Print Page Options
Previous Prev Day Next DayNext

Bible in 90 Days

An intensive Bible reading plan that walks through the entire Bible in 90 days.
Duration: 88 days
Arabic Bible: Easy-to-Read Version (ERV-AR)
Version
ﺭﻭﻣﻴﺔ 15 - ﻛﻮﺭﻧﺜﻮﺱ ﺍﻻﻭﻝ 14

15 فَيَنْبَغِي عَلَيْنَا نَحْنُ الأقوِيَاءَ مِنْ جِهَةِ هَذِهِ المُعْتَقَدَاتِ، أنْ نَحتَمِلَ الضُّعَفَاءَ، وَلَا نَسعَى إلَى مَا يُرضِينَا فَقَطْ. فَيَنْبَغِي عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أنْ يُرضِيَ الآخَرِينَ مِنْ أجْلِ خَيرِهِمْ، وَبِهَدَفِ بِنَائِهِمْ. فَحَتَّى المَسِيحُ لَمْ يُرضِ نَفْسَهُ، بَلْ كَمَا يَقُولُ الكِتَابُ: «إهَانَاتُ الَّذِينَ أهَانُوكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ.»[a] وَلْنَتَذَكَّرْ أنَّ كُلَّ مَا كُتِبَ فِي المَاضِي كُتِبَ حَتَّى نَتَعَلَّمَ مِنْهُ، فَيَكُونَ لَنَا رَجَاءٌ مِنَ الصَّبرِ وَالتَّشجِيعِ اللَّذَيْنِ نَجِدُهُمَا فِي الكُتُبِ. وَلْيُسَاعِدْكُمُ اللهُ، مَصْدَرُ كُلِّ صَبْرٍ وَتَشْجِيعٍ، عَلَى أنْ تَعِيشُوا فِي انسِجَامٍ أحَدُكُمْ مَعَ الآخَرِ، مُتَّبِعِينَ مِثَالَ المَسِيحِ يَسُوعَ. فَتَتَّحِدَ أصوَاتُكُمْ وَقُلُوبُكُمْ فِي تَمْجِيدِ إلَهِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ وَأبِيهِ. لِهَذَا فَليَقْبَلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَمَا قَبِلَكُمُ المَسِيحُ. افْعَلُوا هَذَا لِمَجْدِ اللهِ. وَأقُولُ لَكُمْ إنَّ المَسِيحَ صَارَ خَادِمًا لِليَهُودِ مِنْ أجْلِ صِدقِ اللهِ، أيْ لِيُثَبِّتَ الوُعُودَ الَّتِي قَطَعَهَا لِلآبَاءِ. كَمَا فَعَلَ المَسِيحُ هَذَا لِكَي تُمَجِّدَ بَقِيَّةُ الأُمَمِ اللهَ عَلَى رَحمَتِهِ لَهُمْ. فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:

«لِهَذَا سَأعتَرِفُ بِكَ بَيْنَ بَقيّةِ الأُمَمِ،
وَسَأُنشِدُ تَسْبِيحًا لاسْمِكَ.»[b]

10 وَيَقُولُ أيْضًا:

«افرَحِي أيَّتُهَا الأُمَمُ الأُخرَىْ مَعَ شَعْبِ اللهِ.»[c]

11 كَمَا يَقُولُ:

«سَبِّحِي الرَّبَّ[d] يَا بَقِيَّةَ الأُمَمِ،
وَلْتُسَبِّحْهُ كُلُّ الشُّعُوبِ.»[e]

12 وَيَقُولُ إشَعْيَاءُ:

«سَيَظْهَرُ مِنْ نَسْلِ يَسَّى مَنْ يَقُومُ لِيَحْكُمَ جَمِيعَ الأُمَمِ،
فَيُعَلِّقُونَ عَلَيْهِ رَجَاءَهُمْ.»[f]

13 فَلْيَملأكُمُ اللهُ، مَصدَرُ كُلِّ رَجَاءٍ، بِكُلِّ الفَرَحِ وَالسَّلَامِ بَيْنَمَا تَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ، حَتَّى تَفِيضُوا بِالرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ.

بُولُسُ يَتَحَدَّثُ عَنْ خِدْمَتِه

14 أيُّهَا الإخْوَةُ، كُلِّي ثِقَةٌ بِكُمْ. فَأنَا أثِقُ بِأنَّكُمْ مَملُؤُونَ صَلَاحًا وَكُلَّ مَعْرِفَةٍ، وَأنَّكُمْ قَادِرُونَ أيْضًا عَلَى أنْ يَنْصَحَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. 15 لَكِنِّي كَتَبْتُ إلَيكُمْ بِصَرَاحَةٍ شَدِيدَةٍ حَوْلَ بَعْضِ المَسَائِلِ لِتَذْكِيرِكُمْ بِهَا أيُّهَا الإخْوَةُ، وَذَلِكَ بِسَبَبِ العَطِيَّةِ الخَاصَّةِ الَّتِي أعطَانِي إيَّاهَا اللهُ. 16 وَهِيَ أنْ أكُونَ خَادِمًا لِلمَسِيحِ يَسُوعَ لِغَيرِ اليَهُودِ، مُعلِنًا لَهُمْ بِشَارَةَ اللهِ. وَكَكَاهِنٍ، أُقَدِّمُ غَيْرَ اليَهُودِ تَقْدِمَةً مَقبُولَةً لَدَى اللهِ، وَمُقَدَّسَةً بِالرُّوحِ القُدُسِ.

17 فَأنَا أفتَخِرُ بِخِدمَتِي للمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ أجْلِ اللهِ. 18 وَلَا أتَجَرَّأُ عَلَى الحَدِيثِ إلَّا عَنْ مَا فَعَلَهُ المَسِيحُ مِنْ خِلَالِي فِي اقتِيَادِ غَيْرِ اليَهُودِ إلَى طَاعَةِ اللهِ. 19 أكَانَ ذَلِكَ بِأقْوَالِي أمْ بِسُلُوكِي أمْ بِقُوَّةِ المُعجِزَاتِ وَالعَجَائِبِ الَّتِي بِقُوَّةِ رُوحِ اللهِ. فَقَدْ أكمَلتُ إعلَانَ البِشَارَةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، مِنَ القُدْسِ وُصُولًا إلَى مُقَاطَعَةِ إليرِكُونَ. 20 وَقَدْ كُنْتُ أطمَحُ دَائِمًا أنْ أُعْلِنَ البِشَارَةَ فِي كُلِّ مَكَانٍ لَا يُعرَفُ فِيهِ اسْمُ المَسِيحِ. وَلَيْسَ هَدَفِي أنْ أبنِيَ عَلَى أسَاسٍ وَضَعَهُ شَخْصٌ آخَرُ. 21 لَكِنْ، كَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:

«الَّذِينَ لَمْ يُخبَرُوا عَنْهُ سَيَرَوْنَ،
وَالَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ سَيَفْهَمُونَ.»[g]

خُطَّةُ بُولُسَ لِزِيَارَةِ رُومَا

22 فَهَذَا مَا أعَاقَنِي مَرَّاتٍ كَثِيرَةً عَنْ زِيَارَتِكُمْ. 23 أمَّا الآنَ، فَقَدِ انْتَهَيتُ مِنْ عَمَلِي فِي تِلْكَ المَنَاطِقِ، وَلَدَيَّ مُنْذُ سَنَوَاتٍ رَغْبَةٌ فِي زِيَارَتِكُمْ. 24 فَسَأمُرُّ بِكُمْ فِي طَريقِي إلىْ إسبَانيَا. وَبَعْدَ أنْ أستَمْتِعَ بِرِفقَتِكُمْ مُدَّةً مِنَ الزَّمَانِ، آمَلُ أيْضًا أنْ تُعِينُونِي عَلَى سَفَرِي إلَى هُنَاكَ.

25 لَكِنِّي ذَاهِبٌ الآنَ إلَى القُدْسِ لِمُسَاعَدَةِ المُؤمِنِينَ المُقَدَّسِينَ هُنَاكَ. 26 فَقَدْ قَرَّرَتِ الكَنَائِسُ فِي مُقَاطَعَتَي مَكدُونِيَّةَ وَأخَائِيَّةَ أنْ تَتَبَرَّعَ لِلمُؤمِنِينَ المُقَدَّسِينَ الفُقَرَاءِ فِي القُدْسِ. 27 قَرَّرُوا ذَلِكَ لِأنَّهُمْ مَدْيُونُونَ لَهُمْ. فَبِمَا أنَّ الأُمَمَ الأُخرَى قَدِ اشتَرَكَتْ فِي بَرَكَاتِ اليَهُودِ الرُّوحِيَّةِ، فَيَنْبَغِي أنْ تَخْدِمَهُمْ تَلْكَ الأُمَمُ فِي البَرَكَاتِ المَادِّيَّةِ. 28 إذًا، بَعْدَ أنْ أحْمِلَ هَذَا المَالَ بِأمَانٍ إلَيْهِمْ، وَأفرَغَ مِنْ هَذِهِ المَهَمَّةِ، سَأُبحِرُ إلَى إسبَانيَا وَأزُورُكُمْ فِي طَرِيقِي إلَيْهَا. 29 وَأنَا أعْلَمُ أنَّنِي حِينَ أزُورُكُمْ، سَآتِي بِبَرَكَةِ المَسِيحِ الكَامِلَةِ لَكُمْ.

30 أيُّهَا الإخْوَةُ، أُنَاشِدُكُمْ بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، وَبِالمَحَبَّةِ النَّابِعِةِ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، أنْ تُشَارِكُونِي جِهَادِي فِي الخِدْمَةِ، فَتُصَلُّوا إلَى اللهِ مِنْ أجْلِي، 31 لِكَي يُنَجِّيَنِي مِنْ غَيْرِ المُؤمِنِينَ فِي إقْلِيمِ اليَهُودِيَّةِ، وَأنْ تَكُونَ خِدمَتِي مَقبُولَةً لَدَى المُؤمِنِينَ المُقَدَّسِينَ فِي مَدِينَةِ القُدْسِ. 32 فَهَكَذَا أستَطِيعُ بِمَشِيئَةِ اللهِ أنْ أزُورَكُمْ بِفَرَحٍ، لِنَسْتَريحَ مَعًا.

33 لِيَكُنِ اللهُ مَصدَرُ كُلِّ سَلَامٍ، مَعَكُمْ جَمِيعًا. آمِين.

وَصَايَا أخِيرَة

16 أُوْصِيكُمْ خَيْرًا بِأُختِنَا فِيبِي، وَهِيَ مُعَيَّنَةٌ فِي خِدْمَةٍ خَاصَّةٍ فِي كَنِيسَةِ كَنْخَرِيَا. أُوْصِيكُمْ أنْ تُرَحِّبُوا بِهَا فِي الرَّبِّ بِطَرِيقَةٍ تَلِيقُ بِكُمْ كَمُؤمِنِينَ مُقَدَّسِينَ، وَأنْ تُسَاعِدُوهَا فِي أيِّ شَيءٍ قَدْ تَحتَاجُ إلَيْهِ. فَقَدْ كَانَتْ هِيَ نَفْسُهَا عَونًا لِكَثِيرِينَ وَلِي أنَا أيْضًا. سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلَّا وَأكِيلَا شَرِيكَيَّ فِي الخِدْمَةِ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ، اللَّذينِ خَاطَرَا بِحَيَاتِهِمَا مِنْ أجْلِي. وَأنَا لَسْتُ وَحْدِي الَّذِي يَشْكُرُهُمَا، بَلْ أيْضًا كُلُّ الكَنَائِسِ فِي الأُمَمِ الأُخرَىْ. سَلِّمُوا أيْضًا عَلَى أعضَاءِ الكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ فِي بَيْتِهِمَا.

سَلِّمُوا عَلَى أبَينِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي كَانَ أوَّلَ المُهتَدِينَ إلَى المَسِيحِ فِي أسِيَّا. سَلِّمُوا عَلَى مَريَمَ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيرًا مِنْ أجْلِكُمْ. سَلِّمُوا عَلَى أنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ قَريبَيَّ، وَرَفِيقَيَّ فِي السِّجْنِ. وَهُمَا خَادِمَانِ بَارِزَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ، وَقَدْ آمَنَا بِالمَسِيحِ قَبْلِي.

سَلِّمُوا عَلَى أمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ شَرِيكِنَا فِي خِدْمَةِ المَسِيحِ، وَعَلَى إسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10 سَلِّمُوا عَلَى أبَلِّسَ الَّذِي بَرهَنَ عَلَى أصَالَةِ إيمَانِهِ فِي المَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ مِنْ عَائِلَةِ أرِسْتُوبُولُوسَ.

11 سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ قَرِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ مِنْ عَائِلَةِ نَرْكِسُّوسَ الَّذِينَ يَنْتَمُونَ إلَى الرَّبِّ. 12 سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَينَا وَتَرِيفُوسَا العَامِلَتَيْنِ بِجِدٍّ لِلرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ المَحْبُوبَةِ، الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيرًا لِلرَّبِّ. 13 سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ، ذَلِكَ المُؤمِنِ المُتَمَيِّزِ، وَعَلَى أُمِّهِ الَّتِي هِيَ بِمَثَابَةِ أُمٍّ لِي أنَا أيْضًا. 14 سَلِّمُوا عَلَى أسِينْكِرِيتُسَ وَفلِيغُونَ وَهَرْمَاسَ وَبَتْرُوبَاسَ وَهَرْمِيسَ وَالإخوَةِ الَّذِينَ مَعَهُمْ.

15 سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُوليَا وَنِيرِيُوسَ وَأُختِهِ، وَأُولُمْبَاسَ، وعَلَىْ جَمِيعِ المُؤمِنِينَ المُقَدَّسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 16 سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبلَةٍ مُقَدَّسَةٍ.

تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ جَمِيعُ كَنَائِسِ المَسِيحِ.

17 وَأحُثُّكُمْ أيُّهَا الإخْوَةُ عَلَى أنْ تَكُونُوا حَذِرِينَ مِنَ الَّذِينَ يُسَبِّبُونَ الانْقِسَامَاتِ وَيَضَعُونَ فِي طَرِيقِ النَّاسِ مَعَاثِرَ، عَلَى عَكسِ التَّعلِيمِ الَّذِي أخَذتُمُوهُ. فَتَجَنَّبُوا هَؤُلَاءِ. 18 إنَّهُمْ لَا يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ المَسِيحَ، بَلْ يَخْدِمُونَ شَهَوَاتِهِمْ. وَهُمْ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ البُسَطَاءِ بِكَلَامِهِمُ المَعسُولِ وَتَمَلُّقِهِمْ. 19 لَقَدْ وَصَلَ خَبَرُ طَاعَتِكُمْ إلَى الجَمِيعِ. لِهَذَا أنَا مَسرُورٌ جِدًّا مِنْكُمْ. لَكِنِّي أُرِيدُكُمْ أنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ فِي عَمَلِ الخَيْرِ، وَأبرِيَاءَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالشَّرِّ. 20 وَاللهُ الَّذِي هُوَ مَصدَرُ كُلِّ سَلَامٍ سَيَسْحَقُ إبْلِيسَ قَرِيبًا تَحْتَ أقْدَامِكُمْ.

لِتَكُنْ مَعَكُمْ نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ.

21 يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ شَرِيكِي فِي العَمَلِ. كَمَا يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ لُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ، وَسُوسِيبَابْرُسُ أقرِبَائِي.

22 وَأنَا تَرْتِيُوسُ مُدَوِّنُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ، أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. 23 يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضِيفِي وَمُضِيفُ الكَنِيسَةِ كُلِّهَا هُنَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أمِينُ صُندُوقِ المَدِينَةِ أرَاستُسُ، وَأخُونَا كَوَارْتُسُ.

24 لِتَكُنْ نِعْمَةُ رَبَّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ مَعَكُمْ جَمِيعًا. آمينَ. 25 المَجْدُ للهِ القَادِرِ أنْ يُقَوِّيَكُمْ فِي الإيمَانِ بِحَسَبِ بِشَارَتِي الَّتِي أُبَشِّرُ بِهَا عَنْ يَسُوعَ المَسِيحِ، حَسَبَ إعلَانِ اللهِ لِلسِّرِّ الَّذِي ظَلَّ مَخْفيًّا أجيَالًا طَوِيلَةً، 26 ثُمَّ أُعْلِنَ لَنَا الآنَ بِوَاسِطَةِ كِتَابَاتِ الأنْبِيَاءِ، بِحَسَبِ أمْرِ اللهِ السَّرمَدِيِّ.[h] وَهَكَذَا صَارَ السِّرُّ مَعلُومًا، لِكَي تَأْتِيَ جَمِيعُ الشُّعُوبِ إلَى طَاعَةِ اللهِ بِالإيمَانِ.

27 لِيَتَمَجَّدِ الإلَهُ الوَحِيدُ الحَكِيمُ فِي يَسُوعَ المَسِيحِ إلَى الأبَدِ. آمِينَ.

مِنْ بُولُسَ الَّذِي شَاءَ اللهُ فَدَعَاهُ لِيَكُونَ رَسُولًا لِلمَسِيحِ يَسُوعَ، وَمِنْ أخِينَا سُسْتَانِيسَ إلَى أعضَاءِ كَنِيسَةِ اللهِ فِي مَدِينَةِ كُورِنثُوسَ المُقَدَّسِينَ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ، وَالمَدعُوِّينَ مِنَ اللهِ لِيَكُونُوا شَعْبَهُ المُقَدَّسَ، وَإلَى كُلِّ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، رَبِّهِمْ وَرَبِّنَا، أينَمَا كَانُوا. لِتَكُنْ لَكُمْ نِعْمَةٌ وَسَلَامٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَمِنْ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ.

بُولُسُ يَشْكُرُ الله

أشكُرُ إلَهِي دَائِمًا مِنْ أجْلِكُمْ، بِسَبَبِ نِعْمَةِ اللهِ المَوهُوبَةِ لَكُمْ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ. فَأنْتُمْ صِرتُمْ فِي المَسِيحِ أغنِيَاءَ فِي كُلِّ شَيءٍ: فِي كُلِّ كَلَامٍ وَفِي كُلِّ مَعْرِفَةٍ. وَهَذَا يَعْنِي أنَّ شَهَادَتَنَا لَكُمْ عَنِ المَسِيحِ قَدْ تَثَبَّتَتْ بَيْنَكُمْ. لِذَلِكَ لَا تَنْقُصُكُمْ أيَّةُ مَوهِبَةٍ رُوحِيَّةٍ، وَأنْتُمْ تَنْتَظُرُونَ أنْ يُعلَنَ رَبُّنَا يَسُوعُ المَسِيحُ فِي مَجِيئِهِ. وَهُوَ الَّذِي سَيُثَبِّتُكُمْ أيْضًا حَتَّى النِّهَايَةِ غَيْرَ مَلُومِينَ فِي يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ. فَأمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي دَعَاكُمْ إلَى الشَّرِكَةِ مَعَ ابنِهِ يَسُوعَ المِسِيحِ رَبِّنَا.

مَشَاكِلُ فِي كَنِيسَةِ كُورِنثُوس

10 لَكِنِّي أرْجُوكُمْ أيُّهَا الإخْوَةُ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ أنْ تَتَّفِقُوا جَمِيعًا فِي الرَّأيِ، فَلَا يَكُونَ لِلَانقِسَامَاتِ مَكَانٌ بَيْنَكُمْ، بَلْ أنْ تَتَّحِدُوا فِي فِكرٍ وَاحِدٍ وَهَدَفٍ وَاحِدٍ. 11 فَقَدْ وَصَلَتنِي يَا إخْوَتِي أخْبَارٌ عَنْكُمْ عَنْ طَرِيقِ عَائِلَةِ خُلُوِي، تَقُولُ إنَّ بَيْنَكُمْ مُشَاجَرَاتٍ. 12 وَمَا أعنِيهِ هُوَ أنَّ أحَدَكُمْ يَقُولُ: «أنَا أتْبَعُ بُولُسَ.» وَيَقُولُ آخَرُ: «أنَا أتْبَعُ أبُلُّوسَ،» وَآخَرُ: «أنَا أتْبَعُ بُطْرُسَ،» بَيْنَمَا يَقُولُ آخَرُونَ: «أمَّا أنَا فَأتْبَعُ المَسِيحَ.» 13 فَهَلِ المَسِيحُ مُنقَسِمٌ؟ ألَعَلَّ بُولُسَ هُوَ الَّذِي صُلِبَ لِأجْلِكُمْ؟ أمْ تَعَمَّدتُمْ بِاسْمِ بُولُسَ؟ 14 أشكُرُ اللهَ لِأنِّي لَمْ أُعَمِّدْ مِنْكُمْ إلَّا كِرِيسْبُوسَ وَغَايِسَ، 15 لِئَلَّا يَقُولُ أحَدُكُمْ إنَّكُمْ تَعَمَّدْتُمْ بِاسْمِي! 16 وَقَدْ عَمَّدتُ بَيْتَ استِفَانَاسَ أيْضًا. أمَّا بِالنِّسبَةِ لِبَقِيَّتِكُمْ، فَلَا أذكُرُ إنْ كُنْتُ قَدْ عَمَّدتُ أحَدًا آخَرَ مِنْكُمْ. 17 إذْ لَمْ يُرسِلْنِي المَسِيحُ لِأُعَمِّدَ، بَلْ لِأُعلِنَ البِشَارَةَ. غَيْرَ مُعتَمِدٍ فِي ذَلِكَ عَلَى بَرَاعَةٍ فِي الكَلَامِ. لِأنِّي لَوِ اعتَمَدْتُ عَلَى ذَلِكَ، سَيُفرَغُ صَلِيبُ المِسِيحِ مِنْ قُوَّتِهِ.

المَسِيحُ قُوَّةُ اللهِ وَحِكمَتُه

18 فَبِشَارَةُ الصَّلِيبِ حَمَاقَةٌ فِي نَظَرِ الهَالِكِينَ، لَكِنَّهَا قُوَّةُ اللهِ فِي نَظَرِ الَّذِينَ يُخَلَّصُونَ.

19 فَالكِتَابُ يَقُولُ:

«سَأقضِي عَلَى حِكمَةِ الحُكَمَاءِ،
وَأُبْطِلُ ذَكَاءَ الأذكِيَاءِ.»[i]

20 فَأينَ هُوَ الحَكِيمُ؟ أيْنَ هُوَ العَالِمُ البَاحِثُ؟ أيْنَ هُوَ المُجَادِلُ فِي هَذَا العَصرِ الزَّائِلِ؟ ألَمْ يَجْعَلِ اللهُ حِكمَةَ العَالَمِ حَمَاقَةً؟ 21 فَقَدْ شَاءَتْ حِكمَةُ اللهِ أنْ يَفْشَلَ العَالَمُ بِحِكمَتِهِ فِي أنْ يَعْرِفَ اللهَ، فَاخْتَارَ اللهُ أنْ يُخَلِّصَ الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالبِشَارَةِ الَّتِي هِيَ حَمَاقَةٌ فِي نَظَرِ العَالَمِ. 22 فَاليَهُودُ يَطْلُبُونَ مُعجِزَاتٍ، وَاليُونَانِيُّونَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً، 23 أمَّا نَحْنُ فَنُبَشِّرُ بِالمَسِيحِ مَصلُوبًا، فَيَرَى اليَهُودُ فِي ذَلِكَ إسَاءَةً لَهُمْ، وَيَرَى فِيهِ اليُونَانِيُّونَ حَمَاقَةً. 24 أمَّا بِالنِّسبَةِ إلَى الَّذِينَ دَعَاهُمُ اللهُ، يَهُودًا وَيونَانِيِّنَ، فَإنَّنَا نُبَشِّرُ بِالمَسِيحِ الَّذِي هُوَ قُوَّةُ اللهِ وَحِكمَتُهُ. 25 فَمَا يَعْتَبِرُهُ أُولَئِكَ حَمَاقَةَ اللهِ، هُوَ أحكَمُ مِنْ حِكمَةِ النَّاسِ! وَمَا يَعْتَبِرُونَهُ ضَعفَ اللهِ، هُوَ أقوَى مِنْ قُوَّةِ النَّاسِ!

26 أيُّهَا الإخْوَةُ، انتَبِهُوا إلَى الوَقْتِ الَّذِي دَعَاكُمُ اللهُ فِيهِ، حِينَ لَمْ يَكُنِ كَثِيرُونَ مِنْكُمْ حُكَمَاءَ حَسَبَ المَقَايِيسِ البَشَرِيَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ كَثِيرُونَ مِنْكُمْ أقوِيَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ كَثِيرُونَ مِنْكُمْ شُرَفَاءَ الأصلِ. 27 بَلْ إنَّ اللهَ اخْتَارَ مَا هُوَ أحمَقُ فِي العَالَمِ، لِكَي يُخزِيَ الحُكَمَاءَ، وَاخْتَارَ مَا هُوَ ضَعِيفٌ لِكَي يُخزِيَ مَا هُوَ قَوِيٌّ. 28 اخْتَارَ اللهُ مَا هُوَ وَضِيعٌ وَمُحتَقَرٌ فِي العَالَمِ، وَاخْتَارَ «اللَّاشَيءَ» لِكَي يَقْضِيَ عَلَى مَا هُوَ «شَيءٌ.» 29 وَذَلِكَ لِكَي لَا يَفْتَخِرَ أحَدٌ أمَامَ اللهِ. 30 فَهُوَ مَصدَرُ حَيَاتِكُمْ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا مِنَ اللهِ حِكْمَةً وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً. 31 فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:

«إنْ أرَادَ أحَدٌ أنْ يَفْتَخِرَ، فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ.»[j]

رِسَالَةُ المَسِيحِ المَصلُوب

فَحِينَ جِئتُكُمْ أيُّهَا الإخْوَةُ، لَمْ آتِ مُذِيعًا عَلَيْكُمْ سِرَّ اللهِ بِكَلَامِ البَلَاغَةِ أوْ بِالحِكْمَةِ البَشَرِيَّةِ. فَإنَّنِي صَمَّمتُ ألَّا أعرِفَ شَيْئًا وَأنَا بَيْنَكُمْ إلَّا يَسُوعَ المَسِيحَ وَمَوْتَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. فَجِئتُكُمْ فِي ضَعفٍ وَخَوفٍ وَارتِعَابٍ شَدِيدٍ. وَلَمْ أُقَدِّمْ كَلَامِي وَرِسَالَتِي بِكَلِمَاتٍ مُقنِعَةٍ مِنَ الحِكْمَةِ البَشَرِيَّةِ، بَلْ بِبُرهَانِ الرُّوحِ وَقُوَّتِهِ. وَذَلِكَ لِكَي لَا يَعْتَمِدَ إيمَانُكُمْ عَلَى حِكْمَةِ البَشَرِ، بَلْ عَلَى قُوَّةِ اللهِ.

حِكمَةُ الله

يُعلِنُ كلَامُنَا حِكْمَةً بَيْنَ النَّاضِجِينَ، لَكِنَّهَا لَيْسَتْ حِكمَةَ هَذَا العَالَمِ، وَلَا هِيَ مِنْ حُكَّامِ هَذَا العَالَمِ الزَّائِلِينَ. لَكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ عَنْ سِرِّ حِكمَةِ اللهِ الَّتِي كَانَتْ مَخفِيَّةً عَنِ النَّاسِ، لَكِنَّ اللهَ حَدَّدَهَا مُسْبَقًا قَبْلَ بَدءِ الزَّمَانِ مِنْ أجْلِ مَجْدِنَا. وَهِيَ حِكمَةٌ لَمْ يَعْرِفْهَا أيٌّ مِنْ حُكَّامِ هَذَا العَالَمِ. فَلَو عَرَفُوهَا، لَمَا صَلَبُوا الرَّبَّ المَجِيدَ. لَكِنْ كَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:

«مَا لَمْ تُبصِرْهُ عَينٌ،
وَلَا سَمِعَتْ بِهِ أُذُنٌ،
وَلَا تَخَيَّلَهُ فِكرُ بَشَرٍ،
مَا أعَدَّهُ اللهُ لِلَّذينَ يُحِبُّونَهُ.»[k]

10 لَكِنَّ اللهَ أعلَنَهُ لَنَا بِالرَّوحِ القُدُسِ. فَالرُّوحُ يَكْشِفُ كُلَّ شَيءٍ، حَتَّى أعمَاقَ اللهِ.

11 فَلَا أحَدَ يَعْرِفُ أفكَارَ الإنْسَانِ إلَّا رُوحُ الإنْسَانِ الَّتِي فِيهِ، كَذَلِكَ لَا أحَدَ يَعْرِفُ أفكَارَ اللهِ إلَّا رُوحُ اللهِ. 12 لَكِنَّنَا لَمْ نَنَلْ رُوحَ العَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي يَأتِي مِنَ اللهِ، لِكَي نَعْرِفَ الأشْيَاءَ الَّتِي وَهَبَنَا إيَّاهَا اللهُ. 13 وَهِيَ الأشْيَاءُ الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا وَلَمْ نَتَعَلَّمْهَا مِنْ بَشَرٍ، وَإنَّمَا هِيَ كَلِمَاتٌ يُعَلِّمُهَا لَنَا الرُّوحُ القُدُسُ، فَنُفَسِّرُ الحَقَائِقَ الرُّوحِيَّةَ بِكَلِمَاتٍ رُوحِيَّةٍ. 14 فَالشَّخصُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ رُوحُ اللهِ لَا يَقْبَلُ الحَقَائِقَ الَّتِي يُعلِنُهَا رُوحُ اللهِ، لِأنَّهُ يَعْتَبِرُهَا حَمَاقَةً، وَلَا يَسْتَطِيعُ أنْ يَفْهَمَهَا، لِأنَّهَا تُقَاسُ بِمِقيَاسٍ رُوحِيٍّ. 15 أمَّا الشَّخصُ الرُّوحِيُّ فَيَسْتَطِيعُ أنْ يَقِيسَ كُلَّ الأُمُورِ، لَكِنْ لَا يُمْكِنُ لِلآخَرِينَ أنْ يَقِيسُوهُ. 16 فَكَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:

«مَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِفُ فِكرَ الرَّبِّ،
مَنْ يَسْتَطيعُ أنْ يُعَلِّمَ الرَّبَّ؟»[l]

أمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكرُ المَسِيحِ.

خَادِمَانِ للهِ

غَيْرَ أنِّي، أيُّهَا الإخْوَةُ، لَمْ أكُنْ قَادِرًا عَلَى أنْ أُخَاطِبَكُمْ كَأُنَاسٍ رُوحِيِّينَ، بَلِ اضطُرَرْتُ إلَى أنْ أُخَاطِبَكُمْ كَأُنَاسٍ دُنيَوِيِّينَ، كَأطْفَالٍ فِي المَسِيحِ. فَسَقَيتُكُمْ حَلِيبًا، لَا طَعَامًا حَقِيقِيًّا. إذْ لَمْ تَكُونُوا قَادِرِينَ بَعْدُ عَلَى ذَلِكَ، بَلْ أنْتُمْ غَيْرُ قَادِرِينَ عَلَيْهِ الآنَ. لِأنَّكُمْ مَا تَزَالُونَ دُنيَوِيِّينَ. فَحِينَ يُوجَدُ حَسَدٌ وَنِزَاعٌ بَيْنَكُمْ، أفَلَا تَكُونُونَ دُنيَوِيِّينَ سَالِكِينَ كَمَا يَسْلُكُ أهْلُ العَالَمِ؟ فَحِينَ يَقُولُ أحَدُكُمْ: «أنَا أتْبَعُ بُولُسَ،» وَيَقُولُ آخَرُ: «أنَا أتْبَعُ أبُلُّوسَ،» أفَلَا تَكُونُونَ دُنيَوِيِّينَ؟

فَمَنْ هُوَ أبُلُّوسُ، وَمَنْ هُوَ بُولُسُ؟ مَا نَحْنُ إلَّا خَادِمَانِ آمَنتُمْ بِوَاسِطَتِهِمَا. عَمِلَ كُلٌّ مِنَّا عَمَلَهُ كَمَا حَدَّدَهُ لَهُ الرَّبُّ. فَزَرَعتُ أنَا البِذرَةَ، وَأبُلُّوسُ سَقَاهَا، لَكِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي نَمَّاهَا. فَمَا لِزَارِعِ البِذرَةِ أهَمِّيَّةٌ، وَلَا لِسَاقِيهَا، بَلْ للهِ الَّذِي يُنَمِّي. لِلزَّارِعِ وَالسَّاقِي هَدَفٌ وَاحِدٌ. وَسَيَنَالُ كُلٌّ مِنهُمَا مُكَافَأتَهُ حَسَبَ ثَمَرِ عَمَلِهِ.

فَنَحْنُ عَامِلَانِ وَشَرِيكَانِ فِي خِدْمَةِ اللهِ، وَأنْتُمْ حَقلُ اللهِ وَبِنَاؤُهُ. 10 وَكَبَانٍ حَكِيمٍ، وَضَعتُ الأسَاسَ حَسَبَ المَوهِبَةِ الَّتِي أعطَانِي إيَّاهَا اللهُ. غَيْرَ أنَّ هُنَاكَ أشخَاصًا آخَرِينَ يَبْنُونَ عَلَى هَذَا الأسَاسِ. فَلْيَنْتَبِهْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ. 11 إذْ لَا يَقْدِرُ أحَدٌ أنْ يَضَعَ أسَاسًا آخَرَ غَيْرَ ذَاكَ الَّذِي وُضِعَ أصلًا، أيْ يَسُوعَ المَسِيحَ. 12 فَإنْ كَانَ أحَدٌ يَبْنِي عَلَى ذَلِكَ الأسَاسِ مُسْتَخْدِمًا ذَهَبًا أوْ فِضَّةً أوْ حِجَارَةً كَرِيمَةً أوْ خَشَبًا أوْ تِبنًا أوْ قَشًّا، 13 فَلَا بُدَّ أنْ يَظْهَرَ عَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ فِيمَا بَعْدُ، لِأنَّ يَوْمَ مَجِيءِ المَسِيحِ سَيُظهِرُهُ. فَسَيَظْهَرُ ذَلِكَ اليَوْمُ بِالنَّارِ، وَسَتُبَيِّنُ النَّارُ قِيمَةَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ. 14 فَإذَا صَمَدَ مَا بَنَاهُ الإنْسَانُ، يُكَافَأُ. 15 وَإذَا احتَرَقَ عَمَلُهُ، يَخْسَرُ. أمَّا هُوَ نَفْسُهُ فَسَيَخْلُصُ، لَكِنَّهُ سَيَكُونُ كَمَنْ هَرَبَ مِنْ نَارٍ!

16 ألَا تَعْلَمُونَ أنَّكُمْ هَيكَلُ اللهِ، وَأنَّ رُوحَ اللهِ سَاكِنٌ فِيكُمْ؟ 17 فَإذَا خَرَّبَ أحَدُهُمْ هَيكَلَ اللهِ، سَيُخَرِّبُهُ اللهُ، لِأنَّ هَيكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ، وَهُوَ أنْتُمْ. 18 فَلَا تَخْدَعُوا أنْفُسَكُمْ. إنْ كَانَ بَيْنَكُمْ مَنْ يَظُنُّ أنَّهُ حَكِيمٌ حَسَبَ مَقَايِيسِ هَذَا العَالَمِ، فَلْيَصِرْ «أحمَقَ» لِكَي يَكُونَ حَكِيمًا حَقًّا! 19 فَحِكمَةُ هَذَا العَالَمِ حَمَاقَةٌ فِي نَظَرِ اللهِ. يَقُولُ الكِتَابُ:

«يَصطَادُ اللهُ الحُكَمَاءَ بِذَكَائِهِمْ.»[m]

20 وَيَقُولُ أيْضًا:

«الرَّبُّ يَعْلَمُ أنَّ أفكَارَ الحُكَمَاءِ بَاطِلَةٌ.»[n]

21 فَلَا يَنْبَغِي أنْ يَتَبَاهَى أحَدٌ بِبَشَرٍ، لِأنَّ كُلَّ الأشْيَاءِ هِيَ لَكُمْ: 22 بُولُسُ وَأبُلُّوسُ وَبُطرُسُ وَالعَالَمُ وَالحَيَاةُ وَالمَوْتُ، مَا فِي الحَاضِرِ وَمَا فِي المُسْتَقْبَلِ. كُلُّ الأشْيَاءِ هِيَ لَكُمْ. 23 وَأنْتُمْ لِلمَسِيحِ، وَالمَسِيحُ للهِ.

خُدَّامُ المَسِيح

انْظُرُوا إلَينَا كَخُدَّامٍ لِلمَسِيحِ مُؤتَمَنِينَ عَلَى أسرَارِ اللهِ. وَيُفتَرَضُ أنْ يَكُونَ المُؤتَمَنُونَ عَلَى مَسؤُولِيَّةٍ، جَدِيرِينَ بِالثِّقَةِ. لَكِنِّي لَا أهتَمُّ أدنَى اهتِمَامٍ إنْ كُنْتُمْ تَحْكُمُونَ أنْتُمْ أوْ أيَّةُ مَحكَمَةٍ بَشَرِيَّةٍ عَلَيَّ، بَلْ إنِّي لَا أحْكُمُ عَلَى نَفْسِي أيْضًا. فَضَمِيرِي مُرتَاحٌ، وَلَكِنْ لَيْسَ هَذَا هُوَ مَا يُبَرِّرُنِي، بَلِ الرَّبُّ هُوَ الَّذِي يَحْكُمُ عَلَيَّ. فَلَا تَحْكُمُوا فِي أيَّةِ مَسألَةٍ قَبْلَ الأوَانِ، أيْ قَبْلَ أنْ يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ الأشْيَاءَ الَّتِي تَسْتُرُهَا الظُّلمَةُ، وَسَيَكْشِفُ دَوَافِعَ القُلُوبِ. فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، سَيَكُونُ المَدحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ نَفْسِهِ.

أيُّهَا الإخْوَةُ، لَقَدْ قُلْتُ هَذِهِ الأُمُورَ عَنْ أبُلُّوسَ وَعَنِّي لِفَائِدَتِكُمْ، لِكَي تَتَعَلَّمُوا مِنْ مِثَالِنَا مَعنَى القَولِ: «لَا تَتَجَاوَزُوا مَا هُوَ مَكْتُوبٌ.» فَلَا تَنْتَفِخُوا بِالكِبرِيَاءِ، مُتَحَيِّزِينَ وَمُتَحَزِّبِينَ أحَدُكُمْ ضِدَّ الآخَرِ. فَمَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ إنَّكَ أفْضَلُ مِنَ الآخَرِينَ؟ وَمَا الَّذِي تَمْلُكُهُ وَلَمْ يُعطَ لَكَ؟ وَمَا دَامَ كُلُّ شَيءٍ تَمْلُكُهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكَ، فَلِمَاذَا تَتَبَاهَى وَكَأنَّهُ لَمْ يُعطَ لَكَ؟

أنْتُمْ تَظُنُّونَ أنَّ لَدَيْكُمُ الآنَ كُلَّ مَا يَلْزَمُكُمْ. تَظُنُّونَ أنَّكُمْ صِرتُمْ أغنِيَاءَ، وَأنَّكُمْ صِرتُمْ مُلُوكًا مِنْ دُونِنَا. وَيَا لَيتَكُمْ كُنْتُمْ مُلُوكًا حَقًّا، لِكَي نَكُونَ مُلُوكًا مَعَكُمْ! لَكِنْ يَبْدُو لِي أنَّ اللهَ يَضَعُنَا نَحْنُ الرُّسُلَ فِي آخِرِ الصَّفِّ، كَمَا يُوضَعُ المَحكُومُونَ بِالمَوْتِ، حَتَّى إنَّنَا أصبَحنَا فُرجَةً لِلعَالَمِ كُلِّهِ، لِلنَّاسِ وَالمَلَائِكَةِ. 10 فَنَحْنُ حَمقَى مِنْ أجْلِ المَسِيحِ، أمَّا أنْتُمْ فَحُكَمَاءُ فِي المَسِيحِ! نَحْنُ ضُعَفَاءُ، أمَّا أنْتُمْ فَأقوِيَاءُ! نَحْنُ مُحتَقَرُونَ، أمَّا أنْتُمْ فَمُكَرَّمُونَ! 11 وَنَحْنُ حَتَّى هَذِهِ اللَّحْظَةِ نَجُوعُ وَنَعطَشُ وَنَعرَى، وَنُعَامَلُ بِخُشُونَةٍ، وَلَا نَجِدُ بَيْتًا نَسْتَقِرُّ فِيهِ. 12 نَتعَبُ عَامِلِينَ بِأيدِينَا. يُعَيِّرُنَا النَّاسُ فَنُبَارِكُهُمْ، وَيُسِيئُونَ إلَينَا فَنَحتَمِلُهُمْ، 13 وَيَذِمُّونَنَا فَنُجَاوِبُهُمْ بِلُطفٍ. صِرنَا نِفَايَةَ العَالَمِ، حُثَالَةَ الأرْضِ حَتَّى هَذِهِ اللَّحْظَةِ.

14 وَأنَا لَا أقُولُ هَذَا بِغَرَضِ تَخْجِيلِكُمْ. بَلْ أقُولُ عَلَى سَبِيلِ النَّصِيحَةِ لَكُمْ، يَا أبنَائِي الأحِبَّاءَ. 15 فَحَتَّى لَوْ كَانَ لَكُمْ آلَافُ الأوْصِيَاءِ فِي المَسِيحِ، فَلَيْسَ لَكُمْ آبَاءٌ كَثِيرُونَ فِي الإيمَانِ. فَقَدْ صِرتُ أبًا لَكُمْ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ بِوَاسِطَةِ البِشَارَةِ. 16 فَأطلُبُ إلَيكُمْ أنْ تَتَمَثَّلُوا بِي. 17 وَهَذَا هُوَ مَا دَعَانِي إلَى إرسَالِ تِيمُوثَاوُسَ إلَيكُمْ، وَهُوَ ابنِي العَزِيزُ وَالوَفِيُّ فِي الرَّبِّ. وَهُوَ سَيُذَكِّرُكُمْ بِالمَبَادِئِ الَّتِي أسِيرُ عَلَيْهَا فِي حَيَاةِ الإيمَانِ بِالمَسِيحِ يَسُوعَ. وَهِيَ المَبَادِئُ الَّتِي أُعَلِّمُهَا لِكُلِّ الكَنَائِسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. 18 لَكِنَّ أُنَاسًا مِنْكُمْ قَدِ انتَفَخُوا بِالكِبرِيَاءِ ظَانِّينَ أنِّي لَنْ آتِيَ إلَيكُمْ. 19 غَيْرَ أنِّي سَآتِي قَرِيبًا إنْ شَاءَ الرَّبُّ. وَعِنْدَئِذٍ سَأتَحَقَّقُ، لَا مِنْ كَلَامِ المُنتَفِخِينَ بِالكِبرِيَاءِ، بَلْ مِنْ قُوَّتِهِمُ المَزعُومَةِ. 20 فَمَلَكُوتُ اللهِ لَيْسَ مَلَكُوتَ كَلَامٍ بَلِيغٍ بَلْ قُوَّةٍ. 21 فَمَاذَا تُرِيدُونَ؟ أتُرِيدُونَ أنْ آتِيَكُمْ بِعَصَا التَّأدِيبِ، أمْ بِالمَحَبَّةِ وَرُوحِ اللُّطفِ؟

مُشكِلَةٌ أخلَاقِيَّةٌ فِي الكَنِيسَة

وَأنَا أسمَعُ أنَّ بَيْنَكُمْ زِنَىً يَفُوقُ مَا هُوَ مَعرُوفٌ حَتَّى بَيْنَ غَيْرِ المُؤمِنِينَ! أقْصِدُ بِهَذَا ذَلِكَ الرَّجُلَ الَّذِي يُعَاشِرُ زَوْجَةَ أبِيهِ! وَمَعَ هَذَا فَأنْتُمْ مُنتَفِخُونَ بِالكِبرِيَاءِ! أمَا كَانَ يَجْدُرُ بِكُمْ أنْ تَحْزَنُوا بِسَبَبِ ذَلِكَ؟ كَانَ عَلَيْكُمْ أنْ تَطْرُدُوا مَنْ يُقُومُ بِذَلِكَ مِنْ بَينِكُمْ.

صَحِيحٌ أنِّي غَائِبٌ عَنْكُمْ فِي الجَسَدِ، لَكِنِّي حَاضِرٌ بِالرُّوحِ. وَقَدْ أصدَرتُ بِالفِعْلِ حُكْمًا عَلَى مَنْ فَعَلَ هَذِهِ الفِعْلَةِ، كَمَا لَوْ كُنْتُ حَاضِرًا بَيْنَكُمْ. فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، سَأكُونُ مَعَكُمْ بِرُوحِي، وَسَتَكُونُ قُوَّةُ رَبِّنَا بَيْنَكُمْ أيْضًا. عِنْدَئِذٍ سَلِّمُوا مِثْلَ هَذَا الرَّجُلِ للشَّيطَانِ[o] لِهَلَاكِ طَبِيعَتِهِ الجَسَدِيَّةِ،[p] لِكَي تَخْلُصَ رُوحُهُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ.

لَا يَجُوزُ لَكُمْ أنْ تَتَبَاهَوْا. ألَا تَعْلَمُونَ أنَّ مِقدَارًا قَلِيلًا مِنَ الخَمِيرَةِ يَجْعَلُ العَجِينَ كُلَّهُ يَخْتَمِرُ؟ فَتَخَلَّصُوا مِنَ الخَمِيرَةِ القَدِيمَةِ لِكَي تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا. فَأنْتُمْ كَمُؤمِنِينَ بِالمَسِيحِ أرغِفَةُ خُبْزٍ بِلَا خَمِيرَةٍ،[q] لِأنَّ المَسِيحَ هُوَ خَرُوفُ فِصحِنَا[r] الَّذِي ذُبِحَ مِنْ أجْلِنَا. فَلْنُواصِلِ احْتِفَالَنَا، لَكِنْ لَيْسَ بِالخَمِيرَةِ العَتِيقَةِ، خَمِيرَةِ الخَطِيَّةِ وَالشَّرِّ، بَلْ بِأرْغِفَةٍ بِلَا خَمِيرَةٍ، أرْغِفَةِ الإخْلَاصِ وَالحَقِّ.

كَتَبْتُ إلَيْكُمْ فِي رِسَالَتِي السَّابِقَةِ ألَّا تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ. 10 لَمْ أكُنْ أقْصِدُ بِذَلِكَ أنْ لَا تُخَالِطُوا أهْلَ هَذَا العَالَمِ الزُّنَاةَ أوِ الفَاسِقِينَ أوِ المُحْتَالِينَ أوْ عَبَدَةَ الأوْثَانِ، وَإلَّا فَإنَّكُمْ سَتَضْطَرُّونَ إلَى الخُرُوجِ مِنْ هَذَا العَالَمِ. 11 لَكِنِّي الآنَ أكتُبُ إلَيكُمْ أنْ لَا تُخَالِطُوا مَنْ يَزْعُمُ أنَّهُ مُؤمِنٌ وَهُوَ زَانٍ أوْ فَاسِقٌ أوْ عَابِدُ أوْثَانٍ أوْ مُفتَرٍ أوْ سِكِّيرٌ أوْ مُحْتَالٌ. فَلَا يَنْبَغِي حَتَّى أنْ تَأْكُلُوا مَعَ مِثْلِ هَذَا الإنْسَانِ! 12 فَمَا شَأنِي لِأحْكُمَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَنْتَمُونَ إلَى الكَنِيسَةِ؟ أَلَيْسَ عَلَيْكُمْ أنْتُمْ أنْ تَحْكُمُوا عَلى المُنْتَمِينَ إلَى الكَنِيسَةِ؟ 13 أمَّا غَيْرُ المُنْتَمِينَ إلَيْهَا فَاللهُ يَحْكُمُ فِي أمْرِهِمْ. يَقُولُ الكِتَابُ: «أخْرِجُوا الشِّرِّيرَ مِنْ بَيْنِكُمْ.»[s]

الحُكْمُ بَيْنَ المُؤمِنِين

حِينَ يَكُونُ بَيْنَ أحَدِكُمْ وَبَيْنَ أخِيهِ نِزَاعٌ، كَيْفَ يَجْرُؤُ عَلَى مُقَاضَاتِهِ أمَامَ غِيرِ المُؤمِنِينَ؟ لِمَاذَا لَا يَرْفَعُ الأمْرَ إلَى شَعْبِ اللهِ المُقَدَّسِ؟ أمْ أنَّكُمْ لَا تَعْلَمُونَ أنَّ شَعْبَ اللهِ المُقَدَّسَ سَيَحْكُمُ عَلَى العَالَمِ؟ وَمَا دُمتُمْ سَتَحْكُمُونَ عَلَى العَالَمِ، أفَلَسْتُمْ مُؤَهَّلِينَ لِلحُكمِ فِي مَسَائِلَ بَسِيطَةٍ؟ ألَا تَعْلَمُونَ أنَّنَا سَنَحكُمُ عَلَى مَلَائِكَةٍ؟ فَبِالأوْلَى إذًا أنْ نَحكُمَ فِي أُمُورِ هَذِهِ الحَيَاةِ! فَإنْ كَانَتْ لَدَيْكُمْ قَضَايَا يَوْمِيَّةٌ، لِمَاذَا تَحْتَكِمُونَ إلَى قُضَاةٍ لَيْسُوا مِنَ الكَنِيسَةِ؟ أقُولُ هَذَا لِتَخْجِيلِكُمْ: ألَا يُوجَدُ بَيْنَكُمْ حَكِيمٌ قَادِرٌ عَلَى حَلِّ الخِلَافَاتِ بَيْنَ إخْوَتِهِ؟ لَكِنَّ الحَالَ عِنْدَكُمْ هُوَ أنَّ الأخَ يُقَاضِي أخَاهُ أمَامَ غَيْرِ المُؤمِنِينَ!

فَالدَّعَاوَى القَضَائِيَّةُ بَيْنَكُمْ دَلِيلٌ عَلَى خَسَارَتِكُمْ! لِمَاذَا لَا تَحْتَمِلُونَ الإسَاءَةَ وَالسَّلبَ بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ؟ بَلْ إنَّكُمْ أنْتُمُ الَّذِينَ تُسِيئُونَ إلَى إخْوَتِكُمْ وَتَسْلِبُونَهُمْ! ألَا تَعْلَمُونَ أنَّ الأشرَارَ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ اللهِ؟ لَا تَخْدَعُوا أنْفُسَكُمْ! فَلَنْ يَرِثَ مَلَكُوتَ اللهِ المُنحَلُّونَ جِنسِيًّا وَعَبَدَةُ الأوْثَانِ وَالزُّنَاةُ وَالشَّاذُّونَ: مُخَنَّثِينَ وَلُوطِيِّينَ، 10 وَلَا السَّارِقُونَ وَالفَاسِقُونَ وَالسِّكِّيرُونَ وَالمُفتَرُونَ وَالمُحتَالُونَ. 11 وَهَكَذَا كَانَ بَعْضٌ مِنْكُمْ، لَكِنَّكُمْ تَغَسَّلْتُمْ وَتَقَدَّسْتُمْ وَتَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ وَبِرُوحِ إلَهِنَا.

استَخْدِمُوا أجسَادَكُمْ لِمَجْدِ الله

12 صَحِيحٌ أنَّنِي حُرٌّ فِي أنْ أفعَلَ أيَّ شَيءٍ، لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ نَافِعًا. وَصَحِيحٌ أنَّنِي حُرٌّ فِي أنْ أفعَلَ أيَّ شَيءٍ، لَكِنِّي لَنْ أسمَحَ لِشَيءٍ بِأنْ يَتَحَكَّمَ فِيَّ. 13 صَحِيحٌ أنَّ الطَّعَامَ مَوجُودٌ مِنْ أجْلِ المَعِدَةِ، وَالمَعِدَةُ مِنْ أجْلِ الطَّعَامِ. لَكِنَّ اللهَ سَيَقْضِي عَلَيْهِمَا مَعًا. وَهُوَ لَمْ يَخْلِقْ أجسَادَنَا للزِّنَىْ، بَلْ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ. وَالرَّبُّ هُوَ الَّذِي يَسُدُّ احتِيَاجَاتِ أجسَادِنَا. 14 وَكَمَا أقَامَ اللهُ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ المَوْتِ، سَيُقِيمُ أجسَادَنَا نَحْنُ أيْضًا بِقُوَّتِهِ. 15 ألَا تَعْلَمُونَ أنَّ أجسَادَكُمْ هِيَ أعضَاءٌ فِي جَسَدِ المَسِيحِ؟ فَهَلْ آخُذُ أعْضَاءَ جَسَدِ المَسِيحِ، وَأجعَلُهَا تَرْتَبِطُ بِامْرَأةٍ سَاقِطَةٍ؟ بِالطَّبعِ لَا! 16 ألَا تَعْلَمُونَ أنَّ مَنْ يَتَّحِدُ بِامْرَأةٍ سَاقِطَةٍ يَصِيرُ وَاحِدًا مَعَهَا فِي الجَسَدِ؟ إذْ يَقُولُ الكِتَابُ: «سَيَصِيرُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.»[t] 17 لَكِنْ مَنْ يَتَّحِدُ بِالرَّبِّ يَكُونُ وَاحِدًا مَعَهُ فِي الرُّوحِ.

18 فَتَجَنَّبُوا الزِّنَىْ. فَكُلُّ خَطِيَّةٍ أُخْرَى يُمْكِنُ أنْ يَرْتَكِبَهَا المُؤمِنُ هِيَ خَارِجُ جَسَدِهِ، أمَّا الزَّانِي فَيُخطِئُ ضِدَّ جَسَدِهِ هُوَ. 19 أمْ أنَّكُمْ لَا تَعْلَمُونَ أنَّ أجسَادَكُمْ هِيَ هَيَاكِلُ لِلرُّوحِ القُدُسِ السَّاكِنِ فِيكُمْ، وَالَّذِي قَبِلتُمُوهُ مِنَ اللهِ. ألَا تَعْلَمُونَ أنَّكُمْ لَا تَخُصُّونَ أنْفُسَكُمْ؟ 20 فَقَدِ اشتَرَاكُمُ اللهُ بِثَمَنٍ، فَمَجِّدُوا اللهَ بِاستِخدَامِ أجسَادِكُمْ.

الزَّوَاج

أمَّا الآنَ فَسَأُجِيبُكُمْ عَنِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ تَسألُونَنِي عَنْهَا. فَمِنهَا سُؤَالُكُمْ إنْ كَانَ مِنَ الأفضَلِ لِلرَّجُلِ ألَّا يَتَزَوَّجَ. لَكِنْ هُنَاكَ خَطَرُ الزِّنَى. لِهَذَا لِتَكُنْ لِكُلِّ رَجُلٍ زَوْجَتُهُ، وَلِكُلِّ امْرأةٍ زَوْجُهَا. وَلْيُعطِ الزَّوجُ زَوْجَتَهُ كُلَّ حُقُوقِهَا، وَلْتُعطِ الزَّوجَةُ زَوْجَهَا كُلَّ حُقُوقِهِ. لَا سِيَادَةَ لِلزَّوجَةِ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ للِزَّوجِ. وَلَا سِيَادَةَ لِلزَّوجِ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلزَّوجَةِ. فَلَا يَحْرِمْ أحَدُكُمَا الآخَرَ مِنَ الجِنسِ، إلَّا إذَا اتَّفَقتُمَا عَلَى ذَلِكَ لمُدَّةٍ مَحدُودَةٍ، بِهَدَفِ تَكْرِيسِ نَفْسَيكُمَا لِلصَّلَاةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ عُودَا لِمُمَارَسَةِ حَيَاتِكُمَا الطَّبِيعِيَّةِ. وَهَذَا ضَرُورِيٌّ لِئَلَّا يُغرِيكُمَا الشَّيْطَانُ بِارتِكَابِ خَطِيَّةٍ، بِسَبَبِ عَدَمِ القُدرَةِ عَلَى ضَبطِ النَّفْسِ. أقُولُ هَذَا سَامِحًا بِانفِصَالِكُمَا لِفَترَةٍ مُحَدَّدَةٍ، لَا آمِرًا بِذَلِكَ.

أتَمَنَّى أحْيَانًا لَوْ كَانَ جَمِيعُكُمْ مِثْلِي! لَكِنْ لِكُلِّ شَخْصٍ مَا وَهَبَهُ لَهُ اللهُ، فَاللهُ يُعْطِي وَاحِدًا أنْ يَبْقَى عَازِبًا، وَيُعطِي آخَرَ أنْ يَتَزَوَّجَ.

أمَّا بِالنِّسبَةِ لِغَيرِ المُتَزَوِّجِينَ وَالأرَامِلِ، فَأقُولُ لَهُمْ إنَّهُ مِنَ الأفْضَلِ لَهُمْ أنْ يَبْقَوْا بِلَا زَوَاجٍ مِثْلِي. لَكِنْ إذَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَضْبُطُوا أنْفُسَهُمْ، فَلْيَتَزَوَّجُوا، لِأنَّ الزَّوَاجَ أفْضَلُ مِنَ التَّحَرُّقِ بِالشَّهوَةِ. 10 أمَّا بِالنِّسبَةِ لِلمُتَزَوِّجِينَ، فَإنِّي آمُرُ، لَا أنَا بَلْ كَمَا عَلَّمَنَا الرَّبُّ، بِأنَّ عَلَى المَرْأةِ ألَّا تَسْعَى إلَى الطَّلَاقِ مِنْ زَوْجِهَا. 11 لَكِنَّهَا إذَا انفَصَلَتْ عَنْهُ، فَعَلَيهَا أنْ تَبْقَى غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أوْ أنْ تَسْعَى إلَى التَّصَالُحِ مَعَ زَوْجِهَا. وَعَلَى الرَّجُلِ ألَّا يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ.

12 أمَّا بِالنِّسبَةِ لِلبَقِيَّةِ فَأقُولُ أنَا، إذْ إنَّ الرَّبَّ لَمْ يُشِرْ إلَى ذَلِكَ، إنْ كَانَ أخٌ مُؤمِنٌ مُتَزَوِّجًا مِنِ امْرأةٍ غَيْرِ مُؤمِنَةٍ تُوافِقُ عَلَى العَيشِ مَعَهُ، فَلَا يُطَلِّقْهَا. 13 وَإذَا كَانَتْ أُختٌ مُؤمِنَةٌ مُتَزَوِّجَةً مِنْ رَجُلٍ غَيْرِ مُؤمِنٍ يُوافِقُ عَلَى العَيشِ مَعَهَا، فَلَا تُطَلِّقْهُ. 14 فَالزَّوجُ غَيْرُ المُؤمِنِ مُقَدَّسٌ بِاتِّحَادِهِ بِزَوْجَتِهِ المُؤمِنَةِ. وَالزَّوجَةُ غَيْرُ المُؤمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ بِاتِّحَادِهَا بِزَوْجِهَا المُؤمِنِ. وَإلَّا كَانَ أبنَاؤُكُمْ غَيْرَ طَاهِرِينَ. إلَّا أنَّهُمْ مُقَدَّسُونَ فِي هَذِهِ الحَالَةِ.

15 لَكِنْ إذَا رَغِبَ الطَّرَفُ غَيْرُ المُؤمِنِ فِي الطَّلَاقِ، فَلْيُطَلِّقْ. وَفِي هَذِهِ الحَالَةِ يَكُونُ الطَّرَفُ المُؤمِنُ حُرًّا فِي أنْ يُطَلَّقَ. فَقَدْ دَعَاكُمُ اللهُ إلَى العَيشِ فِي سَلَامٍ. 16 فَكَيْفَ تَعْرِفِونَ المَستَقْبَلَ؟ أيَّتُهَا الزَّوجَةُ، رُبَّمَا سَتَكُونِينَ سَبَبًا فِي خَلَاصِ زَوْجِكِ. وَأنْتَ أيُّهَا الزَّوجُ، رُبَّمَا سَتَكُونُ سَبَبًا فِي خَلَاصِ زَوْجَتِكَ.

عِيشُوا كَمَا كُنْتُمْ يَوْمَ دَعَاكُمُ الله

17 فَلْيَسْلُكْ كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ الحَالَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا لَهُ الرَّبُّ، وَكَمَا كَانَ عِندمَا دَعَاهُ اللهُ. هَذَا هُوَ مَا آمُرُ بِهِ فِي كُلِّ الكَنَائِسِ. 18 فَهَلْ بَيْنَكُمْ مَنْ كَانَ مَختُونًا عِنْدَمَا دَعَاهُ اللهُ؟ فَلَا يَنْبَغِي عَلَى مِثْلِ هَذَا أنْ يُخفِيَ أمْرَ اختِتَانِهِ. وَهَلْ بَيْنَكُمْ مَنْ دَعَاهُ اللهُ وَهُوَ غَيْرُ مَختُونٍ؟ فَلَا يَنْبَغِي عَلَى هَذَا أنْ يُختَتَنَ. 19 فَلَا يَهُمُّ أنْ يَكُونَ المُؤمِنُ مَختُونًا أوْ غَيْرَ مَختُونٍ، بَلْ مَا يَهُمُّ هُوَ أنْ يُطِيعَ وَصَايَا اللهِ. 20 فَلْيَبْقَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى الحَالِ الَّتِي دَعَاهُ اللهُ فِيهَا. 21 فَهَلْ كُنْتَ عَبْدًا حِينَ دُعِيتَ؟ فَلَا تَنْزَعِجْ لِذَلِكَ. لَكِنْ إنْ كَانَ فِي إمكَانِكَ أنْ تَتَحَرَّرَ، فَانتَهِزِ الفُرصَةَ وَتَحَرَّرْ. 22 فَمَنْ هُوَ فِي الرَّبِّ الآنَ، لَكِنَّهُ كَانَ عَبْدًا عِنْدَمَا دَعَاهُ الرَّبُّ، فَقَدْ صَارَ عَبْدًا لِلمَسِيحِ. 23 لَقَدِ اشتَرَاكُمُ المَسِيحُ بِثَمَنٍ، فَلَا تَعِيشُوا تَحْتَ عُبُودِيَّةِ بَشَرٍ. 24 إذًا، فَليَبْقَ كُلُّ وَاحِدٍ أيُّهَا الإخْوَةُ عَلَى الحَالِ الَّتِي دَعَاهُ اللهُ فِيهَا.

أسئِلَةٌ حَوْلَ الزَّوَاج

25 أمَّا بِالنِّسبَةِ لِغَيرِ المُتَزَوِّجَاتِ، فَلَيْسَ لَدَيْنَا أمرٌ مِنَ الرَّبِّ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِهِنَّ. لَكِنِّي أُقَدِّمُ رَأيِي كَشَخْصٍ جَدِيرٍ بِالثِّقَةِ، لِأنَّ الرَّبَّ رَحَمَنِي. 26 وَأنَا أرَى مَا يَلِي: بِسَبَبِ الضِّيقِ الحَالِيِّ، فَإنَّهُ أفْضَلُ لِلإنْسَانِ أنْ يَبْقَى بِلَا زَوَاجٍ مِثْلِي. 27 هَلْ أنْتَ مُرتَبِطٌ بِزَوْجَةٍ؟ فَلَا تَسْعَ إلَى التَّحَرُّرِ مِنْهَا. هَلْ أنْتَ بِلَا زَوْجَةٍ؟ فَلَا تَبْحَثْ عَنْ زَوْجَةٍ. 28 لَكِنْ إذَا تَزَوَّجتَ، فَإنَّكَ لَا تَرْتَكِبُ بِذَلِكَ خَطِيَّةً. وَإذَا تَزَوَّجَتْ فَتَاةٌ عَذرَاءُ، فَإنَّهَا لَا تَرْتَكِبُ بِذَلِكَ خَطِيَّةً. لَكِنَّ هَؤُلَاءِ النَّاسَ سَيَمُرُّونَ بِمَتَاعِبَ جَسَدِيَّةٍ، وَأنَا أُحَاوِلُ أنْ أُجَنِّبَكُمْ هَذِهِ المَتَاعِبَ.

29 وَمَا أُحَاوِلُ أنْ أقُولَهُ أيُّهَا الإخْوَةُ هُوَ أنَّ الوَقْتَ بَدَأ يَنْفَدُ. فَمِنَ الآنَ فَصَاعِدًا، عَلَى مَنْ لَهُمْ زَوْجَاتٌ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ بِلَا زَوْجَاتٍ. 30 وَعَلَى الَّذِينَ يَنُوحُونَ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ لَا يَنُوحُونَ. وَعَلَى المَسرُورِينَ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ غَيْرُ مَسرُورِينَ. وَعَلَى مَنْ يَشْتَرُونَ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا. 31 وَعَلَى الَّذِينَ يَسْتَغِلُّونَ مَا يُقَدِّمُهُ العَالَمُ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ لَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْهُ شَيْئًا، فَهَذَا العَالَمُ فِي شَكلِهِ الحَالِيِّ زَائِلٌ. 32 فَأنَا أُرِيدُكُمْ أنْ تَكُونُوا خَالِينَ مِنْ كُلِّ هَمٍّ. فَالرَّجُلُ غَيْرُ المُتَزَوِّجِ مُهتَمٌّ بِأُمُورِ الرَّبِّ، وَكَيفِيَّةِ إرضَائِهِ. 33 أمَّا الرَّجُلُ المُتَزَوِّجُ فَهُوَ مُهتَمٌّ بِأُمُورِ الدُّنيَا وَكَيفِيَّةِ إرضَاءِ زَوْجَتِهِ. 34 وَلِهَذَا فَإنَّ اهتِمَامَهُ مُوَزَّعٌ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَةٍ. وَالفَتَاةُ غَيْرُ المُتَزَوِّجَةِ أوِ الَّتِي لَمْ تَتَزَوَّجْ قَطُّ، تَهْتَمُّ بِأُمُورِ الرَّبِّ، وَهِيَ تَحْرِصُ عَلَى أنْ تَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. أمَّا المَرْأةُ المُتَزَوِّجَةُ، فَمُهتَمَّةٌ بِأُمُورِ الدُّنيَا وَكَيفِيَّةِ إرضَاءِ زَوْجِهَا. 35 وَأنَا أقُولُ هَذَا لِمَصلَحَتِكُمْ، لَا لِكَي أضَعَ عَلَيْكُمْ قُيُودًا، بَلْ لِتُرَتِّبُوا حَيَاتَكُمْ تَرْتِيبًا حَسَنًا وَتُكَرِّسُوا أنْفُسَكُمْ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ دُونَ أنْ يُلهِيَكُمْ شَيءٌ عَنْ ذَلِكَ.

36 قَدْ يَرَى أحَدُكُمْ أنَّهُ لَا يَتَّخِذُ القَرَارَ المُنَاسِبَ تُجَاهَ خَطيبَتِهِ، وَهِيَ قَدْ تَجَاوَزَتِ السِّنَّ المُنَاسِبَ للزَّوَاجِ. فَلْيَتَزَوَجَا، فَذَلِكَ ليسَ خَطِيَّةً. 37 أمَّا مَنْ لَا يَرَى حَاجَةً إلَى ذَلِكَ، فَهُوَ حُرٌّ فِي أنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُ. فَإنْ عَزَمَ فِي قَلْبِهِ أنْ لَا يَتَزَوَّجَ خَطِيبَتَهُ، فَحَسَنًا يَفْعَلُ. 38 فَمَنْ يَتَزَوَّجُ خَطِيبَتَهُ يُحسِنُ صُنعًا، وَمَنْ لَا يَتَزَوَّجُ، يَفْعَلُ أحسَنَ.[u]

39 وَالمَرْأةُ مُرتَبِطَةٌ بِزَوْجِهَا مَا دَامَ حَيًّا، لَكِنْ إنْ مَاتَ زَوْجُهَا، فَإنَّهَا حُرَّةٌ فِي أنْ تَتَزَوَّجَ مَنْ تَشَاءُ، عَلَى أنْ تَختَارَ شَخْصًا يَنْتَمِي إلَى الرَّبِّ. 40 أمَّا رَأيِي فَهُوَ أنَّهَا سَتَكُونُ أسعَدَ حَالًا إذَا بَقِيَتْ كَمَا هِيَ، وَأنَا أعتَقِدُ أيْضًا أنَّ رُوحَ اللهِ فِيَّ.

الذَّبَائِحُ المُقَدَّمَةُ لِلأوْثَان

أمَّا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالذَّبَائِحِ المُقَدَّمَةِ لِلأوْثَانِ، فَصَحِيحٌ قُولُكُمْ: «كُلُّنَا نَعْرِفُ!» لَكِنَّ المَعْرِفَةَ تَنْفُخُ النَّاسَ بِالكِبرِيَاءِ، أمَّا المَحَبَّةُ فَتَبْنِيهِمْ. فَإنْ ظَنَّ أحَدُهُمْ أنَّهُ يَعْرِفُ، فَإنَّهُ لَا يَعْرِفُ كَمَا يَنْبَغِي. لَكِنْ مَنْ يُحِبُّ اللهَ، فَإنَّهُ يَكُونُ مَعْرُوفًا مِنَ اللهِ.

فَفِي مَا يَتَعَلَّقُ بِأكلِ لَحْمِ الذَّبَائِحِ المُقَدَّمَةِ لِلأوْثَانِ، نَعْرِفُ أنَّهُ لَا يُوجَدُ وَثَنٌ حَقِيقِيٌّ فِي العَالَمِ، وَأنَّهُ لَا إلَهَ آخَرَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ. نَعْرِفُ أنَّ هُنَاكَ مَا يُسَمَّى «آلِهَةً،» سَوَاءٌ أفِي السَّمَاءِ أمْ عَلَى الأرْضِ، وَأنَّ هُنَاكَ «آلِهَةً» كَثِيرِينَ وَ «أربَابًا» كَثِيرِينَ. أمَّا بِالنِّسبَةِ لَنَا، فَلَا يُوجَدُ إلَّا إلَهٌ وَاحِدٌ هُوَ الآبُ، الَّذِي مِنْهُ تَأْتِي كُلُّ الأشْيَاءِ وَلَهُ نَحيَا. وَلَا يُوجَدُ إلَّا رَبٌّ وَاحِدٌ، هُوَ يَسُوعُ المَسِيحُ الَّذِي بِهِ تُوجَدُ كُلُّ الأشْيَاءِ وَبِهِ نَحيَا. لَكِنْ لَا يعرِفُ الجَمِيعُ هَذِهِ الحَقِيقَةَ. فَبَعْضُ النَّاسِ كَانُوا قَدِ اعْتَادُوا عَلَى عِبَادَةِ الأوْثَانِ، فَعِنْدَمَا يَأْكُلُونَ مِنْ ذَلِكَ اللَّحمِ مُعتَقِدِينَ أنَّهُ ذُبِحَ لِوَثَنٍ، يَشْعُرُونَ بِالذَّنبِ لِأنَّ ضَمِيرَهُمْ ضَعِيفٌ.

غَيْرَ أنَّ الطَّعَامَ لَا يُقَرِّبُنَا مِنَ اللهِ. فَنَحْنُ لَا نَصِيرُ أسوَأَ إنْ لَمْ نَأكُلَ، وَلَا نَكُونُ أفضَلَ إنْ أكَلْنَا. لَكِنِ انتَبِهُوا لِئَلَّا يَصِيرَ حَقُّكُمْ فِي تَنَاوُلِ مِثْلِ هَذِهِ الأطعِمَةِ سَبَبًا فِي تَعَثُّرِ الضُّعَفَاءِ. 10 فَيَا صَاحِبَ المَعْرِفَةِ، مَاذَا لَوْ رَآكَ أحَدٌ ذُو ضَمِيرٍ ضَعِيفٍ تَجْلِسُ وَتَأْكُلُ فِي مَعبَدٍ لِلأوْثَانِ، ألَا يَتَشَجَّعُ ضَمِيرُهُ فَيَأْكُلَ مِنَ الأطعِمَةِ المُقَدَّمَةِ لِلأوْثَانِ؟ 11 وَهَكَذَا تُؤدِّي مَعْرِفَتُكَ إلَى تَدْمِيرِ هَذَا المُؤمِنِ، وَهُوَ أخُوكَ الَّذِي مَاتَ المَسِيحُ مِنْ أجْلِهِ! 12 وَإذْ تُخْطِئُونَ فِي حَقِّ إخْوَتِكُمْ وَتَجْرَحُونَ ضَمِيرَهُمُ الضَّعِيفَ، فإنَّكُمْ تُخْطِئُونَ إلَى المَسِيحِ نَفْسِهِ. 13 فَإنْ كَانَ الطَّعَامُ يَتَسَبَّبُ فِي أنْ يُخطِئَ أخِي، فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا مَرَّةً أُخْرَى لِئلَّا يُخطِئَ أخِي.

حُقُوقُ بُولُسَ الَّتِي يَتَخَلَّى عَنْهَا

ألَسْتُ أنَا حُرًّا؟ ألَسْتُ أنَا رَسُولًا؟ ألَمْ أرَ يَسُوعَ رَبَّنَا؟ ألَسْتُمْ أنْتُمْ ثَمَرِي فِي الرَّبِّ؟ وَإنْ كَانَ آخَرُونَ لَا يَعْتَبِرُونَنِي رَسُولًا، فَإنَّكُمْ تَعْتَبِرونني رَسولًا. فَأنْتُمُ الخَتمُ الَّذِي يُصَادِقُ عَلَى رَسُولِيَّتِي فِي الرَّبِّ.

وَدِفَاعِي لَدَى الَّذِينَ يَسْتَجْوِبُونَنِي هُوَ هَذَا: ألَيْسَ لِي الحَقُّ فِي أنْ آكُلَ وَأشرَبَ؟ ألَيْسَ لِي الحَقُّ فِي أنْ أصطَحِبَ مَعِي زَوْجَةً مُؤمِنَةً كَالرُّسُلِ الآخَرِينَ وَإخوَةِ الرَّبِّ وَبُطرُسَ؟ أمْ أنَّنَا، بَرنَابَا وَأنَا، الوَحِيدَانِ اللَّذَانِ لَيْسَ لَنَا حَقٌّ فِي الامْتِنَاعِ عَنِ العَمَلِ لِنَكسِبَ قُوتَنَا؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَتَجَنَّدُ عَلَى نَفَقَتِهِ الخَاصَّةِ؟ وَمَنْ ذَا الَّذِي يَزْرَعُ كَرْمًا وَلَا يَأْكُلُ مِنْ ثَمَرِهِ؟ وَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْعَى قَطِيعًا مِنَ الأغْنَامِ وَلَا يَشْرَبُ مِنْ حَلِيبِ القَطِيعِ؟

ألَعَلِّي أتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الأُمُورِ حَسَبَ تَفْكِيرِ النَّاسِ فَقَطْ؟ أفَلَا تَقُولُ الشَّرِيعَةُ هَذَا أيْضًا؟ إذْ تَقُولُ شَرِيعَةُ مُوسَى: «لَا تُكَمِّمْ ثَوْرًا وَهُوَ يَدْرُسُ القَمْحَ.»[v] ألَعَلَّ اللهَ يَقُولُ ذَلِكَ اهتِمَامًا مِنْهُ بِالثِّيرَانِ؟ 10 ألَا يَقُولُ هَذَا بِكُلِّ تَأْكِيدٍ مِنْ أجْلِنَا نَحْنُ. فَالَّذِي يَحْرُثُ إنَّمَا يَحْرُثُ عَلَى رَجَاءِ الحُصُولِ عَلَى شَيءٍ، وَالَّذِي يَدْرُسُ المَحصُولَ يَدْرُسُ رَاجِيًا نَصِيبَهُ مِنْهُ. 11 وَنَحْنُ زَرَعْنَا بِذَارًا رُوحِيًّا مِنْ أجْلِكُمْ، فَهَلْ تَسْتَكْثِرُون أنْ نَحصُدَ أشْيَاءَ مَادِّيَّةً مِنْكُمْ؟ 12 فَإنْ كَانَ آخَرُونَ يُشَارِكُونَ فِي هَذَا الحَقِّ، أفَلَا نَكُونُ نَحْنُ أحَقَّ مِنْهُمْ؟ لَكِنَّنَا لَمْ نَسْتَخْدِمْ حَقَّنَا هَذَا. بَلْ إنَّنَا نَحتَمِلُ كُلَّ شَيءٍ لِئَلَّا نَضَعَ عَائِقًا فِي طَرِيقِ البِشَارَةِ عَنِ المَسِيحِ. 13 ألَا تَعْلَمُونَ أنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الهَيْكَلِ يَحْصُلُونَ عَلَى طَعَامِهِمْ مِنَ الهَيْكَلِ؟ ألَا تَعْلَمُونَ أيْضًا أنَّ الَّذِينَ يَخْدِمُونَ بِانتِظَامٍ عِنْدَ المَذْبَحِ يَشْتَرِكُونَ مَعًا فِي مَا يُقَدَّمُ عَلَى المَذْبَحِ؟ 14 وَبِالمِثْلِ، فَإنَّ الرَّبَّ قَدْ أمَرَ بِأنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالبِشَارَةِ، يَعِيشُونَ مِنْهَا.

15 غَيْرَ أنِّي لَمْ أستَفِدْ مِنْ أيٍّ مِنْ هَذِهِ الحُقُوقِ. وَلَمْ أكتُبْ هَذَا أمَلًا فِي أنْ يَتَحَقَّقَ لِي هَذَا، لِأنِّي أُفَضِّلُ المَوْتَ عَلَى أنْ يَنْتَزِعَ أحَدٌ مِنِّي سَبَبَ افتِخَارِي. 16 فَإنْ كُنْتُ أُعلِنُ بِشَارَةَ المَسِيحِ، فَلَيْسَ لِي فَضلٌ، لِأنَّ هَذَا هُوَ وَاجِبِي. فَوَيلٌ لِي إنْ كُنْتُ لَا أُبَشِّرُ! 17 فَلَو كُنْتُ أنَا الَّذِي اختَرْتُ هَذِهِ الخِدْمَةَ بِنَفْسِي، لَكُنْتُ أستَحِقُّ مُكَافَأةً. لَكِنْ لَيْسَ لِي خَيَارٌ، فَأنَا أقُومُ بِمَهَمَّةٍ كَلَّفَنِي بِهَا اللهُ. 18 إذًا مَا هِيَ مُكَافَأتِي مُقَابِلَ ذَلِكَ؟ إنَّهَا إعلَانُ البِشَارَةِ مَجَّانًا، لِئَلَّا أستَخْدِمَ حَقِّي فِي الحُصُولِ عَلَى أجرٍ مِنَ التَّبشِيرِ.

19 صَحِيحٌ أنَّنِي حُرٌّ وَلَسْتُ تَحْتَ سُلطَةِ أحَدٍ، إلَّا أنَّنِي جَعَلْتُ نَفْسِي خَادِمًا لِجَمِيعِ النَّاسِ لِكَي أربَحَ أكبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ. 20 فَقَدْ صِرتُ لِليَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لِكَي أربَحَ اليَهُودَ. صِرتُ لِلَّذِينَ تَحْتَ الشَّرِيعَةِ كَمَنْ هُوَ تَحْتَ الشَّرِيعَةِ، رُغْمَ أنِّي لَسْتُ تَحْتَ الشَّرِيعَةِ. وَهَدَفِي هُوَ أنْ أربَحَ الَّذِينَ تَحْتَ الشَّرِيعَةِ. 21 وَصِرتُ لِلَّذِينَ بِلَا شَرِيعَةٍ كَمَنْ هُوَ بِلَا شَرِيعَةٍ، رُغْمَ أنِّي لَسْتُ بِلَا شَرِيعَةِ اللهِ، لِأنِّي خَاضِعٌ لِشَرِيعَةِ المَسِيحِ. وَهَدَفِي هُوَ أنْ أربَحَ الَّذِينَ بِلَا شَرِيعَةٍ. 22 صِرتُ لِلضُّعَفَاءِ ضَعِيفًا لِكَي أربَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرتُ كُلَّ شَيءٍ لِكُلِّ إنْسَانٍ، لِكَي أربَحَ بَعْضَ النَّاسَ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ مُمْكِنَةٍ. 23 وَأنَا مُسْتَعِدٌّ أنْ أفعَلَ كُلَّ شَيءٍ مِنْ أجْلِ بِشَارَةِ المَسِيحِ، لِكَي أشتَرِكَ فِي بَرَكَاتِهِا.

24 ألَا تَعْرِفُونَ أنَّ العَدَّائِينَ فِي المَيدَانِ يُشَارِكُونَ كُلُّهُمْ فِي السِّبَاقِ، وَوَاحِدٌ فَقَطْ هُوَ الَّذِي يَفُوزُ بِالجَائِزَةِ. فَاركُضُوا أنْتُمْ لِكَي تَفُوزُوا. 25 وَتَذكَّرُوا أنَّ كُلَّ مُتَنَافِسٍ يُخضِعُ نَفْسَهُ لِلتَّدرِيبِ الصَّارِمِ. وَهُمْ إنَّمَا يَفْعَلُونَ هَذَا لِكَي يَفُوزُوا بِإكلِيلٍ فَانٍ، أمَّا نَحْنُ فَسَنَفُوزُ بِإكلِيلٍ لَا يَفْنَى. 26 هَكَذَا إذًا أنَا أركُضُ كَمُتَسَابِقٍ لَدَيهِ هَدَفٌ. وَهَكَذَا أُلَاكِمُ، لَا كَمَنْ يُسَدِّدُ ضَرَبَاتٍ فِي الهَوَاءِ، 27 بَلْ أقسُو عَلَى جَسَدِي وَأُخْضِعُهُ، لِئَلَّا أصِيرَ أنَا نَفْسِي، بَعْدَ أنْ بَشَّرْتُ الآخَرِينَ، غَيْرَ مُؤهَّلٍ لِنَوَالِ الجَائِزَةِ!

مِثَالٌ مِنْ تَارِيخِ الشَّعْبِ القَدِيم

10 أيُّهَا الإخْوَةُ، أُرِيدُ أنْ أُذَكِّرَكُمْ بِأنَّ آبَاءَنَا كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ. وَعَبَرُوا جَمِيعًا البَحْرَ الأحْمَرَ. وَتَعَمَّدُوا جَمِيعًا فِي السَّحَابَةِ[w] وَفِي البَحْرِ خَاضِعِينَ لِمُوسَى. وَأكَلُوا جَمِيعًا الطَّعَامَ الرُّوحِيَّ نَفْسَهُ. وَشَرِبُوا جَمِيعًا الشَّرَابَ الرُّوحِيَّ نَفْسَهُ. فَقَدْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنَ الصَّخرَةِ الرُّوحِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ تَتْبَعُهُمْ، وَكَانَتْ تِلْكَ الصَّخرَةُ هِيَ المَسِيحَ. لَكِنَّ اللهَ لَمْ يَرْضَ عَنْ أكثَرِهِمْ، فَقُتِلُوا فِي البَرِّيَّةِ.

وَقَدْ حَدَثَتْ هَذِهِ الأُمُورُ مِثَالًا لَنَا، لِئَلَّا نَكُونَ مِمَّنْ يَشْتَهُونَ أُمُورًا شِرِّيرَةً مِثْلَهُمْ. فَلَا تَكُونُوا عَبَدَةَ أوْثَانٍ كَمَا كَانَ بَعْضٌ مِنْهُمْ. كَمَا يَقُولُ الكِتَابُ: «جَلَسَ الشَّعْبُ لِيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا، وَنَهَضُوا لِيُرَفِّهُوا عَنْ أنْفُسِهِمْ.»[x] وَلَا يَنْبَغِي أنْ نَزنِيَ كَمَا فَعَلَ بَعْضٌ مِنْهُمْ، فَسَقَطَ مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ وَعِشرُونَ ألْفًا أمْوَاتًا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ! وَأنْ لَا نُجَرِّبَ المَسِيحَ، كَمَا فَعَلَ بَعْضٌ مِنْهُمْ، فَقَتَلَتهُمُ الحَيَّاتُ. 10 وَلَا تَتَذَمَّرُوا، كَمَا فَعَلَ بَعْضٌ مِنْهُمْ، فَأمَاتَهُمُ المَلَاكُ المُهلِكُ. 11 حَدَثَتْ لَهُمْ هَذِهِ مِثَالًا لَنَا، وَكُتِبَتْ مِنْ أجْلِ تَحْذِيرِنَا، نَحْنُ الَّذِينَ أدرَكَتْنَا نِهَايَةُ العُصُورِ.

12 فَليَحْذَرْ مَنْ يَظُنُّ أنَّهُ ثَابِتٌ لِئَلَّا يَسْقُطَ. 13 لَمْ تُصِبكُمْ تَجْرِبَةٌ لَا تَأْتِي عَلَى غَيرِكُمْ مِنَ البَشَرِ، لَكِنْ يُمكِنُكُمْ أنْ تَثِقُوا بِاللهِ الَّذِي لَا يَسْمَحُ بِأنْ تُجَرَّبُوا فَوْقَ طَاقَتِكُمْ، بَلْ يُوفِّرُ مَعَ التَّجرِبَةِ مَنفَذًا، لِكَي تَقْدِرُوا أنْ تَحْتَمِلُوا.

14 وَخُلَاصَةُ الحَدِيثِ، أيُّهَا الإخْوَةُ الأحِبَّاءُ، اهرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأوْثَانِ. 15 أنَا أُحَدِّثُكُمْ كَعُقَلَاءَ، فَاحكُمُوا بِأنفُسِكُمْ عَلَى مَا أقُولُ. 16 ألَيْسَتْ كَأسُ البَرَكَةِ[y] الَّتِي نُبَارِكُ اللهَ مِنْ أجْلِهَا، هِيَ أنْ نَشتَرِكَ مَعًا فِي دَمِ المَسِيحِ؟ ألَيْسَ الخُبْزُ الَّذِي نَكسِرُهُ، هُوَ أنْ نَشتَرِكَ فِي جَسَدِ المَسِيحِ؟ 17 فَالرَّغِيفُ الوَاحِدُ مِنَ الخُبْزِ يَعْنِي أنَّنَا نَحْنُ الكَثِيرِينَ نُؤَلِّفُ جَسَدًا وَاحِدًا، لِأنَّ لَنَا جَمِيعًا نَصِيبًا فِي الرَّغِيفِ.

18 تَأمَّلُوا مَا يَفْعَلُهُ بَنُو إسْرَائِيلَ. ألَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ، هُمْ مُشَارِكُونَ فِي المَذْبَحِ؟ 19 فَمَاذَا أعنِي بِهَذَا؟ هَلْ أعنِي أنَّ لِلطَّعَامِ المَذْبُوحِ لِلأوْثَانِ قِيمَةً، أوْ أنَّ لِلوَثَنِ قِيمَةً؟ 20 لَا، بَلْ مَا أعنِيهِ هُوَ أنَّ مَا يُضَحِّي بِهِ هَؤُلَاءِ النَّاسُ فَإنَّمَا يُضَحُّونَ بِهِ لِلأروَاحِ الشِّرِّيرَةِ، لَا للهِ! وَأنَا لَا أُرِيدُكُمْ أنْ تَكُونُوا شُرَكَاءَ الأرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ. 21 فَلَا يُمكِنُكُمْ أنْ تَشْرَبُوا كَأسَ الرَّبِّ وَكَأسَ الأرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ أيْضًا. وَلَا يُمكِنُكُمْ أنْ تَشْتَرِكُوا فِي مِائِدَةِ الرَّبِّ وَمَائِدَةِ الأرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ أيْضًا. 22 أمْ لَعَلَّنَا نُحَاوِلُ أنْ نُثِيرَ غَيْرَةَ الرَّبِّ؟[z] ألَعَلَّنَا أقوَى مِنْهُ؟ فَاسْتَخْدِمُوا حُرِّيَتَكُمْ لِمَجْدِ اللهِ.

23 لِي الحَقُّ فِي أنْ أفعَلَ أيَّ شَيءٍ، لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ نَافِعًا. لِي الحَقُّ فِي أنْ أفعَلَ أيَّ شَيءٍ، لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ يَبْنِي. 24 فَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ أنْ لَا يَنْظُرَ إلَى مَصَالِحِهِ الشَّخصِيَّةِ، بَلْ إلَى مَصَالِحِ الآخَرِينَ. 25 كُلُوا كُلَّ مَا يُبَاعُ فِي المَلحَمَةِ دُونَ استِفسَارٍ عَنْ أصلِهِ. 26 فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:

«الأرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُلكٌ لِلرَّبِّ[aa]

27 وَإذَا دَعَاكَ شَخْصٌ غَيْرُ مُؤمِنٍ إلَى طَعَامٍ، وَقَبِلْتَ الدَّعوَةَ، فَكُلْ أيَّ شَيءٍ يُوضَعُ أمَامَكَ. وَلَا تَطْرَحْ أسئِلَةً عَنِ اللَّحمِ تَتَعَلَّقُ بِالضَّمِيرِ. 28 لَكِنْ إذَا قَالَ لَكَ أحَدُهُمْ: «هَذَا لَحْمٌ قُدِّمَ ذَبِيحَةً لِلأوْثَانِ،» فَلَا تَأْكُلْ مِنْهُ، مِنْ أجْلِ الشَّخصِ الَّذِي أخبَرَكَ، وَمِنْ أجْلِ الضَّمِيرِ. 29 لَا ضَمِيرِكَ أنْتَ، بَلْ ضَمِيرِ الشَّخصِ الآخَرِ. وَهَذَا هُوَ السَّبَبُ الوَحِيدُ، إذْ لَا يَنْبَغِي أنْ يُقَيِّدَ حُرِّيَّتِي ضَمِيرُ شَخْصٍ آخَرَ. 30 وَبِمَا أنِّي آكُلُ شَاكِرًا، فَلِمَاذَا يُوَجَّهُ إلَيَّ الانْتِقَادُ بِسَبَبِ شَيءٍ أشكُرُ اللهَ عَلَيْهِ؟

31 فَإنْ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أوْ تَشْرَبُونَ، أوْ مَهْمَا فَعَلْتُمْ، فَافْعَلُوهُ مِنْ أجْلِ مَجْدِ اللهِ. 32 وَلَا تَضَعُوا عَقَبَاتٍ أمَامَ اليَهُودِ وَلَا أمَامَ غَيْرِ اليَهُودِ أوْ أمَامَ الَّذِينَ يَنْتَمُونَ إلَى كَنِيسَةِ اللهِ. 33 وَأنَا أفْعَلُ هَذَا لإرضَاءِ الجَمِيعِ بِكُلِّ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ، غَيْرَ سَاعٍ إلَى مَا فِيهِ مَصلَحَتِي بَلْ مَصلَحَةِ الجَمِيعِ، رَاجِيًا أنْ يَخْلُصُوا.

11 تَمَثَّلُوا بِي كَمَا أتَمَثَّلُ أنَا أيْضًا بِالمَسِيحِ.

الخُضُوعُ لِلسُّلُطَات

وَإنِّي أمدَحُكُمْ، لِأنَّكُمْ تَتَذَكَّرُونَنِي عَلَى الدَّوَامِ، وَلِأنَّكُمْ مُتَمَسِّكُونَ بِالتَّقَالِيدِ كَمَا سَلَّمتُهَا إلَيكُمْ. لَكِنِّي أُرِيدُكُمْ أنْ تَعْلَمُوا أنَّ المَسِيحَ هُوَ رَأسُ كُلِّ رَجُلٍ، وَأنَّ الرَّجُلَ[ab] هُوَ رَأسُ المَرْأةِ، وَأنَّ اللهَ هُوَ رَأسُ المَسِيحِ. فَكُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أوْ يَتَنَبَّأُ أمَامَ الكَنِيسَةِ وَهُوَ مُغَطَّى الرَّأسِ يُهِينُ رَأسَهُ، أيِ المَسِيحَ. وَكُلُّ امْرأةٍ تُصَلِّي أوْ تَتَنَبَّأُ أمَامَ الكَنِيسَةِ وَهِيَ مَكشُوفَةُ الرَّأسِ تُهِينُ رَأسَهَا، وَهِيَ أشبَهُ تَمَامًا بِامْرأةٍ مَحلُوقَةِ الرَّأسِ. فَإذَا لَمْ تُغَطِّ المَرْأةُ رَأسَهَا، فَإنَّهَا تَكونُ كَمَنْ قَصَّتْ شَعرَهَا كُلَّهُ! لَكِنْ مَا دَامَ أمْرًا مُعِيبًا أنْ تَحْلِقَ المَرْأةُ أوْ أنْ تَقُصَّ شَعرَ رَأسِهَا كُلَّهُ، فَإنَّهُ يَنْبَغِي عَلَيْهَا أنْ تُغَطِّيَ رَأسَهَا.

أمَّا الرَّجُلُ فَلَا يَنْبَغِي أنْ يُغَطِّيَ رَأسَهُ، لِأنَّهُ يَعْكِسُ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ، وَالمَرْأةُ تَعْكِسُ صُورَةَ الرَّجُلِ. أقُولُ هَذَا لِأنَّ الرَّجُلَ لَمْ يَأْتِ مِنَ المَرْأةِ، بَلِ المَرْأةُ هِيَ الَّتِي جَاءَتْ مِنَ الرَّجُلِ. كَمَا أنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخلَقْ مِنْ أجْلِ المَرْأةِ، بَلِ المَرْأةُ خُلِقَتْ مِنْ أجْلِ الرَّجُلِ. 10 لِذَلِكَ يَنْبَغِي أنْ تُغَطِّيَ المَرْأةُ رَأسَهَا كَعَلَامَةٍ تُبَيِّنُ أنَّهَا تَحْتَ سُلطَانٍ، وَلِأجْلِ المَلَائِكَةِ أيْضًا.

11 غَيْرَ أنَّهُ فِي الرَّبِّ، لَا المَرْأةُ مُسْتَقِلَّةٌ عَنِ الرَّجُلِ، وَلَا الرَّجُلُ مُسْتَقِلٌّ عَنِ المَرْأةِ. 12 فَكَمَا أنَّ المَرْأةَ جَاءَتْ مِنَ الرَّجُلِ، فَإنَّ الرَّجُلَ أيْضًا يُولَدُ مِنَ المَرْأةِ. لَكِنْ كُلُّ الأشْيَاءِ تَأْتِي مِنَ اللهِ.

13 فَاحكُمُوا أنْتُمْ فِي هَذَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أنْفُسِكُمْ: أيَلِيقُ أنْ تُصَلِّيَ المَرْأةُ للهِ عَلَنًا وَهِيَ مَكشُوفَةُ الرَّأسِ؟ 14 ألَا تُعَلِّمُكُمُ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا أنَّهُ عَارٌ عَلَى الرَّجُلِ أنْ يُطِيلَ شَعرَهُ؟ 15 أمَّا الشَّعرُ الطَّوِيلُ فَمَجدٌ لِلمَرْأةِ، لِأنَّهُ أُعْطِيَ لَهَا كَغِطَاءٍ طَبِيعِيٍّ. 16 لَكِنْ يَبْدُو أنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ أنْ يُجَادِلَ، أمَّا نَحْنُ وَجَمِيعُ كَنَائِسِ اللهِ فَلَيْسَتْ لَنَا هَذِهِ العَادَةُ.

العَشَاءُ الرَّبَّانِيّ

17 أمَّا بِخُصُوصِ المَسألَةِ التَّالِيَةِ، فَلَا أمدَحُكُمْ! لِأنَّ اجتِمَاعَاتِكُمْ تَضُرُّكُمْ أكْثَرَ مِمَّا تَنْفَعُكُمْ! 18 أوَّلًا، أسمَعُ أنَّهُ كُلَّمَا اجتَمَعتُمْ كَكَنِيسَةٍ، تَحْصُلُ بَيْنَكُمُ انقِسَامَاتٌ، وَأنَا أُصَدِّقُ بَعْضَ مَا أسمَعُ. 19 إذْ لَا بُدَّ أنْ تَكُونَ بَيْنَكُمْ شِقَاقَاتٌ، لِكَي يَظْهَرَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ الصَّوَابَ!

20 فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعًا، فَإنَّكُمْ لَا تَأْكُلُونَ حَقًّا العَشَاءَ الرَّبَّانِيِّ.[ac] 21 لأنَّكُمْ حِينَ تَأْكُلُونَ، يُسَارِعُ كُلُّ وَاحِدٍ إلَى تَنَاوُلِ عَشَائِهِ الَّذِي أحْضَرَهُ لِنَفْسِهِ، فَيَجُوعُ وَاحِدٌ وَيَسْكَرُ آخَرُ! 22 ألَيْسَتْ لَكُمْ بُيُوتٌ تَأْكُلُونَ فِيهَا؟ أمْ أنَّكُمْ تَحْتَقِرُونَ كَنِيسَةَ اللهِ وَتُحرِجُونَ الفُقَرَاءَ؟

فَمَاذَا أقُولُ لَكُمْ؟ هَلْ أمدَحُكُمْ؟ لَيْسَ هُنَاكَ مَا أمدَحُكُمْ بِهِ فِي هَذِهِ المَسألَةِ. 23 فَقَدْ تَسَلَّمتُ مِنَ الرَّبِّ التَّعلِيمَ نَفْسَهُ الَّذِي سَلَّمتُكُمْ إيَّاهُ، وَهُوَ أنَّهُ فِي اللَّيلَةِ الَّتِي تَعَرَّضَ فِيهَا الرَّبُّ يَسُوعُ لِلخِيَانَةِ، أخَذَ خُبْزًا، 24 وَشَكَرَ اللهَ ثُمَّ قَسَّمَهُ وَقَالَ: «هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي أُعْطِيهِ لَكُمْ. اعمَلُوا هَذَا تَذكَارًا لِي.»

25 وَعَادَ فَتَنَاوَلَ كَأسَ النَّبِيذِ بَعدَمَا تَعَشَّوْا وَقَالَ: «هَذِهِ الكَأسُ هِيَ كَأسُ العَهْدِ الجَدِيدِ الَّذِي يُقْطَعُ بِدَمِي. فَكُلَّمَا شَرِبتُمْ هَذَا الشَّرَابَ، اشْرَبُوهُ تَذكَارًا لِي.» 26 فَكُلَّمَا أكَلتُمْ مِنْ هَذَا الخُبْزِ وَشَرِبتُمْ مِنْ هَذِهِ الكَأسِ، فَإنَّكُمْ تُذِيعُونَ مَوْتَ الرَّبِّ إلَى أنْ يَجِيءَ ثَانِيَةً.

27 فَكُلُّ مَنْ يَأْكُلُ الخُبْزَ وَيَشْرَبُ كَأسَ الرَّبِّ، بِأُسلُوبٍ غَيْرِ لَائِقٍ، يَكُونُ مُخطِئًا ضِدَّ جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. 28 لَكِنْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ أنْ يَفْحَصَ نَفْسَهُ وَبَعْدَ ذَلِكَ يُمكِنُهُ أنْ يَأْكُلَ مِنَ الخُبْزِ وَيَشْرَبَ الكَأسَ. 29 فَمَنْ يَأْكُلُ الخُبْزَ وَيَشْرَبُ الكَأسَ دُونَ أنْ يَهْتَمَّ بِأُولَئِكَ الَّذِينَ هُمْ جَسَدُ الرَّبِّ، فَإنَّهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَينُونَةً عَليهِ. 30 لِذَلِكَ بَيْنَكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرضَى، وَكَثِيرُونَ مَاتُوا.

31 لَكِنْ إنْ حَكَمنَا عَلَىْ أنْفُسِنَا، فَلَنْ يُحكَمَ عَلَيْنَا. 32 وَعِنْدَمَا يَحْكُمُ الرَّبُّ عَلَيْنَا فَإنَّهُ يُؤَدِّبُنَا، لِكَيْ لَا نُدَانَ مَعَ الآخَرِينَ فِي العَالَمِ.

33 إذًا، أيُّهَا الإخْوَةُ، عِنْدَمَا تَجْتَمِعُونَ مَعًا لِلأكلِ، لِيَنْتَظِرْ أحَدُكُمُ الآخَرَ. 34 فَإنْ كَانَ أحَدُكُمْ جَائِعًا حَقًّا، فَليَأْكُلْ فِي بَيْتِهِ، لِئَلَّا تَتَعَرَّضُوا إلَى دَينُونَةٍ نَتِيجَةً لاجتِمَاعَاتِكُمْ هَذِهِ. أمَّا الأُمُورُ الأُخرَى فَسَأقُومُ بِتَصْوِيبِهَا حِينَ آتِي.

مَوَاهِبُ الرُّوحِ القُدُس

12 وَالْآنَ، أيُّهَا الإخْوَةُ، لَا أُرِيدُكُمْ أنْ تَبْقَوْا فِي جَهلٍ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ. أنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّكُمْ لَمَّا كُنْتُمْ غَيْرَ مُؤمِنِينَ، كُنْتُمْ مُضَلَّلِينَ وَمُنسَاقِينَ وَرَاءَ أوْثَانٍ خَرسَاءَ. لِذَلِكَ أقُولُ لَكُمْ إنَّهُ مَا مِنْ أحَدٍ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يُمْكِنُ أنْ يَلْعَنَ يَسُوعَ! وَلَا يُمْكِنُ لِأحَدٍ أنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ،» إلَّا بِالرُّوحِ القُدُسِ.

هُنَاكَ أنوَاعٌ مِنَ المَوَاهِبِ لَكِنَّهَا مِنَ الرُّوحِ نَفْسِهِ. وَهُنَاكَ أنوَاعٌ مِنَ الخِدمَاتِ، وَلَكِنَّنَا نَخدِمُ الرَّبَّ نَفْسَهُ. وَهُنَاكَ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ يَعْمَلُ فِيهَا اللهُ، لَكِنَّ اللهَ نَفْسَهُ هُوَ العَامِلُ فِينَا جَمِيعًا لِعَمَلِ كُلِّ شَيءٍ.

وَتُعطَى لِكُلِّ وَاحِدٍ مَوهِبَةٌ لإظهَارِ الرُّوحِ لِلمَنفَعَةِ. فَيُعطَى لِوَاحِدٍ بِالرُّوحِ أنْ يَتَكَلَّمَ بِحِكمَةٍ، وَيُعطَى لِآخَرَ أنْ يَتَكَلَّمَ بِمَعْرِفَةٍ بِالرُّوحِ نَفْسِهِ. وَيُعطَى لآخَرَ إيمَانٌ مِنَ الرُّوحِ نَفْسِهِ، وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ مِنَ الرُّوحِ الوَاحِدِ. 10 وَلآخَرَ قُوَّاتٌ مُعجِزِيَّةٌ، وَلآخَرَ التَّنَبُّؤُ، وَلآخَرَ القُدرَةُ عَلَى تَمْيِيزِ الأرْوَاحِ، وَلآخَرَ التَّكَلُّمُ بِأنوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ اللُّغَاتِ، وَلآخَرَ تَفْسِيرُ هَذِهِ اللُّغَاتِ. 11 لَكِنَّ الرُّوحَ الوَاحِدَ نَفْسَهُ هُوَ الَّذِي يُحَقِّقُ كُلَّ هَذِهِ الأشْيَاءِ، مُخَصِّصًا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ المَوَاهِبِ مَا يَشَاءُ.

جَسَدُ المَسِيح

12 لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَلِلجَسَدِ أعضَاءٌ كَثِيرَةٌ. وَرُغْمَ كَثرَةِ الأعضَاءِ، فَهِيَ تُشَكِّلُ جَسَدًا وَاحِدًا. وَهَذَا يَنْطَبِقُ عَلَى جَسَدِ المَسِيحِ أيْضًا. 13 فَقَدْ تَعَمَّدنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ لِكَي نَصِيرَ جُزءًا مِنَ الجَسَدِ الوَاحِدِ، يَهُودًا كُنَّا أمْ غَيْرَ يَهُودٍ، عَبِيدًا أمْ أحرَارًا. كَمَا سُقِينَا جَمِيعًا رُوحًا وَاحِدًا.

14 وَجَسَدُ الإنْسَانِ لَا يَتَألَّفُ مِنْ عُضوٍ وَاحِدٍ، بَلْ مِنْ أعضَاءٍ كَثِيرَةٍ. 15 لِنَفرِضْ أنَّ القَدَمَ قَالَتْ: «أنَا لَسْتُ يَدًا. لِذَلِكَ لَا أنتَمِي إلَى الجَسَدِ.» أيُفْقِدُهَا هَذَا انتِمَاءَهَا إلَى الجَسَدِ؟ 16 وَلْنَفرِضْ أنَّ الأُذُنَ قَالَتْ: «أنَا لَسْتُ عَينًا. لِذَلِكَ لَا أنتَمِي إلَى الجَسَدِ.» أيُفْقِدُهَا هَذَا انتِمَاءَهَا إلَى الجَسَدِ؟ 17 فَلَو كَانَ كُلُّ الجَسَدِ عُيُونًا، أيْنَ هِيَ حَاسَّةُ السَّمعِ؟ وَلَوْ كَانَ كُلُّ الجَسَدِ آذَانًا، أيْنَ هِيَ حَاسَّةُ الشَّمِّ؟ 18 أمَّا الآنَ، فَقَدْ وَضَعَ اللهُ كُلَّ عُضوٍ مِنَ الأعضَاءِ فِي الجَسَدِ حَسَبَ مَا رَأى مُنَاسِبًا. 19 فَلَو كَانَتْ كُلُّ أعضَاءِ الجَسَدِ عُضوًا وَاحِدًا، فَأينَ الجَسَدُ؟ 20 لَكِنْ هُنَاكَ أعضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَهُنَاكَ جَسَدٌ وَاحِدٌ.

21 فَلَا تَسْتَطِيعُ العَينُ أنْ تَقُولَ لِليَدِ: «أنَا لَا أحتَاجُ إلَيكِ،» وَلَا يَسْتَطِيعُ الرَّأسُ أنْ يَقُولُ لِلقَدَمَينِ: «أنَا لَا أحتَاجُ إلَيكُمَا.» 22 بَلْ إنَّ الأعضَاءَ الَّتِي نَعتَبِرُهَا أضعَفَ مِنْ غَيرِهَا، ضَرُورِيَّةٌ جِدًّا. 23 وَالأعضَاءُ الَّتِي نَعتَبِرُهَا الأقَلِّ مَنزِلَةً، هِيَ الَّتِي نُعَامِلُهَا بِعِنَايَةٍ أكبَرَ. وَأعضَاؤُنَا الَّتِي لَا نُرِيدُ إبرَازَهَا، هِيَ الَّتِي نُولِيهَا اهتِمَامًا أعْظَمَ.

24 أمَّا أعضَاؤُنَا الأكثَرُ اعتِبَارًا فَلَا تَحتَاجُ إلَى مُعَامَلَةٍ كَهَذِهِ. فَقَدْ شَكَّلَ اللهُ أعضَاءَ الجِسمِ مَعًا بِطَرِيقَةٍ تُضفِي كَرَامَةً أكبَرَ عَلَى العُضوِ الَّذِي يَفْتَقِرُ إلَى الكَرَامَةِ. 25 وَذَلِكَ لِكَي لَا تَكُونَ هُنَاكَ أيَّةُ انشِقَاقَاتٍ فِي الجَسَدِ، بَلْ تَهْتَمُّ الأعضَاءُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ اهتِمَامًا وَاحِدًا. 26 فَإنْ كَانَ أحَدُ الأعضَاءِ يَتَألَّمُ، فَكُلُّ الأعضَاءِ تَتَألَّمُ مَعَهُ. وَإنْ كَانَ أحَدُ الأعضَاءِ مُكَرَّمًا، فَكُلُّ الأعضَاءِ تُكَرَّمُ مَعَهُ.

27 وَهَكَذَا أنْتُمْ، جَسَدُ المَسِيحِ الوَاحِدِ، وَأعضَاؤُهُ فَردًا فَردًا. 28 فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الرُّسُلَ فِي الكَنِيسَةِ أوَّلًا، وَالأنْبِيَاءَ ثَانِيًا، وَالمُعَلِّمِينَ ثَالِثًا، ثُمَّ الَّذِينَ يُجرُونَ المُعجِزَاتِ، ثُمَّ الَّذِينَ لَهُمْ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ، ثُمَّ مُسَاعَدَةُ المُحتَاجِينَ، ثُمَّ مَوَاهِبُ القِيَادَةِ، ثُمَّ التَّكَلُّمُ بِأنوَاعِ لُغَاتٍ. 29 ألَعَلَّ الجَمِيعَ رُسُلٌ؟ ألَعَلَّ الجَمِيعَ أنْبِيَاءٌ، ألَعَلَّ الجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ ألَعَلَّ الجَمِيعَ يُجرُونَ المُعجِزَاتِ؟ 30 ألَعَلَّ الجَمِيعَ لَهُمْ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ؟ ألَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى؟ ألَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَمَتَّعُونَ بِالقُدرَةِ عَلَى تَفْسِيرِ تِلْكَ اللُّغَاتِ؟ 31 لَكِنِ اسْعَوْا إلَى مَوَاهِبِ الرُّوحِ العُظمَى.

وَالْآنَ سَأُريكُمْ أفْضَلَ طَريقٍ:

المَحَبَّة

13 إنْ كُنْتُ أتَكَلَّمُ بِلُغَاتِ البَشَرِ وَالمَلَائِكَةِ، وَلَمْ يَكُنْ لَدَيَّ مَحَبَّةٌ، أكُونُ مِثْلَ جَرَسٍ مُزعِجٍ أوْ صَنجٍ مُنَفِّرٍ. وَإنْ كَانَتْ لِي مَوهِبَةُ النُّبُوَّةِ، وَكُنْتُ أعْرِفُ كُلَّ الأسرَارِ وَكُلَّ مَعْرِفَةٍ، وَكَانَ لِي الإيمَانُ الكَافِي لِأُحَرِّكَ الجِبَالَ، وَلَمْ يَكُنْ لَدَيَّ مَحَبَّةٌ، فَأنَا لَا شَيءَ. وَإنْ كُنْتُ أتَصَدَّقُ بِكُلِّ مَا أملُكُ لإطعَامِ المُحتَاجِينَ، وَإنْ ضَحَّيتُ بِجَسَدِي إلَىْ حَدِّ الافْتِخَارِ،[ad] وَلَمْ يَكُنْ لَدَيَّ مَحَبَّةٌ، فَلَا أستَفِيدُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا.

المَحَبَّةُ تَصْبِرُ.
المَحَبَّةُ تُشفِقُ.
المَحَبَّةُ لَا تَحْسِدُ.
المَحَبَّةُ لَا تَتَبَاهَى.
المَحَبَّةُ لَا تَنْتَفِخُ بِالكِبرِيَاءِ،
وَلَا تَتَصَرَّفُ دُونَ لَيَاقَةٍ.
المَحَبَّةُ لَا تَسْعَى إلَى تَحْقِيقِ غَايَاتِهَا الشَّخصِيَّةِ.
المَحَبَّةُ لَيْسَتْ سَرِيعَةَ الاهْتِيَاجِ،
وَلَا تَحْفَظُ سِجِلًّا لِلإسَاءَاتِ.
المَحَبَّةُ لَا تَفْرَحُ بِالشَّرِّ،
بَلْ تَفْرَحُ بِالحَقِّ.
المَحَبَّةُ تَحْمِي دَائِمًا،
وَتُصَدِّقُ دَائِمًا،
وَتَرْجُو دَائِمًا،
وَتَحْتَمِلُ دَائِمًا.
المَحَبَّةُ لَا تَمُوتُ.

أمَّا مَوَاهِبُ النُّبُوَّةِ، فَسَتُوضَعُ جَانِبًا، وَمَوَاهِبُ التَّكَلُّمِ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، سَتَتَوَقَّفُ. وَمَوهِبَةُ المَعْرِفَةِ سَتُوضَعُ جَانِبًا. فَمَعْرِفَتُنَا الآنَ جُزئِيَّةٌ، وَنُبُوَّاتُنَا جُزئِيَّةٌ. 10 لَكِنْ حِينَ يَأتِي الكَامِلُ، سَيُلغَى مَا هُوَ جُزئِيٌّ.

11 عِنْدَمَا كُنْتُ طِفْلًا، كُنْتُ أتَكَلَّمُ كَطِفلٍ، وَأُفَكِّرُ كَطِفلٍ، وَأفهَمُ كَطِفلٍ. أمَّا الآنَ، وَقَدْ صِرتُ رَجُلًا نَاضِجًا، فَقَدِ انتَهَيتُ مِنْ طُرُقِ الطُّفُولَةِ. 12 فَنَحْنُ الآنَ نَرَى انعِكَاسًا بَاهِتًا فِي مِرآةٍ، لَكِنْ عِنْدَمَا يَأتِي الكَامِلُ، سَنَرَى وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ مَعْرِفَتِي جُزئِيَّةٌ، لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأعرِفُ كَمَا يَعْرِفُنِي اللهُ.

13 أمَّا الآنَ، فَلتَثْبُتْ هَذِهِ الأُمُورُ الثَّلَاثَةُ:

الإيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالمَحَبَّةُ،
لَكِنَّ أعْظَمَهَا المَحَبَّةُ.

المَوَاهِبُ هِيَ لِمَنفَعَةِ الكَنِيسَة

14 اسْعَوْا وَرَاءَ المَحَبَّةِ، وَتَشَوَّقُوا لِلمُوُاهِبِ الرُّوحِيَّةِ بِإخْلَاصٍ، ولَاسِيَّمَا مَوهِبَةُ التَّنَبُّؤِ. فَمَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ أُخْرَى، لَا يُكَلِّمُ النَّاسَ، بَلِ اللهَ، لِأنَّهُ مَا مِنْ أحَدٍ يَفْهَمُ مَا يَقُولُهُ. فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِأسرَارٍ بِالرُّوحِ. أمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَيَتَكَلَّمُ بِأشْيَاءَ تَبْنِي وَتُشَجِّعُ وَتُعَزِّي الآخَرِينَ. مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ أُخْرَى يَبْنِي نَفْسَهُ، أمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الكَنِيسَةَ كُلَّهَا.

وَأنَا أوَدُّ أنْ تَكُونَ لَكُمْ جَمِيعًا مَوهِبَةُ التَّكَلُّمِ بِلُغَاتٍ، لَكِنِّي أوَدُّ أكْثَرَ أنْ تَتَنَبَّأُوا. فَمَنْ يَتَنَبَّأُ أكْثَرُ فَائِدَةً مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، إلَّا إذَا كَانَ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ أُخْرَى لَهُ مَوهِبَةُ تَفْسِيرِ مَا يَقُولُهُ، فَبِهَذَا تُبنَى الكَنِيسَةُ كُلُّهَا.

أيُّهَا الإخْوَةُ، إنْ أتَيْتُكُمْ مُتَكَلِّمًا بِلُغَاتٍ أُخْرَى، فَكَيْفَ سَأُفِيدُكُمْ إلَّا إذَا تَكَلَّمْتُ بِإعلَانٍ أوْ مَعْرِفَةٍ أوْ نُبُوَّةٍ أوْ تَعْلِيمٍ؟ كَذَلِكَ الآلَاتُ المُوسِيقِيَّةُ الخَالِيَةُ مِنَ الحَيَاةِ. فَإنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ تَمْيِيزٌ وَاضِحٌ بَيْنَ النَّغَمَاتِ الَّتِي تُطلِقُهَا، كَيْفَ يُمْكِنُ لأحَدٍ أنْ يُمَيِّزَ اللَحْنَ الَّذِي يُعزَفُ عَلَى النَّايِ أوِ القِيثَارِ؟ وَإذَا أصدَرَ البُوقُ صَوْتًا غَيْرَ وَاضِحٍ، فَمَنِ الَّذِي سَيُهَيِّئُ نَفْسَهُ لِلمَعرَكَةِ؟ كَذَلِكَ إنْ لَمْ يُصدِرْ لِسَانُكُمْ كَلَامًا مَفهُومًا، فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِأيِّ أحَدٍ أنْ يَفْهَمَ مَا قُلْتُمُوهُ؟ لِأنَّكُمْ عِنْدَئِذٍ تَتَكَلَّمُونَ فِي الهَوَاءِ. 10 لَا شَكَّ أنَّ هُنَاكَ لُغَاتٍ كَثِيرَةً فِي العَالَمِ، وَجَمِيعُهَا لَهَا مَعنَى. 11 فَإنْ لَمْ أكُنْ أعْرِفُ مَعنَى اللُّغَةِ، سَأكُونُ مِثْلَ الأجنَبِيِّ عِنْدَ المُتَكَلِّمِ، وَسَيَكُونُ المُتَكَلِّمُ أجنَبِيًّا عِندِي أيْضًا.

12 وَهَكَذَا أنْتُمْ. فَبِمَا أنَّكُمْ مُتَشَوِّقُونَ لَامتِلَاكِ المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، اجتَهِدُوا أنْ تَتَفَوَّقُوا فِيهَا مِنْ أجْلِ بِنَاءِ الكَنِيسَةِ. 13 فَعَلَى مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ أُخْرَى، أنْ يُصَلِّيَ طَالِبًا مَوهِبَةَ تَفْسِيرِ اللُغَةِ أيْضًا. 14 فَإنْ صَلَّيتُ بِلُغَةٍ أُخْرَى، فَإنَّ رُوحِي هِيَ الَّتِي تُصَلِّي، وَأمَّا عَقلِي فَيَكُونُ خَامِلًا. 15 فَمَا العَمَلُ إذًا؟ سَأُصَلِّي بِرُوحِي، وَسَأُصَلِّي بِعَقلِي أيْضًا. سَأُرَنِّمُ بِرُوحِي، وَسَأُرَنِّمُ بِعَقلِي أيْضًا. 16 فَإنْ حَمَدتَ اللهَ بِرُوحِكَ فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِمَنْ لَا يَفْهَمُ كَلَامَكَ أنْ يَقُولَ: «آمِين»؟ وَهُوَ لَمْ يَفْهَمْ مَا قُلْتَهُ. 17 رُبَّمَا تَشْكُرُ اللهَ بِطَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ، لَكِنَّ الشَّخصَ الآخَرَ لَا يُبنَى.

18 أنَا أشكُرُ اللهَ عَلَى أنِّي أتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ أُخْرَى أكْثَرَ مِنْكُمْ جَمِيعًا. 19 لَكِنِّي أُفَضِّلُ عِنْدَ اجتِمَاعِ الكَنِيسَةِ أنْ أتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ مُسْتَخْدِمًا عَقلِي لِأُعَلِّمَ الآخَرِينَ، عَلَى أنْ أتَكَلَّمَ عَشْرَةَ آلَافِ كَلِمَةٍ بِلُغَةٍ أُخْرَى! 20 أيُّهَا الإخْوَةُ، لَا تَكُونُوا أطْفَالًا فِي تَفْكِيرِكُمْ، بَلْ كُونُوا أبرِيَاءَ كَالأطْفَالِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالشَّرِّ. أمَّا فِي تَفْكِيرِكُمْ، فَكُونُوا نَاضِجِينَ. 21 تَقُولُ الشَّرِيعَةُ:

«بِأُنَاسٍ يَتَكَلَّمُونَ لُغَاتٍ أُخْرَى،
وَبِشِفَاهِ أجَانِبَ،
سَأُكَلِّمُ هَذَا الشَّعْبَ.
لَكِنَّهُمْ لَنْ يُصغُوا إلَيَّ.»[ae]

هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ.

22 وَهَذَا يَعْني أنَّ التَّكَلُّمَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى هُوَ عَلَامَةُ دَينونَةٍ ضَدَّ غَيْرِ المُؤمِنِينَ، لَا ضَدَّ المُؤمِنِينَ. أمَّا التَّنَبُّؤُ فَعَلَامَةُ بَرَكَةٍ لِلمُؤمِنينَ، لَا لِغَيرِ المُؤمِنِينَ. 23 فَلْنَفرِضْ أنَّ الكَنِيسَةَ كُلَّهَا اجتَمَعَتْ مَعًا، وَكَانَ الجَمِيعُ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، ثُمَّ دَخَلَ غُرَبَاءٌ أوْ غَيْرُ مُؤمِنِينَ، أفَلَنْ يَقُولُوا إنَّكُمْ مَجَانِينُ؟ 24 لَكِنْ إنْ كَانَ الجَمِيعُ يَتَنَبَّأُونَ عِنْدَ دُخُولِ شَخْصٍ غَيْرِ مُؤمِنٍ أوْ غَرِيبٍ، فَإنَّهُ سَيُوَبَّخُ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ وَسَتَدِينُهُ أقْوَالُهُمْ. 25 سَتُكشَفُ أسرَارُ قَلْبِهِ، فَيَجْثُو وَيَعْبُدُ اللهَ وَيَقُولُ: «حَقًّا إنَّ اللهَ مَوجُودٌ بَيْنَكُمْ!»

كُلُّ شَيءٍ لِبُنيَانِ الكَنِيسَة

26 فَمَا العَمَلُ أيُّهَا الإخْوَةُ؟ عِنْدَمَا تَجْتَمِعُونَ، لِيَكُنْ لِوَاحِدٍ مِنْكُمْ مَزْمُورٌ، وَلِآخَرَ تَعْلِيمٌ، وَلِآخَرَ إعْلَانٌ، وَليَتَكَلَّمْ آخَرُ بِلُغَةٍ أُخْرَى، وَيُفَسِّرْ آخَرُ تِلْكَ اللُّغَةَ. فَيَنْبَغِي أنْ يَجْرِيَ كُلُّ شَيءٍ لِبُنيَانِ الكَنِيسَةِ. 27 فَعِنْدَمَا تَتَكَلَّمونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى فِي الكَنِيسَةِ، ليَتَكَلَّمِ اثْنَانِ أوْ ثَلَاثَةٌ عَلَى الأكثَرِ. وَلْيَتَكَلَّمُوا وَاحِدًا بَعْدَ الآخَرِ. وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ مَا يُقَالُ. 28 وَإنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَنْ يُتَرْجِمُ، فَلْيَصْمِتِ المُتَكَلِّمُ بِلُغَةٍ أُخْرَى فِي الاجْتِمَاعِ، وَلْيُصَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ. 29 وَلْيَتَكَلَّمْ نَبِيَّانِ أوْ ثَلَاثَةٌ، وَلْيَمْتَحِنِ الآخَرُونَ مَا يَقُولُونَهُ. 30 وَإذَا تَلَقَّى شَخْصٌ آخَرُ جَالِسٌ إعلَانًا مِنَ اللهِ، فَلْيَصْمِتْ مَنْ كَانَ يَتَنَبَّأُ. 31 إذْ يُمكِنُكُمْ جَمِيعًا أنْ تَتَنَبَّأُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِدَورِهِ. وَبِهَذَا تَتَعَلَّمُونَ جَمِيعًا وَتَتَشَجَّعُونَ جَمِيعًا. 32 فَأروَاحُ الأنْبِيَاءِ خَاضِعَةٌ لِلأنبَيَاءِ. 33 وَاللهُ لَا يَصْنَعُ الفَوضَى بَلِ السَّلَامَ.

وَكَمَا هُوَ الحَالُ فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ شَعْبِ اللهِ المُقَدَّسِ، 34 يَنْبَغِي أنْ تَصْمُتَ النِّسَاءُ فِي الاجْتِمَاعَاتِ. إذْ لَيْسَ مَسمُوحًا لَهُنَّ بِأنْ يَتَكَلَّمنَ، بَلْ لِيُظهِرنَ خُضُوعًا، كَمَا تَقُولُ الشَّرِيعَةُ أيْضًا. 35 وَإذَا أرَدنَ أنْ يَتَعَلَّمنَ شَيْئًا، فَعَلَيْهِنَّ أنْ يَنْتَظِرنَ حَتَّى يَصِلْنَ إلَى البَيْتِ وَيَسألنَ أزوَاجَهُنَّ. أقُولُ هَذَا لِأنَّهُ عَيبٌ أنْ تَتَكَلَّمَ المَرْأةُ فِي الاجْتِمَاعِ.

36 فَهَلْ أنْتُمْ مَصدَرُ كَلِمَةِ اللهِ؟ أمْ وَصَلَتْ كَلِمَةُ اللهِ إلَيكُمْ وَحدَكُمْ؟ 37 فَإنْ كَانَ أحَدٌ يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ نَبِيًّا، أوْ لَدَيهِ مَوهِبَةٌ رُوحِيَّةٌ، فَلَا بُدَّ أنْ يُدرِكَ أنَّ مَا أكتُبُهُ إلَيكُمْ هُوَ أمرٌ مِنَ الرَّبِّ. 38 وَإنْ كَانَ يَتَجَاهَلُ هَذَا، فَاللهُ يَتَجَاهَلُهُ!

39 إذًا أيُّهَا الإخْوَةُ، تَشَوَّقُوا لِلتَّنَبُّؤِ، وَلَا تَمْنَعُوا أحَدًا مِنَ التَّكَلُّمِ بِلُغَاتٍ. 40 لَكِنْ يَنْبَغِي أنْ يَتِمَّ كُلُّ شَيءٍ بِلَيَاقَةٍ وَبِنِظَامٍ.

Arabic Bible: Easy-to-Read Version (ERV-AR)

Copyright © 2009, 2016 by Bible League International