيَةً بَعِيدَةً. 24 الأسْرَارُ تَأْبَى أنْ تُكشَفَ، وَالأُمُورُ العَوِيصَةُ تَرْفُضُ أنْ تُعرَفَ. 25 دَرَسْتُ وَفَتَّشْتُ بَحْثًا عَنِ الحِكْمَةِ الحَقِيقِيَّةِ. أرَدْتُ أنْ أجِدَ سَبَبًا لِكُلِّ شَيءٍ. فَعَلِمْتُ أنَّ فِعلَ الشَّرِّ حَمَاقَةٌ، وَأنَّ ارتِكَابَ الحَمَاقَاتِ جُنُونٌ.

26 وَوَجَدتُ أيْضًا أنَّ بَعْضَ النِّسَاءِ أمَرُّ مِنَ المَوْتِ! قُلُوبُهُنَّ مَصَائِدٌ وَشِبَاكٌ. أذْرُعُهُنَّ سَلَاسِلُ. فَمَنْ يَتَّقِي اللهَ يَهْرُبُ مِنْهُنَّ، أمَّا الخَاطِئُ فَيَصْطَدْنَهُ.

27 يَقُولُ المُعَلِّمُ: «وَضَعْتُ الحَقَائِقَ كُلَّهَا جَنْبًا إلَى جَنْبٍ لِأرَى أيَّ جَوَابٍ يُمْكِنُ أنْ أجِدَ، فَوَجَدتُ هَذَا 28 – مَعَ أنَّني مَا زِلْتُ أسْعَى إلَى جَوَابٍ مِنْ دُونِ جَدوَى – بِالكَادِ أجِدُ رَجُلًا صَالِحًا بَيْنَ ألفٍ، وَلَا أجِدُ امْرأةً صَالِحَةً بَيْنَهُمْ أيْضًا!

29 «وَتَعَلَّمْتُ أيْضًا حَقِيقَةً أُخْرَى: صَنَعَ اللهُ النَّاسَ لِيَكُونُوا صَالِحِينَ، لَكِنّهُمُ ابتَكَرُوا طُرُقًا كَثِيرَةً لَارْتِكَابِ الشَّرِّ.»

الحِكْمَةُ وَالقُوَّة

مَنْ يَقْدِرُ أنْ يَفْهَمَ وَيُفَسِّرَ الأشْيَاءَ كَالحَكِيمِ. حِكمَةُ الإنْسَانِ تُفَرِّحُهُ، وَتُفَرِّحُ الآخَرِينَ.

أنصَحُكَ بِأنْ تُطِيعَ أمْرَ المَلِكِ، لِأنَّكَ نَذَرْتَ هَذَا النِّذْرَ للهِ. لَا تَتَرَدَّدْ فِي تَقْدِيمِ اقتِرَاحَاتٍ لِلمَلِكِ. وَلَا تَدْعَمْ شَيْئًا خَاطِئًا، لَكِنْ تَذَكَّرْ أنَّ المَلِكَ يُقَرِّرُ مَا يَشَاءُ. أوَامِرُ المَلِكِ مُلْزِمَةٌ، وَلَيْسَ مَنْ يَعْتَرِضُ عَلَى مَا يَفْعَلُهُ. مَنْ يُطِيعُ أوَامِرَ المَلِكِ يَأْمَنُ، وَالرَّجُلُ الحَكِيمُ يَعْرِفُ مَتَى وَكَيْفَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.

لِكُلِّ شَيءٍ وَقْتٌ مُلَائِمٌ، وَهُنَاكَ طَرِيقَةٌ مُلَائِمَةٌ لِعَمَلِ كُلِّ شَيءٍ. وَإنْ لَمْ يَفْعَلِ المَرءُ ذَلِكَ، سَتَأْتِي عَلَيْهِ المَتَاعِبُ. لَا سَبِيلَ لِلإنْسَانِ إلَى مَعْرِفَةِ المُسْتَقْبَلِ، لِأنَّهُ مَا مِنْ أحَدٍ يَقْدِرُ أنْ يُخبِرَهُ بِمَا سَيَحْدُثُ.

مَا مِنْ أحَدٍ يَقْدِرُ أنْ يَمْنَعَ الرَّوْحَ مِنْ مُغَادَرَةِ الجَسَدِ. وَمَا مِنْ أحَدٍ يَقْدِرُ أنْ يَمْنَعَ مَوْتَهُ. لَا يُسْمَحُ لِلمُحَارِبِ بِإخلَاءِ مَوْقِعِهِ، كَذَلِكَ الشَّرُّ لَا يُخلِي سَبيلَ الأشْرَارِ.

رأيتُ هَذَا كُلَّهُ. وَتَأمَّلْتُ جَيِّدًا جَمِيعَ مَا عَمِلَهُ النَّاسُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا. فَرَأيْتُ أنَّ الإنْسَانَ يَتَسَلَّطُ عَلَى الإنْسَانِ، فَيُسَبِّبَ الأذَى لِنَفْسِهِ.

10 وَرَأيْتُ أيْضًا أشْرَارًا يُدفَنُونَ فِي جَنَازَاتٍ مَهِيبَةٍ. وَسَمِعْتُ النَّاسَ يَمْدَحُونَهُمْ فِي المَدِينَةِ نَفْسِهَا الَّتِي فَعَلُوا الشَّرَّ فِيهَا! هَذَا أيْضًا بِلَا مَعنَى.

العَدلُ وَالعِقَابُ وَالثَّوَاب

11 لَا يُعَاقَبُ النَّاسُ فَوْرًا عَلَى شَرِّهِمْ، فِلِمَاذَا لَا يَفْعَلُ الآخَرُونَ الشَّرِّ أيْضًا؟

12 قَدْ يَرْتَكِبُ خَاطِئٌ مِئَةَ جَرِيمَةٍ، وَيَطُولُ بِهِ العُمْرُ. لَكِنِّي أعْلَمُ أنَّهُ خَيْرٌ لِلنَّاسِ أنْ يَخَافُوا اللهَ. 13 أمَّا الأشْرَارُ فَلَنْ يَرَوْا خَيْرًا. وَلَنْ يَطُولَ العُمْرُ بِهِمْ. لَنْ تَكُونَ حَيَاتُهُمْ كَالظِّلَالِ الَّتِي تَطُولُ مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ.

14 شَيءٌ آخَرُ زَائِلٌ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ: يُفتَرَضُ أنْ يُصِيبَ الشَّرُّ الأشْرَارَ وَالخَيْرُ الأخيَارَ. لَكِنِّي أرَى أنَّ الشَّرَّ يُصِيبُ الأخيَارَ أحْيَانًا، وَالخَيْرَ يُصِيبُ الأشْرَارَ. هَذَا أيْضًا بِلَا مَعَنَى. 15 فَاسْتَنْتَجْتُ أنَّ التَّمَتُّعَ بِالحَيَاةِ هُوَ أفْضَلُ مَا يُمْكِنُ أنْ يَفْعَلَهُ إنْسَانٌ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا.[d] فَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيُمَتِّعُ نَفْسَهُ، إذْ سَيَكُونُ هَذَا ثَمَرَ تَعَبِ البَشَرِ فِي العَمَلِ الَّذِي أعطَاهُمْ إيَّاهُ اللهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا.

لَا نَسْتَطِيعُ فَهْمَ كلِّ مَا يَفْعَلُهُ الله

16 تَأمَّلتُ لِأكتَشِفَ الحِكْمَةَ، لِأفهَمَ مَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ عَلَى الأرْضِ. رَأيْتُهُمْ مُنشَغِلِينَ نَهَارًا وَلَيلًا دُونَ نَوْمٍ. 17 ثُمَّ رَأيْتُ كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ اللهُ. لَا يُمْكِنُ لِأحَدٍ أنْ يَفْهَمَ مَا يَفْعَلُهُ اللهُ فِي هَذِهِ الدُّنيَا. لَا يُمْكِنُ لِأحَدٍ مَهْمَا تَعِبَ فِي البَحْثِ أنْ يَفْهَمَ أعْمَالَهُ. حَتَّى الَّذِينَ يَدَّعُونَ الحِكْمَةَ، لَا يُمكِنُهُمْ ذَلِكَ.

هَلِ المَوْتُ مُنصِفٌ؟

تَأمَّلْتُ هَذَا كُلَّهُ وَتَفَحَّصْتُهُ. رَأيْتُ أنَّ حيَاةَ الصَّالِحِينَ وَالحُكَمَاءِ وَأعْمَالَهُمْ فِي يَدِ اللهِ. لَا يَعْلَمُ النَّاسُ إنْ كَانُوا سَيُحَبُّونَ أمْ سَيُبغَضُونَ. كُلُّ مَا سَيَحْدُثُ مَعَهُمْ فَارِغٌ. وَمَصِيرٌ وَاحِدٌ لِلجَمِيعِ! لِلأخيَارِ وَلِلأشْرَارِ، لِلأنقِيَاءِ وَغَيرِ الأنقِيَاءِ. لِمَنْ يُقَدِّمُونَ الذَّبَائِحَ وَمَن لَا يُقَدِّمُونَ. الصَّالِحُونَ كَالخُطَاةِ! وَالنَّاذِرُ نُذُورًا كَمَنْ يَتَجَنَّبُونَ النُّذُورَ.

أسوَأُ مَا فِي هَذِهِ الدُّنيَا[e] أنَّ مَصِيرًا وَاحِدًا يَنْتَظِرُ الجَمِيعَ. وَمَعَ هَذَا يُفَكِّرُونَ عَلَى الدَّوَامِ أفكَارَ الشَّرِّ وَالحَمَاقَةِ. وَهَذِهِ الأفكَارُ عَاقِبَتُهَا المَوْتُ. لَكِنْ، لَا أحَدَ يُسْتَثْنَى مِنَ المَوْتِ؟ لَكِنْ لَا يُوجَدُ لِأيِّ حَيٍّ رَجَاءٌ. وَصَدَقَ مَنْ قَالَ:

كَلْبٌ حَيٌّ، خَيْرٌ مِنْ أسَدٍ مَيِّتٍ.

يَعْرِفُ النَّاسُ الأحيَاءُ الآنَ أنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ. أمَّا المَوْتَى فَلَا يَعْرِفُوُنَ شَيْئًا. وَلَنْ يَنَالُوا بَعْدُ مَا يَنَالُهُ البَشَرُ مِنْ مُكَافَآتٍ، ثُمَّ يَنسَاهُمُ النَّاسُ. لَنْ يَعُودُوا قَادِرِينَ عَلَى الحُبِّ وَالبُغضِ وَالغَيْرَةِ. وَلَنْ يَشْتَرِكُوا مَرَّةً أُخْرَى فِي خِبْرَاتِ هَذِهِ الدُّنيَا.

تَمَتَّعْ بِالحَيَاة

فَاذهَبْ وَكُلْ طَعَامَكَ وَتَمَتَّعْ بِهِ، وَاشْرَبْ نَبِيذَكَ وَافرَحْ، فَهَذِهِ مَقبُولَةٌ عِنْدَ اللهِ. البِسْ مَلَابِسَ جَمِيلَةً نَظِيفَةً، وَاظهَرْ بِمَظهَرٍ حَسَنٍ. تَمَتَّعْ بِحَيَاتِكَ مَعَ زَوْجَتِكَ، حَبِيبَةِ عُمْرِكَ. تَمَتَّعْ بِكُلِّ يَوْمٍ مِنْ أيَّامِ حَيَاتِكَ الزَّائِلَةِ الَّتِي أعطَاكَ إيَّاهَا اللهُ. فَهَذَا كُلُّ مَا سَتَنَالُهُ فِي هَذِهِ الدُّنيَا. فَتَمَتَّعْ بِمَا تَعْمَلُهُ فِي هَذِهِ الدُّنيَا. 10 إنْ عَمِلْتَ شَيْئًا، فَأتْقِنْهُ قَدْرَ اسْتِطَاعَتِكَ. فَفِي الهَاوِيَةِ حَيْثُ سَنَذْهَبُ كُلُّنَا، لَنْ تَخْتَبِرَ العَمَلَ وَالتَّفكِيرَ وَالمَعْرِفَةَ وَالحِكْمَةِ.

لَا عَدلَ فِي هَذِهِ الدُّنيَا

11 وَرَأيْتُ أيْضًا فِي هَذِهِ الدُّنيَا أنَّ الأسْرَعَ لَا يَكْسِبُ السِّبَاقَ دَائِمًا، وَأنَّ الأقوَى لَا يَرْبَحُ المَعَارِكَ دَائِمًا. رَأيْتُ حَكِيمًا بِلَا طَعَامٍ، وَذَكِيًّا بِلَا مَالٍ، وَمَاهِرًا بِلَا تَقْدِيرٍ. فَتَقَلُّبَاتُ الزَّمَنِ وَأحْدَاثُهُ تُصِيبُهُمْ جَمِيعًا!

12 لَا يَعْرِفُ المَرءُ مَوْعِدَ المُصِيبَةِ التَّالِيَةِ. فَهُوَ أشبَهُ بِسَمَكَةٍ تُصطَادُ فِي شَبَكَةٍ فَجْأةً. وَهُوَ أشبَهُ بِالعَصَافِيرِ الَّتِي تَقَعُ فِي مَصَائِدَ فَجْأةً. هَكَذَا الإنْسَانُ الَّذِي يَقَعُ فِي فَخِّ المَصَائِبِ.

قُوَّةُ الحِكْمَة

13 رَأيْتُ أيْضًا رَجُلًا يَفْعَلُ شَيْئًا حَكِيمًا فِي هَذِهِ الدُّنيَا. وَقَدَّرْتُ مَا فَعَلَهُ كَثِيرًا. 14 كَانَتْ هُنَاكَ مَدِينَةٌ صَغِيرَةٌ قَلِيلَةُ السُّكَّانِ، فَجَاءَ مَلِكٌ عَظِيمٌ وَحَاصَرَهَا. 15 وَكَانَ فِي تِلْكَ المَدِينَةِ رَجُلٌ حَكِيمٌ فَقِيرٌ، فَحَرَّرَ المَدِينَةَ بِحِكْمَتَهِ. لَكِنْ نَسِيَ النَّاسُ ذَلِكَ الرَّجُلَ. 16 لِذَلِكَ أقُولُ إنَّ الحِكْمَةَ أفْضَلُ مِنَ القُوَّةِ. لَكِنَّ النَّاسَ يَحْتَقِرُونَ حِكمَةَ الفَقِيرِ، وَلَا يُصغُونَ إلَى كَلَامِهِ.

17 كَلِمَاتٌ قَلِيلَةٌ يَقُولُهَا حَكِيمٌ بِهُدُوءٍ،
أفْضَلُ مِنْ كَلِمَاتٍ صَارِخَةٍ يُطلِقُهَا حَاكِمٌ أحْمَقُ.
18 الحِكْمَةُ أقوَى مِنَ الأسلِحَةِ،
لَكِنَّ خَاطِئًا وَاحِدًا يَقْدِرُ أنْ يُخَرِّبَ خَيْرًا كَثِيرًا.

10 ذُبَابٌ قَلِيلٌ مَيِّتٌ يُنْتِنُ أطيَبَ العُطُورِ. وَيُمكِنُ لِحَمَاقَةٍ قَليلَةٍ أنْ تُفسِدَ الكَثِيرَ مِنَ الحِكمَةِ وَالكَرَامَةِ.

أفكَارُ الحَكِيمِ تَقُودُهُ إلَى الِاسْتِقَامَةِ. أمَّا أفكَارُ الأحْمَقِ فَتَقُودُهُ إلَى الِانْحِرَافِ. الأحْمَقُ يُظهِرُ حُمقَهُ حَتَّى فِي مُجَرَّدِ سَيرِهِ فِي الطَّرِيقِ، وَهُوَ يُعلِنُ جَهلَهُ لِلجَمِيعِ.

لَا تَتْرُكْ عَمَلَكَ لِمُجَرَّدِ أنَّ رَئِيسَكَ غَضِبَ عَلَيْكَ، إذْ تَسْتَطِيعُ بِهُدُوئِكَ وَتَعَاوُنِكَ أنْ تُصَحِّحَ أخطَاءً كَبِيرَةً.

وَرَأيْتُ ظَلْمًا فِي هَذِهِ الدُّنيَا،[f] تِلْكَ الأخطَاءَ الَّتِي يَرْتَكِبُهَا الحُكَّامُ. يُعْطَى الحَمْقَى مَنَاصِبَ عَالِيَةً. أمَّا الأغنِيَاءُ فَيَنْزِلُونَ إلَى الحَضِيضِ. رَأيْتُ عَبِيدًا صَارُوا سَادَةً يَرْكَبُونَ الخَيلَ. وَرَأيْتُ سَادَةً صَارُوا يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ كَالعَبِيدِ.

لِكُلِّ وَظِيفَةٍ مَخَاطِرُهَا

مَنْ يَحْفِرُ حُفرَةً يَقَعُ فِيهَا. وَمَنْ يَهْدِمُ حَائِطًا تَلْدَغُهُ حَيَّةٌ. مَنْ يَقْطَعُ حِجَارَةً يَتَأذَّى بِهَا. وَمَنْ يَحْطِبُ الأشْجَارَ مُعَرَّضٌ لِلخَطَرِ. 10 لَكِنَّ الحِكْمَةَ تَجْعَلُ أيَّةَ وَظِيفَةٍ أكْثَرَ سُهُولَةً. السِّكِّينُ غَيْرُ الحَادَّةِ لَا تَقْطَعُ، أمَّا السِّكِّينُ المُسَنَّنَةُ فَتَقْطَعُ جَيِّدًا.

11 إذَا لَدَغَتِ الحَيَّةُ أحَدًا فِي غِيَابِ الحَاوِي، فَمَا الفَائِدَةُ مِنْ كُلِّ سِحرِهِ؟

12 كَلِمَاتُ الحَكِيمِ تَعُودُ عَلَيْهِ بِالمَدِيحِ، أمَّا كَلِمَاتُ الأحْمَقِ فَتَعُودُ عَلَيْهِ بِالدَّمَارِ.

13 يَبْدَأُ الأحْمَقُ كَلَامَهُ بِالحَمَاقَاتِ، وَيُنهِي كَلَامَهُ بِأشْيَاءَ جُنُونِيَّةٍ. 14 لَكِنَّ الأحْمَقَ لَا يَتَوَقَّفُ عَنِ الكَلَامِ. مَا مِنْ إنْسَانٍ يَعْلَمُ مَا سَيَحْدُثُ، أوْ مَا يُخَبِّئُهُ المُسْتَقْبَلُ. 15 يُجهِدُ الأحْمَقُ نَفْسَهُ حَتَّى الإنهَاكِ، وَهُوَ لَا يَعْرِفُ طَرِيقَهُ إلَى قَرْيَتِهِ.

قِيمَةُ العَمَل

16 وَيْلٌ لِبَلَدٍ مَلِكُهُ وَلَدٌ، وَقَادَتُهُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ إلَى الصَّبَاحِ. 17 وَهَنِيئًا لِبَلَدٍ مَلِكُهُ نَبِيلٌ، يَأْكُلُ قَادَتُهُ طَعَامَهُمْ فِي وَقْتِهِ لِلقُوَّةِ لَا لِلسُّكْرِ.

18 سَقفُ الكُسَالَى لَا بُدَّ أنْ يَهْبِطَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَنهَارُ بِسَبَبِ تَرَاخِيهِمْ.

19 يَأْكُلُ النَّاسُ الطَّعَامَ لِيَضْحَكُوا، وَيَشْرَبُونَ الخَمْرَ لِيَفْرَحُوا. لَكِنَّ المَالَ يَحُلُّ كُلَّ أنْوَاعِ المَشَاكِلِ.

الِاسْتِغَابَة

20 لَا تَتَكَلَّمْ بِالسُّوءِ عَلَى المَلِكِ وَلَا حَتَّى فِي فِكْرِكَ. وَلَا تَتَكَلَّمْ بِالسُّوءِ عَلَى الأغنِيَاءِ، وَلَا حَتَّى عَلَى فِرَاشِكَ. لِأنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَنْقُلُ الكَلَامَ.

11 افْعَلِ الخَيْرَ حَيْثُمَا أمْكَنَكَ ذَلِكَ. فَبَعْدَ وَقْتٍ، طَالَ أمْ قَصُرَ، سَتَجِدُ أنَّ ذَلِكَ قَدْ عَادَ عَلَيْكَ بِالخَيْرِ.

اسْتَثْمِرْ مَا لَدَيكَ فِي أُمُورٍ عِدَّةٍ، فَأنْتَ لَا تَعْرِفُ أيَّةَ تَطَوُّرَاتٍ سَيِّئَةٍ سَتَحْدُثُ.

نَعْرِفُ أنَّهُ إنِ امتَلأتِ الغُيُومُ بِالمَطَرِ، سَتَسْكُبُهُ عَلَى الأرْضِ. وَإنْ وَقَعَتْ شَجَرَةٌ إلَى الشِّمَالِ أوِ الجَنُوبِ، فَسَتَبْقَى حَيْثُ وَقَعَتْ.

فَمَنْ يَنْتَظِرُ الرِّيحَ المُنَاسِبَةَ لَنْ يَزْرَعَ، وَمَنْ يَحْسِبُ حِسَابًا لِلغُيُومِ لَنْ يَحْصُدَ. وَكَمَا لَا تَعْلَمُ مِنْ أيْنَ تَهُبُّ الرِّيحُ، أوْ كَيْفَ تَتَشَكَّلُ عِظَامُ الجَنِينِ فِي الرَّحِمِ، كَذَلِكَ لَا تَعْلَمُ مَا سَيَفْعَلُهُ اللهُ الَّذِي يَصْنَعُ كُلَّ شَيءٍ.

فَبَادِرْ إلَى زَرعِ زَرعِكَ فِي الصَّبَاحِ، وَلَا تَتَوَقَّفْ حَتَّى المَسَاءِ. فَأنْتَ لَا تَعْلَمُ أيَّ بِذَارٍ سَتُغنِيكَ. وَرُبَّمَا يَنْجَحُ كِلَاهُمَا.

حَسَنٌ أنْ يَكُونَ المَرْءُ عَلَى قَيدِ الحَيَاةِ، وَحُلْوٌّ أنْ يَرَى نُورَ الشَّمْسِ. فَليَتَمَتَّعْ مَنْ يَعِيشُ طَوِيلًا بِكُلِّ سَنَوَاتِهِ، وَلَيتَذَكَّرْ أنَّ أيَامَ الظُلْمَةِ كَثِيرَةٌ أيْضًا، وَكُلُّ مَا سَيَأْتِي زَائِلٌ.

اخدِمِ اللهَ فِي شَبَابِك

أيُّهَا الشَّابُ، تَمَتَّعْ بِشَبَابِكَ. افرَحْ وَافْعَلْ كُلَّ مَا يُحِبُّهُ قَلْبُكَ وَتَشْتَهيهِ عَينَاكَ. لَكِنْ تَذَكَّرْ أنَّ اللهَ سَيُحَاسِبُكَ عَلَى كُلِّ مَا تَفْعَلُهُ. 10 لَا تَدَعْ غَضَبَكَ يَغْلِبْكَ. وَأبْعِدِ الخَطِيَّةَ عَنْ جَسَدِكَ. فَالشَّبَابُ وَفَجْرُ الحَيَاةِ زَائِلَانْ.

الإيمَانُ فِي أيَّامِ الشَّبَاب

12 فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أنْ تُدَاهِمَكَ سَنَوَاتُ الشَّيخُوخَةِ الصَّعْبَةِ. لِأنَّكَ حِينَئِذٍ، سَتَقُولُ: «أيْنَ سَعَادَتِي؟» قَبْلَ أنْ يَأْتِيَ زَمَنٌ تُظلِمُ فِيهِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُومُ لَكَ، وَتَتَكَاثَرُ الغُيُومُ بَعْدَ المَطَرِ. حِينَئِذٍ، سَتَفْقِدُ ذِرَاعَاكَ قُوَّتَهُمَا. وَتَضْعُفُ رِجلَاكَ وَتَنْحَنِيَانِ. تَضْعُفُ أسْنَانُكَ وَتَتَسَاقَطُ. وَيَكِلُّ نَظَرُكَ.[g] يَضْعُفُ سَمْعُكَ[h] فَلَا تَقْدِرَ أنْ تَسْمَعَ أصوَاتَ المَطَاحِنِ، أوْ غِنَاءَ النِّسَاءِ. لَكِنَّكَ سَتَصْحُو عَلَى صَوْتِ عُصفُورٍ![i] المُرتَفَعَاتُ سَتُخِيفُكَ. وَكُلُّ حَجَرٍ فِي الطَّرِيقِ، مَهْمَا صَغُرَ، يُعْثِرُكَ. سَيَبْيَضُّ شَعْرُكَ. وَتَجُرُّ قَدَمَيكَ بِتَثَاقُلٍ،[j] وَتَفْقِدُ شَهِيَّتَكَ.[k] ثُمَّ تَذْهَبُ إلَى بَيْتِكَ الأبَدِيِّ. وَيَنُوحُ عَلَيْكَ النَّادِبُونَ وَهُمْ يَحْمِلُونَكَ إلَى القَبْرِ.

المَوْت

اذْكُرْ خَالِقَكَ قَبْلَ أنْ يَنْقَطِعَ حَبلُ الفِضَّةِ،
وَيَتَحَطَّمُ إنَاءُ الذَّهَبِ،
وَتَنْكَسِرُ حَيَاتُكَ مِثْلَ جَرَّةٍ عِنْدَ بِئرٍ،
أوْ كَحَجَرٍ يُغَطِّي بَابَ بِئرٍ فَيَسْقُطُ فِي دَاخِلِهَا.
حِينَئِذٍ، يَعُودُ جَسَدُكَ إلَى التُّرَابِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ،
وَتَعُودُ الرُّوحُ إلَى اللهِ الَّذِي جَاءَتْ مِنْهُ.

كُلُّ شَيءٍ زَائِلٌ وَبِلَا مَعْنَى، يَقُولُ المُعَلِّمُ، الكُلُّ زَائلٌ!

الخُلَاصَة

كَانَ المُعَلِّمُ حَكِيمًا. بِحِكمَتِهِ عَلَّمَ الشَّعْبَ. وَزَنَ أُمُورَ الحَيَاةِ وَدَرَسَ وَفَتَّشَ، وَجَمَعَ أمثَالًا وَحِكَمًا كَثِيرَةً. 10 اجتَهَدَ المُعَلِّمُ أنْ يَجِدَ الكَلِمَاتِ المُنَاسِبَةَ. فَكَتَبَ تَعَالِيمَ مُسْتَقِيمَةً وَجَدِيرَةً بِالثِّقَةِ.

11 كَلَامُ الحُكَمَاءِ مُؤَشِّرٌ إلَى الطَّرِيقِ القَوِيمِ. هُوَ أشْبَهُ بِأوْتَادٍ مُمَكَّنَةٍ لَا تُقلَعُ. وَلَهُ كُلَّهُ مَصدَرٌ وَاحِدٌ، هُوَ اللهُ الرَّاعِي. 12 فَادرُسْ يَا ابْنِي هَذِهِ التَّعَالِيمَ. لَكِنِ احتَرِسْ مِنَ الكُتُبِ الأُخرَى. فَالنَّاسُ يَكْتُبُونَ كُتُبًا لَا حَصْرَ لَهُا. وَدِرَاسَتُهَا كُلُّهَا أمْرٌ مُتْعِبٌ جِدًّا.

13 وَالْآنَ مَا هِيَ خُلَاصَةُ هَذَا الكِتَابِ كُلِّهِ؟ اتِّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ. فَهَذَا هُوَ القَصْدُ الَّذِي خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ أجْلِهِ. 14 وَسَيُحَاسِبُ اللهُ النَّاسَ جَمِيعًا بِحَسَبِ أعْمَالِهِمْ – حَتَّى الخَفِيَّةِ مِنْهَا – إنْ كَانَتْ خَيْرًا أوْ شَرًّا.

هَذَا هُوَ نَشِيدُ الأنشَادِ الَّذِي ألَّفَهُ سُلَيْمَانُ.

هِيَ تَقُولُ لَهُ:

لَيتَكَ تَغْمُرُنِي بِقُبُلَاتِ فَمِكَ.
لِأنَّ مَذَاقَ حُبِّكَ أحلَى مِنْ أحلَى نَبِيذٍ.
رَائِحَةُ عُطُورِكَ طَيِّبَةٌ.
وَاسْمُكَ أشبَهُ بِعِطرٍ مُنسَكِبٍ.
لِهَذَا تُحِبُّكَ الفَتيَاتُ.
اجْذِبْنِي وَرَاءَكَ.
وَلنَركُضْ!

أدْخَلَنِي المَلِكُ[l] إلَى حُجُرَاتِهِ الخَاصَّةِ.

فَتَيَاتُ القُدْسِ يَقُلْنَ لَهُ:

فَلنَفْرَحْ بِكَ وَنَبتَهِجْ.
أكْثَرُ مِنَ النَّبِيذِ نَمدَحُ مَذَاقَ حُبِّكَ.
مُسْتَحِقٌّ أنْتَ مَحَبَّةَ الفَتَيَاتِ.

هِيَ تَقُولُ لِلفَتَيَات:

سَمرَاءُ أنَا،
غَيْرَ أنِّي بَدِيعَةٌ، يَا بَنَاتِ القُدْسِ.
سَمرَاءُ أنَا كَخِيَامِ قِيدَارَ،
وَجَمِيلَةٌ كَسَتَائِرِ خِيَامِ سُلَيْمَانَ.

لَا تَلْتَفِتْنَ إلَى سُمرَتِي،
فَالشَّمْسُ قَدْ لَوَّحَتْنِي.
اشتَعَلَ أبْنَاءُ أُمِّي عَلَيَّ غَضَبًا.
أبقُونِي عِنْدَهُمْ حَارِسَةً لِكُرُومِهِمْ،
فَلَمْ أرْعَ كَرْمِي.

هِيَ تَقُولُ لَهُ:

قُلْ لِي يَا مَنْ أحَبَّكَ قَلْبِي،
أيْنَ تَرْعَى قَطِيعَكَ؟
وَأينَ تُرْبِضُ خِرَافَكَ وَقْتَ الظَّهِيرَةِ؟
قُلْ لِي لِئَلَّا أكُونَ كَمَنْ تُلقِي نَفْسَهَا عِنْدَ قُطعَانِ رُفَقَائِكَ،
لِئَلَا أتَجَوَّلَ كَامْرَأةٍ مُغَطَّاةٍ بَيْنَ القُطعَانِ مِنْ رَاعٍ إلَى آخَرَ.

هُوَ يَقُولُ لَهَا:

إنْ لَمْ تَعْرِفي، يَا أجمَلَ الجَمِيلَاتِ، أيْنَ تَجِدِينَنِي،
فَاتْبَعِي آثَارَ القَطِيعِ،
وَارعِي صِغَارَكِ عِنْدَ خِيَامِ الرُّعَاةِ.

تَخَيَّلتُكِ كَمُهرَةٍ جَذَّابَةٍ
بَيْنَ مَرْكَبَاتِ فِرعَوْنَ يَا حَبِيبَتِي.

10 رَائِعَانِ هُمَا خَدَّاكِ بِقِرطَينِ مُتَدَلِّيَيْنِ مِنَ الذَّهَبِ.
وَبَدِيعٌ هُوَ عُنُقُكِ المُطَوَّقِ بِالقَلَائِدِ.
11 سَنَصنَعُ لَكِ أقْرَاطًا مِنَ الذَّهَبِ،
مُطَعَّمةً بِالفِضَّةِ.

هِيَ تَقُولُ:

12 عِطْرُ النَّارِدِينِ[m] يَفُوحُ مِنِّي
مَا دَامَ المَلِكُ عَلَى أرِيكَتِهِ.
13 كَكِيسٍ مَلِئٍ بِالمُرِّ،[n]
هَكَذَا حَبِيبِي فِي عَيْنَيَّ.
وَهُوَ يَبِيتُ عَلَى صَدرِي.
14 كَعُنقُودٍ مِنَ الحِنَّاءِ
فِي كُرُومِ عَيْنِ جَدْيٍ هُوَ حَبِيبِي.

هُوَ يَقُولُ لَهَا:

15 آهِ، يَا حَبِيبَتِي، مَا أجمَلَكِ!
آهِ، مَا أجمَلَكِ!
عَينَاكِ كَيَمَامَتَيْنِ.

هِيَ تَقُولُ لَهُ:

16 آهِ، يَا حَبِيبِي،
مَا أجمَلَكَ وَمَا أبهَجَكَ.
أرِيكَتُنَا خَضرَاءُ.
17 أعمِدَةُ بُيُوتِنَا مِنْ خَشَبِ الأرْزِ،
وَعَوَارِضُهَا مِنَ الصُّنَوبَرِ.

أنَا زَهرَةٌ مِنْ سَهلِ شَارُونَ،
زَنبَقَةٌ مِنْ زَنَابِقِ الوَادِي.

هُوَ يَقُولُ:

حَبِيبَتِي بَيْنَ بَقِيَّةِ النِّسَاءِ،
كَزَنبَقَةٍ بَيْنَ أشوَاكٍ.

هِيَ تَقُولُ:

حَبِيبِي بَيْنَ بَقِيَّةِ الرِّجَالِ،
كَشَجَرَةِ تُفَّاحٍ بَيْنَ الأشْجَارِ البَرِّيَّةِ فِي الأدغَالِ.

هِيَ تَقُولُ لِلفَتَيَات:

ألتَذُّ بِالجُلُوسِ فِي ظِلِّهِ،
وَفَمِي يَسْتَطِيبُ ثَمَرَهُ.
أخَذَنِي إلَى بَيْتِ النَّبِيذِ،
وَكَانَت مَحَبَّتُهُ لِي بَادِيَةً كَعَلَمٍ مَرْفُوعٍ.

أسْنِدْنَ نَفْسِي بِكَعْكِ الزَّبِيبِ،
وَبِالتُّفَاحِ أنِعِشْنَنِي،
لِأنَّ الحُبَّ أضعَفَنِي.
شِمَالُهُ تَحْتَ رَأسِي،
وَيَمِينُهُ تُطَوِّقُنِي.

يَا بَنَاتِ القُدْسِ،
أستَحْلِفُكُنَّ بِالغِزلَانِ وَبِالأيَائِلِ البَرِّيَّةِ،
ألَّا تُنَبِّهْنَ أوْ تُيقِظْنَ الحُبَّ،
حَتَّى أسْتَعِدَّ لَهُ.

هِيَ ثَانِيَةً:

أنَا أسْمَعُ صَوْتَ حَبِيبِي.
هَا هُوَ آتٍ يَثِبُ فَوْقَ الجِّبَالِ
وَيَقْفِزُ فَوْقَ التِّلَالِ.
كَالغَزَالِ أوْ كَمُهرِ الظَّبيِ حَبِيبِي.
هَا هُوَ وَاقِفٌ عَلَى الجَّانِبِ الآخَرِ مِنْ حَائِطِنَا.
مِنَ النَّافِذَةِ يُحَدِّقُ،
وَمِنَ الشُّبَاكِ يَسْتَرِقُ النَظَرَ.
10 أجَابَ حَبِيبِي وَقَالَ:
«قُومِي يَا عَزِيزَتِي،
يَا رَائِعَتِي،
وَتَعَالِيْ مَعِي.
11 فَهَا الشِّتَاءُ قَد مَضَى وَتَوَقَّفَ المَطَرُ.
12 ظَهَرَتِ الزُّهُورُ فِي الأرْضِ،
وَهَا قَد حَلَّ مَوسِمُ التَّغرِيدِ.
وَهَدِيلُ اليَمَامِ مَسمُوعٌ فِي أرْضِنَا.
13 شَجَرَةُ التِّينِ تُخْرِجُ ثِمَارَهَا،
وَالكُرُومُ تُزهِرُ وَتَنْشُرُ شَذَاهَا.
قُومِي يَا عَزِيزَتِي،
يَا رَائِعَتِي،
وَتَعَالِيْ مَعِي.»

هُوَ يَقُولُ:

14 يَمَامَتِي مُختَبِئَةٌ فِي شُقُوقِ المُنحَدَرِ الصَّخرِيِّ،
فِي حِمَى الجَبَلِ المُرْتَفِعِ. أرِينِي مَلَامِحَ وَجْهِكِ.
وَأسمِعِينِي صَوْتَكِ،
لِأنَّ صَوْتَكِ عَذبٌ وَجَمَالَكِ بَدِيعٌ.

هِيَ تَقُولُ لِلفَتَيَات:

15 أمسِكْنَ الثَّعَالِبَ مِنْ أجْلِنَا،
الثَّعَالِبَ الصَّغِيرَةَ الَّتِي تُتلِفُ الكُرُومَ.
فَكُرُومُنَا مُزهِرَةٌ.

16 حَبِيبِي لِي، وَأنَا لَهُ.
هُوَ بَيْنَ الزَّنَابِقِ يَرْعَى.

هِيَ تَقُولُ لَهُ:

17 ارجِعْ يَا حَبِيبِي، وَكُنْ كَالغَزَالِ،
أوْ كَمُهرِ الظَّبيِ عَلَى الجِبَالِ الطَّيِّبَةِ،[o]
إلَى أنْ يَصْحُوَ النَّهَارُ،
وَتَخْتَفِي ظِلَالُ اللَّيلِ.

هِيَ تَقُولُ:

لَيلَةً بَعْدَ لَيلَةٍ،
وَأنَا عَلَى فِرَاشِي،
اشتَقْتُ إلَى حَبِيبِي.
بَحَثتُ عَنْهُ فَلَمْ أجِدهُ.
سَأقُومُ وَأطُوفُ فِي المَدِينَةِ،
فِي شَوَارِعِهَا وَمَيَادِينِهَا.
سَأبحَثُ عَنْ حَبِيبِ القَلْبِ.

بَحَثتُ عَنْهُ، فَلَمْ أجِدْهُ.
صَادَفَنِي الحُرَّاسُ فِي شَوَارِعِ المَدِينَةِ.
فَسَألتُهُمْ:
«هَلْ رَأيْتُمْ حَبِيبِي؟»

وَمَا إنْ تَجَاوَزْتُهُمْ حَتَّى وَجَدتُ حَبِيبِي.
فَأمسَكتُ بِهِ، وَلَمْ أُفلِتْهُ مِنْ يَدِي،
إلَى أنْ أحضَرتُهُ إلَى بَيْتِ أُمِّي،
وَإلَى غُرفَةِ وَالِدَتِي.

هِيَ تَقُولُ لِلفَتَيَات:

يَا بَنَاتِ القُدْسِ،
أستَحْلِفُكُنَّ بِالغِزلَانِ وَبِالأيَائِلِ البَرِّيَّةِ،
ألَّا تُنَبِّهْنَ أوْ تُيقِظْنَ الحُبَّ،
حَتَّى أسْتَعِدَّ لَهُ.

فَتيَاتُ القُدْس:

مَنْ هَذِهِ الخَارِجَةُ مِنَ الصَّحرَاءِ تَارِكَةً أعمِدَةَ دُخَّانٍ وَرَاءَهَا،
يَفُوحُ مِنْهَا شَذَى المُرِّ[p] وَالبَخُورِ،
أكْثَرَ مِنْ كُلِّ مَسَاحِيقِ التُّجَّارِ؟

هَا هِيَ أرِيكَةُ سُلَيْمَانَ.
يُحِيطُ بِهَا سِتِّونَ مُحَارِبًا مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ.
كُلُّهُمْ حَمَلَةُ سُيُوفٍ مَاهِرُونَ،
مُتَمَرِّسُونَ فِي القِتَالِ.
كُلٌّ يَحْمِلُ سَيفَهُ عَلَى جَنبِهِ،
مُسْتَعِدًّا لِأيِّ خَطَرٍ فِي اللَّيلِ.

صَنَعَ سُلَيْمَانُ لِنَفْسِهِ أرِيكَةً مِنْ أرْزِ لُبْنَانَ.
10 طَلَى بِالفِضَّةِ أعمِدَتَهَا،
وَبِخُيُوطِ الذَّهَبِ أغطِيَتَهَا.
وَسَائِدُهَا أُرجُوانٌ،
وَدَاخِلُهَا مُرَصَّعٌ بِالحُبِّ.

11 اخرُجنَ، يَا بَنَاتِ صِهْيَوْنَ،
وَانْظُرْنَ إلَى المَلِكِ سُلَيْمَانَ،
انْظُرْنَ إلَى التَّاجِ الَّذِي تَوَّجَتهُ بِهِ أُمُّهُ
فِي يَوْمِ عُرسِهِ،
فِي يَوْمِ احتِفَالِهِ.

هُوَ يَقُولُ لَهَا:

مَا أجمَلَكِ يَا حَبِيبَتِي!
مَا أجمَلَكِ!
عَينَاكِ كَيَمَامَتَيْنِ خَلفَ نِقَابِكِ.
شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مَاعِزٍ يَنْحَدِرُ مِنْ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ.
وَأسنَانُكِ كَقَطِيعِ النِّعَاجِ المَجْزُوزَةِ وَالمَغسُولَةِ لِلتَوِّ.
كُلٌّ مِنْهَا أنْجَبَتْ تَوأمَينِ!
وَليسَ فِيهَا عَقِيمٌ.
شَفَتَاكِ كَخَيطِ الأُرجُوانِ،
وَفَمُكِ بَدِيعٌ.
كَفَلَقَةِ رُمَّانَةٍ هُوَ خَدُّكِ تَحْتَ خِمَارِكِ.
عُنُقُكِ كَبُرجِ دَاوُدَ،
مَبنِيٌّ بِصُفُوفٍ مِنَ الحِجَارَةِ وَألفُ تُرسٍ مُعُلَّقٌ عَلَيْهِ،
مِنْ كُلِّ نَوعٍ مِنْ أنْوَاعِ تُرُوسِ المُحَارِبِينَ.
ثَدْيَاكِ كَابنَيِّ ظَبيٍ،
كَتَوأمَينِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ الزَّنَابِقِ.
إلَى جَبَلِ المُرِّ سَأذهَبُ،
وَإلَى تَلَّةِ البَخُورِ،
إلَى أنْ يَصْحُوَ النَّهَارُ وَتَخْتَفِي ظِلَالُ اللَّيلِ.
كُلُّ مَا فِيكِ بَدِيعٌ، يَا حَبِيبَتِي،
وَلَيْسَ فِيكِ عَيبٌ.
تَعَالِيْ مَعِي مِنْ لُبْنَانَ،
يَا عَرُوسِي، تَعَالِيْ مَعِي مِنْ لُبْنَانَ.
أسرِعِي بِالنُّزُولِ مِنْ قِمَّةِ جَبَلِ أمَانَةَ،
مِنْ قِمَّةِ جَبَلِ سَنِيرَ وَجَبَلِ حَرْمُونَ،
مِنْ عَرَائِنِ الأُسُودِ،
مِنَ الجِّبَالِ الَّتِي تَطُوفُ فِيهَا النُّمُورُ.
يَا عَزِيزَتِي، قَد سَبَيْتِ قَلْبِي،
يَا عَرُوسِي، لَقَد سَبَيْتِ قَلْبِي بِلَمحَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عَيْنَيْكِ،
بِخَرَزَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عِقدِكِ.
10 مَا أبدَعَ حُبَّكِ، يَا عَزِيزَتِي، يَا عَرُوسِي!
حُبُّكِ ألَذُّ مِنَ النَّبِيذِ،
وَرَائِحَةُ زُيُوتِكِ الفَوَّاحَةُ أحلَى مِنْ كُلِّ عِطرٍ.
11 شَفَتَاكِ تَقْطُرَانِ شَهْدًا، يَا عَرُوسِي.
وَتَحْتَ لِسَانِكِ عَسَلٌ وَحَلِيبٌ.
شَذَا ثِيَابِكِ كَشَذَا أرزِ لُبْنَانَ.
12 بُستَانٌ مُقفَلٌ هِيَ عَزِيزَتِي وَعَرُوسِي،
بَستَانٌ مُقفَلٌ وَيَنْبُوعٌ مَختُومٌ.
13 حُقُولُكِ المَروِيَّةُ بُسْتَانُ رُمَّانٍ فِيهِ أفْضَلُ الثِّمَارِ،
تَحْمِلُ الحِنَّاءَ وَأطيَابًا وَنَارِدِينَ.[q]
14 تَحْمِلَ النَّارِدِينَ وَالزَّعفَرَانَ
وَالقَصَبَ وَالقِرفَةَ وَالمُرَّ[r] وَالصَّبرَ،[s]
مَعَ أفْضَلِ الأطيَابِ.
15 أنْتِ كَيَنْبُوعٍ فِي بُستَانٍ.
كَبِئرِ مَاءٍ عَذبٍ،
وَكَجَدَاوِلَ تَتَدَفَّقُ مِنْ جِبَالِ لُبْنَانَ.

هِيَ تَقُولُ:

16 استَيْقِظِي، أيَّتُهَا الرِّيحُ الشِّمَالِيَّةُ.
وَهُبِّي، أيَّتُهَا الرِّيحُ الجَنُوبِيَّهُ
عَلَى بُستَانِهِ هُبِّي وَانْشُرِي أطيَابَهُ.
لِيَأْتِ حَبِيبِي إلَى بُستَانِهِ،
وَلْيَأْكُلْ ثِمَارَهُ الرَّائِعَةَ.

هُوَ يَقُولُ لَهَا:

جِئتُ إلَى بُستَانِي،
يَا عَزِيزَتِي وَعَرُوسِي.
وَقَطَعتُ مُرِّي مَعَ أطيَابِي.
أكَلتُ شَهدِي مَعَ عَسَلِي.
شَرِبتُ نَبِيذِي وَلَبَنِي.

الفتيَاتُ يَقُلْنَ لَهُمَا:

كُلَا وَاشرَبُا، أيُّهَا الصَّدِيقَانِ،
وَانتَشِيَا بِالحُبِّ.

هِيَ تَقُولُ:

أنَا نَائِمَةٌ لَكِنَّ قَلْبِي مُسْتَيْقِظٌ.
فَسَمَعتُ صَوْتًا!
كَانَ حَبِيبِي يَقْرَعُ وَيَقُولُ:
«افتَحِي لِي البَابَ، يَا عَزِيزَتِي وَيَا رَفِيقَتِي،
يَا يَمَامَتِي الَّتِي لَا يَنْقُصُكِ شَيءٌ.
فَرَأسِي مَنقُوعٌ فِي النَّدَى،
وَشَعرِي مُبَلَّلٌ بِرَذَاذِ اللَّيلِ.»

فَقُلْتُ لَهُ: «خَلَعْتُ ثِيَابِي، فَهَلْ ألبَسُهَا مِنْ جَدِيدٍ؟
غَسَّلتُ قَدَمَيَّ، فَهَلْ أُوَسِّخُهُمَا؟»

فَمَدَّ حَبِيبِي يَدَهُ إلَيَّ مِنْ فَتْحَةِ البَابِ،
فَدَقَّ قَلْبِي بِعُنفٍ شَوقًا إلَيْهِ.
قُمْتُ لِأفتَحَ لِحَبِيبِي،
وَيَدَايَ تَقْطُرَانِ مُرًّا.[t]
فَسَالَ المُرُّ مِنْ أصَابِعِي عَلَى مِقبَضِ البَابِ.
فَتَحْتُ البَابَ لِحَبِيبِي،
لَكِنَّ حَبِيبِي كَانَ قَد ذَهَبَ وَتَابَعَ سَيرَهُ.
حَزِنتُ حَتَّى المَوْتَ حِينَ مَضَى.
بَحَثتُ عَنْهُ فَلَمْ أجِدهُ.
نَادَيتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يُجِبْنِي.
رَآنِي حُرَّاسُ المَدِينَةِ الطَوَّافُونَ،
فَضَرَبُونِي وَجَرَحُونِي.
وَنَزَعَ حُرَّاسُ الأسوَارِ خِمَارِي عَنِّي.

أستَحْلِفُكُنَّ، يَا بَنَاتِ مَدِينَةِ القُدْسِ،
إنْ وَجَدتُنَّ حَبِيبِي،
أخبِرنَهُ بِأنَّ الحُبَّ أمْرَضَنِي.

الفتيَاتُ يَقُلْنَ لَهَا:

كَيْفَ يَمتَازُ حَبِيبُكِ عَنْ أيِّ حَبِيبٍ آخَرَ،
يَا أجمَلَ الجَمِيلَاتِ؟
كَيْفَ يَمتَازُ حَبِيبُكِ عَلَى أيِّ حَبِيبٍ حَتَّى تَسْتَحْلِفِينَا هَكَذَا؟

هِيَ تَقُولُ لِلفَتيَات:

10 حَبِيبِي مُتَألِّقٌ مُتَوَرِّدٌ،
مُمَيَّزٌ بَيْنَ ألْفِ شَابٍّ.
11 رَأسُهُ ذَهَبٌ مِنْ مَدِينَةِ إبرِيزَ،
خُصُلَاتُ شَعْرِهِ أغْصَانُ نَخِيلٍ،
سَودَاءُ كَالغُرَابِ.
12 عَينَاهُ كَيَمَامَتَيْنِ عِنْدَ جَدَاوِلِ المِيَاهِ،
تَسْتَحِمَّانِ فِي الحَلِيبِ،
كَجَوهَرَتَيْنِ فِي مَكَانِهِمَا.
13 خَدَّاهُ كَحَوضَي أطيَابٍ تُطلِعُ أعْشَابًا طَيِّبَةً.
وَشَفَتَاهُ كَزَنْبَقَتَيْنِ تَقْطُرَانِ مُرًّا سَائِلًا.
14 ذِرَاعَاهُ قَضِيبَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُرَصَّعَانِ بِاليَشْبِ.
جِسْمُهُ تُحفَةٌ مِنَ العَاجِ المُزَيَّنِ بِاليَاقُوتِ الأزرَقِ.
15 سَاقَاهُ عَمُودَانِ مِنَ المَرمَرِ قَائِمَانِ عَلَى قَاعِدَتَيْنِ مِنَ الذَّهَبِ النَّقِيِّ.
قَامَتُهُ كَأشْجَارِ لُبْنَانَ.
16 فَمُهُ عَذْبٌ جِدًّا،
وَكُلُّ مَا فِيهِ شَهِيٌّ جِدًّا.
هَكَذَا هُوَ حَبِيبِي،
وَهَكَذَا هُوَ خَلِيلِي يَا بَنَاتِ مَدِينَةِ القُدْسِ.

الفتيَاتُ يَقُلْنَ لَهَا:

أيْنَ مَضَى حَبِيبُكِ، يَا أجمَلَ الجَمِيلَاتِ؟
فِي أيِّ اتِّجَاهٍ مَضَى حَبِيبُكِ؟
قُولِي لَنَا، فَنَبحَثَ عَنْهُ مَعَكِ.

هِيَ تَقُولُ لِلفتَيَات:

حَبِيبِي نَزَلَ إلَى بُستَانِهِ،
إلَى أحوَاضِ الأطيَابِ.
نَزَلَ لِيَرْعَى فِي البَسَاتِينِ وَيَقْطِفَ الزَّنَابِقَ.
أنَا لِحَبِيبِي، وَحَبِيبِي لِي.
هُوَ بَيْنَ الزَّنَابِقِ يَرْعَى.

هُوَ يَقُولُ لَهَا:

أنْتِ جَمِيلَةٌ كَمَدِينَةِ تِرْصَةَ،[u] يَا حَبِيبَتِي،
وَبَدِيعَةٌ كَمَدِينَةِ القُدْسِ.
مُذهِلَةٌ كَجَيْشٍ يَرْفَعُ رَايَاتِهِ.[v]
حَوِّلِي عَيْنَيْكِ عَنِّي، لِأنَّهُمَا تَقْوَيَانِ عَلَيَّ.
شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مَاعِزٍ يَنْحَدِرُ مِنْ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ،
وَأسنَانُكِ كَقَطِيعِ النِّعَاجِ المَجْزُوزَةِ وَالمَغسُولَةِ لِلتَوِّ.
كُلُّهَا تَلِدُ تَوَائِمَ،
لَمْ تُسقِط إحدَاهَا حَمَلًا.
كَفَلْقَةِ رُمَّانٍ هُوَ خَدُّكِ تَحْتَ خِمَارِكِ.

رُبَّمَا تُوجَدُ سِتُّونَ مَلِكَةً،
وَثَمَانُونَ جَارِيَةً،
وَفَتَيَاتٌ بِلَا عَدَدٍ،
لَكِنْ فَرِيدَةٌ هِيَ يَمَامَتِي، كَامِلَتِي.
فَرِيدَةٌ عِنْدَ أُمِّهَا الَّتِي وَلَدَتهَا.
الشَّابَّاتُ رَأينَهَا فَمَدَحْنَهَا.
المَلِكَاتُ وَالجَوَارِي مَدَحْنَهَا.

الفَتَيَاتُ يَمْدَحْنَهَا:

10 مَنْ هِيَ هَذِهِ الَّتِي تُطِلُّ كَالفَجرِ؟
مَنْ هَذِهِ الجَمِيلَةُ كَالقَمَرِ،
السَّاطِعَةُ كَالشَّمْسِ،
المُرهِبَةُ كَجَيْشٍ يَرْفَعُ رَايَاتِهِ؟

هُوَ يَقُولُ لَهَا:

11 نَزَلتُ إلَى بُسْتَانِ الجَوزِ،
وَنَظرْتُ إلَى البَرَاعِمِ فِي الوَادِي،
لِأرَى إنْ كَانَتِ الكُرُومُ قَدْ أزهَرَتْ،
وَالرُّمَّانُ قَد نَضِجَ.
12 فَلَمْ أشعُرْ إلَّا وَأنَا بَيْنَ مَرْكَبَاتِ شَعْبِي.

الفَتَيَاتُ يُنَادِينَهُا:

13 ارْجِعِي، ارْجِعِي، يَا سَلمَى.
ارْجِعِي، ارْجِعِي، فَنَنظُرَ إلَيكِ.

لِمَاذَا تُحَدِّقُونَ فِي سَلمَى
وَهِيَ تَرْقُصُ رَقصَةَ النَّصرِ؟[w]

هُوَ يَصْفُ جمَالَهَا:

مَا أجْمَلَ قَدَمَيكِ فِي الحِذَاءِ، يَا نَبِيلَةَ الأصلِ!
مُنعَطَفَاتُ فَخذَيكِ كَحِلِيٍّ صَنَعَهَا صَانِعٌ مَاهِرٌ.
سُرَّتُكِ كَطَاسٍ مُدَوَّرَةٍ لَا تَنْقُصُهَا خَمرٌ مَمْزُوجَةٌ.
بَطنُكِ كَكَومَةٍ مِنَ القَمْحٍ، مُحَاطٌ بِالزُّهُورِ.
ثَدْيَاكِ كَابنَيِّ ظَبيٍ، كَتَوأمَي غَزَالٍ.
عُنُقُكِ كَبُرجٍ مِنَ العَاجِ.
عَينَاكِ كَبُرجِ حَشْبُونَ عِنْدَ بَوَّابَةِ بَثَّ رَبِّيمَ
أنفُكِ كَبُرجِ لُبْنَانَ الَّذِي يَتَطَلَّعُ نَحْوَ دِمَشقَ.
رَأسُكِ يُتَوِّجُكِ كَجَبَلِ الكَرْمِلِ.
خُصُلَاتُ شَعرِكِ كَسِتَارَةٍ أُرجُوانِيَّةٍ،
يَتَعَلَّقُ المَلِكُ بِأهدَابِهَا.
مَا أجْمَلَكِ، وَمَا أبْهَجَكِ، يَا حَبِيبَتِي،
أيَّتُهَا البِنتُ المُبهِجَةُ!
جَلِيلَةٌ أنْتِ كَشَجَرَةِ نَخِيلٍ،
وَثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ البَلَحِ.
قُلْتُ سَأتَسَلَّقُ شَجَرَةَ النَّخِيلِ،
وَسَأُمسِكُ بَعْضَ أغْصَانِهَا.

لِتَكُنْ كَعَنَاقِيدِ العِنَبِ ثَدِيَاكِ،
وَكَالشَّمْسِ رَائِحَةُ أنفَاسِكِ.
وَفَمُكِ كَأفضَلِ نَبيذٍ.

هِيَ تَقُولُ:

نَعَمْ يَنْسَابُ بِرِفْقٍ مِنْ أجْلِ حَبِيبِي،
وَيَنْتَشِرُ عَلَى شَفَتَيَّ وَأسْنَانِي.
10 أنَا لِحَبِيبِي،
وَهُوَ يَشْتَاقُ إلَيَّ.
11 تَعَالَ، يَا حَبِيبِي،
وَلنَذهَبْ إلَى الحَقْلِ.
لِنُمضِ اللَّيلَةَ فِي القُرَى.
12 سَنُبَكِّرُ إلَى الكُرُومِ.
وَسَنَرَى إنْ كَانَتْ قَد أزهَرَتِ الكُرُومُ،
أوْ تَفَتَّحَتِ البَرَاعِمُ،
أوْ تَوَرَّدَ الرُّمَّانُ.
هُنَاكَ سَأُعْطِيكَ حُبِّي.

13 تُطلِقُ وُرُودُ الوُدِّ رَائِحَتَهَا الذَّكِيَّةَ،
وَكُلُّ أنْوَاعِ أطَايِبِ الثِّمَارِ القَدِيمَةِ وَالجَدِيدَةِ فَوْقَ أبوَابِنَا،
حَفِظتُ هَذِهِ كُلَّهَا لَكَ يَا حَبِيبِي.

لَيتَكَ كُنْتَ أخِي،
مَنْ رَضِعَ مِنْ ثَدْيَي أُمِّي؟
إذَا قَابَلتُكَ فِي الشَّارِعِ،
أُقَبِّلُكَ وَلَا يَلُومُنِي أحَدٌ.
أقتَادُكَ وَأُحْضِرُكَ إلَى بَيْتِ أُمِّي،
إلَى غُرْفَةِ وَالِدَتِي،
حَيْثُ تُعَلِّمُنِي.
وَسَأسقِيكَ خَمرًا مَمْزُوجَةً،
هِيَ رَحِيقُ رُمَّانِي.

هِيَ تَقُولُ لِلفَتَيَات:

شِمَالُهُ تَحْتَ رَأسِي،
وَيَمِينُهُ تُطَوِّقُنِي.

يَا بَنَاتِ القُدْسِ،
أستَحْلِفُكُنَّ ألَّا تُنَبِّهْنَ أوْ تُيقِظْنَ الحُبَّ،
حَتَّى أسْتَعِدَّ لَهُ.

الفَتَيَاتُ يَقُلْنَ:

مَنْ هَذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ البَرِّيَّةِ مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا؟

هِيَ تَقُولُ لَهُ:

تَحْتَ شَجَرَةِ التُّفَّاحِ أيقَظتُكَ.
هُنَاكَ حَبِلَتْ بِكَ أُمُّكَ.
هُنَاكَ حَبِلَت بِكَ الَّتِي وَلَدَتكَ.
كَخَاتِمٍ ضَعنِي عَلَى قَلْبِكَ،
كَخَاتِمٍ عَلِى ذِرَاعِكَ.
لِأنَّ الحُبَّ قَوِيٌّ كَالمُوتِ،
غَيْرَتُهُ قَاسِيَةٌ كَالهَاوِيَةِ.
شَرَارُ الحُبِّ شَرَارُ نَارٍ،
لَهَبٌ هَائِلٌ.
لَا يَقْوَى طُوفَانٌ عَلَى إطفَاءِ الحُبِّ،
وَالأنهُارُ لَا تَقْدِرُ أنْ تَجْرِفَهُ.
لَوْ أنَّ إنْسَانًا قَدَّمَ كُلَّ ثَروَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الحُبِّ،
فَإنَّهَا سَتُحتَقَرُ كَثِيرًا.

أشِقَّاؤهَا يَقُوُلُونَ:

عِنْدَنَا أُختٌ صَغِيرَةٌ،
وَلَمْ يَكْبُرْ صَدرُهَا بَعْدُ.
فَمَاذَا نَفعَلُ لِأُختِنَا عِنْدَمَا تُطلَبُ لِلزَّوَاجِ؟

إنْ كَانَتْ سُورًا، سَنَبنِي عَلَيْهَا بُرجًا مِنْ فِضَّةٍ.
وَإنْ كَانَتْ بَابًا، فَسَنَكسُوهَا بِالأرْزِ.

هِيَ تُجِيبُهُم:

10 أنَا سُورٌ، وَثَدْيَايَ بُرجَانِ،
يَنْظُرُ إلَيَّ وَيَجِدُ سَلَامًا.

هُوَ يَقُولُ:

11 كَانَ لِسُلَيمَانَ كَرْمٌ فِي بَعْلِ هَامُونَ.
فَأوكَلَ كَرْمَهُ لِعُمَّالٍ يَتَعَهَّدُونَهُ.
فَكَانَ كُلٌّ مِنْهُمْ يُعْطِي سُلَيْمَانَ عَنْ ثَمَرِ الكَرْمِ ألْفَ قِطْعَةٍ مِنَ الفِضَّةِ.

12 احتَفِظْ بِالألْفِ، يَا سُلَيْمَانُ.
وَأعْطِ مِئَتَيْنِ لِحُرَّاسِ الثَمَرِ.
أمَّا كَرْمِي، الَّذِي أملِكُهُ، فَلِي وَحْدِي.

هُوَ يَقُولُ لَهَا:

13 يَا مَنْ تَجْلِسِينَ فِي البَسَاتِينِ،
أصدِقَائِي يَسْتَمِعُونَ إلَى صَوْتِكِ.
فَأسمِعِينِي صَوْتَكِ أنَا أيْضًا!

هِيَ تَقُولُ لَهُ:

14 عَجِّلْ يَا حَبِيبِي، وَكُنْ كَغَزَالٍ،
أوْ كَالإيَّلِ عَلَى جِبَالِ الأطْيَابِ.

Arabic Bible: Easy-to-Read Version (ERV-AR)

Copyright © 2009, 2016 by Bible League International